أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوى - الثورة وبناء عقل مصر المبدع














المزيد.....

الثورة وبناء عقل مصر المبدع


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 4150 - 2013 / 7 / 11 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نجح الشعب المصرى بثورته التاريخية الممتدة من يناير 2011 إلى يوليو 2013 أن ينقذ بلادنا من نظام سياسى مستبد قائم على التمييز بين المواطنين على أساس الجنس والدين والطبقة والعرق والمذهب، استخدم الرصاص وسلاح الدين للتخويف والتهديد لكل من يختلف معه.
نجحت الثورة سياسيا، ووضعت خارطة طريق مرحلية فى حاجة الى تطوير دائم لتواكب أهداف الثورة، وقد تعلمنا من دروس الماضى أن الثورة السياسية لاتحقق أهدافها دون ثورة فى الثقافة والتعليم والتربية والقيم، بحيث نخرج من عصور الظلام والتعصب الدينى والجنسى والطبقي، الى عصر المعرفة والمساواة والعلم.
الثورة تعنى سقوط النظام الحاكم وليس رأسه فقط (مبارك أو مرسي)، وهذا يعنى سقوط الدستور القديم، مطلوب العمل من الآن لتشكيل لجنة شعبية ثورية من الشباب والنساء والرجال، المسلمين والمسيحيين، لكتابة دستور جديد يحقق الحرية والعدالة والكرامة والمساواة الكاملة بين المواطنين جميعا، وعلى رأسها المساواة بين النساء والرجال فى قوانين الدولة والأسرة.
لقد دفعت المرأة المصرية من دمها وحياتها ثمن الثورة مثل الرجل المصري، لهذا يجب النص فى الدستور الجديد على المساواة الكاملة بين النساء والرجال فى الحياة العامة والخاصة، لذلك مطلوب إشراك النساء والشابات فى كل لجنة ومجلس بنسبة لا تقل عن 30 فى المائة وقد تزيد، لا يكفى إصدار إعلان دستورى أو عمل إصلاحات لبعض مواد الدستور القديم.
نحن نعيش الشرعية الثورية وهى لا تعرف الإصلاحات الجزئية بل تنشد التغيير الجذري، يعنى بناء نظام جديد، مؤسسات دولة جديدة، تشريعية وتنفيذية وقضائية تخدم الشعب، وليس الحاكم الجالس على العرش.
خسرنا (بعد ثورة يناير) معركة "الدستور أولا" بسبب سيطرة الاخوان المسلمين وأتباعهم من الأحزاب القديمة والجديدة، ورغبتهم فى فرض الانتخابات بالقوة والمراوغة.
هناك اتجاه اليوم، كما حدث فى الماضى القريب، (من جانب الأحزاب المدنية والدينية السلفية) للتضحية بحقوق النساء بطريقة هادئة ناعمة، وابعادهن عن مراكز القرار تحت اسم التوافق الوطني، قد يسمحون لامرأة واحدة أو اثنتين (مجرد عينة) لتمثيل النساء، وهذا اهدار لحق نصف المجتمع (45 مليون امرأة) من أن يشاركن بتمثيل عادل يتناسب مع قوتهن العددية والفكرية فى بناء مصر المستقبل.
وبالطبع تحاول قوى الثورة المضادة فى الخارج والداخل إجهاض ثورة يونيو 2013، كما حدث منذ سقوط حكم مبارك فى 11 فبراير 2011، نلاحظ كيف حاولت الحكومة الأمريكية التمسك بحكم الاخوان المسلمين تحت اسم شرعية الصندوق، وهددت بقطع المعونة، وتجاهلت الشرعية الثورية التى فرضتها إرادة الشعب المصرى الحى المتحرك فى الشارع، هكذا تعودت الحكومة الأمريكية منذ عصر السادات فى السبعينيات (بداية المعونة الأمريكية لمصر) أن تنظر الى الشعب المصرى كأنه مستعمرة مستعبدة خاضعة مع رئيسها وحكومتها لأوامر البيت الأبيض، رغم أن هذه المعونة كانت تخدم المصالح الأمريكية وليس المصالح المصرية.
