أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - رسالة إلى كل أسرة مصرية، أرجوكم، لا تكونوا طابورًا خامسًا














المزيد.....

رسالة إلى كل أسرة مصرية، أرجوكم، لا تكونوا طابورًا خامسًا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 12:11
المحور: حقوق الانسان
    


لماذا اعتذر "وائل غنيم" للكثلاوات اللواتي فقدن أبناءهن في الثورة، وهو يبكي قائلا: أنا آسف!"؟ مَن الذي عليه أن يعتذر عن إهدار تلك الدماء الذكية؟ ولماذا خرج جرّاح القلب د. طارق حلمي، إلى ميدان التحرير، فاستقرّ هناك ولم يعد؟ لماذا قال، إن دماء الثوّار مختلفٌ شكلها عن دماء المرضى التي اعتاد عليها؟
أولئك الذين أشعلوا فتيل الثورة، فاحتشدت حولهم جموعٌ كالهدير العاصف، ليسوا من الفقراء؛ فهم أبناء البرجوازية العُليا المرتاحة ماديًّا، لكنهم شعروا بهموم الفقراء، فثاروا لاسترداد حقوقهم من لصوص استلبوا مصرَ دون حياء. ليسوا من العاطلين؛ فلديهم أعمالهم المرموقة ورواتبهم السخية، لكنهم غضبوا لشباب مصر المركون على الرفّ. ليسوا من ساكني العشش، فلديهم شققٌ وفيلاّت أنيقة بأحياء مصر الراقية، لكن الذنب عذّبهم لنومهم تحت السقوف، وإخوتهم يلتحفون جريدَ النخيل وألواح الصفيح، ووعيد المطر ووابله. ارتعبوا على مستقبل مصر وأطفال الشوارع يتكاثرون ويتناسلون. أولئك ليسوا مصابين بالفشل الكلوي الذي ضرب معظم المصريين؛ فهم يشربون ماءً مفلترًا غير مسرطن ويأكلون خضروات عضوية غير معجونة بالمبيدات؛ لكنهم يقرأون الإحصاءات الدولية فيذهلون من عدد المصرين يضربهم السرطان سنويًّا، فغضبوا من مسئولين غلاظ القلب أنهكوا صحة مصرَ، ومصاصي الدماء أهملوا علاج الذين أمرضوهم. أولئك الشباب ليسوا ممن تُهدَر كرامتهم في الشوارع والأقسام؛ فهم ينتمون إلى عائلات تحميهم بنفوذها، لكنهم ثاروا من أجل كل مصريّ أهين على يد الشرطة.
شبابٌ ذكيّ من نخبة عقول مصر. أدركوا أن الفقير لا يحلم؛ لأنه "مفرومٌ" في مطحنة الخبز. إذا راوده الحلمُ، سارع بطرده كي يتخلص من عبئه، ليوفر طاقته لمطاردة القرش. لذلك قرر أولئك الثوار أن يحلموا نيابةً عن الفقير، والمريض، والمظلوم. حلموا بمصر بلدًا مستنيرًا ليبراليًّا ديمقراطيًّا عادلاً حرًّا. يقفُ فيه الفقيرُ أمام الثريِّ نِدّين في دولة القانون، لا يتكئ الثاني على سلطانه، ولا يخور الأول من ضعفه.
في كل شعوب الأرض فئتان: كتلةٌ نحيلةٌ ترى "الحال المايل" فتغضب، وتتمرّد. وكتلة ضخمة، ترى "الحال المايل"، فتغضب أيضًا، لكنها تسكت. تنشد السلامة، وتعتبر الظلمَ قدرًا مقدورًا. الفئةُ الأولى هي التي تثور على الظالمين، وتدفع أعمارها في سبيل الجمال والعدالة، بينما الفئة الثانية تغضب من وقف الحال، وقد تدعو على الثوار لكي يهدّ الله حيلهم، ليعود "الاستقرار". وحين تُزهر ثمارُ الثورة، يكون الثوارُ قد استُشهد منهم مَن استشهد، واعتُقل من اعتقل، فيما ينعم "المستقرون" بالثمار، فتلهج ألسنهم بالدعاء لأولئك الأشراف الذين أنقذوا البلد!
أوجه كلامي للذين يحنّون لأيام الاستقرار قبل 25 يناير. لا بأس أن تكونوا ضمن الكتلة الضخمة الناشدة السلامة. لا بأس أبدًا. فليس مطلوبًا أن يثور الجميع. وليس من ثورة في التاريخ قوامُها الشعبُ بكامله. مطلوبٌ منكم فقط أن تشاركوا الثوارَ الحلمَ بغد أجمل. صلّوا لكي يصمدوا ويثابروا. مطلوب منكم ألا تصدقوا الإعلامَ الحكوميَّ الكذوب الذي صوّر الثوّارَ عملاءَ مأجورين، فهم أبنائي وأبناء كلّ أم مصرية. لا تصدقوا أنهم سبب الفوضى وغلاء الأسعار، فتلك أفعالُ النظام لكي يشحنكم ضد أبنائكم في الميدان، فتتحولوا إلى طابور خامس يطعنهم من الظهر. اذهبوا مرّةً واحدة لزيارة ميدان التحرير، وأعدكم أنكم لن تعودوا كما كنتم. ستدركون أن أولئك الأبناء أحبوكم أكثر مما تحبون أنفسكم، فخرجوا ليأتوا لكم بحقوقكم المنهوبة. تلك التي سكتم أنتم عليها سنينَ طوالا، وعقودًا.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكتب إليكم من ميدان التحرير
- احذرْ كتابَ التاريخ
- جمعةُ الغضب الساطع
- أشرف ثورة في تاريخ مصر
- شيءٌ من الخيال لن يفسدَ العالم
- حوارٌ مع صديقي المتطرّف
- يا نعيش سوا يا نموت سوا
- هديةُ الرئيس لأقباط مصر
- دماءٌ على وجه البحر
- وجوب قتل مليون برادعي في مصر
- كاهنُ إيطاليا ومتأسلمو مصرَ!
- نعم، قدرُنا واحد!
- بطلوا اإفترا بالتي هي أحسن!!
- الشعبُ، يدُ الحكومةِ الباطشةُ
- السوبر غاندي-آينشتين
- فلنعدْ للخطّ الهمايوني، إلا قليلا
- إنها دارُ عبادة يا ناس!
- بِدّي خبِّركم قصة صغيرة
- غاضباتٌ وغاضبون
- أنيس منصور، حنانيك!


المزيد.....




- الإمارات تدين إساءة استخدام القوات المسلحة السودانية لمنصات ...
- تحذيرات أممية ودولية من وقوع وفيات بسبب المجاعة وسوء التغذية ...
- حماس: حسن سلامة يتعرض لتعذيب ممنهج في سجون الاحتلال
- في يوم العمال العالمي: عمّال غزة ضحية أخرى لجريمة الإبادة ال ...
- التطهير العرقي في مخيمات فلسطين المحتلة منذ العدوان العسكري ...
- السعودية تعلن إعدام صوماليين ويمني ومواطن وتكشف ما أدينوا به ...
- الأمم المتحدة: نحو 638 ألفا في السودان يواجهون جوعا كارثيا و ...
- برنامج الأغذية العالمي: الحرب أدخلت السودان في أكبر كارثة جو ...
- حملات أمنية واعتقالات تطال العشرات في أشرفية صحنايا
- الإمارات تدين -إساءة- استخدام القوات المسلحة السودانية لمنصا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - رسالة إلى كل أسرة مصرية، أرجوكم، لا تكونوا طابورًا خامسًا