الناي والريح

شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 12:18
المحور: الادب والفن
    

( الناي والريح )
(1)
منذ افترقنا عدت يا حبيبتي والآن
اسأل عنه عابر الطريق
وصانع الفخّار
وكاهن المدينة
غاب ولن يعود
وكان نجمي افقي المشعّ في الزمان
( 2 )
ومنذ آلاف من الاعوام
استقرئ الايام
اسأل عن مفسّر الاحلاح
عن هذه الاسطورة
والزبد العابر فوق الموج
والف الف قوقوعة
في هذه الشطآن
اقرأ في رموزها الاسرار
يلقي في شطآننا التيّار
على امتداد الساحل الرملي
إقصوصة تحكي بقايا عاد
كهذه البلاد
وذلك الرميم
ذرّاته تجسّدت
قبائلاً اقوام
تعبث في فردوسها الاقزام
ترقص في السيرك , وفي ملاعب الاحلام
وتوقد البخور
وتنشر العطور
في حضرة الاصنام
( 3)
(كان ابولهب
وخلفه حمّالة الحطب )
وتحت كلّ خيمة لامّة العرب
ملاعب الشطرنج ..
مستحضرات البنج ..
ومخزن النبيذ
وتحت كلّ ابط
إله من ععجين
في باب كلّ خيمة هجين
لكلّ رهط راية ترسم فيها الّلات
وتنبت الصحراء
بموجة الصهيل والسيوف والدماء
(4)
من بعد سام صارت الاسماء تغرس في خاصرة الامّة كالسهام
وتنشر الاعلام
خضراء في الواحات
حمراء في الصحراء
تعكسها السمات
وبعد ان دارت بنا الايّام
وازدهرت في رأسنا الاحلام
والتمعت ملامح الحضارة
فكانت القيان والسراري
وكانت الجواري
يسبحن في حوض من العطور
كالسمك الملوّن المنذور
لللات بعد اللات
والسيف يا( مسرور)
يقطرمنه الدم حتى آخر العصور
)5)
في مهرجان الامس
احس في الروع نحيب الروح
والخل في الجروح
كان المغنّي سارحاً يردّد
مادمت تحت الشمس والامطار
تغيب عن عيونك الاقمار
بين انكسار الليل
والكبت في النهار
(6)
تغوص في غيبوبة الجسد
يا ايّها النسرالذي فارقه المهد
تطوف بين الارض والسماء
تسبح في نافورة الدماء
تنأ باقدامك عن تراب اهل الارض
في محنة القادم بين الرفض والقبول
لأنّك السائل والمسؤول
لأنّك القتيل
وليس من بديل
في العالم المزحوم بالقشور
ناجيته بكيته
نفخت في اذنه صوت الصور
... ... ... ..
(7)
حنجرتي ووتر الرباب
وحفنة الرماد : قلت سيّدي بقيّة الكتاب ..
وورق الاشجار والغصون
وطينك المسنون
يدور وسط النور
يا سدرة الله التي سرّحت الجذور
من اوّل النشور
لآخر القبور
وليس في العالم غير هوس الجنون
وحدك يا بطرس في السكون
قبيل ان يهتف ديك الصبح
والسيد المسيح
يسمع صوت الناي وسط الريح
ما اقبح المسلسل المعروض في الصالات
ما اقبح العازف والراقص والممثّل المفتون
في مسرح الحياة
وهذه الرؤيا التي تجسّدت بالامس
بعد غد تعود
في مسرح يعج بالاحزان
ويخرج الانسان
من صالة لصالة يحمل في يمينه
باقة ورد تحتها اكفان
من دونما عطر ولا الوان

شعوب محمود علي
8 / 7 / 3 1 0 2

#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات