أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث الجادر - حينما ..ذبحوا ..حبيبتي... 1














المزيد.....

حينما ..ذبحوا ..حبيبتي... 1


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 15:41
المحور: الادب والفن
    


قبل ثلاثة ايام وفي ظهيرة هذا القيظ الشاذ كشذوذ وضعنا الاجتماعي وانفلاته من كل قيود المنطق والبديهيات , استدرجني القدر بشكل غريب لم اعي لحد الان ماهيته من المكان الذي كنت اروم التوجه اليه (الكراده خارج ) الى (ساحة الوثبه ) ,ثم من هناك الى( سوق الغزل).. الذي ما ان خطوت اولى خطواتي باتجاهه حتى انتابني شعور غريب مبهم ,عكس على سمعي طنين خافت بدى يطغي على الاصوات الصاخبه المتعاليه من حولي واسدل على بصري غشاءا ضبابيا يميل لونه الى الرمادي اكثر من كونه ابيض ..لكنه ايضا ليس رماديا.. انه لونا ما استطيع فقط من ان اصفه هكذا , وبدى قلبي وكانه اكثر استرخاءا ونبضاته المتسارعه التي دأبت على الاحساس بها بدت كانها تهدء وتميل الى الاعتدال , شعور خليط بين الاحساس بالطارىء المريب وبين الاحساس به كغريب ومجهول ,, شيء ما يحدث ولاادري ان كان ينبع من دواخلي ام انه ييرتبط بما هو خارج عني , تحسست الهواء وكانني عدت للتو الى طبيعتي الحيوانيه وانا اشم رائحته .. فاصابني الذهول , ماعاد عقلي يتوافق بين ادراكه للزمن في لحظته وبين قدرته على ربط انعكاس رائحة الزمن الغابر فانا هنا في (الان) .. لكن هذا (الآن).. الذي يحيطني .. يستثير احساسي بدلالة ( ما كان ) ..من المستحيل ان تعبق رائحة الجدران الرطبه التي ترافق ذاك النسيم البارد في ظل ازقة كنت قبل اربيعن عام اسير في احظانها الوديعه... من المستحيل ان يعبق هذا العطر السماوي في هذا المكان الذي اسير فيه الان ,, زاد في ايقاعه ذاك الطنين الخافت واستحال ذلك الغشاء الضبابي الى هالة تحيط بمرئى الاشياء ,,فايقنت في دواخلي بان شيء مريب يحدث , وانني في حال انسلاخه الاحساس عن الجسد , كانت لحظات اساوي الان بين احساسي يها وكيفيته بما يمكنني من ان استرجع كل لحظات الزمن الذي عشته , حيث ذلك الفراغ الرهيب من القدره على التفكير وكان العقل كان قد اطل على حافة السر وحيث النهاية هي كل شيء , لحظات لايمكنني ان اجد مقياسا زمنيا لها , الا حينما عاد كالومضه الهاربه من زمن التلاشي احساسي بما هو حولي وتملكني الاسترخاء الذي حول الاحساس بحرارة القيض الى برد ورذاذ باعث على النعاس ,, وكانت اولى علامات عودة الحياة التي شعرت بها هي.. التثائب ,الذي ما انقضت الثواني التي اغمضت فيها عيني اثنائه حتى ادركت بان بصري عاد الى ما كان عليه , وان الطنين الخافت الذي تملك سمعي انفلت مع صوت تمدد عضلات الاذن , ! وعاد توافق ادراكي بما هو حولي ..فرائحة المكان تعبق بما كانت تلك الازقه تدثها قبل ما يزيد على اربعين عام ... وانا , الان اكتشف المكان الذي اقفه فيه .. حيث استوقفتني خطواتي على اعتاب زقاق من ازقة (ابو سيفين ,).., هذه الحاره التي افرطت بتواجها في ذاكرتي وتشبت بها بعناد وكانها صارت تحتل كل ما في وجودي منذ كنت في السادسه من عمري الى الان .. هي الان تدلق صورها على كل شيء في هذا المكان لكنها تفعل ذلك بروعة ووداعه جعلتني اتعامل مع الزقاق هو كذاته قبل مايزيد عن اربعين عام وان تغيرت هيئته , تلاشت تماما حالة الانسلاخ التي كنت اعانيها , واستعدت توازن وجودي , وانا الج الزقاق واتفحصه , وبدات امارس عن وعي تحسسي له ,, فتعمدت الى اغماض عيني للحظات كي استعيد من الذكريات صور بيوت الشناشيل التي كان الزقاق يضمها , وواجهات دكاكين العطارين التي كانت عباره منضده خشبيه يتربع عليها (الميزان ذي الكفتين ) وتحيط باحد جوانبه ما يخص الاطفال من حلويات , (( الكركري – الشاميه الملونه – بيض اللقلق – وصحون المكاويه وعين العروس ) ..وعلى الجانب الاخر تستقر سلات الحبوب وعلب التوابل ,,,توقفت برهه لاتحسس الماره .. فلم اجد احدا الا شابا يافعا كان يتحدث بهمس في جهازه النقال وهو يتوجه مسرعا الى منزله ,, وما ان اجتازني.. حتى وقفت وقد اعترتني رغبه رائعه في ان اقف وان استحضر طيف عربة (ستار ابو الحلاوه ) وان ابتاع منه في الزمن الذي مضى منذ اربعين عام قطعه من (الدهينيه ) المغطاة بطبقه سميكه من (جوز الهند المبروش) ..او ان اخطو بضعة امتار لاقف عن عربة ( ابو هوبي ) الذي ما ان يرى احدنا قادم نحوه .. حتى يعلو صوته وهو يشدد على مخارج الحروف ( ازبري .. يابه ..اوله افيش ..واخره ..اشاه ) ..وحينما يبقى يكرر صياحه هذا وفي مثل هذه الساعات من النهار كان لابد ايضا من ان يتكرر مشهد احد النساء وهي تخرج راسها من نافذة الشناشيل وتؤنبه على ارتفاع صوته وما يسببه من ازعاج . فيطلق ابو هوبي زفرته الحاده المميزه والتي يلحقها احيانا.. اذا كانت مؤنبته حسناء بعباره (ازززبري .. والله ازززبري ) ؟! وهو يحرك عربته ويدفعها بهدؤ ريثما نكمل نحن اقداحنا التي نحملها بايدينا ونرافقه في السير ونخطوا بايقاع مع صرير عجلات العربه الخافت ..كان دائما لا يعيد مكان توقفه الا عند بداية الزقاق المطله على السوق وامام دكانة الباججي ( صادق ) ...دمدمت كلمة صادق قي جمجمتي فجاة كصفير مشؤوم القى بدفعة واحده على روحي كتلة من سديم اسود , وبدى وكان ذاك الطنين قد عاد بحذر .. ففتحت عيني واطلقت زفيرا كاد ان يسحب معه رئتي , بينما راحت .. قدماي تتسارعان في خطاهما وهي بالكاد تتوازن متجهة نحو نهاية الزقاق .. وشيئا فشيء احسست باني اتجه الى زقاق ما في الذاكره ,, وان الذاكره ذاتها تحولت الى زقاق.. شخص في منتصفه طيف أمرآه.. كانت تمسك بخناق عباءتها وتشير الي من ان انظر الى الخلف وقد ارتسمت على ملامح وجهها ابتسامه مشجعه , جعلتني ادير راسي بهدؤء حذر .. لتقع نظراتي على عتبة البيت الذي كان منذ اربعين عاما بيتي , رسمت الذاكره هيئته التي كانت فيما مضى والقت على جدرانه الجيده لوحة الشناشيل,,وبصمت قادتني .. الى المدخل الذي يفضي الى الباحه , والتي تستدير حولها ابواب الغرف الاربعه وتتفتح عليه الشبابيك وكانها اعشاش حمام منزلي ,.ويتوسطها سلم ادغمت بدايته معها فصار وكانه نافذه توصلك الى الطابق الثاني للدار .. حيث يتكرر المشهد باستثناء وجود السياج الخشبي الذي يحيط بفضاء الايوان
...يتبع



