أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - جسد الطين - الجزء الثاني














المزيد.....

جسد الطين - الجزء الثاني


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 19:00
المحور: الادب والفن
    


( جسد الطين )
-2-

ينساب ماء الورد من نهديكِ ,
يبعث الحياة
في الطين ,في الجذور , في الإنسان
تضمّه اللّوحة في ذاكرة الزمان
...
أعوم في محيط صبح المرأة الأفعى
على فوهة بركان
رغى بالفرح الغامر
بين الحلم واليقظة ,
كان الجسد المدهش تحت الشجر الزقّوم ,
حلّت محنة الفراق
وحطّم الزخرف تحت برد الطير ..
فلا السحاب يرويني ,
ولا سيل الفراتين ,
فهل تذيب نار الله ثلج الحزن في البؤرة ؟ ,
صرت الشبح المسكون في كلّ مرارات التواريخ ,
وما تفرزه الأرض, فلا فرار
من أسفل المجرّة النداء يصّاعد مغلولاً ,
ويبقى المصدر المعتوق منبوذاً ,
خلال القفص الأرضيّ , في القرار
...
النجمة تشرق عبر سماء دمي
عسل يتفجّر باللذّات ,
يظلّ فمي
ذاكرة ,
حلم مذاق العمر
في لغة تكبت عند الجهر
في عرف ( كثيّر ) (عزّة ) والشعراء العذرييّن
...
بالفرشاة وفي نبع الألوان
في سجن اللّوحة
اتدحرج (سيزيف)
للبحر الخاثر بالأسماك
والبحر الخاثر يحدق باللوحة
فتظلّ الخطوات الاُولى
ما بين الوثبة والكبوة
...
ننتزع الشروق
من رحم اللّيل , وتمتد بنا العروق
لمركز الأرض ,
دم يصعد للعذوق
من نهرنا العذب
ومن جذورنا البروق
تفلّق البذرة في الأرحام
وترسم الأيّام
فلسفة التكوين
على رمال الشكّ واليقين
...
دمي في الشراييّن يسري
الورود الخجولة تنضح عطراً
تلوّنه لغة الشوّق ,
اُرقى إلى ذروة الشمس في موكب الأبجديّة ,
أسبر ليل الجذور المحنّط باللّغز ,
تسبح في راحتيّ النجوم ,
ورفرفة الطير تخطف من مقلتيّ النعاس
كلّما كبرت خطوتي
صار مدّ المسافات في قبضتي
...
بالدمع الأسود أرسم فوق قراطيسي
كلمات أنقى
من سطح الماس
والحرف الأبهى
فوق إناء عقيق
كالنجمة يكشف كلّ مضيق
في ساحل كون بلّوري
...
أحلامي الحمر تأجّج فيّ حريق
خطواتي الماء يباركها
والريح تنثّ على الشطآن ندى
والريح تنثّ رحيق
ونداء الأرض
من بؤر العصر يجئ نداء الأرض
حنجرتي تطلق عصر الرفض
ما بين فصول المهد
وكهولة عصر العهد
لتبارك كفّ الرب
جثمان العابر بين الحقد , وبين الحب
...
تساقط ومن حالق النور منكسر الجنح ,
شاهد سبع طباق
وسبع بحار
لعلّ الذي مرّ من جانب ( الطور .. ع)
غنّت له الحور في الماء ,
والجنّ في الأرض ,
كلّ الملائكة الساجدين سواكَ
تعاليتَ , غاليت .. في النار :
كي ترتقي مهر حلم الغواية
...

على لوحة الماء يرتسم الطائر القرمزيّ ,
قميص الحبيبة من زغب النسر ,
من وبر النوق ,
من لؤلؤ البحر طعّمته ,
وبالزَبَد المتصاعد من ثورة البحر طهّرته
و فوق جبين الحبيبة يلتف طوق من الورد ,
يا مزنة الحلم العربيّ اهطلي
فالحرائق في غابة الأرض تأكل أشجارنا
...
أسأل كلّ صخرة
يحفرها الدهر على بوّابة المجرّة
عن الّذي صوّر في لوحاته الأحزان والمسرّة
عن الّذي عاش وحيداً بين محبسين
عن الّذي يحمل في راحته المعرّة
يبيع في ميزانه الإبريز بالضباب
جرارهم مملؤة
وليس في قعورها
سوى سراب يملأ القدح
عاش زماناً خارج الزمان
ولم ير الالوان
يعطيك ما تريد
من ثمر البستان
ومنذ أن ادرك في فتوة الفتيان
ابصر ما لا تبصر العينان
000
ابحر في اخيلة الايام,
في مملكة الحروف ,
في رحم الغيبة ,
او في هاجس الكهوف
في بؤرة السكون ,
او في زخم الدفوف ,
اصرخ مبحوحاً من الاعماق
مدائني ما رددت صداي تحت الطاق
تساقطت عن دوحتي الاوراق
تيبست كل ثمار الحب و الاشواق
والوشم العراق
كان صليبي ,قدري
ونجمي المشرق في الافاق
احمله بين ضلوعي جمرةً
اطوف
في رحم الغيبة , او في هاجس الكهوف
000
توشحت بنورها الحزين والسواد
اقمارنا الميلاد
وغصنكِ الفولاذ
يدمي جبين الغول
غداً اذا ما جر ذيل الغيبة الافول
ستهطل الغيمة والفصول
رهن اشارتك يا بغداد
وانت فوق راحة الاشراق
كنجمة يحملها العراق
000
تختم الاذن بالشمع
والعين بالدمع ,
والليل يلقي بمرساته ,
ليتني استفيق على نجمة
او بقايا ضياء
رميت ثمانين من خرز العمر
علّي احرك وجه البحيرة ,
حنجرة الماء
لو يخرج البحر عن صمته
احاور في قعره حوت موسى (ع)
او العجل من ذهب السامريّ
في بواكير ليل الرحيل
اكتويت بناركِ بغداد
نار الخليل (ع)..
اكتواء الورود بدمع الندى
000
في (خرج) الدهر
تتجلى كل قوافلكِ
التاريخ بضوء القمر الاحمر يا بغداد
فوق سطوح الماء
هزي بالنفط نخيل الكوفة
هزي بالنفط نخيل البصرة
كي يشرق وجه اللات
في وحشة قبر الذات
ما بين ملوك البدو , وعرش هبل
شعوب محمود علي
17/5/2013



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسد الطين -الجزء الاول-
- في فضاء الحرية
- لعلك تسمعني
- القمة امام الرابية
- سنين الرماد
- اللهاث وسراب العمر
- في المتاه
- وقفة أمام المكتبة
- دوران حول نجم ايار
- ( نسيج الأساطير )
- طائر القفص المغلق
- ( تداعيات خارج الصخب )
- اللوح والاسطورة
- غبار القرين
- عارية عنيزة سيدة الصحراء
- اللوحة والمرايا
- (كنتَ النجم بكل سماء)
- من بابل يبدأ خيط اللعبة
- هشيم العاصفة
- في البرزخ


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - جسد الطين - الجزء الثاني