أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمودة إسماعيلي - أسلوب الكتابة














المزيد.....

أسلوب الكتابة


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 23:54
المحور: الادب والفن
    


نقل حالة ما أو توتر داخلي تحدثه الانفعالات النفسية بواسطة علامات (حروف)، وكذلك وتيرة توارد هذه العلامات؛ ذلك هو الكنه الحقيقي لكل اسلوب.. جيّد هو كل اسلوب يستطيع أن ينقل حالة نفسية كما ينبغي، ولا يخطئ تحديد وثيرة العلامات والحركات
¤ نيتشه

كثير هم الأشخاص الذين يرغبون في التعبير عن أفكارهم أو شعورهم، لكنهم قد يتغاضون عن الفكرة أو يكتفون بعرض ما يكتبونه على معارفهم المقربين، رغم أنهم يودون لو تصل كتاباتهم للجميع، بل قد يدوّنون دون أن يتشاركوا ما كتبوه مع الآخرين. قد يتحجّج البعض هنا بأنها أمور خاصة تتعلق بهم ولا يرغبون أن يضطلع عليها غيرهم، كأشياء لا تعدوا أكثر من تفريغ انفعال في لحظات معينة، أو ملأ فراغ ! .

لكن لنتوقف قليلا عند هذه النقطة، فنحن نعلم أن الكتابة كتعبير، مُشابهة لباقي الفنون التعبيرية كالرسم أو الرقص أو الغناء. فمن يكتب لنفسه فقط مثله مثل من يرسم لوحات ويتفرج عليها لوحده، أو كمن يغني ولا يسمعه أحد. فإن لم يكن الأمر يتعلق بخجل أو إحساس بأن "المستوى" لا يسمح للشخص بكشف نفسه، فالتعبير هنا لا معنى له، فالفن تشارك أي عرض أمر على الآخرين للاستفادة منه سواء كان تجربة أو عن موضوع معين.

وبالانتقال لما يهمنا هنا وهم من يودون نشر كتاباتهم وإيصالها لعدد كبير من القراء، لكنهم يعجزون عن ذلك بسبب ظنهم أنهم لا يمتلكون اسلوبا كتابيا بمستوى يمكّنهم من توصيل أفكارهم بطريقة تعجب القراء وتثير اهتمامهم. نُوضّح بأن الكتابة ليس لها أسلوب محدد كطريقة معينة أو محددة، إنما مثلها مثل الكلام والتحدث، وأن تكتب هو أن تدوّن ما تريد أن تقوله. فعندما تناقش شخصا ما بالبيت أو بأي مكان عام، فإنك تحاول إيصال أفكارك بطريقة يفهمها، وهي بأن توضحها بزيادة وتُجيب كذلك على أغلب تساؤلاته. والأمر لايختلف عن الكتابة، فهذه الأخيرة كذلك حوار مع شخص لكنك لا تراه.

لدى فحينما تكتب، فأنت تناقش، وكما تفعل في حوارك المباشر مع المستمع، يجب أن تفعله كذلك مع القارئ.
بهذا ما إن تبدأ بكتابة ماكنت لتقوله لو كان القارئ معك أو يجلس بجانبك ينتظر منك أن تخبره بما تريد مشاركته، حتى تجد نفسك وأنت تكتب بكل سهولة وثقة، بل وتزيد من إيضاح أفكارك باعتبار أنك تضع في مخيلتك أن القارئ كان ليسألك حول إحدى النقط أو يطلب زيادة من الشرح لو أن تواجده كان واقعيا.
هذا بالنسبة للكتابة الموضوعية، أما عن الشعر فالأمر تعبير انفعالي لايحتاج للشرح بل للإلقاء والقدرة على وصف مشاعرك بدقة مستعملا المجاز.

بالنسبة للإلمام باللغة التي تكتب بها، فمن المعروف أن من يودون أن يكتبوا غالبا يقرؤون، لدى فإنهم يمتلكون مبادئ وقواعد الكتابة، وماكان ينقصهم سوى الجرأة. هذا مانراه في كتابات بعض الأطفال، والتي يندهش المرء عندما يصادف ويقرأها، ويعلم أن كاتبها لايتجاوز الثمانية أو العشرة أعوام ! .

فإن كنت تنتظر أن تمتلك اسلوبا كتابيا حتى تبدأ بالكتابة والنشر، فأنتَ كمن ينتظر إلى أن يصبح لاعب كرة قدم جيد حتى يشارك الآخرين في اللعب ! أو أنتِ كمن لا تُريد أن تغني أمام جمهور حتى يطابق أداءها وصوتها صوت وأداء أم كلثوم !! أو لاتريد لأحد أن يسمع صوتها حتى تدرس الموسيقى (وكأن المُغنّيين يدرسونها !) .. فالمهارة تحتاج للممارسة، والممارسة هي التي تطور الأسلوب.

والكتابة ليست إلا حُلما مُوّجه، كما بتعبير الكاتب الأرجنتيني بورخيس. ودون كلمات أو كتابة أو كتب لم يكن ليوجد شيء اسمه تاريخ، ولم يكن ليوجد مبدأ الإنسانية، بِرأي هرمان هسه.



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ولغز الأنوثة
- اكتسب شخصية قوية
- الإنسان ليس حيوان، بل حيوانات !
- المعقدون
- إشكالية القراءة في العالم العربي : عزوف القاريء أم خيانة الك ...
- الإحتقار والإعجاب
- الفشل في الانتحار
- فضيلة الغرور
- خرافة الانحراف الجنسي
- الغريزة الزاحفة
- قراءة الأفكار
- الإغواء و رفض الرفض
- الإنسان ليس حراً مالم يتحرر من الآخر
- مابعد الدين والإلحاد
- الألم النفسي .. الألم الغامض
- علاقة الجنس والاقتصاد
- أصول الفوبيا
- سيكولوجية الفضيحة ودوافع الفاضحين
- عقدة المهاجر
- استعراض السادية


المزيد.....




- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...
- انتحار الممثل جيمس رانسون في ظروف غامضة


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمودة إسماعيلي - أسلوب الكتابة