هذه الثورة الشعبية الهائلة قادرة على تحرير مصر من المعونات الخارجية ومنها المعونة الأمريكية، تحرير مصر من مفاهيم الاستعمار القديم والجديد، ومن القوى المهيمنة عالميا وعربيا ومحليا، هذه الثورة منذ 30 يونيو تقول ان الشعب المصرى قادر على إنتاج فكره وابداعه وعلمه وطعامه وملابسه وكل ما يريد، لكنه أجبر منذ حكم السادات على أن يعيش على الاستيراد من الخارج، وليس على الإنتاج المصرى الزراعى والصناعى والفكرى والثقافى والتعليمى والاعلامي.
أصبح الاعلام المصرى تابعا للإعلام الأمريكي، وأصبح باراك أوباما يرسل الينا مبعوثا كى يطور التعليم فى مصر. أنفقت حكومة باراك أوباما ملايين الدولارات لتدعم حكم الاخوان فى مصر، وقد سقط حكمهم بقوة الشعب المصرى ضد الإرادة الأمريكية والارادات التابعة لها، وسوف يسقط الفكر الإخوانى فى العالم كله، مع تنظيماتهم وفروعهم التى امتدت من التنظيم الأم فى مصر. هدف أمريكا هو حماية مصالح اسرائيل وتقويتها علميا واقتصاديا ونوويا ضد بلادنا، فهل يصدق أحد أن أمريكا تريد تقوية مصر علميا وتعليميا أو عسكريا أو اقتصاديا؟
تم التعاون بين الاستعمار الأمريكى الاسرائيلى والحكومات المصرية على مدى العقود الأربعة الماضية، من أجل تقسيم الشعب المصرى طائفيا وتحجيب عقله وتغييبه (ليسهل السيطرة عليه) تخويفه من نار الجحيم وعذاب القبر، ومحاربة العقول المصرية المفكرة، ومصادرة أعمالها، وخنق صوتها، وتقديمها للمحاكمات (قانون الحسبة) بتهمة الكفر وازدراء الذات الإلهية أو الذات الجمهورية، مات بعض هؤلاء المبدعين من الرجال والنساء (جسديا أو معنويا) فى المنفى خارج الوطن أو داخله، وتم تشويه سمعتهم واقصاؤهم من الساحة الثقافية والأدبية والفكرية على مدى اربعين عاما وأكثر.
نحن فى حاجة الى ثورة فكرية ثقافية اجتماعية تعليمية تربوية تواكب الثورة السياسية، نريد تغيير القيم والمفاهيم القديمة القائمة على الخضوع والطاعة والفزع من العقل النقدى المبدع، تعلمنا من التاريخ أن الثورة السياسية سرعان ما تجهض، إن لم تدعمها ثورة فى الثقافة والتعليم والتعليم وبناء عقل شجاع جديد.
نريد تشكيل لجنة من عقول مصر المبدعة القادرة على وضع دستور جديد، فالدستور هو أساس الدولة، هو الحصان الذى يجر العربة، والعقول فى القانون والسياسة مع العقول فى الفلسفة والتاريخ والاجتماع والأدب والفن والموسيقي.
وضع الدستور الجديد ليس عملية قانونية فحسب، بل يشمل جوانب العقل والتفكير والشعور والخيال والابداع



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة شعبية وليست انقلاباً
- ميزان العدالة يا أمى هل يعتدل؟
- تمرد النساء المصريات والشباب
- البنات والأبناء يقودون آباءهم وأجدادهم للتمرد
- الشرخ العميق فى الشخصية
- الإبداع والتمرد والأسئلة البديهية
- النخب المصرية وإجهاض الثورة
- الثورة والإبداع وحرية العقيدة
- ورقة وقلم أخطر من الطبنجة
- الإبداع والتمرد
- أصبح زوجها مؤدباً؟
- أجيال جديدة متمردة فى الأفق
- إباحة التبنى وانتصار العدل على الشرع
- عبقرية المصريين
- رحلة الصعود فوق الجبل
- العدالة تنتصر!
- الكلمة من أعماقك شعاع شمس
- الثورة ضد العادات والأعراف والتقاليد
- النساء والقهر الاجتماعى
- تهذيب الذكورة في مصر وأمريكا


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوى - الثورة وبناء عقل مصر المبدع