احرار مصر يطورون اسلوب خاص للمجلسيه

ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 16:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

سلسله من الاحتجاجات .. نسق غير عفوي لسلسله من الاحتجاجات العفويه مارسه احرار مصر منذ ان استولى الاسلام السياسي على السلطه ....هذه الاحتجاجات كانت بمثابة زعزعه لستاتيكية مفردات ميزان القوى ..زعزعه لمصادر القوه التي يستمد منها الاسلام السياسي المصري امكانياته على الصعيد الدولي ,,وهي تجريد متمرحل لقوته التي كان يستمدها من ما يمكنني ان اسميه بالالحاقيات والتي تعني تلك الفئات التي رضخت للاسلام السياسي او سكتت عن وصوله للسلطه بدوافع الحرص على الامن الاجتماعي ومصالح الوطن ...كانت الدفعه الاولى من هذه الاحتجاجات تمتد مابين تاريخ سقوط النظام السابق في 11 فبراير من عام 2011 وحتى تاريخ 22نوفمبر 2012 وهو تاريخ اعلان رئيس الجمهوريه محمد مرسي بيانه الدستوري المكمل والذي جاء كمترجم رسمي لرؤية الاسلام السياسي السلطويه التي تتناقض كليا مع اهداف انتفاضة 25 يونيو ..لم يكن مرسي حينها في وضع حرية الاختيار ولم يكن مستعجلا كما وصفه الكثيرون في الاعلان عن نواياه ..بل انه كان مضطرا تحت ضغط الاعتراضات اليوميه وتواصل اشكال الاحتجاجات ..لقد احس الاسلاميون بحراجة موقفهم وبامكانية انهيارهم داخل اللعبه الديمقراطيه ..لهذا سارعوا للكشف عن منهجهم الدكتاتوري المقنع بالديمقراطيه ..وكان هذا كفيلا لان يقدم لاحرار مصر الذريعه الثوريه التي كانوا يحتاجون اليها للانعطاف بحركة الانتفاضه الى اليسار ..لقد حاصروا عدوهم وجعلوه يقدم لهم ذريعه متكامله ونقيه لوجوب احياء الانتفاضه ..وكان لهم ما ارادوا وواصلوا ثورتهم على الانتفاضه وروحيتها العفويه ..واصلوا ممارسة ثوريتهم على الديمقراطيه ونقدهم لاليتها لكن داخل ذات الغلاف الديمقراطي ...وافقوا على الاستفتاء لكنهم وهو يوافقون اعلنوا عن شكهم وريبتهم من النتائج التي ستتمخض عنها هذه الاستفتاءات وهددوا باستفتاءات مضاده ..هذا نوع من الاسلوب والذكاء الثوري الذي قد يكون معروف من الناحيه النظريه سابقا لم يكن موجود بشكله التطبيقي الرائع الذي مارسه ويمارسه هؤلاء الثوريون ..وفي الوصف النظري فان الانتفاضه المستمره التي ينهض بها احرار مصر انما تلتقي في قرائتها النهائيه مع جوهر سلطة كومونة باريس عام 1871 الا ان ما يميزها عنها ويجعلها الشقيقه الثاني بعد ثورة اكتوبر العظمى بانها اكثر واقعية منهما لانها اقل ثورية منهما في التكتيك لكن هذا التكتيك يوحي بانه سيفرض في النهايه خيار التغيير الثوري ...المصريون الان يتحركون باحاسيس المجلسيه وبارهاصات مطلبيتها وهم بهذا يستجيبون لدواعي وعيها الاخير باسلوب تطبيقي ..انهم باختصار في مرحلة تطوير اسلوب المجلسيه باحساس المجلسيه وليس بوعيها النظري ...انها ايضا نوع من الثوريه التجريبيه القاسيه التي قد تجعلها تبدوا فوضويه اناركيه من انها علميه ماركسيه ..لا لشيء الا لانها مازالت في طور النضوج ..هذا النضوج وصل الى مرحله متقدمه مساء يوم 26 من هذا الشهر ..حيث تم الاستفتاء على تفويض السلطه الوطنيه بالتصدي للارهاب ..هنا صار جزء عظيم من الامتيازات التي كانت تحتكرها السلطه البرجوازيه لنفسها خاضعه لسلطة الشعب وبآليه حددها هو وهي (الاستفتاء )...فماذا يعني الاستفتاء ؟ يعني رفض لاطلاقية نتائج الانتخابات رفض لاطلاقية التفويض ..ولكن من اين استمد الاستفتاء سلطته الجديده هذه ..استمدها من حركة جوهر الديمقراطيه وليست من شكل اليتها ...هذا نوع من التنقيه الجدليه لمعنى ومفهوم الديمقراطيه ..يؤديه وبمهاره احرار مصر وهم يتحركون على ايقاع تثوير الديمقراطيه ..ليصلوا الان الى مرحلة سلطة الاستفتاء فوق كل السلطات

#ليث_الجادر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل