أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - الفريق السيسي، صانع الفرح














المزيد.....

الفريق السيسي، صانع الفرح


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 11:48
المحور: المجتمع المدني
    


"صانع الفرح"، هو عنوان ديواني الشعري الأخير، الصادر عن دار "ميريت"، العام الماضي. وكتبتُ في إهدائه:
"إلى كلِّ الأشرار في العالم:
كونوا كالزهورْ،
صانعي فرح،
ولا تكونوا كأبطالِ الحَكايا،
سارقي فرح."
ورغم أن الديوان قد كُتبتْ معظمُ قصائده قبل ثورة يناير 2011، وبعضها بعد الثورة، ورغم صدوره قبل عصر مرسي، بكل ما حمل من خراب لمصر وويل للمصريين، إلا أن التصدير يكاد ينطبق على أولئك "الأشرار" الذين "سرقوا" منّا الفرح بثورتنا الخالدة، التي أشعلناها قبل عامين ونحن نحلم بواقع حرٍّ كريم يليق باسم مصر العريق، ويليق بهذا الشعب المحترم كريم العنصرين. الشعب الذي علّم البشرية الحضارة قبل خمسين قرنًا، وعلّم البشرية اليوم (30 يوينو 2013)، كيفية صنع القرار ورسم المستقبل الحرّ.
طوال الوقت أحلم بأن ينبذ الأشرارُ الشرَّ، وينضموا لركب صنّاع الفرح، مثل الزهور التي تُفني أعمارَها بين أصابعنا لكي تهبنا الشذى والطِيب والعطر. كيف ولماذا يقبل المرءُ أن يكون مصدر حزن للناس، بينما في وسعه أن يكون كالزهور، صانع فرح؟
صنّاع الفرح عبر التاريخ كثيرون، على قلّتهم. المهاتما غاندي، كان صانع فرح، انتزع الاستقلال لبلاده عن امبراطورية بريطانيا، ليس عبر السلاح، ولا المؤتمرات والأسفار، ولا الظهور على الشاشات، ولا إطلاق الشعارات والطنطنة الحنجورية والمتاجرة بالكلام، ولا عبر ميكيافيللية الغاية تبرر الوسيلة، ولا عبر برجماتية الساسة المتمرسين، ولا عبر هتلرية الطغاة القتلة، بل حرّر بلاده بهدوء وصمت عبر تجويع النفس، والظمأ أربعين يومًا والسير على طريق الآلام حافي القدمين، في مسيرة الملح الشاقّة. "تمرد" على الظلم بسياسة "اللاعنف"، دون قطرة دم أو ذرّة عنف، ما أُطلِق عليه "ساتيا جراها"، أي "قوة الحقيقة" أو "طلب الحق".
هكذا كان "صانع االفرح" المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، والقائد العام للقوات المسلحة. أحسّ بأوجاع المصريين، وعدم رضائهم عن حاكم جاء بليلٍ في غفلة من الزمان والمكان والأوطان. وكان أمامه خياران: إما أن يستجيب لسلطان جائر، وينال دروعًا ونياشين وأوسمةً، يعلم أنها زائلةٌ لا قيمة لها حين يخسر المرءُ نفسَه، وإما أن يجازف بأمنه الشخصي وأمن أسرته متحدّيًا جماعة إرهابية دموية، ومتحدّيًا أمريكا "المرعبة"، ويُنصتَ إلى صوت الضمير الحيّ الخافق في خافقه، فيصيخ السمع لأنين أمهات الشهداء الثكالى اللواتي لم تجفّ دموعهن منذ طار صغارهن إلى السماء من أجل أن يتحرر وطنٌ لم يتحرر، بل ازداد تكبيلا وقمعًا وإذلالا، ولصوت الفقراء الذين حلموا برغيف غير ممزوج بالذل، ولصوت الشباب الثائر الذي شاهد ثورته تُستلب أمام عيونه وعيون العالم فلم يبرح الميدان، إلا ليعود إليه، ولصوت وطن تُدهس هُويتُه ويُطمسُ تاريخه وتُسرق ثرواته على رءوس الأشهاد. ولم يتردد المقاتل المصري الشريف طويلا، بل