أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ضياء رحيم محسن - الدينار.. صاعد. نازل














المزيد.....

الدينار.. صاعد. نازل


ضياء رحيم محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 12:01
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الدينار.. صاعد. نازل
منذ مدة ونحن نشاهد سعر صرف الدينار العراقي، وهو يتراجع بعد أن كان يحافظ على سعر صرف مستقر نوعا ما، الأمر الذي يتبادر معه سؤال كبير، ما هو السبب في تراجع قيمة الدينار؟ هل أن السبب في ذلك يرجع الى ضعف السياسات الإقتصادية التي يتبعها البنك المركزي؟ أم أن هناك أسباب أخرى؟!!
القاصي والداني يعرف تركيبة الإقتصاد العراقي، فهو إقتصاد ريعي يعمل على محورين متناقضين؛ المحور الأول: أن إقتصاد الدولة يهيمن على 80% من الناتج المحلي الإجمالي، أو ما يسمى توليد الدخل الوطني؛ بالإضافة الى مسؤوليته مسؤولية مباشرة عن توفير 99% من التدفقات النقدية الداخلة من النقد الأجنبي؛ وما يتبعه من إرتباط مباشر للإصدار النقدي للبنك المركزي بحركة تلك التدفقات. المحور الثاني: إقتصاد السوق الذي يمتلك الفاعلية الأكبر في الإدارة غير المباشرة لنتائج إقتصاد الدولة، وهو ما تعكسه الموازنة العامة في النفقات الحكومية والتي تمثل 60% من مجمل الإنفاق الحكومي. وما يؤشره من إنفراد لهذا السوق بالتدفقات الخارجة من البلاد من النقد الأجنبي، ورغبة السوق في الإستحواذ على العملة الأجنبية والمتراكمة من إحتياطيات البنك المركزي والتي تمثل غطاء لتلك الحقوق.
عندما يهيمن السوق الحر على مجريات الأمور في الإقتصاد، وإطلاق الحرية في عملية التحويل الخارجي بالإضافة لإستخدام سياسة الباب المفتوح في التجارة الخارجية للقطاع الخاص، ومع غياب الرؤية لإستراتيجية التطور والتنمية والنهوض بالواقع الإقتصادي، فإن الإقتصاد يتحول الى ثنائية شديدة من الريعية في توريد العملة الأجنبية الى التجارة الخارجية وتمويل تجارة الإستيراد ذات الطابع الإستهلاكي، الأمر الذي يجعل من العراق حاضنة للإستهلاك وتصديرها الى إقتصادات بلدان أخرى.
عمل البنك المركزي العراقي على مسك العصا من الوسط لتحقيق التوازن بين تناقضين هما: إقتصاد الدولة ومسايرة الإقتصاد الريعي، والأخر مجاراة السوق الحر؛ والتي تخدم النشاط التسويقي الداخلي وحركة الأموال نحو الخارج بغض النظر عن النتائج المتوخاة لبناء نموذج إقتصادي يولد حركة تدفقات داخلة وخارجة بالعملة الأجنبية بعيدا عن هذه الثنائية أو الإستقطاب الشديد بين إقتصادين مختلفين ( إقتصاد الدولة وإقتصاد السوق)، وبين تدفقات داخلة بالعملة الأجنبية يوفرها إقتصاد الدولة، وأخرى خارجة من العملة الأجنبية يلهث خلفها القطاع الخاص.
إزاء ذلك كله، ماذا كان رد فعل السلطة النقدية المتمثلة بالبنك المركزي العراقي؟ لقد مارس البنك المركزي العراقي سياسة تدخل في سوق الصرف ليصل الى مستوى مستقر لسعر الصرف" وهو ما لاحظه المواطن طيلة الفترة التي كان السيد الشبيبي محافظا للبنك المركزي" بحيث إستطاعت السلطة النقدية أن تحافظ على مستوى مستقر للأسعار، هبط التضخم من مستويات ذات المرتبتين العشريتين الى المرتبة العشرية الواحدة، أضف الى ذلك إرتفاع إحتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي الى المرتبتين العشريتين من حيث القيمة الدولارية " وهي الأعلى في تاريخ البلاد" ومع هذا فإن البنك المركزي لم يستطع حسم المعركة مابين إقتصاد السوق وتطلعه الى الربح، وما بين إقتصاد الدولة ونزوعه الى التفرد في محاولة منه للبحث عن الربح الإجتماعي؛ وهي نظرة تفتقر للرؤية الإقتصادية لحركة النظام الإقتصادي العراقي. الأمر الذي جعل من الإقتصاد العراقي ضائعا في محاولة منه للبحث عن حلول ناجعة، الأمر الذي نتج عنه تدهور في سعر صرف الدينار العراقي، إن التوجه نحو الحرية الإقتصادية، ومبادلة العملة الأجنبية بالحقوق الممسوكة بالدينار لغرض تحقيق الإستقرار الإقتصادي، فرض عبئا على السياسة النقدية للبنك المركزي للتدخل اليومي لبيع الدولار في محاولة للحفاظ على إستقرار سعر صرف الدينار العراقي أمام بقية العملات الأجنبية، وهو الأمر الذي يحتاج الى قرار جريء يوضح الخطوط العامة للإقتصاد؛ فأما الإنتقال الى سياسة الباب المفتوح مع تحمل كافة التبعات من جراء الإستنزاف الحاصل في عوائد النفط لضمان رفاهية الفرد وإستقراره " مع غياب واضح لسياسة تنموية في بقية القطاعات الإنتاجية" الأمر الذي تقرره القيادات السياسية في البلد ولا دخل للبنك المركزي فيه بسبب عدم إكتمال معالم النظام الإقتصادي للبلد بعد أن كثر الحديث عن تحويل مبلغ 180 مليار دولار بين عامي 2003 و2012 ، ولدها إقتصاد الدولة بعد إنفاقه لنفس الفترة عبر الموازانت العامة مبلغ 450 مليار دولار، بقي فيها إقتصاد التنمية غائب لعدم وجود مناخ جاذبة للإستثمار وما لم تحسم الرؤية الاقتصادية لهذا التناقض، وتطلق آليات السوق الحر كما ترغب فيها القوى الاقتصادية الناشئة بعد العام 2003 ، فان نتائج الاستقرار الاقتصادي ستستمر مبهمة وستجعل البلاد تتعايش مع إضطراب أسواق صرف موازية الى أمدٍ غير معلوم في نتائجه وربما ستكون وخيمة في إستقرار الأسعار ومستوى المعيشة وتشكل هواجس يومية مؤلمة في الحياة الإقتصادية للأسر العراقية وعموم النشاط الإقتصادي.



