أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - المنصور جعفر - مصر بين رأسمالية إنتاج الفساد والأسلمة والإنهيار.. وضرورة التغيير الإشتراكي















المزيد.....

مصر بين رأسمالية إنتاج الفساد والأسلمة والإنهيار.. وضرورة التغيير الإشتراكي


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 4186 - 2013 / 8 / 16 - 14:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



يحاول هذا المقال إنتقاد فهم معين لإصطلاح "المبادرة الفردية" عند وزير دفاع مصر وآخرين.

في عام 2006 في كلية الحرب الأمريكية قام الضابط في الجيش المصري الطالب عبدالفتاح السيسي -وزير دفاع مصر الان- بتقديم بحث علمي عسكري في مجال الإستراتيجية عنوانه "الديمقراطية فى الشرق الأوسط" لغرض التأهل للشهادة العليا من تلك المؤسسة العلمية الخطيرة.

تناول السيسي في ذلك البحث الرئيس في حياته الأكاديمية والعملية والسياسية عدداً من الظواهر الرئيسة في حالة الشرق الأوسط السياسية وما يرتبط بها من أمور إقتصادية –إجتماعية وثقافية مبدياً إعتبارات مقدرة لأمور عامة منها: 1- "الديمقراطية" كحالة لتداول حكم وأهمية توافقها مع مكافحة الفقر ومع الثقافة السيدة في المجتمع و 2- "المبادرة الخاصة" و3- "الدين" كما تناول أمور تفصيلية أخرى لن يعرضها هذا المقال التنويهي مهتماً فقط بإحتفاء بعض فقرات البحث بـمسألة "المبادرة الفردية" أو "المبادرة الخاصة" وميله لتقدير أهميتها في تقدم الحياة العامة في الشرق الأوسط وحل أزماتها!

فهمت أن "المبادرة الخاصة" محورية في الوضع السياسي الحاضر في الشرق الأوسط لأن سطور البحث التي تناولتها تري أن نقصها أو إجحافها يسبب أزمات وأن الإتجاه إليها يفعل الحياة الإقتصادية والسياسية ويزيدها خصوبة ونجاحاً !

الضابط الطالب آنذاك عبد الفتاح السيسي عرض المواقف والأفكار السياسية العامة السائدة، ومحص عناصرها وتناقضاتها بالتحليل والإنتقاد، وإشار إلى إمكانات لفتح إنسداداتها وحل أزماتها. لكن السيسي بطبيعة الموقف وحكم القوي على الضعيف قام بذلك التمحيص ضمن الأدلوجة المسيطرة والسائدة على مؤسسات الدراسة الأمريكية وهي أدلوجة "المبادرة الخاصة" التي تسمى أحياناً "الحساب الفردي" أو ما نسميه "النظم الرأسمالي للموارد" وهي بطبيعة تكوينها أدلوجة ضد إجتماعية تواشجت عبر التاريخ مع نمو وطغيان التملك الخاص محلياً وعالمياً وفاقمت عمليات الإستغلال والإستعمار وتفاقمت معها.

أغفل البحث فحص وتمحيص هذا الإصطلاح "المبادرة الفردية" متجاهلاً الوضع التاريخي لهذه الأدلوجة كدوغما فردية (لاتاريخية ولا إجتماعية) من حيث تاريخها الفعلي منذ بداية التنظير الأكاديمي لها في هولاند وبريطانيا القرن السابع عشر ومن حيث تدمير الأسس المادية والمنطقية للشعارات العلمانية والجمهورية الثلاثة: "الحرية والاخاء والمساواة" بواسطة قيام بعض الافراد بتملك موارد حياة المجتمع تحت شعار "حرية التملك".

جاء الإرتباط بين سيطرة بعض الأفراد على موارد حياة المجتمع ووسائل معيشته وتدميرقيم الحرية والعدل والمساواة لأن "الحرية" وهي الإسم السياسي للسيطرة الرأسمالية إذ كانت قواها فكت المجتمع من قيود الملكية الإقطاعية للأرض وما عليها إلا أنها قبضت المجتمعات بالتملك الرأسمالي لموارده ووسائل عيشه .. التي جعلت "الحرية" شيئاً خلباً أو خواءاً أو هباء منثوراً, كذلك فإن حرية التملك والإستثمار التي تسمى في الثقافة الرأسمالية بأسماء "المبادرة الفردية" و"النشاط التجاري" تهدم حال الأخوة الإنسانية بأن تجعل إنساناً معيناً سيداً على أخيه الإنسان، لأنها تجعل من طبقة الرأسماليين سيدة على الناس الكادحين ووسائل معاشهم، وزيادة على هذا الحيف فإن وصول حرية التملك إلى موارد حياة المجتمع أخلت وأضرت بسوية الناس في الحرية والكرامة إذ تجعل مالك وسائل الإنتاج رباً على رزق الكادحين على تلك الوسائل وما يرتبط بها... يصيرون أشباه عبيد للسادة لأنهم بلا حرية حقيقية لهم في تقرير أمور معاشهم وغدهم، وبلا كرامة طالما كانوا ولم يزلوا يتقوتون ويتعيشون من بعض فتات ما يستولى عليه منهم سادة وسائل إنتاجهم.

في حيرة هذا النسيان أو الإغفال العظيم إهتم الباحث السيس بـ"التعليم" كحل لتناقضات المجتمع والدولة والدين وكرافعة للتطور العام، مصوراً أن عملية التعليم تغذي "المبادرة الخاصة" وتتغذى منها دون تناقضات إجتماعية كبيرة! وهذا تصور ضعيف. فالحالة أن نفس هذه الكارثة المتحركة "المبادرة الخاصة" كانت ولم تزل مفسدة للتعليم في الدول الإمبريالية بإعترافات مؤسساتهم وصحفهم وكتبهم وإدارات تعليمهم وبحوثهم فكثير من مبادرات الرأسمالية لـ"التعليم الخاص" و"العمل الخاص" مع تسميمها البطيء للمجتمع وعلاقاته الداخلية والدولية، تقوم أيضاً بتدمير نظامية التعليم وإجتماعية وضعه كحق إنساني: المبادرة الخاصة تربطه بالتفاوت المالي الطبقي والفئوي كما تهدم موضوعيته العامة بربطه بمنفعة التمويل والربح التجاري لهذه المادة أو تلك، وبكينونة التجارة والتجارة العالمية في التعليم وكينونة الإمتياز الفردي منه تهدر "المبادرة الخاصة" كينونة التعليم الإجتماعية.

أغفلت الدراسة ان "المبادرة الخاصة" المرتبطة برأس المال الأجنبي ونفوذه لها تأثير مزدوج إذ تفتت المجتمع المتماسك بينما تجمع شتاته بصورة عشواء، وفي الحالتين تقيم عملية الرسملة شكلاً إجتماعياً وعالمياً لعملية الإستغلال والإخضاع والتدجين وما يرافقهم من تهميش داخلي لمناطق ومجتمعات وإستعمار متنوع الاشكال.

تجنب البحث الصدام مع تعاليم وإصطلاحات المؤسسة التعليمية العسكرية الأمريكية، وحاول التعامل مع صطلاحات الأخوان لكن وفقاً لهذه الدراسة المحتفية بـ "المبادرة الخاصة" فإن الوضع السياسي القائم في مصر الآن أضعف من أن تجنب الشعب المصري الصدام مع "ديكاتورية السوق"، وستبدد كثير من طموحاته وآماله وقد يكون عهد السيسي مجرد إنتقال بمصر من حالة الدولة ذات الوجهين الإجتماعي والرأسمالي إلى دولة الوجه الرأسمالي الواحد "دولة المبادرة الخاصة" حيث يمتلك بعض الأفراد موارد حياة المجتمع المصري ووسائل إنتاج ضرورات معيشته - كما هي الحالة الآن- لكن بسيطرة ووضوح أكثر.

