أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - جسد الطين الجزء الخامس















المزيد.....



جسد الطين الجزء الخامس


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 22:38
المحور: الادب والفن
    


جسد الطين
الجزء الخامس
ومازال طيفي
مثل طير على فلك
يكمل الدورة الألف يا شهرزاد
قبلما يسقط الطير في الشبك
مثل جرم وراء الاُفق
...
أغرس في الظلام
ساقاً بلا جذور
وفوق طين الذات
أنشد مابين يديّ الرب
ما يغفر الكبوة أو يخلع عنّي الذنب
جنب زهور الأمن
وقرب شوك الخوف
...
يشرق مثل النجم
في طينيّ النبات
وتنشرالحياة
جناحها البهي
يخفق مثل السعف في النخيل
في عالم الظلام
بالنور والنماء
ومثل ذاك الوشم المضروب في الرخام
تعكسه الأضواء
في صفحات الماء
لأجل عيني آدم
لأجلكِ حوّاء
...
أرسم بالأصابع
بداية المحيط , او نهاية الشريط
لبرزخ يمتد
في غابة المرجان
والسمك المبحرفي الزمان
جرى به القلم
من قدم القدم
ومشرط الألم
يغوص في الطين وفي العظام
...
قبيل أن أدرك في بصيرتي
سرّصعود الماء
ودورة الأشياء
طلّسم الطين , وما يضم من أحياء
تنقشها السماء
كألف أبجديّة تبارك النماء
...
كرتي الأرضيّة سجني
يمتد بلا جدران
حولي من أول خطوة
يتمدّد عبر مجرّات
في سيرة حلم الذات
أتطلّع يطوي الحاضر فصل الأمس
في الزمن النحس
وهاجس هذي النفس
فمتى أتحرّر من ظلّي ؟
من ظل اللات
في قمقم عصر نام برحم الليل ,
أصيح بأهلي
صوتي يتجاوز كلّ مسافات الأيّام
في سجني أصيح لأبعث موج الريح ,
كي أغسل جلدي
في نبع الرب
لأزيل عناء الروح
وأدران الطفح الجلدي
ولأخرج من قمصان الطين
أتوحّد والأشياء
في محور شحّ
يحكم أطراف الصحراء
تعيث بحقلي
جرذان الأمس تعيث بحقلي
أتمدّد في نسغ الجذر
في الورق الأخضر
أتحرّرخارج ظل أللات
وخارج أحيائ الأموات
...
من يولد دون مخالب , أو أنياب
في زمن المغلوبين
زمن الطوفان وعصرالغاب
فليسحق كالحشرات بأحذية الغرباء
...
يا معارج درب السما ء
يامهابط قاع الرجاء
جئت أقطع كالمهر درب الوفاء
لنجم الوطن
فوق شوك المحن
...
يا غصن يورق تحت الشمس
قدّاحاً يطفح بالسكّر
يا وطن عطّر
كل حدائق أهل الأرض ,
ونثّ من الجنحين فأمطر عنبر
من كوثر حوض الكوثر
وأشاع الخضرة في البستان
لعيونكِ يا حوّاء , لآدم في الأزمان
...
أرسم فوق لحاء
شجر العصر
أقواس النصر
ومزارع من تفّاح
وطيور فوق النهر
ترف بأجنحة بيضاء ,
لتلتقط الأسماك
من تحت الماء
...
الكلّ يسبح
في بحر علاك
سبحانكَ , سبّح كل الخلق
من تحت سماك
...
في الخرائط حدّقت سيّدتي
رحت أمسح قطر المحيط
خلال انعكاس القمر
على الماء في قعره
خلال الهزية والنصر سيّدتي
يسقط الإختيار
...
يوم دارت بنا السنوات
ولاحت على جانب الأفق تلك الرموز
رسمت خطوط التراجع
فكان النكوص
كلّ طير على الأرض رفت فرائصه
هلعاً وانطوت صفحة في سجلّ
الهيزيمة
مثل نسرك لقمان صرنا
...
