أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - على هامش (الربيع ) الثائر














المزيد.....

على هامش (الربيع ) الثائر


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 13:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


واحده من اهم واخطر الدلائل على اشتداد حالة الصراع الطبقي واقترابها من وضع الحسم هي ظاهرة الفوضى الفكريه التي تجتاح منظومة الثقافه البرجوازيه وميل قسم من هذه الطبقه للانتقال الى حركة التغيير والثوره .. لكن هذا الميل غالبا ما يبقى وتبعا للطبيعه الخاصه لهذه الفئه مقتصرا على الجانب السياسي مما يجعلها تكتفي من الناحيه الفكريه والدعايه لها بالشعارات الثوريه وبالاطروحات العموميه المجرده ..فهم مع الحركه كيفما كانت لكنهم عاجزين تماما لان يكونوا في كينونتها.. وهذا يحدث لان الثوره لا يستحق موعدها بدفعه زمنيه واحده ولا يمكن من ان تنزل كالصاعقه بل هي حركة سيروره دوؤبه ,. وزمن ملامح شكلها النهائي لا يمكن ادراكه وتحديده الا من خلال مقاييس الفكر الماركسي وتاريخيته الماديه التي يجب ان تستحضر دوما بملازمة استحضارالمنهج الديالكتيكي المادي الذي يمارس دور الرقيب على التقييمات وتشخيصات الحركه وفرز ما هو خاص عما هو عام .. لقد كان (الربيع العربي ) في كل الاحوال ربيعا سياسيا بائسا بعد ان غدرت وبصوره مبكره دوافعه الطبقيه وحرفت باسرع ما يمكن شروط تمكين وعيها ..ونجاح القوى التي قامت بهذا الغدر كان يعتمد بدرجه رئيسيه على اطروحات ونشاطات تلك الفئه البرجوازيه التي تسابقت بكل اتجاهاتها في تثوير الانتفاضات سياسيا والتوقف بها عند هذا الوصف وهذا يعني عمليا انهم لم يكونوا فقط محجمين للوعي الطبقي بل انهم ايضا كانوا معادين له ..ويندرج ضمن هذه الفئه الاغلبيه الغالبه من القوى المتمركسه وميزات هذه القوى انها تمثل الاتجاه الفوضوي (الانكاري) متقنع بالاطروحات الماركسيه في حالتها التجريديه المعممه .. فيصبح لديهم معنى الثوره هو الحركه من اجل الحركه وما دامت الجماهير تتحرك لاسقاط النظام فهذا يعني لديهم بان ساعة الثوره الاجتماعيه قد قامت . الا ان اللافت للانتباه هو ان بعض هؤلاء المتمركسين في وقت يطرحون مشروعهم على انه عوده الى منابع الماركسيه الاصيله ؟! فيدعون الى الغاء النقد والعمل المأجور فورا... والى اقامة سلطة المجالس العماليه فورا.. ويناصبون العداء للاتجاهات الشيوعيه التي تمرحل باطروحاتها بناء المجتمع الشيوعي .. نجد ان هؤلاء الغريبي الاطوار يسارعون ويسابقون الاخريين في حماستهم للانتفاضات التي تتاجج احداثها في ميدان يصر فيه المنتفضون على نفي اية صله لهم بالوعي الطبقي وتوجهاته ! والاغرب من كل هذا فان طائفه من هؤلاء المتمركسين وبعد ان انكشفت عورة نتائج الربيع العربي مازالت وباصرار مبتذل تؤكد على ان ما جرى في الربيع المنصرم هو حدث ثوري ومن ثم يجب اعادة كرته ..وواحد من مبررات وصفهم وتقييمهم لثورية الربيع هو تاكيدهم على ان حدثه قام على اساس مطلب الجماهير الملح لاصلاح النظام السياسي وتحقيق الحريه السياسيه باتجاه اقامة نظام ديمقراطي نيابي !..هكذا وبكل سذاجه يخلع هؤلاء المتمركسون مسوح الراديكاليه الماركسيه وينقلبوا راجعين الى مفهوم التمرحل .. فالديمقراطيه النيابيه وحسب رايهم هنا ستفسح الطريق لتطوير النضال الطبقي وتنفتح به على افاق النصر المبين ..اما كيف يحدث هذا ؟..فانهم هنا ينقسمون في الاجابه ,الاتجاه الاول الغالب عليهم يؤكد على ضرورة تحويل الديمقراطيه الى نظام يقدس الحريه الشخصيه والتي لا تعني لهم الا حرية الممارسه الغرائزيه والاشكال السلوكيه المرتبطه بها.. اما الاتجاه الثاني فيحاول من ان يحفظ لنفسه نوعا من التوازن النظري والذي لا يمكن من ان يتم هنا الا بتناول الاطروحات الفكريه الماركسيه بصيغ غايه في التجريد واكثرها تعميما ولفظيه ..فحينما يسال هؤلاء عن ماهو الحل لتجاوز حالة الهزيمه وسلبية نتائج الربيع المزعوم الثوريه ..يكتفون بالرد وهم مرغمين بوجوب تنظيم نضال الطبقه العامله والارتقاء بها الى المستوى الذي يؤهلها لانتزاع السلطه من البرجوازيه ..وكيف يتم هذا ؟ يجيبون بضرورة انخراط الطبقه العامله وسائر الطبقات المظطهده في نضال يومي يقوده حزبهم .. واي حزب هذا ؟ هو الحزب الشيوعيى العمالي .. وما هو منهج الحزب هذا وما هي اليته في تحقيق مشروعه ؟ الية الحزب هي مجمل النشاطات التي يقوم بها الحزب لتنظيم النضال اليومي للعمال ..!! وهكذا تاخذ صيغ دعايتهم للماركسيه مسار اللف والدوران لتكون حصيلة المتلقي منها هباب في يباب ..ان خطورة هذا النهج الذي يعتمد صيغة الجدل البيزنطي تكاد تكون معدومه او غير مؤثره على صعيد الواقع الا في حالات نادره وسبب هذا يكمن في حقيقة غياب الكيان التنظيمي وانحسار فعاليته الواقعيه .. لكن الخطوره المحتمله تكمن في المحاولات المستمره والمتواصله من قبل بعض الجهات الاعلاميه الليبراليه في ابراز والدفع باطروحات هذا الاتجاه وتسويقه على انه الحارس الامين للماركسيه وان لهذا الاتجاه كيان حزبي وتنظيمي فاعل ..وبما اننا على يقين بان هذا الحزب لا يستطيع اذا استوجب الامر منه من ان يعبء موقف عشرون شخص وربما اقل من هذا العدد في تظاهره او اي شكل من اشكال النضال على ارض الواقع وليس في فضاء الانترنيت الافتراضي .. فاننا نرى ان من واجبنا التصدي لمثل هذه المحاولات التي لابد وان تكون في نتيجتها محاوله لتضليل الراي وتحميقه , كما اننا نرى من المناسب هنا ان نلفت انتباه تلك المنابر الاعلاميه الى ان مثل هذه المحاولات تسيء مبكرا الى سمعتها ومصداقيتها ..وان كثيرا من العراقيين اللذين كانوا يتابعونها باتوا ينظرون اليها بعين الشك ويتعاملون معها بكثير من الريبه



