أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ماجد الشمري - تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(2)















المزيد.....

تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(2)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 15:00
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


القضية المحورية الرئيسية التي تنتظم كتاب الادب والثورة منذ اول جملة وحتى اخر كلمة فيه،والتي يشير اليها عنوان الفصل الاول من لكتاب هي"الثقافة البروليتارية والفن البروليتاري"مانجده لدى تروتسكي:الموقف المحدد والرافض لاطروحة"ادب بروليتاري"او"فن بروليتاري"وانه ليس هناك مايسمى ب"ثقافة بروليتارية" مثلما لو قلنا"ثقافة برجوازية"..يقول تروتسكي:"كلما توفر للنظام الجديد المزيد من الحماية والامان من التقلبات العسكرية والسياسية،وكلما تحسنت شروط الابداع الثقافي وصارت اكثر ايجابية،وذابت البروليتاريا بسرعة اكبر في المجتمع الاشتراكي وتحررت من مميزاتها الطبقية،اي كفت عن تكون هي البروليتاريا..ومن هنا وجب ان نخلص بوجه عام لا الى انه ليس هناك ثقافة بروليتارية فحسب،بل ان مثل هذه الثقافة لن تظهر الى حيز الوجود ابدا.وليس ثمة من داع،والحق يقال،للتأسف على ذلك:فالبروليتاريا اخذت مقاليد السلطة بين يديها على وجه التحديد كي تضع حدا نهائيا للثقافة الطبقية،وكي تفتح الطريق امام ثقافة انسانية".وطيلة عرض تروتسكي لرأيه لايغيب عن ذهنه طبيعة اختلاف هدف ورسالة البروليتاريا الثورية والانسانية عن غايات واهداف الطبقات الاخرى،والتي سبق وان استولت على السلطة في مراحل التطور الاقتصادي الاجتماعي المتعاقبة،فقد كان لكل طبقة ثقافتها الطبقية الخاصة،وما دامت دكتاتورية البروليتاريا مجرد حكم انتقالي،ومرحلة تحول تطمح لارساء اسس المجتمع اللاطبقي،فعلينا ان نكف عن التعامل معها،وحتى على مستوى الادب والفن والثقافة بوجه عام،على انها مرحلة من مراحل التطور الاجتماعي الاقتصادي.وان كان تروتسكي يتنبأ ان مرحلة الثورة الاجتماعية:"لن تدوم شهورا وانماسنينا وعشرات السنين،ولكن ليس قرونا،وكم بالاحرى الوفا من الاعوام"فدور دكتاتورية البروليتاريا فيما يتعلق بالثقافة او بغيرها من المجالات يقتصر فقط على عملية الاستيلاء على السلطة،وتأتي المهمة الاخرى للبروليتاريا بعد ذلك،ان تضع يدها على الجهاز الثقافي البرجوازي والذي كان فيما سبق يخدم غيرها،وبالنسبة للبروليتاريا الروسية بالذات"فقد اضطرت الى استلام مقاليد السلطة قبل ان تمتلك العناصر الاساسية من الثقافة البرجوازية،اضطرت للتطويح بالمجتمع البرجوازي بالعنف الثوري على وجه التحديد لان هذا المجتمع كان يسد دونها باب الثقافة".ويمضي تروتسكي من مناقشة هذه الاطروحة لسؤال كبير في محيط الماركسية الشاسع..ذلك السؤال هو:"هل نستطيع ان نقول ان الماركسية هي نتاج للثقافة البروليتارية؟وهل نستطيع القول اننا نستخدم الماركسية فعلا من الان لا في الصراعات السياسية فحسب بل ايضا في المشكلات العلمية؟".والسؤال كما هو واضح يحمل اجابته في احشائه،فاذا كانت الماركسية هي النظرية الثورية للبروليتاريا،ومرشدها العلمي الى الثورة الاشتراكية والى بناء الشيوعية،فان هذا لاينفي ان الماركسية نفسها هي نتاج الثقافة البرجوازية،وان الذي حدث هو:"ان الفكر الشمولي للديمقراطية البرجوازية قد ارتفع لدى اجرأ ممثليه واعظمهم استقامة ونفاذ نظر،الى نفي عبقري للذات،مسلح بترسانة العلم البرجوازي النقدية،ذلكم هو اصل الماركسية".