أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - من على حق في مصر..؟














المزيد.....

من على حق في مصر..؟


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 03:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتتبع لما يجري اليوم على الساحة المصرية من أحداث ووقائع درامية متسارعة في هذا البلد لابد ان يندهش .وكيف لايندهش كثيرا خاصة حين يريد إصدار حكم على الاطراف المتصارعة لمعرفة من هو على حق. وهنا لابد ان تندهش ، و في دهشتك واستغرابك هذا قد تسقط في مثل ذلك الموقف المتناقض والمضحك الذي سقط فيه جحا ذات مرة حين قصده رجلان متخاصمان ليحكم بينهما وكانت الحالة كما يلي:
اختصم رجلان بسبب خلاف طارىء وقصدا جحا ليحكم بينهما .وفي بيت جحا تحدث الاول حتى إذا انتهى من كلامه قال له جحا :انت على حق!؟.. وتكلم الثاني وعرض ما لديه من حجج ضد خصمه حتى إذا انتهى من كلامه قال له جحا:وانت أيضا على حق!؟.. زوجة جحا التي كانت تصيخ السمع من المطبخ استغربت من حكم جحا ولم تطق كتم انفاس استغرابها وقالت له : ياحجا كيف يختصم اليك رجلان وتقول انهما على حق !؟..لابد ان احدها على خطأ وآخر على صواب!؟. .وقال لها جحا :وأنت ايضا على حق!؟..ضربت لكم هذا المثل لأعبر عن الواقع المصري اليوم وما تشهده الساحات والميادين العامة من اعتصامات التي يترقبها العالم بحدر..لاشك ان كل من اراد ان يحكم على الاحداث الدرامية التي تشهدها مصر ان يسقط في ذات الموقف البهلواني الذي سقط فيه جحا .. الثورة المصرية الثانية يعلوها ضجيج وغبار كثيف ، غبار وضجيج يحجب الرؤية بكثير، وكل من تحدث من الاطراف المتصارعة تجده يعتقد ان الحق الى جانبه. فالجيش عزل مرسي بعد عام من الحكم من منطلق إرادة شعبية بعد ان خرج الملايين الى الشوارع يطالبون برحيله .والجيش هنا يتحدث عن الشرعية الشعبية الثورية.وإذا لم ينفذ إرادة الملايين الذين حجوا الى الميادين ستعم الفوضى مصر ويتعرض الامن القومي للخطر.والجيش هنا على حق.تستمع الى تصريحات قادة الاخوان والى هتافات الاخوان في ميادينهم وعلى رأسها ميدان رابعة العدوية وتجدهم يتحدثون عن الشرعية الانتخابية التي افرزت الرئيس مرسي وعزله من طرف الجيش هو فعل غير مقبول ضد الشرعية، وخروجهم الى الشارع جاء دفاعا عن الشرعية ،إنهم ايضا على حق.قد تسألني ايها القارىء وانا هنا لست بجحا ولا أنت بزوجته وتقول، لايمكن ان يكون ما فعله الاثنين على حق، فلابد ان أحدهما على حق وآخر يجانب الصواب !؟..وأقول لك ايضا ،انت على حق !؟.. الكل في مصر يتصارع حول حقه في الشرعية ،وكل طرف يدعي ان الحق والشرعية الى جانبه .الكل يتصارع حول الحقيقة التي لايمكلكها احد بعينه. وأخوف ما نخافه اليوم مع هذه الظروف العصيبة التي تشهدها أم الدنيا إذا لم يجنح الاطراف المتصارعة الى السلم والحوار ان يجروا ارض الكنانة الى مستنقع يشبه المستنقع السوري الذي لاقرار له، او الدخول في تجربة حمامات الدم التي غرقت فيها جزائر التسعينات من القرن الماضي.اليوم في ميادين مصر ، مليونيات الجماهير الشعبية التي تؤيد الثورة والارادة الشعبية، ومليونيات الاخوان الذي يسعون الى استعادة الشرعية .. وبين هتافات يحيا مرسي ،وهتافات يسقط مرسي ونعم لخطة الطريق المستقبلية قد تدبح الديموقراطية المصرية من القفا .وإذا لم يتم الاحتكام الى صوت العقل والمصلحة العليا للوطن قد يحترق في ارض الكنانة شعب بأكمله. الاخوان الذين يعتبرون ماجرى نكسة تضاهي في صدمتها احداث 11سبتمبر في الولايات المتحدة يرفضون دعوات الجيش لإنهاء الاعتصام في ميدان رابعة العدوية متشبتين بعودة مرسي..المتظاهرون في ميدان التحرير يؤيدون خريطة الطريق المستقبلية التي وضعها الجيش الذي يدعي دائما انه يحمي الشرعية وينحاز الى الإرادة الشعبية..شعب رابعة العدوية يطالب بعودة الشرعية وإطلاق سراح مرسي ..شعب ميدان التحرير يتغنى بنجاح الثورة ويطالب بمحاكمة مرسي ..شعب ضد شعب ، وهل سبق لكم ان سمعتم ويا للعجب شعب ضد شعب في بلد واحد!؟..دخان الاحداث وضجيجها واحيانا دمؤها يغطي في مصر ، مشهدا لن نستوعب حجم مايجري‮-;-. نار تجتاح مصر هذه الايام ، نار تستعصي على المكافحة، وما اكثر الذين يشعلون النيران هذه الايام في ميادين مصر وفي مدن وارياف سوريا وفي اقطار اخرى من العالم العربي. وهنا سأتوقف عن الكتابة والخوض في مواضيع مثل هذه الأحداث بسبب ضيقي من عمي الرؤية في الضباب الى ان يتبدد هذا الضباب الكثير والدخان الكثيف الذي يحجب رؤية ما يجري بوضوح ، وحين تظهر حقائق اخرى تضع حدا لهذا الغموض والالتباس انذاك يمكن ان نكتب مرة اخرى .



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة مصرالثانية..
- كتب الأعاجيب القديمة
- لمن نكتب ما نكتب؟
- لمن نكتب؟
- لامخرج الا العلم والمعرفة
- الاحتجاجات ردا على الفيلم المسيء للرسول
- لماذا طال أمد حل الأزمة السورية؟
- شروط الفتيات التعجيزية في الزواج
- في العلاقات الجنسية الشبابية، الأنثى دائما هي الخاسرة
- حكايتان متشابهتان:الأولى ببادية﴿ ج ﴾بالمغرب وأ ...
- الصرع:كيف نتعامل مع شخص أصيب بنوبته؟
- الرغبات الهوجاء ومشكل تنظيمها
- الخطأ والعيب فينا!
- كرة القدم والإثارة الجنسية عند الرجال
- منطقة النيف: الهجرة العائدة من الخارج وازمة التكيف الإجتماعي ...
- تموت الأشجار وتبقى الذكريات ﴿كلام يشبه الشعر﴾
- احذروا مصابيح -فلوريسانت- اللولبية القاتلة
- مساعدات إنسانية مشبوهة!!؟؟؟
- لماذا نكتب؟
- ماذا يجري الآن في سوريا؟


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - من على حق في مصر..؟