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما ..ذبحوا ..حبيبتي... 4
- حينما ..ذبحوا ..حبيبتي... 3
- حينما ..ذبحوا ..حبيبتي... 2
- حينما ..ذبحوا ..حبيبتي... 1
- من اجل تصحيح المسار .. لا للاباحيه ..لا للتخنث
- اليسار العراقي)) وعي المهمه المصيريه ))وتكتيك الشخصنه
- الرأسماليه تكثفت .. والكارثه على الابواب...ج5
- الرأسماليه تكثفت .. والكارثه على الابواب...ج4
- الرأسماليه تكثفت .. والكارثه على الابواب...ج3
- الرأسماليه تكثفت .. والكارثه على الابواب...ج2
- الرأسماليه تكثفت .. والكارثه على الابواب...ج1
- طريقنا وفلسفة الثوره ..ج 16
- طريقنا وفلسفة الثوره ..ج15
- حول تقييمات بعض الفوضويين لليسار العراقي..2
- حول تقييمات بعض الفوضويين لليسار العراقي
- طريقنا وفلسفة الثوره ..ج14
- طريقنا وفلسفة الثوره ..ج13
- طريقنا..وفلسفة الثوره ...ج12
- طريقنا..وفلسفة الثوره ج 11
- طريقنا..وفلسفة الثوره ج 10


المزيد.....




- تصريح صحفي بالندوة الصحفية لتقديم نتائج المؤتمر الوطني 14 لل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي :كل الإدان ...
- الحكم الإيراني في ورطة من صنعه منذ ساعة واحدة
- ش??ي ئيسرائيل ب?س?ر ئ?ران و ناوچ?ي ??ژه??اتي ناو??است، د?ب? ...
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- الحقوق لا توهب ولكن تنتزع… لا لقانون طرد المستأجرين
- مداخلة النائب البرلماني الرفيق أحمد العبادي باسم فريق التقدم ...
- مداخلة النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق الت ...
- -القرآن الأوروبي-: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين ا ...
- نحن ندين الهجوم الإسرائيلي على إيران وندعم الهجوم الإيراني ا ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - على هامش (الربيع ) الثائر