أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المنصور جعفر - لمحات من تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في السودان (1954-2012)















المزيد.....

لمحات من تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في السودان (1954-2012)


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 00:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بعد الإجتماع السري بين قادة الإخوان 24 فبراير مع قادة الإستعمار البريطاني في منزل مرشد الإخوان الماسوني حسن الهضيبي في القاهرة وإتفاقهم على محاربة الحكم الجديد في مصر وعلى فصل السودان من مصر توجه وفد مصري كبير من جماعة الإخوان المسلمين إلى السودان بصورة سرية ورعاية بريطانية ونجح وفد الأخوان الزائر في جمع فرع للجماعة وإعلان تشكيله في 16 أغسطس 1954 .

وكان أول وأكبر نشاط للإخوان في السودان هو تشويه صورة ثورة 23 يوليو 1952 والحالة العامة في مصر في أذهان السودانيين حيث كانت دعاية الإخوان المصريين تتحدث لبسطاء السودان عن قيام الثورة المصرية بعزل خليفة المسلمين وتمهيدها بذلك لإلغاء الإسلام في مصر ومن ثم في العالم! وعن وضع عشرات الألاف من المتدينين وأئمة المساجد في السجون لمنع الصلوات العامة!، وكذا تحدثت دعايتهم عن بدء تحويل عدد من المساجد إلى بارات خمر وملاهي دعارة !، وأن الجامع الأزهر سيتم إلغاءه وتحويله إلى كابريه للرقص!، وعن منع المصريين من الحج والزكاة! وأفاضوا أن جمال عبد الناصر يريد تحويل السودان إلى مزرعة خاصة بمحظيته..إلخ ثم أثار بعض الإخوان الشقاقات الكبرى في أكثر أحزاب السودان الإتحادية ضد وكيلتهم الطائفة الختمية من آل البيت التي كانت ولم تزل ترى الوحدة بين مصر والسودان شيئاً لازماً للتصدي لأعداء الشعوب ولأعداء الإسلام، فكانت حملة الإخوان المسلمين هذه أكبر وأنجح حملة خداع وأكاذيب سياسية شهدها السودان في القرن العشرين، ونتيجة منها تملص الزعيم إسماعيل الأزهري رحمه الله قائد الحركة الإتحادية التي فازت في الإنتخابات السودانية للحكم الذاتي من سياسة كتلته الإتحادية في الوحدة مع مصر، بل وأعلن في البرلمان 1955موافقته على إستقلال السودان من الحكم الثنائي! فكان إستقلال وإنفصال السودان في الأول من يناير 1956 .


بعد إستقلال السودان برع الإخوان في إثارة الشقاق بين الأحزاب السودانية الإستقلالية والإتحادية مع تركيزهم على دفع وفصل جنوب السودان، وساند قادة الأخوان كافة الديكتاتوريات المدنية والعسكرية التي توالت على السودان في هذا الصدد ودفعوها إلى إضطهاد وإهمال حقوق الجنوب في ثروة وسلطة السودان ومحاربة إتجاهات التنمية والتقدم المتوازن بين شقي السودان رافضين كل إتجاهات العدل والوحدة الوطنية الحقيقية وجهجهوا كل إتفاقات السلام التي تم التوصل إليها خلال جولات الحرب الأهلية بين السلطة المركزية في الخرطوم والقوى الجنوبية المتطلعة للمواطنة الكاملة والوحدة.


وبعد تولي الإخوان المسلمون وأولياءهم السلطة السياسية في السودان بإنقلاب عسكري في 30 يونيو 1989 مجهضين بداية مؤتمر سوداني قومي لتحقيق السلام والوحدة في يوليو 1989 ، قاموا بإلغاء الدستور الديمقراطي، وحلوا البرلمان، ومنع الأحزاب السياسية، ومصادرة كل الحقوق النقابية، وحقوق التعبير، ومنع الصحف إلخ ثم فصلوا ما يقارب المليون من وظائف الدولة، وملأوا المعتقلات والسجون بنشطاء الحرية والعدالة والسلام وبكثير من الأفراد الذين يخالفونهم في السياسية أو في السوق أو في الجيش إلخ ومع ذلك الإعتقال الكبير للسودان بدأ الإخوان حملة مسعورة للتعذيب الهمجي ضد المعتقلين كانت الأول والأكبر في السودان.


بعد تمكين حكمهم أججوا نيران الحرب الأهلية بإسم الجهاد حيث قتل ملايين السودانيين بأعمال الحرب والقصف الجوي للقرى وبمضاعفات هذه الحرب، وفي خضم ذلك قاموا بتدخلات عسكرية في شؤون دول الجوار وفي حرب الخليج الثانية وفي محاولة تفجير مركز التجارة الإمبريالية في نيويورك سنة 1993 ولأغتيال الرئيس المصري حسني مبارك سنة 1996 الذي كان أول رئيس دولة يساندهم ويدعمهم ويبرر لهم ، ونشطوا مع الجماعات الإسلامية المصرية في تخريب مصر وتقتيل قادتها وضباطها وتفجير مراكزها السياحية، ومع تصاعد الحب والغضب الأمريكي، تملصوا من النشاط العسكري الدولي للأخوان، ومن أسامة بن لادن، وإتجهوا بسرعة في سنة 1998 لإقرار دستور وإنتخابات (التوالي) وفي دستورهم ذاك كانت نصوصه الإنجليزية تختلف تماماً عن نصوصه باللغة العربية.


في سنة 1999 تصدع التنظيم الإخواني في السودان إلى شقين وأكثر إنفرد واحد منهم بسلطة السودان وتقرير مصيره دون الأخر الذي عرض لموجة من الإضطهاد اللين والخفيف وبالطبع كان إنفراد بعضهم بالسلطة دون الأحزاب الحقيقية والقوى النقابية الكبرى في البلاد، مكتفين منها بقادة التوالي وهم بعض ساسة من مهمشي الأحزاب الكبرى . وفي عقد السنوات بين 1989 و1999 كان فساد قادة الإخوان يعد بعشرات المليارات ومئآتها. وبأشكال تبدو خرافية من عدد وأنواع الممتلكات الداخلية والخارجية، ومن ممارسات التبذير والسفاهة في وطن يعيش 99% من سكانه تحت خط الفقر نأهيك عمن يعيشون فيه فيه أو فوقه بقليل.


الأساس والعمود الرئيس لحركة الإخوان المسلمين في السودان هو فرض ديكتاتورية السوق (بإسم الله) والسماح لقلة من الأفراد بتملك الموارد والإمكانات الرئيسة للعمل والإنتاج في المجتمع السوداني الذي يتحول أكثره إلى مستعبد خادم لمصالح القلة المتحكمة بموارد عيشه وإمكانات حياته. فالقلة الحاكمة من الإخوان المسلمين في السودان تمتلك المؤسسات الكبرى للطاقة والكهرباء والمياه والسكن والإتصال والتعليم والعلاج والثقافة النظرية والرياضة والترفيه،حولتها من حقوق للإنسان إلى بضاعة وسلع تجارية تتربح منها أرباحاً طائلة بينما الشعب السوداني فحدث ولا حرج : فئاته بين الضيم والفقر في البلاد و الخروج من السودان إغتراباً ولجوءاً، أو المقاتلة والدفاع العسكري عن وجوده وكرامته، وكيانه قد تجرح بالتهميش وبالفتن العنصرية والقبيلية وبالتدخلات الخارجية وبالفساد والنهب والتمزق.


90 % من الدخل المركزي للدولة ومؤسساتها العاصمية يأتي من أقاليم الريف في شمال وجنوب وشرق وغرب البلاد بينما تنفق الحكومة المركزية على مجتمعات وأمور هذا الريف أقل من 10% من الإنفاق العام!!


بعد تجويع الناس إتجه حكم الإخوان المسلمين في السودان في سنوات الألفين إلى موافقة خطة الدول المتحدة الأمريكية الخاصة بفصل السودان إلى كيانين، وكان الإخوان المسلمين قد دخلوا منذ منتصف التسعينيات في ندواتها ومباحثاتها ومفاوضاتها الأوربية والأمريكية والأفريقية،


في ما بعد أحداث 11سبتمر 2001 بعد عقد سنوات من الجعجعة ضد أمريكا (أمريكا قد دنا عذابها) إمتلأوا -على رؤوس الأشهاد- رعباً وخوفاً من هذه الأمريكا ، فأرسلوا إليها كل ما أستطاعوا من رسل ورسائل ومعلومات وملفات عن الأفراد والحركات الجهادية الحمقاء وإقتادوا إليها ولبعض البلاد العربية الأسرى من كل حركات الحماقة الإسلامية ملأوا بها وبهم طائرات السي أي أيه وعلى رؤوس الأشهاد، ثم بلا حياء ولا خجل وقعوا علناً مع أمريكا إلتزامات شتى بالتعاون الإستراتيجي في الحرب ضد الإرهاب وضد العراق، بل نشطوا في الحرب السرية داخل العراق، وما جاوره، لصالح أمريكا ودول الخليج العربية، بعد غزو أمريكا لسيادة العراق وأراضيه ونشاط وكلاءها في حرب تقتيل العراقيين وتدمير بنى العراق، كذلك كانت نشاطات الإخوان المسلمين في شمال السودان وجنوب مصر بوابة ضغط إسلامي على الحكومة المصرية حين تحين أوقات مفاوضتها لأسرائيل، يضعفون مصر أمام الصهاينة، ثم يتقولون عليها.


