أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - الشاهدُ على لحظة الفرح: المقدم حسين شريف














المزيد.....

الشاهدُ على لحظة الفرح: المقدم حسين شريف


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 12:57
المحور: حقوق الانسان
    


أشاد العالمُ، من قياديين رفيعي المستوى، وصحف دولية لها ثقلها الإعلامي والجماهيري، بثورة مصر البيضاء، من حيث إصرارها على السلمية للنهاية، رغم عدوانية الجهاز البوليسيّ، وبلطجة الحزب الحاكم، الذي حاول حتى النَفَس الأخير الدفاعَ عن النظام المتهاوي. كذلك أشادوا بالشعبية الهائلة للثورة، إذْ تحلّقت الجماهيرُ الغفيرة حول الشباب الذين أشعلوا فتيلها يوم 25 يناير، وأشادوا بمثابرتهم وعنادهم المحمود في الصمود بميادين مصر ملتحفين السماء ووابل الأمطار، في ظروف حياتية وطقسية عسيرة، رغم سقوط 365 شهيدًا إثر شهيد، جراء الرصاص المطاطي والحيّ، والسيارات الدبلوماسية وشاحنات الأمن المركزي التي راحت، بدم بارد، تدهس أبناءنا تحت عجلاتها، فتدهس معها قلوب آبائهم وأمهاتهم، ثم برغم موقعة الإبل الشهيرة التي جعلت من الأمر عبثًا يدعو إلى السخرية من رجال أعمال فقدوا عقولهم وهم يرون أركان النظام الذي صنعهم وساند أطماعهم تتهاوى ركنًَا فركنًا. كذلك أشاد العالمُ بسرعة جنيْ الثورة ثمارَها الطيبة، رغم الأيام المُرّة الطوال، التي على طولِها ليست إلا لحظةً خاطفة على مقياس التاريخ، فرسمت تلك الأيامُ، القليلةُ الطويلة، مع دم الشهداء النبيل، خطوطَ مستقبل مصر، ونجحت في إسقاط نظام بوليسيّ حاكم قبضته على أعناق الناس، دام ثلاثة عقود ثقال. مثلما أشاد العالمُ بوعي الثوار في الحرص على تنظيف أماكن التظاهر بعدما وضعت الثورةُ أوزارها، بل امتدّ عطاؤهم المثقف إلى الجدران والكباري يعيدون طلاءها، والأرصفة يرسمون حوافَها بالأبيض والأسود. جلس العالمُ أمام شاشات التليفزيون يتأمل في عجبٍ ما تصنعه مصرُ في الألفية الثالثة بهدوء ورقيّ، بيد شبابها المثقف. رغم أن هذا الشباب هو نتاجُ وزارات تعليم كاذبة اجتهدت على مدار ستين عامًا في تزوير كتب التاريخ وفبركة مغالطات، تُعلي من قيمة شخوص وأمور لا قيمة لها، وتحطُّ من قيمة شخوص وأحداث مجيدة فاصلة في تاريخ مصر، من أجل أن تفوّت على أولئك الأبناء تأمل التاريخ الصحيح، فتُفرّغ عقولهم من المقدرة على التحليل العلمي! وتلك أيسر سبل الحكّام الفاشيين في سوس الشعوب: كتابة تاريخ مدلّس لتضليل الشباب عن جذورهم فيُضلَّلون، من ثم، عن مستقبلهم. لكن الشباب الذكي، أغلقَ كتاب التاريخ، وفتح كتاب "الواقع"، فشاهد الفقرَ والظلمَ والمرض في كل مكان بمصر، فقرر التغيير.
قال أوباما: "إن أمريكا عليها أن تعلِّم أطفالها لكي يصبحوا، حين يشبّون، مثل شباب مصر." وقال رئيس وزراء إيطاليا: "ما يصنعه المصريون ليس جديدًا، إنهم يكتبون التاريخَ كالمعتاد." وقالت CNN: "لأول مرة في التاريخ يقوم ثوّارٌ بثورة، ثم ينظفون الشوارع بعدما تنجح." وقال رئيس النمسا: "المصريّون أعظمُ شعوب الأرض، ويستحقون جائزة نوبل للسلام."
