أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حدوي - لامخرج الا العلم والمعرفة














المزيد.....

لامخرج الا العلم والمعرفة


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 22:39
المحور: كتابات ساخرة
    


حسب الاحصائيات الرسمية 40في المائة من العرب لايقرأون.والنسبة 60في المائة بين النساء والنسبة أكثر بكثير في عالم الأرياف والبوادي. الجهل اكثر من مائة فتنة كما يقال، وما من مخرج آخر للعالم العربي من الجهل والتخلف الا العلم والمعرفة.ولايمكن ان نتقدم الا إذا صارت المكتبة العائلية في البيت ضرورية مثلها مثل السرير والمطبخ..وإطلالة بسيطة على عالم الكتب أكثر مبيعا في العالم العربي، وبناءا على ماجادت به لغة الارقام في هذا المجال ،نجد ان "كتب الطبخ" تتصدر القائمة ، تليها كتب "إنقاص الوزن"، ثم كتب "تفسير الأحلام" وبعض الكتب الدينية من قبيل "الحبة السوداء دواء لكل داء"،"كيفية علاج الضعف الجنسي عند الرجال"..نحن للأسف أمة إقرأ التي لاتقرأ،وبسبب بكونها لاتقرأ أنتجت ثقافة لاتعطي الأهمية الا للراقصات ولاعبي كرة القدم والمشعوذين وما شابههم، ورغم ذلك لانستحي أن نتساءل ببلادة فاضحة عن كيف ولماذا طلقتنا الحضارة بالثلاث..وحتى طلابنا حين يريدون ان يقرأوا تجدهم يشتكون
من الظروف المحيطة بهم والتي تؤثر حسب زعمهم سلباعلى تحصيلهم ومردوديتهم الدراسية.فما ان تسأل احد الكسالى منهم حتى تجده يعلق غباءه و فشله الدراسي على شماعة الظروف ..تسأل التلميذ او الطالب لما تعاود السنة،أو لماذا غادرت المدرسة؟ ويجيبك بكلمة واحدة قائلا: الظروف.. والى هؤلاء جميعا اسوق القصة التالية حتى لايعلقوا اسباب فشلهم على شماعة الظروف السيئة التي قلما يسلم منها الكثير من بني البشر على وجه المعمورة .وما أكثر الظروف القاسية التي انجبت وساهمت في تكوين رجال عباقرة وعظماء غيروا وجه التاريخ.أما القصة التي أود سردها لأخد العبرة ،فتتمثل في حكاية أعجبتني كثيرا يرويها نيكولاس كريستوف في «الهيرالد تريبيون» وهي حكاية شاب في الحادية والعشرين من جنوب السودان يدعى بول لوريم، نال منحة للدراسة في جامعة «ييل».وحتى يعلم طلابنا أين بدأ؟ فالطفل كان يعيش في احدى القرى النائية المهمشة بجنوب السودان ، قرية تبعد عن أقرب طرق الإسفلت بأيام عدة ..و هذا الطفل القروي المسكين أصيب بالسل، فحمله والداه على ظهر دابة إلى معسكر لاجئين في كينيا حيث يمكن معالجته،وبعد أيام طويلة ومضنية ذهابا وإياباعلى طريق شاق عادا إلى القرية، حيث توفيا بسبب المأساةوبقي هو حيا، يرعاه لاجئون أكبر منه بقليل.
أرغمه رعاته على الذهاب إلى المدرسة التي توجد بدورها في مخيم اللاجئين الذي تلقى منه العلاج لأنها طريقه الوحيد خارج اليتم والفقر. كان صفه مؤلفا من 300 تلميذ يجلسون تحت شجرة. وبما أنه لم يكن يملك قلما ودفترا راح يكتب أمامه على الرمل، فاحتل المرتبة الثانية بين أقرانه في جميع شمال كينيا. ففاز بمنحة دراسة إلى نيروبي، ثم فاز بمنحة أخرى إلى أكاديمية القياديين في جنوب أفريقيا. ومن هناك إلى «ييل» إحدى أهم جامعات أميركا والعالم ..
وحتى يعلم طلابنا الذين يبررون كسلهم بالظروف أنه رغم ان قرية لوريم تبعد أياما عدة عن أقرب طرق الإسفلت، ورغم مرضه وخصاصة ،بل وموت ابويه استطاع بفضل إرادته إن يحقق لنفسه إنجازا رائعا يستحق الذكر ويستحق ان يكون نبراسا للأخرين ..فلاشيء مستحيل تحت الشمس..أنتم يا من يتحججون بحجة الظروف، ويا من يقدمون الفشل والعجز لأنفسهم و لبلدهم، ليست ظروفكم اسوأ من ظروف بول لوريم الذي حقق المعجزات، فأغلبكم يملك بيتا ومحفظة وإنارة وقوت يومه وإن لم نقل قوت سنة بكاملها..



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتجاجات ردا على الفيلم المسيء للرسول
- لماذا طال أمد حل الأزمة السورية؟
- شروط الفتيات التعجيزية في الزواج
- في العلاقات الجنسية الشبابية، الأنثى دائما هي الخاسرة
- حكايتان متشابهتان:الأولى ببادية﴿ ج ﴾بالمغرب وأ ...
- الصرع:كيف نتعامل مع شخص أصيب بنوبته؟
- الرغبات الهوجاء ومشكل تنظيمها
- الخطأ والعيب فينا!
- كرة القدم والإثارة الجنسية عند الرجال
- منطقة النيف: الهجرة العائدة من الخارج وازمة التكيف الإجتماعي ...
- تموت الأشجار وتبقى الذكريات ﴿كلام يشبه الشعر﴾
- احذروا مصابيح -فلوريسانت- اللولبية القاتلة
- مساعدات إنسانية مشبوهة!!؟؟؟
- لماذا نكتب؟
- ماذا يجري الآن في سوريا؟
- في انتظار رجال الدين والفقهاء الأجلاء؟
- هل المرأة فعلا ناقصة عقل ؟
- للأسف، الفساد العقاري كشر عن أنيابه وترك المحتاجين بلا سكن!؟
- أسعار السمك تلتهب في بلد البحارالعريضة
- السياسة عمل قذر


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حدوي - لامخرج الا العلم والمعرفة