في ذات الوقت الذي كان الإخوان المسلمين في السودان يضعفون فيه سياسة مصر رمياً في مصلحة جماعة الإخوان المسلمين المصر ية وأولياءهم الصهاينة والإمبرياليين، كانوا يعطبون سيادة ووحدة السودان بتسيير حملات الإبادة والتقتيل العنصري في مناطق جنوب النيل الأزرق وفي جنوب كردفان وجبال النوبة، وفي دارفور. وفي كل هذه الحملات الدموية التي قادها علناً زعماء حكم الإخوان المسلمين في السودان وتابعيهم ، كانت الحصيلة العامة المباشرة للسودان فقد ملايين القتلى والنازحين واللاجئين وآلاف القرى المحروقة، وملايين من الأراضي المحروقة، وملايين من الحيوانات المنهوبة أو المقتولة بالقذف الجوي أو بالجوع والعطش، وتخرب كثير من إمكانات الإستثمارات الحديثة، ومع كل هذا الخراب ضياع مستقبل الأجيال ووحدة البلاد السودانية نفسها.


في يوليو 2005 قام زعيمهم "علي عثمان" بمقابلة البارون روتشيلد في موناكو وناقش معه كثير من الترتيبات، بعد ذلك كانت عملية إغتيال الزعيم السوداني القائد البطل الدكتور في الإقتصاد السياسي والعقيد (السابق )افي المخابرات العسكرية السودانية جون قرنق دي مابيور وهو الرجل الذي إستقبله حين وصوله الخرطوم ستة مليون سوداني.


بعد ذلك الإغتيال تواترت عملية تقسيم السودان وكان إنفراد حكم الإخوان المسلمين بكل وزارات الثروة القومية وإمتناعهم عن تقاسم هذه الوزارات مع الطرف الجنوبي من السودان سبباً رئيساً لإنقسام البلاد.كما كان صلف حكمهم ضد وجود ونشاط الجنوبيين في الشمال الجديد بعد تقسيم السودان وسرقتهم للبترول الجنوبي سبباً رئيساً لإتقاد الحرب بين حمهوريتي السودان.


بعد دعمهم العلني والسري للقوى الإسلامية في تركيا ولبنان وتونس ومصر وليبيا تراهم الآن يتطلعون لإقامة الولايات الإسلامية المتحدة ولم يبقى من السودان نفسه إلا القليل! فبأي آلا ربهما يكذبان؟



اللهم يا سيد الإسلام والمسلمين شتت شملهم وفرقهم بدداً.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمون... لمحات
- جدل الشفرات الثلاثة في دولة قطر
- ثلاثة شفرات في جهاز الحكم والديبلوماسية القطري شفرة العائلة: ...
- من أهداف الثورة
- مع حكم الشعب ضد ديكاتورية السوق عسكرية أو مدنية، وضد تجزئة ق ...
- بتر أعضاء الجنس الأنثوية: بين إشتراعات الإسلاميين وسكوت الإس ...
- الحركة العمالية والحركة الإسلامية
- جعفر بخيت: لمحة من جدليات اللامركزية والديمقراطية
- الأستاذ. محمد أبراهيم نُقُد
- محمد الحسن سالم (حميد )
- جزئيي البروليتاريا: العمال و المهمشين .. الآن ... مستقبلاً
- محمد وردي ..الغناء بين السوق والسياسة
- الإختيار الطبقي بين الديمقراطية الشعبية و الديمقراطية الليبر ...
- صورة أخرى لحالة ليبيا في إطار حرية السوق
- المناضل الشيوعي المجيد: الأستاذ التيجاني الطيب بابكر
- الحلف الإسلامي الإمبريالي إلتهم الإنتفاضات
- الليبرالية تحمي النهب والإرهاب الإسلامي ضد شعب السودان
- الجنس الحضاري
- أسامة بن لادن
- الحرية للبحرين


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المنصور جعفر - لمحات من تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في السودان (1954-2012)