أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الحمّار - هل اغتيلت الديمقراطية باغتيال محمد براهمي؟














المزيد.....

هل اغتيلت الديمقراطية باغتيال محمد براهمي؟


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 04:57
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إنّ مقتل محمد براهمي مؤشر قوي ثانٍ على إفلاس الديمقراطية كنموذج غربي يتم استنساخه في المجتمع العربي الإسلامي. فلم تمضِ بضعة أشهر على المؤشر القوي الأول، وهو اغتيال شكري بلعيد (في 6-2-2013)، حتى ادّخرنا ما يكفينا من العثرات الانتقالية ليحيلنا على التفكير في البديل، لا في المستوى المحلي فحسب وإنما في المستوى الإقليمي ولِم لا على الصعيد العالمي أيضا. فما العمل؟

إذا كان الغربيون أنفسهم يعترفون بأنّ الديمقراطية في بلدانهم في تراجع إن لم نقل بصدد التحول شيئا فشيئا إلى استبداد بالشعوب المعنية، وإذا كان حدث عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي في مصر، موازاة مع ذلك، قد فتح الباب على مصراعيه لتعريف الشكل الانتقالي الديمقراطي الذي يتسق مع المجتمع العربي الإسلامي ومنه لإعادة تعريف الديمقراطية عموما كنظام صالح في هذا الزمان وبحسب المكان، ليس من المستبعد، بل من الضروري، أن تستغل النخب المفكرة التونسية حدث اغتيال المناضل الوطني العروبي الناصري محمد براهمي لاستخلاص تلك العبرة أولا، ثم للرفع من مستوى وجَودَة الحوار، من مجرد مسألة انتقال ديمقراطي إلى مسألة وجُود عربي إسلامي في مصاف الدول المتحضرة المتأهبة للإسهام في تحسين جودة الأداء الديمقراطي الكوني.

إلى متى ستبقى النخب التونسية جميعا متفرجة على مسار انتقالي أضحى بمرور الأشهر والأعوام أليما وداميا؟ وإلى متى ستتمادى في مثل هذه الحالة من السلبية القاتلة التي تكاد تنذر برزوح تونس تحت نير الاستعمار مجددا؟ فلكي لا يتحقق حلم الحالمين بأن تصبح تونس مستعمرة فرنكو- أمريكية لا بد للنخب التونسية أن تنكبّ فورا على توسيع آفاق سياستها وتحويلها من السياسة الصغرى إلى السياسة الكبرى التي تراعي الأهداف الكونية للثورة التونسية الحقة.

ولكن ليس بفضل الشعارات التي نسمعها في كل مأتم وطني من صنف "الشعب يريد إسقاط النظام" و" يا فلان يا سفاح يا قاتل الأرواح" ستقدر تونس أفرادا وجماعات، دولة ومجتمعا، على تخطي الصعاب والعبور من طور البلد التابع إلى البلد الطامع و الصانع؛ طامع في الارتقاء وصانع لأسبابه وملبّيا لشروطه.

إنّ الثورة التونسية المتجددة التي نحن على أبوابها، والتي تتقاطع بكل أناقة، مع أنها أناقة لا تخلو من الألم، مع الثورة المصرية، لن تعترف بالحزب الديني في المجتمع العربي الإسلامي، لأنها قادرة على إنجاز ما لم يقدر، ولن يقدر الإسلام السياسي على فعله: تطعيم الفكر الكوني، عن جدارة واستحقاق، وبرضاء العالم بأسره، بالروح الإسلامية والقيم الإسلامية الخالدة وذلك عن طريق تطوير جيلٍ جديد من المعارف والعلوم.

فما نتمنى مشاهدته في قادم الأيام، وفي غضون ما قررته الطبقة السياسية على التو من عصيان مدني وإضراب عام وغيرها من الإجراءات العاجلة، هو أن يتجاوز الشعب، بفضل نخب جديدة واعية بمسؤولياتها الحضارية، النفق الذي وضعه فيه فكر نخبوي أكلَ عليه الدهر وشرب، فتتماثل للتدارك العاطفي والعقلي وتصوغ شعارات تليق بالمواطن العربي أينما كان وبأمة المسلمين أينما كانت وبالمستوى متعدد الأبعاد الذي بلغه العالم بأسره. فليكن شعارنا جميعا "خبز، صحة، تعليم، كرامة، شغل، حرية، عدالة اجتماعية، عدالة عالمية، رسالة كونية".



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من انقلاب علمي على الإسلام السياسي؟
- متى سيمرّ العرب من الديمقراطية التابعة إلى المصلحياتية؟
- تونس: باكالوريا أم امبريالية الرياضيات؟
- تونس: هل انقلبت علينا الديمقراطية؟
- تونس: هل التجديد التربوي مسألة مباهج أم مناهج؟
- من تحزب خان..
- تحكمت بنا كلمة فاستباحتنا موزة..
- تونس والسلفية: هل عُدنا إلى التعلل بدولة القانون؟
- ما البديل عن الديمقراطية الإرهابية؟
- المشروع العربي التونسي: -مدرسة ومجتمع الغد-
- تونس بين الإبهام والإرهاب
- ما -الإسلاميات اللغوية التطبيقية- وما -اليسار المؤمن-؟
- الجدلية المادية وتوحيد المسلمين
- فكرٌ بديل بلا بُدلاء، ومدرسة بلا علماء؟
- تونس: طبيعة الإصلاح التربوي وأجزاؤه
- إلى وزير التربية في تونس: كلا، يتوجب البدء في الإصلاح من الآ ...
- هل باستطاعتنا إنجاز الاختراق الحضاري؟
- تونس:اللغة الفرنسية تستبيح .. ثم تستغيث
- تونس: حتى لا يكون الإصلاح التربوي استمرارا للتجهيل
- تونس: السياسيون لا يفقهون في خطاب التحرر


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الحمّار - هل اغتيلت الديمقراطية باغتيال محمد براهمي؟