أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - عبقرية المصريين














المزيد.....

عبقرية المصريين


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 09:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أختلف مع من يقولون إننا في حاجة إلي زعيم منقذ. أو المؤسسة العسكرية هي المنقذ الوحيد. لأن هذه فكرة تتناقض مع الايمان بالشعب والثورة الشعبية. وهي الفكرة التي أجهضت الثورات المصرية ومنها ثورة 19 وثورة 52 وثورة يناير 2011.
شارك أبي في ثورة 19 مع زملائه الطلاب بدار العلوم وجامعة الأزهر والعمال والفلاحين والفلاحات. وسمعته يقول "تعاونت الحكومة المصرية مع الإنجليز علي إجهاض الثورة ودفن أبطالها الحقيقيين من الشهداء". وقفزت علي الحكم طبقة البشوات منهم سعد زغلول باشا وهدي شعراوي باشا.
في طفولتي سمعت الهتافات ضد الملك والإنجليز بالمدرسة الثانوية شاركت فى مظاهرات عام 1946 ـ وفي كلية الطب خرجت مع زملائي في مظاهرات 1951.
دماء الشباب أريقت علي الأسفلت برصاص البوليس والجي. من نجوا من الرصاص غرقوا في النيل بعد فتح كوبري عباس عليهم وهم يسيرون فوقه. بأمر وزير الداخلية. لعب الملك والإنجليز والجيش والبوليس والأحزاب الموالية لهم. دوراً في حريق القاهرة 26 يناير 1952 ـ تم اجهاض الثورة الشعبية وضرب كتائب الفدائيين الذين كانوا يقاتلون في القنال ضد الاحتلال البريطاني ـ داس الطلاب صورة الملك فاروق بأحذيتهم في المظاهرات. وكان الفساد يعم البلاد والفقر والمرض والجهل والفضائح الأخلاقية والمالية للقصر والطبقة الحاكمة وفضيحة الأسلحة الفاسدة وهزيمة الجيش المصري في فلسطين. وانشاء دولة إسرائيل عام 1948 ـ كان الطلاب والعمال والفلاحون والفدائيون هم الطليعة الحقيقية لثورة 1952 الذين مهدوا الطريق للضباط الأحرار للاستيلاء علي الحكم.
الحكومات المصرية المتتالية دفنت الشباب الفدائي وشهداء ثورة «52» في التاريخ. كما دفنوا شهداء ثورة يناير 2011 الذين مهدوا لحكم المجلس العسكري بعد خلع مبارك. ثم سلموا الحكم للاخوان المسلمين. وكان يمكن لجمال عبدالناصر ومعه قوة الجيش وقوة التأييد الشعبي. أن يحرر مصر سياسيا واقتصاديا، لكنه راح يتأرجح بين الرأسمالية والاشتراكية. بين روسيا وامريكا. بين الاخوان والشيوعيين بين الحكم العسكري والديموقراطية. وخرجنا في مظاهرات شعبية وطلابية نطالبه بأن يضرب رءوس الفساد في القطاع العام والاتحاد الاشتراكي. ألا يجعل أنور السادات نائبه ورئيس مجلس الشعب. ألا يفتح السجون لكل من يختلف معه. ألا يسكت عن فساد قيادات الجيش في مجال المال والنساء ـ كنا نطالبه بالاعتماد علي الشعب. لم يؤمن ابدا بقوة الشعب. آمن بالقوات المسلحة التي حملته إلي مقعد الحكم. خرجت الملايين تسانده في 9 و10 يونيو بعد هزيمة 1967 ـ لكنه لم يؤمن بالجماهير لم يستطع ابدا التخلص من التربية العسكرية. رغم شعاره «الشعب هو القائد والمعلم». مات عبدالناصر في 28 سبتمبر 1970 غير مؤمن إلا بالقوة المسلحة.
تعاونت ضد عبدالناصر قوي الاستعمار البريطاني الفرنسي الأمريكي مع دولة إسرائيل ومع طبقة الأثرياء الجديدة الذين أثروا في عهده. ثم واصلوا الثراء المتزايد في عهد السادات ومبارك حتي أصبحوا يملكون البلايين. وأصبح نصف الشعب المصري تحت خط الفقر. لم يكن لأي قوة خارجية أو داخلية. أن تهزم عبدالناصر لو أنه آمن بالشعب. لم يلعب دوراً في تنظيم الشعب وتوعيته، بل العكس هو الصحيح.