#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية الزائفة!!
- Expired..!!
- البكاء على زمن صدام
- الغلو.. والدين
- الموبقات السبع
- الغاز المحترق.. ثروة تهدر
- ما الذي يدفع الحرب الاهلية الوشيكة؟!!
- لا. لقانون تجريم البعث
- صناعة.. القائد الضرورة
- أمنيات بعد الخروج!!
- القائد الضرورة
- الاعلانات المروجة للتدخين
- الاختلاف ليس عيبا
- الإسلام. دين الإرهاب!
- العراق. ماليزيا وما بينهما
- البطاقة التموينية. مبررات الابقاء والالغاء
- العنف والإرهاب
- البيوت التراثية .. تستغيث
- هل هناك أغلبية
- رسالة الى قادة العراق الجديد


المزيد.....




- بدون كفيل.. خطوات الحصول على تأشيرة الإقامة الذهبية في الإما ...
- سويسرا ترفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا
- 30 ألف إسرائيلي يطالبون بالتعويض عن الهجمات الإيرانية في الأ ...
- سوريا ترحب بقرار سويسرا رفع العقوبات الاقتصادية
- أردوغان يتعهد بتعزيز إنتاج الصواريخ في تركيا مع تصاعد الحرب ...
- “بدون كفيل” شروط وخطوات التقديم على الإقامة الذهبية الإمارات ...
- بوركينا فاسو وروسيا توقعان اتفاقية إقامة محطة نووية لإنتاج ا ...
- استنزاف مالي عميق في إسرائيل خلال أسبوع من الحرب مع إيران
- دول الخليج تزيد صادراتها من النفط تحسبا لأي اضطرابات
- لمكافحة الهجرة غير الشرعية.. ميلوني تقترح خطة لتعزيز اقتصادا ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ضياء رحيم محسن - الدينار.. صاعد. نازل