وهذا يعني ببساطة:ان الفكر البرجوازي عند مرحلة عليا من تطوره قد انتج نقيضه:الماركسية..ان تروتسكي وهو يناقش تفاصيل امكانية قيام ثقافة بروليتارية،فانه يفجر جوانب القضية بحس تنبؤي،وهو يقف على ارض صلبة من التمكن المعرفي،فيضع اصبعه على نقطة المركز.وهي ان دكتاتورية البروليتاريا،ليست بمرحلة طبقية قائمة بذاتها،انما هي اداة تحطيم لمجتمع الطبقات.ولعل ابرز كلماته النبوئية التي يسردها قوله:"ان الطبقة الثورية لاتستطيع ان توقف كفاحها لان الحزب لم يقرر بعد هل عليه ان يقبل او لايقبل فرضية الكهارب والدوالف،ونظرية فرويد في التحليل النفسي،وعلم الوراثة،والاكتشافات الجديدة في رياضيات النسبية،الخ".مامعنى هذه العبارة ؟!ان لم تكن حدسا عبقريا بالازمة التي تدخلها العلوم،وخاصة العلوم الانسانية-في الفترة الستالينية-حين انحصر العلم الماركسي في"الدوغما"الستالينية!!.قد نخطيء في فهم تروتسكي بأنه يرفض القول بأمكان فن بروليتاري،وحتى ثقافة بروليتارية على الاطلاق،لتبنيه وجهة نظر تشاؤمية،تفرضها عليه طبيعة رسالة الطبقة العاملة حين استيلائها على السلطة،لانها لاتعمل من اجل نفسها كطبقة،بل من اجل الانسانية،من اجل تاريخ الانسان كله.لكن الواقع غير ذلك،فليست نظرة تروتسكي رمادية فيما يتعلق بمستقبل تعبير البروليتاريا عن نفسها،فهو يتفق في جانب من مناقشته لمسألة"الثقافة البروليتارية والفن البروليتاري"مع الرفيق دوبوفسكي في الاستنتاج بان:"ثمة اندادا بروليتاريين لشكسبير وغوته يغذون السير اليوم حفاة الى احدى المدارس الابتدائية" ويقول انه لاجدال ان فن شعراء المصانع اوثق ارتباطا بكثير من الناحية العضوية لحياة الجماهير العمالية ومشاغلها اليومية ومصالحها!لكن ليس هذا بأدب بروليتاري!انما هو محض تعبير مكتوب عن السيرورة الجنينية لارتفاع السوية الثقافية للبروليتاريا".والاستنتاج التالي الذي ينتهي اليه تروتسكي هو:ان السياسة هي المضمار الوحيد الذي ابدعت فيه البروليتاريا اسلوبها الخاص فعلا:"اذا كنا نريد ان نقارن صعود البروليتاريا الفني بصعودها السياسي،فلابد من القول،بأن المرحلة التي كانت تتلاقى فيها الحركات الجماهيرية الاولى الغضة العود مع جهود الانتليجنسيا وبعض العمال لتشييد انظمة طوباوية".والامر الهام والملفت وبعد تفحص دقيق واكثر من قراءة عابرة،نجد ان تروتسكي يكرس عمله،-رغم امتياز هذا العمل النظري وعمق البصيرة المعرفية فيه-لتحقيق اطروحة سلبية،هي عدم امكانية قيام ثقافة بروليتارية،قد نتفق معه في الاسس النظرية التي يدعم بها اطروحته،ولكننا عندما نصحبه حتى نهاية شوطه المنطقي وتفصيلاته لانجده يخرج الى الجانب الايجابي لهذه الاطروحة/فهو يبقى مكتفيا بمناقشة العلامات التي تبرهن على انه"لن" يكون ثمة فن او ادب بروليتاري،ولايتناول القلب الحقيقي لهذه الاطروحة،وهو ان الثقافة التي تمهد لها البروليتاريا،ولو تمهيدا على الاقل هي الثقافة "الاشتراكية".نحن لانريد ان نذهب الى ان تروتسكي لم يتوصل لهذا الافق الايجابي من اطروحته،او غاب عنه ولم ينتبه اليه،ولكننا نزعم ان هناك سبب غير واضح من سياق مقالاته!