أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - زيف التوافق والانتخابات والاستفتاءات














المزيد.....

زيف التوافق والانتخابات والاستفتاءات


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 3936 - 2012 / 12 / 9 - 10:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



حكومة أوباما أعلنت تأييدها لحكومة مرسى بإجراء الاستفتاء على الدستور، رغم أنه دستور غير دستورى، غير ديمقراطى ولا يعبر عن أى توافق وطنى.

ليس غريبا أن تقف حكومة أوباما مع حكومة مرسى الحالية أو مع حكومة مبارك السابقة ضد إرادة الشعب المصرى وأهداف ثورته الثلاثة: حرية.. عدالة.. كرامة، هناك تناقض جذرى بين حرية الشعب المصرى واستقلاله وكرامته وبين مصالح الحكومات المصرية المتعاقبة المتعاونة مع الاستعمار الخارجى. سارعت إدارة أوباما فى إرسال هيلارى كلينتون إلى مصر لإجهاض الثورة الأولى قبل أن تسقط جسد النظام بعد أن أسقطت رأسه، مبارك.

تعاونت الإدارة الأمريكية مع أحزاب الثورة من الإسلاميين على إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بسرعة قبل وضع الدستور.

كنا قوة شعبية ثورية متحدة تؤكد أن الدستور يوضع قبل الانتخابات، فالعربة لا توضع قبل الحصان، والحصان هو الدستور، الأساس الذى يقوم عليه البناء الجديد بعد الثورة، ولا بد أيضا من إعطاء الوقت لشباب الثورة لتكوين أحزابهم الجديدة القادرة على خوض الانتخابات.

رفضنا مغادرة الميدان إلى صناديق الانتخابات البرلمانية، لكن الأحزاب الإسلامية جميعا من الإخوان والسلفيين، وبعض الأحزاب غير الإسلامية ( ليبرالية، مدنية، يسارية) راحت تدعو أفرادها إلى مغادرة الميدان والذهاب إلى صناديق الانتخابات، الانتهازية السياسية لقيادات الأحزاب فى مصر، من أجل بعض مقاعد فى البرلمان يضربون مصالح الشعب.

نجحت عملية إجهاض الثورة بهذه الانتخابات المتسرعة المزيفة غير الديمقراطية التى قالوا عنها عرس الديمقراطية.

والتى أفرزت البرلمان الإسلامى الذى تحولت جلساته إلى مسرحيات هزلية عبثية يهزأ بها الجميع وكان من المحال استمرار هذا البرلمان.

ولم تكن الانتخابات الرئاسية أحسن حالا من الانتخابات البرلمانية؟

الوطن يئن بالجراح، هذه مرحلة خطيرة تهدد بحرب دموية، لكن الثورة المصرية لها شعب يحميها فعلا، كشفت الثورة الثانية عن خطأ القيادات التقليدية التى منعت تكوين قيادة ثورية من الثوار فى الميدان، وهرولت إلى الانتخابات مع الإخوان والسلفيين طمعا فى فتات الغنائم، وكان يجب الإصرار على وضع الدستور قبل الانتخابات ليعبر عن أهداف الثورة، الدستور الحالى مبتسر هزيل مثل الانتخابات المبتسرة الهزيلة التى سبقته، وضع هذا الدستور فى غيبة أغلب فئات الشعب، ومنها النساء نصف البلاد.

خرجت جموع الشعب إلى الشوارع والميادين تؤكد زيف الوفاق الوطنى وتنادى بإسقاط الدستور ورفض الاستفتاء؟

هذا الاستفتاء المتسرع المزيف (يوم ١٥ ديسمبر) سيجرى على دستور متسرع مزيف، سارعت حكومة أوباما إلى تأييده خوفا من نجاح الثورة الثانية، لا يختلف هذا الاستفتاء عن الاستفتاءات التى كانت تجريها الحكومات السابقة للثورة من أجل تمرير قرارات استبدادية استغلالية للشعب المصرى تخدم مصالح القوى الحاكمة داخليا وخارجيا.

الثورة المصرية الثانية تعلمت الدرس، لن تقبل بعد اليوم عمليات التزييف لإرادتها بالانتخابات أو الاستفتاءات.

تدرب الشعب المصرى على تنظيم نفسه فى مظاهرات قوية منظمة، تبهر العالم بسلوكها المتحضر.

لكن الميليشيات الإسلامية الحاكمة تحت قيادة الأحزاب السلفية والإخوانية بمباركة الرئيس المصرى والرئيس الأمريكى تتربص بشباب الثورة، تريد إرهابهم بالقوة المسلحة والخداع الإعلامى.

مهما اشتعلت المعارك فى الشوارع وسقط شهداء وجرحى جدد، سوف تنجح الثورة الثانية، اكتسبت وعيا أكبر وتنظيما أكثر، وجذبت إليها قطاعات شعبية جديدة، منهم الأطفال والبنات تلميذات المدارس، وربات بيوت محجبات لم يكن يخرجن من بيوتهن. سوف تكون الثورة هذه المرة قيادتها الثورية فى الميدان، القادرة على تحقيق أهدافها دون تنازلات ومساومات تعودت عليها القيادات المخضرمة.

الأمل قوة، وإن طال الظلام، فسوف ينبثق الضوء.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المصرية مستمرة وتلهم العالم
- الترابط بين دماء الأمس واليوم
- عطب الجنس فى قمة النظام
- المساواة الدستورية فى المسؤولية الأخلاقية بين الجنسين
- مص دم الأطفال بالفم
- مصارعة الثيران وغياب الحقيقة
- ماذا يحدث للنساء تحت اسم الإسلام؟
- غياب العدالة فى المؤتمرات الدولية
- في ظلم اليمين واليسار للمرأة المصرية
- التبادل الفكرى مع القارئات والقراء
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية والمرأة
- مسيرة الحركة النسائية المصرية
- التوازن بين مطالب الجسد والروح
- الهوس الدينى يواكب الهوس الرأسمالى
- حركة الإبداع الحر فى مصر والعالم
- امرأة ليس لها رأس
- الدستور المأكول وقلادات النيل
- سقوط الأب ونزاهة القاضى
- اغضبى وثورى ولا تستكينى
- لماذا لم تتحرر النساء المصريات؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - زيف التوافق والانتخابات والاستفتاءات