أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - البنات والأبناء يقودون آباءهم وأجدادهم للتمرد














المزيد.....

البنات والأبناء يقودون آباءهم وأجدادهم للتمرد


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 02:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أصبح التمرد يعنى المبادرة والشجاعة والإبداع والقدرة على كسر الحدود والقيود، والاستعداد للموت دفاعاً عن مبادئ الثورة.

الفدائيون من زملائى طلبة الطب (والكليات الأخرى) كانوا متمردين مبدعين وليسوا مخربين خائنين (كما وصفتهم حكومة الملك والإنجليز)، حاربوا الجيش البريطانى فى القنال عام ١٩٥١، بعضهم مات فى جبهة القتال، وبعضهم عاد حياً ليطارده بوليس الحكومة المصرية، بالتعاون مع جنود الاحتلال البريطانى، حتى أجهضوا العمل الفدائى الوطنى بحريق القاهرة ٢٦ يناير ١٩٥٢.

الحكومات المصرية تاريخها أسود، بخياناتها المتكررة للشعب المصرى وأرواح شبابه وشاباته البريئة، ودمائهم المراقة فوق الأسفلت، من أجل الحرية والعدالة والاستقلال والكرامة.

الحكومة المصرية تتعاون (اليوم) مع الاستعمار الخارجى للقضاء على ثورة يناير وحركة تمرد، بتحويل يوم ٣٠ يونيو القادم إلى ما يشبه حريق القاهرة يناير ١٩٥٢، وهذا لن يحدث.

يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣ سيكون أشبه بيوم ١١ فبراير ٢٠١١، لكن الحشود ستكون أكثر عددا وتنظيماً.

أكبر خطأ للثورة أنها تركت المجلس العسكرى يحكم الفترة الانتقالية، رغم أنه جاء بقرار من حسنى مبارك يوم سقوطه.

فى ميدان التحرير يوم ٢ فبراير (موقعة الجمل) أعددنا الخطة لتشكيل مجلس رئاسى من الشباب الثوار يتولى إدارة البلاد بعد مبارك.

لم تتحقق الخطة لسرعة الأحداث، ولأن الشباب الثائر لم يكن مستعداً لتولى الحكم رغم نضوجه، وكان بعضهم فى الأربعين من العمر أساتذة بالجامعات أو صحفيين أو كتابا أو محامين أو أطباء أو مستشارين، لكن فكرة الاستيلاء على الحكم تغيب دائما عن أذهان الثوار.

نجح المجلس العسكرى وحكومات ما بعد الثورة فى إجهاض الثورة بإجراء انتخابات سريعة مزورة قبل إصدار الدستور الجديد، ثم صدر دستور هزيل أكثر تخلفا من دستور ١٩٧١، وتم تشكيل مجلسى الشعب والشورى أكثر هزالاً إلى حد إلغائهما بالقانون. نجحت حركة تمرد فى تجاوز الأحزاب الجديدة والقديمة، والتخلص من الآفات المزمنة للعمل السياسى، ومنها الاستبداد بالرأى والتعصب البيولوجى والعائلى والسياسى والدينى والأبوى، والنفاق والكذب والخداع والمراوغة لضرب الثورة تحت اسم التفاوض والتصالح والمرونة والحكمة. تفوقت حركة تمرد على القيادات التقليدية التى تركب الموجة وتتكلم باسم الثورة أو التمرد، رغم مشاركتها الآخرين فى اتهامهم بالبلطجة والفوضى وهدم الدولة.

أتوقع نجاح الشعب المصرى يوم ٣٠ يونيو، بعدما شهدنا من جهود الإعداد له بشكل واع، والتنسيق مع الجميع، وتوحيد الشعارات لتعبر عن الهدف الواحد، إنقاذاً لمصر من الهجمة الشرسة (تحت اسم الإسلام) التى تسعى مع قوى الاستعمار لتقسيم مصر طائفيا، كما يحدث فى العراق وسوريا ولبنان وليبيا والسودان وغيرها.

الشعارات كلها ستعبر عن وحدة الشعب المصرى وإصراره على تحقيق أهداف الثورة: الحرية والعدالة والكرامة للجميع دون تفرقة بسبب الدين أو الجنس أو الطبقة أو غيرها. علم واحد سيرتفع هو «علم مصر»، ويتولى الحكم (بعد ٣٠ يونيو) مجلس رئاسى مؤقت من شباب وشابات التمرد، ومنهم كفاءات متعددة قادرة على ذلك.

حركة تمرد (ومعها الثورة) تجاوزت فكرة حكم الفرد والزعيم الأوحد المنقذ، ولهذا يجب وضع الدستور الجديد قبل إجراء الانتحابات الرئاسية والبرلمانية، لأن الدستور هو الحصان الذى يجر العربة وليس العكس.

حركة تمرد أذابت الخلافات بين الأحزاب والشلل المتنافسة على الحكم والمناصب والجوائز والأموال فى مجالات السياسة والثقافة والإعلام والعلم والفن. إنهم شباب وشابات مصر أصبحوا يقودون آباءهم وأجدادهم نحو التمرد والثورة من أجل الحرية والعدالة والكرامة والصدق.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرخ العميق فى الشخصية
- الإبداع والتمرد والأسئلة البديهية
- النخب المصرية وإجهاض الثورة
- الثورة والإبداع وحرية العقيدة
- ورقة وقلم أخطر من الطبنجة
- الإبداع والتمرد
- أصبح زوجها مؤدباً؟
- أجيال جديدة متمردة فى الأفق
- إباحة التبنى وانتصار العدل على الشرع
- عبقرية المصريين
- رحلة الصعود فوق الجبل
- العدالة تنتصر!
- الكلمة من أعماقك شعاع شمس
- الثورة ضد العادات والأعراف والتقاليد
- النساء والقهر الاجتماعى
- تهذيب الذكورة في مصر وأمريكا
- إنه الدم
- لنساء والشعب. بين المطلق والنسبي
- الشريعة والشرعية. وظاهرة العنف
- النسبى والمطلق وجدتى الريفية


المزيد.....




- فيديو منسوب لإدلاء نتنياهو بتصريحات حول السيسي وغزة.. ما حقي ...
- تحذيرات قصوى في اليابان جراء فيضانات وانهيارات أرضية تضرب كي ...
- بعد خطوات مماثلة اتخذتها سيول.. كوريا الشمالية تفكك بعض مكبر ...
- بعد توقيفه لمخالفته شروط الإقامة.. مالك -ترامب برغر- في تكسا ...
- شرطة لندن توقف المئات خلال مظاهرة ضد حظر -فلسطين أكشن-
- ألمانيا تؤكد استمرار دعمها لإسرائيل رغم قرار وقف تصدير بعض ا ...
- مذكرة توقيف دولية بحق دبلوماسي في السفارة الجزائرية بباريس ف ...
- -هنا نبقى.. وهنا نموت-.. الغزيون يتحدّون تهديد الاجتياح
- ترحيب دولي واسع باتفاق أذربيجان وأرمينيا وإيران تحذر
- معركة الفنادق مع -بوكينغ-.. ما الذي تعنيه للمسافرين؟


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - البنات والأبناء يقودون آباءهم وأجدادهم للتمرد