جعله ينشغل اساسا بفكرته السلبية البحت،والقائلة بأن ابروليتاريا بأستيلائها على السلطة لن تنتج ثقافة بروليتارية خاصة بها،ولم يمضي تروتسكي بمنطقه الجدلي حتى نهايته المفترضة،وهي ان ثقافة المستقبل التي تمهد لها دكتاتورية البروليتاريا،هي بالضرورية ثقافة اشتراكية،ثقافة لاطبقية،ثقافة انسانية.تروتسكي يعي هذه الحقيقة الايجابية،ويذكرها فعلا ،ولكنه لايجعل منها شاغله الاساسي كما تقتضي ضرورة الموضوع،وكما يقضي التناول الجدلي بالذات.فتروتسكي يقف عند المرحلة الثانية من مراحل المثلث الجدلي-مرحلة النقيض-ويتوقف عندها طويلا،ولايتجاوزها لمرحلة التركيب!فحتى في الفصل الذي اعطاه عنوان"الفن الثوري والفن الاشتراكي"يغيب الجزء الناقص من اطروحته،ويبفى تروتسكي يراوح في مرحلة السلب ولايغادرها.وعندما ختم فصله هذا عن الفن الاشتراكي،كان ماقاله:"ان الشكل الذي ستتلبسه سيرورة البناء الفوقي والتربية الذاتية للانسان الشيوعي سيطور الى اقصى حد ممكن العناصر الحية في الفن المعاصر.سوف يصبح الانسان اقوى واعقل وارهف بما لايقاس.سوف يغدو جسمه اكثر اتساقا،وحركاته اكثر توازنا،وصوته اكثر شجوا،وسوف تكتسب اشكال وجوده صفة درامية عميقة،وسوف يكون الانسان المتوسط في مستوى ارسطو وغوته او ماركس،وفوق هذه الذرى سوف ترتفع قمم جديدة" لانستطيع ان نخرج من هذه"الخاتمة" سوى بتعميمات مثيرة للخيال-نعم-عن مرحلة الشيوعية،ولكنها لاتربط هذه النظرة المستقبلية الاكثر رومانسية!ربطا واقعيا جدليا بمرحلة الثورة ومرحلة الاشتراكية،وايضا لانجد الجواب على التساؤل الكبير:اذن اي ثقافة تسود في فترة دكتاتورية البروليتاريا؟؟!!.............
..........................................................................................................................
يتبع..
وعلى الاخاء نلتقي..



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(1)
- بورتريه ميكروسكوبي لوطن مابين القهرين!!!
- عذراء الكومون الحمراء/لويز ميشال..ضمير الذاكرة
- ثورة 14 تموز1958 الخالدة/تحت مشرط الهذيان والتزييف المثلوم!! ...
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(الاخير)
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(7)
- فهود3تموز/المجد لانتفاضه عصية على النسيان!!
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(6)
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(5)
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(4)
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(3)
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(2)
- ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(1)
- ورأيت الناس يخرجون من التاريخ افواجا!!!
- شرعنة وقداسة القتل!/رجم ثريا..طقوس بربرية!!!
- الموت الخجول!
- يعقوب ابراهامي في اخر واسرع مراحله!/مرحلة الهروله من الامبري ...
- يعقوب ابراهامي في اخر واسرع مراحله!/مرحلة الهروله من الامبري ...
- يعقوب ابراهامي في اخر واسرع مراحله!/مرحله الهروله من الامبري ...
- يعقوب ابراهامي في اخر واسرع مراحله!/مرحلة الهروله من الامبري ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ماجد الشمري - تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(2)