أذكر في انتخابات نقابة الأطباء عام 1968 أن أعوان عبدالناصر في الاتحاد الاشتراكي. علي رأسهم وزير الداخلية شعراوي جمعة. غضبوا غضباً شديدا حين نجحت بأغلبية كبيرة. مع بعض الأطباء الشباب رغم جهودهم الكبيرة لإسقاطنا. إلي حد أن أعوانهم خطفوا صناديق الانتخابات في بعض المحافظات والأقاليم. وترقية الأطباء من أعضاء الاتحاد الاشتراكي إلي درجات أعلي في الحكومة والقطاع العام.
بعد حصولي علي مقعد في مجلس نقابة الأطباء قدمت استقالتي وأول سبب كان تدخل وزير الداخلية وقيادات الاتحاد الاشتراكي في قرارات مجلس النقابة.
الثورة التي خلعت مبارك خلعت الخوف من قلوب الشعب، لكن الخوف عاد مع عودة البطش العسكري والبوليسي بالشباب والشابات وقهر الفتيات بكشوف العذرية في السجون العسكرية. ليس عندنا اليوم تنوع سياسي أو ديمقراطي، بل فتنة سياسية لتقسيم مصر طائفيا. كما حدث في العراق وليبيا وتونس وسوريا ولبنان والسودان. تشارك الحكومات المصرية مع الاستعمار الأمريكي ـ الإسرائيلي في خطة التقسيم من أجل إجهاض الثورة المصرية.
المشكلة الاساسية هي فساد الحكم الداخلي وانتهازية الأحزاب السياسية منذ العهود الملكية حتي اليوم. وقد رأيناهم منذ نجاح ثورة يناير 2011 يتنافسون علي اقتناصها. كما تنافسوا علي اقتناص ثورة 19 وثورة 52 وغيرها. أحزاب ورقية داخل الغرف المغلقة. تتعاون مع الحكومات سِرا تحت اسم المعارضة. توجد في الشارع لحظة التقاط الصور. يتخذون قرارات سرية بعيدا عن قواعدهم ويضمون إليهم شابا ثوريا أو شابة حسب الحاجة للدعاية. وتتناقض أهدافهم من يوم ليوم. ينقسم بعضهم علي البعض ويوافق بعضهم علي الحوار مع الحكومة ويرفض البعض ويوافق بعضهم علي التعيين في مجلس الشوري. ويرفض البعض ويدخلون في تحالفات. ثم ينهالون عليهم بالذم والقدح ويتحالفون مع القوي الدينية الصوفية أو السلفية أو غيرهم لضرب الاخوان أو حزب آخر. إنقاذ مصر لن يأتي عن طريق الزعيم المنقذ. أو طليعة من القوات المسلحة تتولي الحكم. والديكتاتورية الدينية أخطر من الديكتاتورية العسكرية، لكن لماذا لا نفكر في طريق آخر يحررنا من العبودية لرجال الدين ورجال العسكر معا؟. وأمامنا نموذج الثورة المصرية 2011 ـ ألهمت الثورات في العالم وخلعت مبارك. لماذا لا نعيد توحيد الشعب وتنظيمه وتوعيته؟
عدم الايمان بقوة وعبقرية الشعب المصري. هو سبب هزيمة عبدالناصر وجميع القوي السياسية من الليبراليين إلي الناصريين إلي الاشتراكيين إلي الرأسماليين والشيوعيين والاخوان المسلمين. يتغنون بالشعب في الخطب والمظاهرات. ثم يتخلون بسرعة عنه ويلجأون إلي القوة المسلحة.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة الصعود فوق الجبل
- العدالة تنتصر!
- الكلمة من أعماقك شعاع شمس
- الثورة ضد العادات والأعراف والتقاليد
- النساء والقهر الاجتماعى
- تهذيب الذكورة في مصر وأمريكا
- إنه الدم
- لنساء والشعب. بين المطلق والنسبي
- الشريعة والشرعية. وظاهرة العنف
- النسبى والمطلق وجدتى الريفية
- الثورة وحزب الإبداع
- بين التقاليد والعدالة والكرامة
- يزداد العنف بازدياد الضعف والخوف
- المرأة والعنف والطب النفسى
- إسلام مختلف فى تونس؟
- أيتها المعارضة تمردى ولا تستكينى
- ثورة الشباب وثورة النساء
- قناة فضائية للنساء فى تونس
- المسكوت عنه بطبقات الخوف
- إخراج الجن من أجساد البنات والأولاد


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - عبقرية المصريين