أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - ثورة الشباب وثورة النساء














المزيد.....

ثورة الشباب وثورة النساء


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 08:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم يحدث فى التاريخ أن شعبا تحرر بسبب مساعدات أو نصائح خارجية، ولم تتحرر النساء فى أى بلد بقرار من الحكومة أو الملك أو الرئيس، فالشعوب تتحرر بالثورة النابعة من داخلها والناتجة عن الوعى الجماعى بالحرية والكرامة والعدالة والمساواة بين جميع الفئات «نساء ورجالا».
الوعى الجماعى يأتى عن طريق الثقافة المستقلة والفكر الابداعى بالحرية والمساواة، الذى يقدمه المفكرون والكتاب من النساء والرجال، وقد رأيت الشباب الثوار والشابات الثائرات بميدان التحرير (خلال يناير وفبراير 2011) يحتفون بأصحاب وصاحبات الفكر الثوري، ممن مهدوا الطريق لهذه الثورة، ورغم بطش الحكومات المتعاقبة بهم وحذف أسمائهم من قوائم الأدباء والمفكرين بالمجلس الأعلى للثقافة، لا تنفصل ثورة الشباب عن ثورة النساء فى أى بلد، لأن الأم الثورية تنتج الابن والابنة الثورية ويقود الثورات الشعبية دائما الشباب من الأبناء والبنات، وليس الكهول والشيوخ من الآباء والجدود.
كان طلاب وطالبات الجامعات المصرية هم طليعة الثورات الشعبية، فى ثورة 1919، وثورة 1952، وثورة 1977، وثورة 2011 ونجحت الحكومات المصرية مع الاستعمار البريطانى الفرنسى الأمريكى الاسرائيلي، فى اجهاض الثورات الشعبية على مدى العهود، واهدار دماء الشباب الثائر، ودفنهم تحت الأرض، وحذف أسمائهم من التاريخ. وقد بحثت فى الدفاتر الرسمية عن أسماء شهداء ثورة 1919 فلم أجد لها أثرا، ولم أعثر على حكومة واحدة احتفلت بذكرى شهيد أو شهيدة، ولم أجد فى سجلات التاريخ أسماء شهداء ثورة 1952، لم تحتفل حكومة واحدة بذكرى ايا منهم رغم احتفالاتها العديدة لمن لم يقدموا قطرة واحدة من عرقهم لمصر، بل شربوا من دماء الشعب حتى الثمالة وأتذكر أن أحد شهداء ثورة 1952 «أحمد المنيسى» كان زميلا لى فى كلية الطب، قتله الانجليز ضمن الفدائيين فى القنال لم يذكره التاريخ المصرى، الكاتبة الانجليزية البوليسية أجاثا كريستي (ماتت فى 12 يناير 1976) واحتفال أمريكا بماكوك الفضاء كولومبيا (فى 12 يناير 1986)، ومولد الخديوى اسماعيل فى (12 يناير 1830)، وأسقط التاريخ المصرى اسم الفدائى شهيد الوطن «أحمد المنيسي» مات فى 12 يناير 1952.
والحكومات المصرية والقوى السياسية وأحزابهم تعودوا القفز فوق جثث الشهداء الى مقاعد الحكم والبرلمان والشورى لا تختلف أهداف ثورة 2011 (الحرية والعدالة والكرامة) عن أهداف الثورات السابقة حكومة عبدالناصر انتهت بهزيمة 1967 وكان مشروعها يقوم على «استقلال اقتصادى وحزب واحد».
وانتهت حكومة السادات باغتياله فى 10 أكتوبر 1981، وكان مشروعها يقوم على تبعية اقتصادية وتعددية حزبية وانتهت حكومة مبارك بسقوطه فى 11 فبراير 2011، وكان مشروعها يقوم على «مزيد من التبعية ومزيد من التعددية»
وسوف تسقط حكومة الاخوان المسلمين بسبب الاستمرار فى الطريق ذاته مع الدكتاتورية الدينية.