نسيت نبيذي الشهيّ العتيق
نسيت ربيعي الندي
نسيت بساتين يومي القصي
ولكنني
تذكّرت يومكِ بغداد , يوم الحريق
كان أسوأ ما في الزمان الحريق
...
ربّما يسقط الطير سيّدتي
من علٍ للحريق
لرماد يغطّي المكان
...
أعشابها مثل حرير القز
وفمها مثل لسان النار
وناب اُفعوان
يرشف منه آدم ,
يرشف في حنان
تصرعه النشوة في الزمان
في قمقم لا يمرق الجان ,
ولا يخرج من سجونها إنسان
تفرّ من بين يديه مثلما
حمامة من قفص المرجان
ينتشر الضوء ,
وفي عيونها تبحر نجمتان
بين فرات الرّوح ,
ودجلة الأحزان
تصبّ في جرح يباب الأرض
ويسقط الإنسان في الفخّ كما
يسقط طير عابر جموح
في راحتيها تعباً ظمآن
بين مدار الأرض
ومعجم الأسماء
تغيب مثل البدر
في لجّة السماء
وآدم يلهث في الصحراء
خلفكِ يا حوّاء
...
شواظ هي الكلمات
منذ أن جنّحتها الرؤى
تحت أقواس بغداد,
كان المداد
دماً يوصل الجذر بالغصن
في غابة من رماد
...
وجاء المطر
ليغسل كل الغبار
عن جدائل ذاك الشجر
وكان الغجر
ينقرون الدرابك عند السحر
...
درت في محور زخرفته الحروف
و ما أن تصوّرت في بعدكِ الرابع
رؤى كنّ من صور المبدع
فأرست عوالم ,
على شاطئ
تقوم لها سنن
على اُفق حلم
مدينتنا الفاضلة
...
كنت أعدو وراء السراب
لجيل , وجيلين أمخر سيّدتي
في محيط الكتاب
وكم كان يطفو
على كلّ سطر ذباب
تمر السنون
وليس لنا من غياب
...
بعد ذاك السبات
صحوت لأطرق كلّ الدروب
وأنفخ ريح الشباب
في المتاحف فوق الجدار
لأبعث في الّلوحة الذابلة
ربيعاً يشيع الجمال
خلال انحدار الزمان
...
ومن راحتيّ
تفر الطيور
وتصعد من طين غاري الجذور
وتورق في شاطئّ الزهور
تلوّن قبواً لسجني
لتمسح حزني
وأنا في الغياب
وكم كان قلبي
يحنّ لعزف الرباب
...
اُدهش حين تحزن الأشجار
وغابتي
تنحب في الليل وفي النهار
وحينما تجفّ في غصونها الثمار
تنسدل الستارة
في مسرح الرماد
ويسقط القناع
عن جبين هذا الرائد الوسنان
وتُضمر العبارة
ويهرب النصّ حياء
قبل أن تنطفئ السجارة
وهذه الستارة
تسدل حين تسقط العمارة ..
...
كان ينقش في دفتر الذاكرة
فصول الرواية
ويرسم خارطة للقوافل
وما تركته القبائل
صار وشماً على واجهات المرايا
وكلّ الشظايا
استقرّت على جسدي
...
عاكف عند صومعتي والجزيرة
وأنا والرمال
نستظلّ زماناً
تحت تلك الغصون الأسيرة
لرياح الجنوب
...
مرة قلت في السرسوف أتوب
وأرفع دلوي قبل السفر
بئرنا كان لا ينضح الماء
حتى التراب
بانتظار المطر
وأنا بانتظار القطار
صارت الشمس قبّعتي
والرمال وسادي
صرت أهذي من ظمئ
تارة واُغنّي ..
موطني في حدادي
ثمّ جاء المطر
بعد أن غمرتني الغيوم
...
قرعت موجة
في المحيط الترابي أجراسها
فنضا الرمل يهتز في ثورة
وكان النخيل
يعوم على السطح
والسعف كان المجاذيف
بغداد وسط المحيط
تستحمّ بنار الحريق
...
كان يغفو الحمام

على النخل ..
كان الفسيل وريث المكان
وليس له في الجوار
سوى الصمت والعزلة القاتلة
...
كان يغفو النبات
فيطال السبات الجذور
وفي موكب الحزن كان السرور
طافحاً , حيث تخلع قمصانها
في الليالي الجذوع
خلال الغياب
وقرب الطلوع
...
قلمي المستميت
تجاوز في عالم السبق مستهلكاً
طرقاً عبّدتها الفراسخ
على جزر من قراطيس بيضاء صارت
حقولاً من الكلمات
تضئ المكان
وتغني الزمان
...
بعد ما ركب الليل مهرالنهار
كان وجه الطفولة
في معارض أحلامنا
ومتاحف أجدادنا
ظلّه باهت
ومراياه تحت الغبار
وقد أفل الشمع
والشمع قافلة أوغلت في البعيد
...
كان في بحرنا
حافز يحتفي بالشموع
وكانت سفائننا
مقوّسة كالضلوع
تصلّي مع الموج عند القلوع
وفي يوم تسفارها تستحيل
نجمة وهبتها العصور
تضئ إلى عالمي
إلى أن يصير الزمان
نقطة تتلاشى
خلال المدى والمكان
...
في المحافل , في المهرجان
تفيض الجذور وتزهو
فرحاً في طقوس الثمار
...
يمرّ جواد النهار
طافحاً مثل موج البحار
في سباق مع الليل
حيث تجئ المحطّات قبل القطار
...
قالت لي الاشجار
منذ متى
تنتظر الثمار
خارج ابجدية الجذور
خارج طقس الطين
ومدرج الانواء
خارج احلام الفصول
ورؤى المواسم
وانت في المعزل عن كل المصبّات
وعن كثبات هذا الرمل
وظمأ الابار
تنتظر الامطار
مثل المحطات التي تنتظر القطار
000
غنت لي الطيور
وردد الخابور
نزف جراحي صرت اخشى عندما القنديل
نام على وسادة سواء
جنبك ياهابيل 00
000
غرقت في بحيرة التأمل
رأيت هذي الارض
في محور الاكوان
تفاحة تدور
ككرة من نور
يخرج من مسامها النبات
وهي تعوم في محيط الله مثل زورق
في رحمها تسبّح الاسماك
وتحتمي الورود بالاشواك
مازلت في خيالي البعيد
ياشجر الاراك
يشدني تنفس الازهار
وسحر صوت البلبل
يخرجني من غمرة التأمل ..
000
داخل ذاك المرسم السري
والمعرض السري
في بقعة تخرج عن مملكة الوطن
ينغرس الانسان في الكفن
خارج عن دائرة التاريخ , والمكان
يهتز كل شيء في وجدانه
في المعرض السري
وهو يرى الحياة
اضيق من قوقعة في الماء 000
فتسقط الالوان
في حدقيته تسقط الالوان
ويسقط الانسان
...
يجلس كالبوذي فوق حطب الاحزان
يسكب فوق الحطب القطران
وكان بين النار والدخان
فراشة تهرب من مخالب الانسان
خارج جب الليل
ومعرض النهار
000
لم يبق في الكؤوس من فتوة الكؤوس
غير رنين خائر ينساب
يعكّر السكون في الرحاب
تحت انفتاح ليلة قمراء
ويعبر النداء
همساً , وفي التفاحة الحمراء
تجلس حتى اخر الليل بها حواء
تنتظر الحبيب بين الارض والسماء
000
تتبعه النجوم كالقطعان
وهو على سريره ينام تحت الضوء
يرقبه من البعيد يطلق السجان
صفيره كالملح في الجفون
يخترق الجاراح والشريان
000
سمعت ياجرير
كيف يبيعون مياه الوجه للامير
ويقطعون اصبع الفرزدق
في المربد الخطير
وينشرون خيمة الغجر
ويرقصون ساعة الصلاة لاستسقائهم
ويرفعون كل فصل بعده الدعاء
لكنما السماء
اسقطت القواقع
فارغة عمياء
في المدن الخرساء , والشوارع
000
تختلج الشفاه
ساعة يلقي الحب
حياءه
وتستفيق الروح من سباتها
وترجع الاشياء
كلاً الى صفاتها
والماء
يغسل اذيال الطواويس بلا حياء
تحت عيون الله والمجرة
000
اقمت محرابي فوق الماء
وصمت فوق ارضنا الحدباء
وسلمي يصعد للسماء
محملاً بالدمع والدعاء
000
كان ابو نؤاس
يستخرج الاشياء من قاموسه الخمري
يطالع السماء في كتابه الثري
يقرأ فيه مثلما
يقرأ في ديباجة الافكار
وينثر الدراري
لاخر الليل بلا جناح
يصعد للاعالي
في لغة الدوالي
منتشياً يغني
كبلبل هيمان
يبحث عن جنته في الخمر
تحت سكون الليل
ورقدة الدنان
000
كانت تحوم حولي الفراشة
من دون ان تمتص من دمائي الرحيق
شوكي على جناحها
يرسم اشكالاً من اللوحات
يرسم بستاناً على الفرات
وهي على مداري
تلمح فوق الثلج والسعار
000
النسر في الاعالي
تسلبه الرياح
بوصلة الطريق
والماء تحت الرمل
ينساب والحريق
يلتهم الغابات
وكلما تبدعه الحياة
000
الشجر المتعب في انحائه
تلوح
اغصانه المسافرة
مثلي انا العابر فوق الماء
كزبد البحار
وكلما رسمت من افكار
في معرضي المزحوم بالافراح والاحزان
باتت بلا الوان
داخل ذاك الموقد الناري , والرماد
صار هو الحصاد
000
ابكي لان النار
تصعد حول سدرتي والعشب
يصفّر والاحلام
تهرب عن سفينة الايام
000
من داخل القلب
تصعد اشعاري الى الصليب تجوس فوق صالة الجنون
تغفو على نقطة مرمى الصيد
وحينما يصعد منها الصوت
يكتمه الجلاد
000
كانت الارض اكبر من ان تحيط
تدور على راحتيي ومن فتحة الابرة الضيقة
صرت انظر للكون في اللحظة المغلقة
من ضباب القرون
ومن فجرأبراجنا ومدئننا الفاضلة
...
في دورق الحلم رايت الجسد الطري
يلتف على رخام
مسلة الايام
تسقط عند ومضة البرق على اجنحة النعام
وينتهي الكلام
صفرا بلا ارقام
000
رسالة فوق مياه البحر
تحملها الموجة للصحراء
تضيء للسراة
واخر القوافل
000
يختزل الزمان كالزواجل
يرسم بالانامل
دليل اسفار من الفسفور
تضيء في فراسخ الارض
وفي خارطة الاحياء
علامة السائر فوق الماء
علامة الواعد للصحراء
000
لربما ينهار مسرح الممثلين قبل ان تتم
تأدية الادوار
وقبل ان تلمع فوق افقنا
علامة الساعة في نهاية النهار
000
يسكب في قارورتي السم
ويربو قدحي الطافح بالعسل
ياجمرة تسعر فوق الشفتين
تمنح القبل
في الزمهرير تارةانهار