وفقاً لدراسة السيسي وترجيحها "المبادرة الخاصة" نجد ان حالة السياسة في مصر وإنحصارها داخل ديكتاتورية السوق لن تتغير كثيراً في العهد الذي يتولى فيه مهمة الدفاع عن مصر (وسلامة مستقبلها) فحتى لو نجحت عمليات ضبط الأمن وكسر الإرهاب الإسلامي وجرت عمليات السياسة المألوفة فإن بعض الأفراد يبقى متملكاً نصيباً أعظم من نصيب الشعب المصري كله في المؤسسات الضرورة للحياة الإجتماعية أي مؤسسات الطاقة والكهرباء والمياه والتموين والإسكان والتعليم والعلاج والإتصالات ووسائط الثقافة والمواصلات والبنوك والصناعة والزراعة والتوزيع الداخلي ومؤسسات التصدير والإستيراد و...قناة السويس، وبذا الإمتلاك المختل يزيد التفاوت الطبقي وتزيد معه حالات الفساد والأسلمة وتتكرر الصدامات والإنتفاضات وتنفتح أكثر أبواب التفتت والصراع والتدخلات الإمبريالية.


مقالات عن الإستراتيجية :
http://youtu.be/Y-B0yKDMDeE
http://www.clausewitz.com/bibl/DavisKohn-LeninsNotebookOnClausewitz.pdf
http://www.marx2mao.com/Stalin/STRC23.html#c1s3

مقال لينين عن الأوهام الدستورية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=300572

تقارير صحافية عن الدراسة :
http://www.andrewbostom.org/blog/2013/08/03/make-public-egyptian-general-abdel-fattah-al-sisis-classified-2006-u-s-army-war-college-thesis/
http://www.judicialwatch.org/blog/2013/08/jw-obtains-gen-el-sisis-radical-thesis-from-army-war-college/
http://www.france24.com/en/20130810-sisi-democracy-student-academic-usa-egypt-new-strongman-morsi-islamist
وباللغة العربية:
http://www.elwatannews.com/news/details/255742
http://mnshoor.net/16645/3/
http://www.misrday.com/news/1/429359/ %89#.UgsFdvnVBkM

بعض مقالاتي عن مصر :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372207
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=371552
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=410&msg=1348901464
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=340021
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=246639
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=244822



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسدس تضخم الحركة الإسلامية... الإزدواج في السياسة وفي التأجي ...
- .... في مصر
- في مصر
- نقطة في ديالكتيك قيادة الحزب الشيوعي
- إلغاء الليبرالية لتحقيق حرية النساء
- الشيوعية طريقاً لتحرير الإسلام
- المسيحية في السودان (3)
- المسيحية في السودان (2)
- المسيحية في السودان (1)
- محامو ديكتاتورية السوق العالمية وشركاءهم: مستشارون قانونيون ...
- هل الديمقراطية السياسية بداية أو نتيجة؟
- عن الحرب الأهلية والعالمية في سوريا
- كيف يقع الإسلاميون خارج معنى إنتصار مواطن على نظام ظالم؟
- نداء لإنقاذ معالم تراث ومكتبات تيمبكتو
- الصوفية ... مشارقاً و سحراً
- نقاط من العلاقات الإنتاجية بين الرأسمالية والصهيونية وصراعات ...
- الأخوان المسلمون تنظيم صهيوني البناء والحركة
- الهرم النوبي بين اليهود والعرب
- ضياء الخلق من معاني سواد العين
- لمحات من تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في السودان (1954-2012)


المزيد.....




- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - المنصور جعفر - مصر بين رأسمالية إنتاج الفساد والأسلمة والإنهيار.. وضرورة التغيير الإشتراكي