أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نجيب الخنيزي - روحاني .. بين ولاية الفقيه ورئاسة الدولة














المزيد.....

روحاني .. بين ولاية الفقيه ورئاسة الدولة


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 23:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




في الثالث من شهر أغسطس الجاري تسلم الرئيس الإيراني الجديد الشيخ حسن روحاني مهام منصبه كسابع رئيس إيراني منتخب منذ الثورة التي أطاحت بنظام الشاه في عام 1979. أبو الحسن بني صدر كان أول رئيس إيراني منتخب بعد الثورة، حيث انتخب رئيسا لأربع سنوات في 25 يناير 1980، بنسبة 78.9 بالمائة من الأصوات، غير أنه على أثر خلافه مع الخميني الذي يعد قائدا للثورة والولي الفقيه جرى إبعاده عن منصبه في 10 يونيو 1981، ثم اضطر إلى الهروب خارج إيران خوفا على حياته.. في حين جرى اغتيال الرئيس الثاني لإيران محمد علي رجائي بعد أيام قليلة على انتخابه، وتبنت منظمة مجاهدي خلق المحظورة عملية الاغتيال، انتخاب روحاني ومنذ الجولة الأولى لم يأت من فراغ، بل هو نتاج التفاعلات والتجاذبات والاستقطابات السياسية والثقافية والاجتماعية الحادة التي تتحكم في الشارع الإيراني، غير أنه في التحليل الأخير جاء من قلب النظام والمؤسسة الدينية العتيدة المسيطرة بقوة منذ انتصار الثورة 1979. لقد عكست الانتخابات مدى عمق وتجذر مطالب قطاعات الشعب الإيراني المختلفة (الذي يشكل الشباب نسبة 70% منه) وتطلعهم نحو التغيير والإصلاح. وهنا لا بد من التوقف عند الدلالات والمؤشرات التالية:
صحيح أن أغلبية الشعب الإيراني انتقض وثار ضد نظام الشاه الموالي للولايات المتحدة الذي اتسم حكمه بالفساد والاستبداد والظلم، وحقق الانتصار عبر ثورة شعبية عارمة شاركت فيها مختلف التيارات والقوى (دينية وليبرالية ويسارية) تحت قيادة الخميني، واعتبرت إحدى الثورات الشعبية في القرن «العشرين» المنصرم، حيث أكدت على أن إرادة الشعوب لا تقهر مهما بلغ جبروت وطغيان وقوة الأنظمة الاستبدادية الحاكمة، غير أن إيران سرعان ما شهدت اندلاع نزاعات وصراعات دامية وتصفية حسابات ما بين التيارات والقوى الأساسية المشاركة في الثورة، وانتهى الصراع بإقصاء وتصفية التيارين الليبرالي واليساري واستحواذ التيار الإسلامي على كامل السلطة في نظام الجمهورية الإسلامية، وذلك من خلال منصب الولي الفقيه الذي يمتلك صلاحيات مطلقة إلى جانب، مجلس الخبراء، مجلس تشخيص مصلحة النظام، ومجلس صيانة الدستور. صحيح أن الرئيس روحاني كغيره من الرؤساء الإيرانيين جرى انتخابه من قبل الشعب في انتخابات تعتبر نزيهة في شكلها وإجراءاتها (باستثناء التشكيك في نزاهة انتخابات 2009 التي فاز فيها محمود نجاد)، غير أنها تظل انتخابات قاصرة عن تمثيل حقيقي لولاية الشعب على نفسه.. ومن أصل حوالي 600 طلب ترشيح في الدورة الأخيرة، صادق مجلس صيانة الدستور على ستة أسماء فقط، كما ينص الدستور الإيراني على ضرورة أن يتمتع المرشح بخلفية سياسية دينية، وأن يؤمن بمبادئ الجمهورية والديانة الرسمية (مسلم شيعي جعفري). هذا المنخل لأسماء المرشحين وخلفياتهم، يمثل نقيصة خطيرة في العملية الديمقراطية، التي أهم مظاهرها التعددية السياسية والحزبية والفكرية، وبالتالي يكون مصير ومستقبل ومشاركة الناس في الحياة العامة محددا سلفا بمواصفات ومعايير سياسية ودينية ضيقة أساسها ومنطلقها الولاء للسلطة، ناهيك عن الهيمنة المطلقة لمنصب الولي الفقيه أو المرشد العام للجمهورية، والذي يحتله علي خامنئي. تجدر الإشارة إلى أن مبدأ ولاية الفقيه ليس محل إجماع المؤسسة الدينية والحوزات العلمية الشيعية، وفي حين يرى بعضهم (الحجية) أن قيام الجمهورية الإسلامية وتثبيت ولاية الفقيه في إيران يتعارضان من حيث المبدأ مع الفكرة والإيمان الراسخ لديهم بخروج المهدي المنتظر حين تملأ الأرض ظلما وفسادا وجورا، وفي المقابل توجد بعض الأطروحات المضادة (محدودة الأثر والتأثير في الوسط الشيعي) التي تحاول حتى التشكيك بوجود الإمام «الغائب» تحت زعم أنه يفتقد إلى أي سند تاريخي أو ديني أو فقهي أو عقلي، وأنه طرح لأسباب أيدلوجية وسياسية. وبغض النظر عن هذه الأطروحات المختلفة إلى حد التناقض، فإن الخميني هو أول من عمل بشكل جدي على تأصيل مفهوم ولاية الفقيه على المستويين النظري «الفقهي» والعملي «السياسي»، وبطبيعة الحال فإن شخصيته الكارزمية على المستويين السياسي والديني في إيران وقيادته للثورة الشعبية وتأسيسه الجمهورية الإسلامية أعطى مصداقية واقعية في ذلك الوقت لهذه الفكرة، مع أن عددا من كبار العلماء والمجتهدين كانت لهم وجهات نظر أخرى، بل ومعاكسة إزاء موضوعية ولاية الفقيه (العامة أو الخاصة)، وأنه يجب أن تكون لها شروط وضوابط دينية وفقهية، وبعضهم يضيف ضوابط سياسية وعملية، وفي هذا الصدد نشير إلى أطروحات مداري وطالقاني ومنتظري وشيرازي وغيرهم من كبار العلماء. الواقع والمشهد الديني والسياسي والثقافي السائد في إيران لا يزال يحتفظ بمنزلة خاصة ورفيعة لموقع المرشد على الصعيدين الروحي «الديني» والزمني «السياسي»، ومن هذه الزاوية فإن المرشد «ولي الفقيه» علي خامنئي يعتبر عاملا رئيسيا بل وحاسما في رسم وصياغة حاضر ومستقبل إيران ضمن التجاذبات والصراعات المحتدمة بين معسكري الإصلاحيين والمحافظين، والمتوقع بأنها ستدخل مرحلة متقدمة، خصوصا إزاء استحقاقات الإصلاح السياسي/ الاجتماعي/ الاقتصادي، وفي مواجهة قضايا إقليمية ودولية ساخنة، من بينها: الملف النووي، والموقف من دول مجلس التعاون الخليجي، وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان. المعروف بأن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي كان معجبا ومتأثرا بجماعة الإخوان المسلمين، وقد ترجم العديد من كتب سيد قطب إلى اللغة الفارسية، غير أنه في موازاة النجاح الذي أحرزه الإسلام السياسي (الشيعي)، في فرض سيطرته لعدة عقود على مفاصل الدولة والسلطة والمجتمع في إيران، فقد سقط الإخوان سريعا وقبل أن يتمكنوا من تحقيق برنامجهم في أخونة الدولة والسلطة والمجتمع. إلى أن يتمكن الشعب الإيراني من تقرير مستقبله بحرية وشفافية، ستظل ولاية الشعب الإيراني ناقصة ومقيدة، في مقابل ولاية الفقيه (المرشد الأعلى) الشمولية والمطلقة



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بين خياري التقسيم والفيدراليّة
- القطبية .. ومنهج العنف التكفيري
- جولة كيري .. نسمع جعجعة ولا نرى طحنا
- الإخوان إلى أين ؟
- الإسلام السياسي .. ومنهج العنف: الإخوان انموذجا
- لماذا لن يتكرر النموذج الجزائري في مصر!
- فوزية العيوني و وجيهة الحويدر .. وسامان على صدر الوطن
- مصر.. تدشن العد التنازلي للإسلام السياسي
- الحياة البيئية المهددة في غرب الخليج
- مغزى ما يحدث في تركيا
- انتخابات الرئاسة الإيرانية
- مكونات وعناصر المشروع النهضوي الجديد
- من أجل مشروع نهضوي جديد
- أزمة واقع عربي أم أزمة بديل ؟
- النكبة الفلسطينية
- سوريا بين خيارين
- الفساد المالي والإداري
- لبنان في وجه العاصفة
- الجنادرية 28
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟ 2 / 2


المزيد.....




- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء أكثر من 4 آلاف وحدة استعمارية ف ...
- نصرة الفلسطينيين فريضة لا يجوز التهاون فيها.. ما هي توصيات م ...
- لماذا انتقد الداعية الكويتي سالم الطويل المذهب الإباضي ومفتي ...
- واشنطن تضيق الخناق.. -الإخوان- في مرمى التصنيف الإرهابي
- سالم الطويل.. فصل الداعية الكويتي بعد تهجمه على المذهب الإبا ...
- سفير إسرائيل في بروكسل: التكتل سيخسر إذا عاقبنا بسبب غزة ولم ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال ...
- الأردن.. توقيف أشخاص على صلة بجماعة الإخوان المحظورة
- روبيو: نعمل على تصنيف -الإخوان- كتنظيم إرهابي
- روبيو: الولايات المتحدة في طور تصنيف جماعة الإخوان منظمة إره ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نجيب الخنيزي - روحاني .. بين ولاية الفقيه ورئاسة الدولة