وتارة ينهار
في حجمه الجبل
000
حنث في يميني
وصار للشيطان
علامة تشرق في جبيني
اطفأتها من بعدما تجذرت
في الطين من سنين
000
شربت من ينبوعك العذب
وما ارتويت
كان الحليب مرة
والخمر مرات بلا كؤوس
ومرة رأيت
من بين ثدييك هنا
تشتعل البسوس
000
تما ئمي
وكلما يرسمه الساحر في غمامة الدخان
يستدرج الارواح
في حملة صاخبة لترقص الاشباح
على انين الناي
والوتر المسافر
000
غرقت في غيبوبة السبات
مثل ابي الممدد البارد فوق العشب
على ضفاف البحر
وموجة الحياة
000
تخيلت
ان السنابل
كانت رماحاً
تقوم على الطين في عنفوان
وترفع رأس التحدي
بعدما كانت الام والحاضنة
صنعت كل تاريخها في الجذور
وفي ابجدية حقل النبات
هويتها للمجيء
واسقاطها في السفر
000
عالم كل اشكاله
في عيون المها والذئاب طلام , ظلام , ظلام
000
صبأت كلماتي
وكانت تظاهر ضدي الحروف
صرت في رؤيتي
وفي رؤيتي والسرير اطوف
مجهلي ومتاهي
وليس هنا من مقاهي
سوى عالم مورق بالرموز واقفاله
عصية لاتفتح
واشواكه تجرح
خلال الولوج
000
اسافر في عالمي الداخلي
مثلما يكدح النهر في نرجسية ذاتي
يبثّ تباشير فجر صلاتي
خلال الدهور
تطل مع الريح تمخر بحر حياتي
ولست ارى مرفأ للسفينة
على ساحلي
000
يلوح ضياء البراءة مابين عينيك
كل شبابيك عينيك مأوى الفراشات ,
فيض العطور
البساتين قداحها انتِ
بل انت مأوى الطيور
ومملكة في الدهور
على كل حبة رمل
وفي كل قطرة ماء
000
كانت الارض تنساب تحت الخطى القدرية
والتقاويم تبلغ ذروتها
وتصغر في الرقعة العَلَمية
وفي شكلها الهندسي
وفي شكلها الفوضوي
وتحت ملامحها البربرية
تمر الخطى غفلة
لتعلن عن وجهها
وملامحها الغجرية
000
تنبت صبارا
ولا تورق ورداً ايها الواعد
ظل ترابي ظامياً يحلم بالغيمة والبرق
ولا من مطر ساقط
يا ايها الواعد
لو مرة , لو مرة من مائك الخابط
يسقط (كالناقوط )
لتربنا الساخط
...
من يمنح دفع الظمأ المر عن الصحراء؟
ويمنح دفع الضيم عن الشعراء
في مولد عرس الماء
لغة تتبرج فيها الاحياء
000
تزهر فوق جبهتي مسلة الايام
في ظلها ترعرت حروفي
وانتشرت فسائل النخيل في الخريف
وامتلائت سلالي
بوافر القطوف
000
ربّ المغني احتقنت الحانه العطشى
وجفّت تلكم الحروف
شاخ ربيع الارض
وأنكفأت بسمته
واحترق السعف السعف على النخيل
في محيطه المالح
مثل صحاريه
يشعل حقل الورد
مثل وميض البرق في الظلام
000
احفر في اللحاء فوق ورق الاشجار
خارطة تفصل بين الليل والنهار
وبرزخ الاشعار
يافطة في شارع الزمان
تموضعت في افقي
واحتلت البصيرة
صرت لها خارطة جزيرة
تضيق فيها الارض
خارج حلم يقظتي
وداخل اليقظة في المدار
000
احسو عصير كرمة ليس لها جذور
في رحم الارض
وعمق الماء
يحلم فيها الطين
والرمل في الصحراء
000
يمر طير النورس الابيض في الظلام
كأنه السهم الذي يخرق جلد الليل
يحمل في جناحه بطاقة المرور
لسفراجهله
وتكتم الطيور
ما ينشد النورس في تسفاره
قبل رحيل الليل والنهار
وقبل ان يغرق هذا العالم الابيض
في بحيرة الديجور
000
مثل بعير يفقد المناهل
ويقطع المجاهل
يمشي لكي يدرك مايبغي
وما يطفئ نار الظمأ الموروث
من قبل ان تستنفد الاشياء
عطورها في موسم الذهول
يعود كل شي
خارج عصر الماء
فتسدل الستارة
فاصلة
وتعقم العبارة
في لغة الظمأن
خلف مدار الجذر والاشارة
يسقط كل شيء
يبعث كل شيء
من خلجات الطين
في موسم الربيع
تورق كل حبة بالماء
رمالنا الممهورة النسب
تحت خيام امة العرب
000
الوارث الموروث
يلبسها القناع
فتنحي الغابة في جلسة قرفصاء
على محيط الليل
في لوحة مضيئة لكنما القدر
ازهق مافي اللوحة الثمر
000
الوارث الموروث
يعود مثل عنكبوت ينسج النسيان
ويخلط الالوان
ويقلب اللوح في الزمان
ويمسخ الانسان في الانسان
اقرأ ما في الرقم الخضراء
وفي كتاب الماء
عن جذوة في الطين
عن ادم الالفية الثالثة الممسوس
حين نمت اشواكه
في الجمر والحديد والرماد
دار وفي المحور من ثمود
وتحت صدره الخفي تخفق البنود
في ساحة البسوس
بين طقوس النار والمجوس
000
كان هو التيار
وزهرة الماء
ولمسة الصبار
في عرض صحراء
جانس مافي الارض
بوجهه النائي
000
كان هو الغصن هو العلامة
هو الوسام ساعة القيامة
يدور بين الاثم والبراءة
في زمن النسيان والتذكر
000
في لغة البرعم والتفتح
وفي حطام غابة الرماد
مرّ ولم يبق له
غير بقايا ورق الاجداد
يمور فيها ذلك المداد
ومثلما ترحل عن مناخها
مدائن العالم
لم يبق منها اثراً في غابة الرماد
الا مداروجهك المدور العالق يا بغداد
في رؤية الشاعر والفنان والجلاد
000
كان شمعي
غراساً يشب بغابات ارض السواد
ومتاحف ارض السواد
صار في كل سطر مداد
وقناديل خضراء تمنح في الليل ضوءاً
لظلام البلاد
000
كان يرسم فوق لحاء الشجر
مزهرياته والثمر
ويغرس في الطين سيفاً
فيزهر عبر الفصول
تحوم الفراشات من حوله
ومن حوله
تفر الخيول
ولكنني عدت اسأل في ساعة من ذهول
كيف مرت فصول الفصول؟
وكفّت عن القرع تلك الطبول
ويوم تساقطن عن سدرة المجد اوراقها
تحت تلك السنابك
لخيول المغول
000
بلبل ينحني الغصن من تحته
ويختلج الصمت من لحنه
غير ان الصقر
مر قبل انهمار المطر
فمات الغناء
قبل ذبح الوتر
000
كان يسمع ما قد تردده الحاكية
بعد فصل الفصول
للدراما , وللقائلين
على مسرح اليوم في البادية
وفي الّلقطة العاتية
كان يقرأ , يوغل في اللوحة الكابية
كان يطلق طير الشكوك
في الظلام
ومن قفص التاج يمتد جسر لمنفاه
هاملت يصغي
لجرح بجبانة ملكية
وفي مسرح الابدية
تموت النجوم
وتبقى السطور
معلقة مورقة
مثل وشم على الجلد في البادية
000
غادرني للحظة
كنجمة فوق رصيف الشارع الممتد
رأيت من مكانه
كيف تدور الارض
خلف الكواليس
وخلف عالم مدرع بالرفض
كان حطام الكأس في منفضة الرماد
وموجة الدخان
تصعد بالذكرى
وقد غادرني
وغادر المكان
مثل العصافير التي هددها الطوفان
000
تعلقت بالخمر والدم زيت السراج
ومن خلف ذاك الزجاج
رأيتكِ مثل الغزال
وفي الكأس عارية تنشدين
شهريارك يا شهرزاد
000
ماذا لو كنت احاور ما يزرعه الوهم
وما صوّره الوهم
فكيف اساير هلوسة الاوهام ؟
سَرِحت هنا
أليت على ان اكتم رقص اللاعب فوق الحبل
في صخب السيرك
000
سلاماً
وكان المحبون قد بعثوا
قبل ان يدرك الصبح قافلة للبريد
كان هودجها فوق رمل الطريق
تدحرج
قلت هنا ( مسحل الكبش )
بل بعض ما خلفته القوافل ..
من غياب السنين
000
من يحمل فانوساً
ليضيئ طريقي تحت الشمس
غدوت مع الاحياء
اجهل كل خطايا البدو
اضيع مع الاشياء
بمحيط يفتح كل متاهات الصحراء
000
من يكتب سطراً بعد السطر؟
في الورق الابيض
بالحبر الاسود
من نبع الماء
ونسيج الطين
ليدرج وجه الوطن المسلوب
000
من يرفع يوم الزينة رأس الايّل فوق الباب؟
وينشر حول البيت دخان الحرمل
ويجر باقدام تعبى
للزمن المقبل فوق الرمل
ويطبع بالقدمين
يافوخ المحل
ويطلق في مجرى الايام
غصناً وسفين ربيع
للمقبل وسط الريح
000
من يسرج مهري لاطوي فراسخ خط النجم ؟
وادرج في القصر الملكي
اغوص بحوض العطر
وبين يدي كتاب الشعر
انا الموعود لاضفر شعر امراة الغاب
وأظفر ممتلكاً ناصية امرأة الغاب
000
من يمنحني الالوان ؟
من يخلع شوك الهم؟
من يلقي بكأس السم؟
من يخلط نبع الحلم بطين اليقظة؟
من يلقي بكل كوابيس الاوهام؟
ويطعّم ألسنة النيران دفاتر اشعاري
ويكسّر بين اصابعي الاقلام
ويحوّر في رَصف الارقام
ويغيّر اسماء الايام
ويحطم قوس زخاريّ الخزفية
ويغيّر كل قواعدنا المرويّة في الألفيّة 00
يستقرئ كل معلقة لفتى الفتيان
لحبيب عنيزة حين تفيق عنيزة من سكرات الحلم
لتقاويم الالف
وبعد الالف الليلة تختم بالاحزان
من يلقي دفاتر شعري
لبئر الحبر؟
ويحفر في شاهدة القبر
رقى الكهان وما في كتب السحر
تاريخ الشاعر حين يفر من القفص العاجي
الى همجية هذا العصر
الحامل في الاعماق صليب الخوف
وكل معاناة الاجيال لعصر قادم
000
صفارة حارس قلعتنا
تغتال الحلم , وتغرس في جفن الانسان
ابر الاحزان
وعويل الريح وليل الصمت
يعكس تيه الطير, وليل الرعب
000
نستقبل خيل الشمس
في مدارات التاريخ
يضيع الظل
تحت القدمين
الظل ابارك نبع الماء
يبتهل الرمل , وتبتهل الصحراء
ان تمضي الغيمة ,
يبقى الجذربلا عجلات
قاطرة من اشجار
تتصحر اطراف الصحراء
ويهجرها الطيرالظآن
من يحمل وزر الهجر
وعقم الجذر
وجفاف دم الاثمار
كل الاحياء
يلجمها الخوف
وتغرقها الافكار
فلعل ضفاف النهر
تتفتح بالاسماك وبالازدهار
والماء يفيض
من شق الارض
ومن قعر الابار
000
غرناطة ترحل كل المدن الخضر
وسيفك من خشب الابنوس
تأكل منه الارضة
والاعلام 00
ينزلها الجند وتختم
يوميات العرب المتخومين
بالخمر وحب الجنس
واوهام التدجين
000
من يوقف القطار؟
من يقطف الورود والازهار؟
من يجدل الغصون من يروض
التيار ؟
من يدرك الاشجار؟
في ساعة الحمل وفي تساقط الثمار
000
جئت من اول الطريق
عاشقاً ذلك البريق
في دمي يشعل الحريق
قبل ان تنفذ الدنان
في مكان بلا زمان
000
ارى بعينكِ القطا ونورس البحار
ارى قطارالسمك المبحر في بريقه
حدائق الازهار
اُود لوا غوص للقرار
اُود لوا دور في المدار
كأي طير عابر تحت محيط الشمس
000
يمر الزمان
وقافلة الاهل ترحل
وخيمتك البدوية لا تستقر
ولا تحفل
ولا القلب يحتمل
عذاب الرحيل
وتلك الرموز
وكل المعالم لاتستقر على حالها
جذوري في غربة
أم تراب الجذور؟
وهل تستقر العظام
على حقلها في القبور
اذا ما تساقط ريشتكَ
كالنسر تجثم دون جناح
ويطبق ليل
وتذرّ رفاتك كف الرياح
000
في الكوني ما زال صدى يطوف
وينثني الشراع
للبحر عند لحظة الوداع
في زمن السقطة والركوع
000
يصيح بنا الشجر المستشيط
قفوا
يا رعى الله هذي الوجوه
فأن الحياة
تمر كقافلة في الزمان
بين ليل الولادة
ونهار الرحيل
000
كأن الربيع
رمى ريشة
والنجوم
طلت وجهها بالسواد
وألقت جدائلها للتخوم
والقت قميص الكروم
لحمّى الرمال
وبخل الغيوم
وغارت مياه القليب
تحت صخر الزمان
ولاح على غصنه الاجرد العندليب
يعزي قبيل النبات
في المحيط الغريب
000
كأن الربيع
يلف جدائلها
ويمنحها نسغ الموسم
فتغرق بالزهو حيث تموج العطور
فتغمر في بوحها عالمي
ويسكرني زهرها بالرحيق
وقلبي يحوم
مثل تلك الفراشات من حولها
والنجوم
اوقدت حطبي
فكان الحريق
يشب خلال دمي
ويضرب طوقاً
بموضع فوق فمي
فهل استغيث
ومن لا يغاث
يموت على ندم
سألقي القراطيس للنار
حطمت في عصفها قلمي
وهاجرت في حلمي
كالسفينة وسط المحيط
وصرت الغريق وانت المحيط
000
هو الموت في بطن هذا الوطيس
ام الموت في كهف ثلج
فسيان كان الفناء
على حفرة في العدم
ام خلال الذرى والقمم
000
على الرمل يترك اثاره الافعوان
كما تترك البصمة القاتمة
في بطون الكهوف
علامة احزانها الدائمة
000
كل وجه لحواء في حقلنا
تفتح كالورد تحت الشموس
وفاض عبير النفوس
ولكن سهم البسوس
غاص في دمنا
...
قداحاً كنت سراجاً نور
بالضوء وباح العطر
في القلب الاخضر
هل اشكوا الليل وفجرك اسفر؟
في التيه وعند المعبر
يا كل محيط الكون
تجلى وجهك في الظلماء
واقمر
فرسوت وقلبي يسأل
صوت الريح
ورمل الجرف
وموج البحر
عن نجم غاب ولم يظهر
000



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيد الطين -الجزءالرابع-
- جسد الطين-الجزء الثالث-
- في فضاء الحرية الجزء الثاني
- جسد الطين - الجزء الثاني
- جسد الطين -الجزء الاول-
- في فضاء الحرية
- لعلك تسمعني
- القمة امام الرابية
- سنين الرماد
- اللهاث وسراب العمر
- في المتاه
- وقفة أمام المكتبة
- دوران حول نجم ايار
- ( نسيج الأساطير )
- طائر القفص المغلق
- ( تداعيات خارج الصخب )
- اللوح والاسطورة
- غبار القرين
- عارية عنيزة سيدة الصحراء
- اللوحة والمرايا


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - جسد الطين الجزء الخامس