أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - ورقة وقلم أخطر من الطبنجة














المزيد.....

ورقة وقلم أخطر من الطبنجة


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعلن بعض الكتاب البارزين أنه لا جدوى من الكتابة حين يموت الناس من الجوع والفقر أو بالرصاص والغازات أو بالخديعة والفساد، كما يحدث فى بلادنا اليوم تحت حكم الإخوان المسلمين.

لا تدرك هذه النخبة البارزة أنها جزء من المشكلة وأحد أسباب الأزمة، أتذكر أن بعضهم، بعد هزيمة ١-;-٩-;-٦-;-٧-;-، أعلنوا التوقف عن الكتابة والأكل والشرب والجنس ولن يقربوا زوجاتهم حتى تزول الهزيمة، لكنهم لم يتوقفوا إلا عن القرب من زوجاتهم، وزاد نهمهم لمتع الدنيا والآخرة بما فيها الحور العين، أما الهزيمة فلم تخف أو تزل بل تفاقمت، وأعقبتها هزائم أخرى حتى أصبحنا اليوم مهددين بالانقراض مثل الديناصورات، بعد الجوع والعطش وتسول طعامنا من أعدائنا.

النخبة البارزة هؤلاء، يشغلون الأعمدة والصفحات، بالصورة داخل البرواز وهم يهرشون رؤوسهم بأصابعهم مثل أينشتاين أو فيثاغورث، ورثوا عن آبائهم ومدرسيهم جينات التحول من عهد إلى عهد، قد يسقط الحاكم بالاغتيال أو بالثورة لكنهم لا يسقطون، يثبتون فى أماكنهم مثل الكواكب فى مداراتها، تدربوا على الانتقال من الحكومة إلى المعارضة وبالعكس، ومن اليسار الماركسى الثورى إلى الجهادية السلفية أو الصوفية، ومن الاشتراكية الناصرية أو الليبرالية إلى الإخوان المسلمين والأخوات الليبراليات

شهدناهم يركبون ثورة يناير ٢-;-٠-;-١-;-١-;- ويملأون المساحات بمقالات أكثر ثورية ممن ماتوا فى الثورة، واليوم يحاولون ركوب الموجة الشعبية التى تحمل اسم «تمرد»، يتنافسون لالتهامها وقد أصبحت كلمة تمرد جميلة فى نظرهم بعد أن كانت الفوضى والبلطجة والشطط.

أصبحوا يرتدون زى التمرد، وإن فشلت الحركة غدا سيكونون أول من يتخلى عنها، كما تخلوا عن حسنى مبارك ووصفوه بالمخلوع الفاسد واللص، واليوم يكتبون عن طهارة يده ولسانه وبراءة زوجته وأولاده. ويكتبون أيضا عن قضية تحرير المرأة بحماس أكبر من المرأة ذاتها، رغم إقصائهم للنساء أو وضعهن فى المؤخرة، يضربون النساء بالمناكب ليشقوا طريقا لأنفسهم نحو السلطة، يتهمون المرأة المناضلة الجادة بأنها ليست أنثى، يعرضون عن النساء المفكرات الناضجات وينجذبون إلى القاصرات الغريرات وغنج الغوانى، ثم يعلنون أن القهر يزداد على المرأة وأنهم فى انتظار قاسم أمين آخر ليحررها.

يشيدون بدور قاسم أمين فقط ومحمد عبده ورفاعة الطهطاوى والشرقاوى والحكيم وفرج فودة ونصر حامد ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وأسامة عكاشة وغيرهم، لا يذكرون اسم امرأة واحدة ممن ناضلن أكثر من الرجال ودفعن ثمن التمرد بحياتهن:

درية شفيق تعرضت للقهر وأنهت حياتها بالانتحار وأروى صالح انتحرت بسبب القهر ومى زيادة ماتت من الاضطهاد النفسى وعائشة التيمورية وباحثة البادية وغيرهن ممن تركن أثرا فى تاريخ الفكر والأدب وتحرير المرأة.

خريف عام ١-;-٩-;-٨-;-١-;- أودع السادات بالسجون ١-;-٥-;-٣-;-٦-;- (رجلا وامرأة) من المعارضين له، وكان الكتاب من حوله يملأون الصحف بالمقالات دون أن يذكروا كلمة عن المسجونين، بل يتهمونهم بالخيانة والتمرد والشطط كما تفعل الحكومة، حتى قتل السادات وخرج المسجونون أبرياء، فانهالت عليهم مقالات المدح بأقلام من شتموهم من قبل، يتكرر هذا فى كل عهد. وكان مسؤول سجن النساء بالقناطر الخيرية يأتى إلينا ومعه الحراس يفتشون الزنزانة، ويعلن قائلا: «لو عثرنا على ورقة وقلم عندكم فهذا أخطر من العثور على طبنجة» أتذكر هذه العبارة حين يعلن بعض كتاب النخبة البارزة عن توقفهم عن الكتابة أو أن الكتابة لا جدوى منها وأقول لهم: «نعم هناك كتابات بلا جدوى، وهناك كتابات أخطر من الطبنجة».



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبداع والتمرد
- أصبح زوجها مؤدباً؟
- أجيال جديدة متمردة فى الأفق
- إباحة التبنى وانتصار العدل على الشرع
- عبقرية المصريين
- رحلة الصعود فوق الجبل
- العدالة تنتصر!
- الكلمة من أعماقك شعاع شمس
- الثورة ضد العادات والأعراف والتقاليد
- النساء والقهر الاجتماعى
- تهذيب الذكورة في مصر وأمريكا
- إنه الدم
- لنساء والشعب. بين المطلق والنسبي
- الشريعة والشرعية. وظاهرة العنف
- النسبى والمطلق وجدتى الريفية
- الثورة وحزب الإبداع
- بين التقاليد والعدالة والكرامة
- يزداد العنف بازدياد الضعف والخوف
- المرأة والعنف والطب النفسى
- إسلام مختلف فى تونس؟


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - ورقة وقلم أخطر من الطبنجة