حسم أمره فورًا واستجاب لصوت الحق الذي تردد رنينه في جنبات العالم عبر ثورة شعبية تاريخية مثلها لم تلد الشعوبُ، ومثلها لم يكتب التاريخ. انحاز "صانعُ الفرح" للشعب الذي لم يعرف الفرح منذ دهور، فأهداه الفرح، بعزل رئيس هدد وتوعّد ورفع إبهام النذير في وجه "سيده" الشعب العظيم الذي أمِنَ إلى لحيته وظنّ أنه رجلٌ تقيّ يعرفُ الله، قبل أن يسقط القناع عن وجه ذئب جائع للسلطة والفاشية والارتزاق على دم الفقراء والجوعى.
الشعب قال كلمته الحاسمة عبر استمارات "تمرد"، التي ابتكرها شبابٌ، هم كذلك "صنّاع فرح" (سأفرد لهم مقالي القادم). لكن هذة الكلمة الحاسمة التي قوامها 22 مليون صوت مصري، لو لم تسند ظهرها قوة داعمة، لظلّت محض كلمة حزينة يرن صداها في جنبات مصر دون أن تجد أُذُنًا تسمعها تحميها وتجعلها تنتقل من خانة "الصوت" إلى خانة "الفعل". وكان جيشُنا العظيم، بقيادة "صانع الفرح"، هو تلك القوة التي أخرجت الصوت الهائل من ساحة "الورقة" إلى ساحة "الميدان. قال الجيش كلمته النهائية: "نحن عند إرادة الشعب، وسوف ننفذ ما يقول." فكان صوت الشعب هو الإرادة، التي تجلّت في الملايين الهادرة في ميادين مصر وشوارعها وحواريها ونوافذها وشرفاتها، وكان الجيش هو المظلّة التي تحمي هذا الهدير البشريّ الهائل. حلقت الطائراتُ فوق رؤوس الثوار تحمي سماءهم، وانتشر جنود الشرطة والعسكرية على الأرض تحمي أرضهم.
ولأن الفرح قرينُ ذكاء الروح وذكاء العقل، لم يفت صانع الفرح أن يسجّل المشهد الاستثنائي لملايين المتظاهرين المصريين بكاميرات "عين الطائر" التي أدارها المخرج "خالد يوسف"، فكان أعظم أفلامه الواقعية. أفلامه قبل الثورة "حين ميسرة- هي فوضى" كانت شرارة ثورة يناير 2011، ثم كان نضاله على الأرض بعد الثورة هو وقود موجة الثورة الثانية في يونيو 2013. رسمت تلك الأفلام الوثائقية المدهشة التي صُوِرّت من السماء لوحة حية لأعظم وأشرف ثورات التاريخ التي صنعها المصريون لإسقاط حكم الإخوان الفاشي.
تحية احترام وتقدير لصانع الفرح، فريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي صنع الفرح لشعب، فاته ركب الفرح عقودًا طوالا. وللطيارين صناع الفرح الذين رسموا بدخان طائراتهم علم مصر الشريف، في سمائنا.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيزي مقهى إيليت
- يعقوب، وطفل يحمل الكفن
- مفتاح الحياة، يا مصرييييييين!
- إيد واحدة
- الشاهدُ على لحظة الفرح: المقدم حسين شريف
- حلمُ العودة إلى 1954
- مادةٌ -فوق- دستورية!
- -نريدْ/ إسقاط/ ْأبواقِ النظام -
- يومٌ آخر من ميدان التحرير، قلب مصر النابض
- لليوم الخامس عشر على التوالي، يحدث في مصر
- نحتاجُ رئيسًا بحجم تحضّرنا
- رسالة إلى كل أسرة مصرية، أرجوكم، لا تكونوا طابورًا خامسًا
- أكتب إليكم من ميدان التحرير
- احذرْ كتابَ التاريخ
- جمعةُ الغضب الساطع
- أشرف ثورة في تاريخ مصر
- شيءٌ من الخيال لن يفسدَ العالم
- حوارٌ مع صديقي المتطرّف
- يا نعيش سوا يا نموت سوا
- هديةُ الرئيس لأقباط مصر


المزيد.....




- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - الفريق السيسي، صانع الفرح