هكذا أشاد العالم بكل جوانب الثورة الشريفة، لكنهم نسوا الجانبَ الأعجب، والأكثر تميزًا، لدى المصريين. خفّة ظلهم التي لا ينافسهم فيها أيُّ شعب آخر في أركان الأرض. مقدرتهم على تحويل النكتة إلى بيان ثوري، واختصار الكارثة في نكتة خاطفة، يسهل التعاملُ معها ثم التغلب عليها. تلك موهبةُ المصريين الفريدة. في أحلك لحظات حياتهم، لا يفتقدون الدعابة التي جعلتهم يصمدون خمسين قرنًا في وجه صروف الزمان ودكتاتورية الحكّام. لذلك أنا واثقة أن المقدم أركان حرب حسين شريف، سوف يقدّر تلك المنحة السماوية الرفيعة التي يمتلكها شعبُنا العظيمُ الفذ، كما سيقدّر تلك اللحظة الفريدة التي تعرّف فيها شبابُ مصر على شخصه لأول مرة. هي لحظةُ الفرح القصوى وذروة الثورة وتاجها: لحظة التنحي. أقول له: إن كل دعابات شبابنا بحقك كان دافعها الفرحُ والمحبة لك، بسبب مواكبة ظهورك مع تحقق حلمهم. ودليلُ تلك المحبة الصفحةُ التي أنشأوها للاعتذار لك بإمضاء 6000 شاب مصري. بعدما أدركوا أن الفرح بالنصر لابد أن يظل في إطار عدم المساس بالأشخاص، حتى وإن كان في دائرة الدعابة وخفة الظل. تحية لك أيها المصريّ الشاهد على لحظة فرح مصر.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلمُ العودة إلى 1954
- مادةٌ -فوق- دستورية!
- -نريدْ/ إسقاط/ ْأبواقِ النظام -
- يومٌ آخر من ميدان التحرير، قلب مصر النابض
- لليوم الخامس عشر على التوالي، يحدث في مصر
- نحتاجُ رئيسًا بحجم تحضّرنا
- رسالة إلى كل أسرة مصرية، أرجوكم، لا تكونوا طابورًا خامسًا
- أكتب إليكم من ميدان التحرير
- احذرْ كتابَ التاريخ
- جمعةُ الغضب الساطع
- أشرف ثورة في تاريخ مصر
- شيءٌ من الخيال لن يفسدَ العالم
- حوارٌ مع صديقي المتطرّف
- يا نعيش سوا يا نموت سوا
- هديةُ الرئيس لأقباط مصر
- دماءٌ على وجه البحر
- وجوب قتل مليون برادعي في مصر
- كاهنُ إيطاليا ومتأسلمو مصرَ!
- نعم، قدرُنا واحد!
- بطلوا اإفترا بالتي هي أحسن!!


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 360 ألف مبنى في غزة تعرض لأضرار
- منظمة الصحة العالمية تدعو أطراف الصراع في السودان إلى ضمان ت ...
- الأونروا: الاحتلال هجرّ نحو 80 ألف فلسطيني من رفح قسريا في 3 ...
- -الأونروا-: الاحتلال هجرّ قسرياً نحو 80 ألف فلسطيني من رفح ...
- سفير إسرائيل في الأمم المتحدة يرد على بايدن ويسأل عن -تدمير- ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة ستصدر قريبا تدابير جديدة تخص طالب ...
- رايتس ووتش: إسرائيل تستهزئ بأوامر العدل الدولية بإغلاقها معا ...
- -شهادات مرعبة- ودعوات لوقف الحرب.. عشرات آلاف النازحين يفرون ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في الضفة
- ما الذي يعيق عودة اللاجئين السوريين من لبنان لبلدهم؟


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - الشاهدُ على لحظة الفرح: المقدم حسين شريف