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل تصحيح المسار .. لا للاباحيه ..لا للتخنث
- اليسار العراقي)) وعي المهمه المصيريه ))وتكتيك الشخصنه
- الرأسماليه تكثفت .. والكارثه على الابواب...ج5
- الرأسماليه تكثفت .. والكارثه على الابواب...ج4
- الرأسماليه تكثفت .. والكارثه على الابواب...ج3
- الرأسماليه تكثفت .. والكارثه على الابواب...ج2
- الرأسماليه تكثفت .. والكارثه على الابواب...ج1
- طريقنا وفلسفة الثوره ..ج 16
- طريقنا وفلسفة الثوره ..ج15
- حول تقييمات بعض الفوضويين لليسار العراقي..2
- حول تقييمات بعض الفوضويين لليسار العراقي
- طريقنا وفلسفة الثوره ..ج14
- طريقنا وفلسفة الثوره ..ج13
- طريقنا..وفلسفة الثوره ...ج12
- طريقنا..وفلسفة الثوره ج 11
- طريقنا..وفلسفة الثوره ج 10
- طريقنا..وفلسفة الثوره ج 9
- طريقنا.. وفلسفة الثوره ..ج8
- طريقنا.. وفلسفة الثوره ..ج7
- النضال الطبقي ..الضمانه الاكيده لحقوق المرأه


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث الجادر - حينما ..ذبحوا ..حبيبتي... 1