لا يمتلك حزب مصرى واحد مشروعا ثوريا للتحرير الاقتصادى الاجتماعى السياسى الفكرى التعليمي، الذى يضرب جذور النظام الرأسمالى الأبوى وتنقسم الأحزاب المصرية حول مفهوم العدالة الاجتماعية، وهل تشمل المساواة بين النساء والرجال؟ أو المساواة بين الطبقات؟ أو دور الدولة فى الاقتصاد؟ أو دور القطاع الخاص والسوق الحرة؟ أو الدور الأمريكى فى الاقتصاد والسياسة والتعليم؟
ليس هناك ثورة فى التاريخ دون فكر ومشروع ثورى وكان واضحا منذ البداية أن الشرعية الثورية هى أساس الثورة وليس الشرعية الدستورية القديمة، وأن التفاوض عبر الوسطاء (داخليا وخارجيا) اضاعة للوقت واهدار لقوى الثورة وتقسيمها. وأن الانتخابات البرلمانية والرئاسية وصناديق الاستفتاء كانت خدعة سياسية لاضفاء الشرعية على برلمان غير ديمقراطى ومجلس شورى غير شرعى ودستور جديد أكثر تخلفا من دستور مضى عليه واحد وأربعون عاما.
الفروق كبيرة بين أهداف الثورة وأهداف القوى التى قفزت على الساحة، الذين يؤمنون بالحلول الوسط، ويهرولون الى الانتخابات حرصا على فتات المقاعد، رغم رفضهم قانون الانتخاب الجديد، ويتنازلون عن أهداف الثورة، يكتفون بالمطالبات الجزئية مثل: نزاهة الانتخابات، توفير قاض لكل صندوق، رقابة دولية على الانتخابات، ادارة مشتركة لعملية الانتخابات، وغيرها من الطلبات يقدمونها للحكومة مثل الموظفين على ورق تمغة هذه السياسة الوسطية التنازلية تم فشلها خلال العامين الماضيين، وأغرق مصر فى الأزمات والكوارث ولا تتعلم القوى السياسية المصرية من أخطائها السابقة. فهم يفصلون بين العدالة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، كلمة الاجتماعية تبدو لهم بريئة أكثر من كلمة «الاقتصادية»، وكلمة «الحرية والعدالة» هى الأفضل لهم، لأنها تعنى «العدالة والحرية» لكل الشعب ما عدا النساء والفقراء ويتهمون الشباب الثوار بعدم التعقل لاصراره على اسقاط شرعية الحكم القائم، وينسى هؤلاء الكبار العقلاء أنهم رددوا بعد خلع مبارك شعار الثورة «يسقط النظام».
ثم دفنوا رءوسهم فى الرمال، وفصلوا بين الشرعية الثورية والشرعية الدستورية، وبين اسقاط نظام مبارك وبناء نظام جديد القيادات الحزبية المصرية (الدينية والمدنية) تربوا على أفكار السوق الرأسمالية الأبوية، لهذا يتنازلون عن حقوق النساء والفقراء دون أن يطرف لهم جفن وأتمنى للقوى الثورية (نساء وشبابا) عدم الخضوع لمنطق التنازلات، وتنظيم صفوفهم وتوحيدها، وتسجيل شهدائهم وشهيداتهم، والثورات السابقة، تحقيقا للأمانة التاريخية.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة فضائية للنساء فى تونس
- المسكوت عنه بطبقات الخوف
- إخراج الجن من أجساد البنات والأولاد
- عفة النساء والإبداع الغائب
- كلمة الحماية سيئة السمعة
- من شهيدات ثورة يناير ٢٠١١
- الثورة لا تعرف لغة السوق
- «لا أخاف النار.. ولا أطمع فى الجنة»
- لا يسير الأبطال تحت أقواس النصر
- ماذا يلغى عقول الرجال الكبار؟
- الصدق وإن أقبح يظل أجمل
- وجه المرأة دون نقاب.. دون ماكياج
- حين تكون السياسة إبداعاً وليست لعبة كراسى
- زيف التوافق والانتخابات والاستفتاءات
- الثورة المصرية مستمرة وتلهم العالم
- الترابط بين دماء الأمس واليوم
- عطب الجنس فى قمة النظام
- المساواة الدستورية فى المسؤولية الأخلاقية بين الجنسين
- مص دم الأطفال بالفم
- مصارعة الثيران وغياب الحقيقة


المزيد.....




- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - ثورة الشباب وثورة النساء