أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - في فضاء الحرّية -الجزء الرابع















المزيد.....

في فضاء الحرّية -الجزء الرابع


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4123 - 2013 / 6 / 14 - 13:50
المحور: الادب والفن
    



الكلمات تزهو كفاكهة الصيف على الغصون
زغردة قبائل الطيور, والعصافير على الأشجار
تغمر العالم بامواج الفرح , والحبور
هي مثل سمفونيّات متنوّعة تمنح للطبيعة
وللبشر هبة من الله الخالق العظيم .
انّ هذه العطاءآ ت المتداعية مثل شلّالات المياه المتساقطة من الجبال تشكل الواناً لانظير لها
كقوس قزح سماوي .
رأيت شجرة توت بريّة يتيمة , ومتوحّدة
في وسط سهل يفترشه بساط من العشب الاخضر .
كانت تحت تلك الشجرة
قيثارة مقطوعة الاوتارفشددت لها نياط قلبي ,
وضخخت لها دفقات من دمي القاني ليضيف لها لحناً جديداً له ميّزته بين مفردات الحان الطبيعة
الشجيّة كل ضربة وتريّة تغرس نغماً خارج ابجديّة الالحان , الكلاسيكيّة .
ومثلما ينشقّ في منحدر الجبل مجرى يبعث على تحفيز البذرة المتدثّرة بالسبات لبعث شجرة مثمرة
يفخر بها التراب
عند تسلسل تصاعديّة واصطفاف
قبيلة الاشجار في كرنفاليتها لاحتفاليّة خارج لوحة العقم , و معرض الذّبول , وانعدام الحركة .
الفراشات ظلّت تدور حول تلك القيثارة الى ان تحوّلت انغامها الى شتلات ورد نغميّة موشّحة بالالحان ومثقلة بالعبير .
عبرت باجنحتي البيضاء كلما هو عصي على الطين ,
وغصت الى اعماق المجهول في قعر الماء
بحثاً عن مكنونات المحّار المغتبط بالدرر التي يبحث عنها الغوّاصون .
دوران الفراشات حول منهل الرحيق هو البحث الاكثر جدّيّة في حدائق الله المبدع للاشياء .
الاصغاء لموسيقى الطيور والاشجار والانهار ينعش الروح , وينثر الفرح ويلقي بالهموم الى فضاءآت السلوان .
الثمار الناضجة تعلّق قناديلها فوق الغصون التي قد لا تصلها بعض اصابع القطف لانسان السادر
والذي خدّرته كبسولة الكسل
والانسلاخ عن الطموحات الانسانيّة التي تودّ ملامسة النجوم والصعود للقمم العصيّة على المتسلّقين .
القوارب تودّع شواطئ الانهار محمّلة بالحصاد , و الثمار, ومفردات الغذاء
قاصدة اسواق المقايضة ومبادلتها بفلّزات الحديد وحبيبات النضار وخرز الفضّة وبراميل النفط مقابل قناني
ماء الشرب المعقّم ونحن ابناء بلاد ما بين النهرين .
الوقوف على شواطئ الانهار,
والاستغراق في التأمّل فقط دون حفر وبذر
يقدّم لك رغيفاً رسمه فنان متسوّل
على قطعة قماش التقطها من القمامة
والى جانبها قدح ماء رسم في سفح جبل رخامي اجرد ..
تلك هي اللوحة بين المتحرّك والساكن .
امشي على الجرف
لالتقط من فوق الرمال
ما تلقي الامواج بهبات النهر من القواقع
لاُطعّم اصدافها فوق خشب الابنوس الاسود
لصنع آثاث تليق بصالات ملكيّة .
انصت لأبجديّة الانغام التي تطلقها امواج البحر وهبوب الرّياح , واصوات
الطيور, وصهيل الجياد , واصطفاق الغصون والابواب التي تعزف موسيقاها عند الدخول والخروج
اميل الى سماع صوت ببغاء يحاكي الانسان
الى جانب انين النواعير, ورنين الأجراس
واغاني فيروز
التي اكتسبت اسمها من حجر فيروز شواطئ البحار .
كلّ هذه التصوّرات
تعكس لي مهرجان الطبيعة وما يحدثه في النفوس
من استرخاء الاعصاب المشدودة ,
وطمأنة النفوس
واشاعة الصفاء , واعتدال الطقس الملامس للروح
بزغب العصافير .
وبين الانكسار والارتقاء
اسجل حضوراً
وشاهداً على عصر تتجاذبه التناقضات
التي حيّرت العقول الراجحة
: فالبشريّة تعبّرعن صياغة مسرحيّة
تمثّل بين قطبي الملهاة والمأساة
والجماهير عبارة عن (قرقوزات) ودمى
يلعب بها الاطفال الكبار ..
من مخضرمين وجدد يخبّؤون
تحت جلودهم العنقاء
يتطاير منها غبار الموت
لتحوّل الآخرين الى رماد . .
لا شئ اجمل من الانتماء الى الطبيعة التي دشّنت طقس , ومهرجان الالفيّة الثالثة
ولكنّها لم تضع على لوحة اعلانها بوذا , وكونفوشيوس , وسقراط , وافلاطون ,
وارسطوطاليس , وزرادشت وجاليلو جاليلي ,وشارلي شابلن ,وتولستوي ,
وغاندي ,ومارتن لوثر كنك وجان دارك التي حوّلها الكذبة من مدّعي
حملة الإنجيل الى كومة من الرماد وغيرها
كسقراط الذي اُجبرعلى إرتشاف كأس السم والكثير الكثيرممن حملوا الفوانيس للبشريّة في الظلام الدامس.
والانتماء الى الطبيعة والتعايش معها بسلام
والتعامل بغصن الزيتون افضل من التعامل بكل ادوات القتل ,
وشتل نبتة من التفّاح
افضل من صنع صاروخ عابر للقارّات وهو يحمل رأسه النووي .
والجلوس حول طاولة المفاوضات في كلّ بقعة من بقاع الارض ,
والمراشقة بالكؤوس والاقداح والمطاولة بالشتيمة ,
والقذف بالكراسي تحت قبّة البرلمان افضل الف مرّة من المجابهة بالسلاح الابيض .
والانتماءالى اصحاب حلف الفضول
افضل من دخول حومة حرب البسوس ,
والدخول الى مؤتمر باندونك
افضل من سماع صهيل خيول داحس والغبراء.
مابقيت وبقيت الأشياء
اجهل رفض البعض التعايش مع الاخر بسلام .
الا تشكّل هذه الظاهرة مصادرة لحرّية الغير
وهي ترفض التعدّديّة بصلافة وقبح الى جانب رفضهاالمشاركة تحت مظلّة الخالق العظيم
لقد ظهرت هذه الاورام الخبيثة
بعد ان نامت في سبات طويل امتدّ لما يزيد على ألف من السنوات
اميل الى سماع الموسيقى من كل وتريّات الخليقة
وبألحان , ولغات كلّ شعوب الارض
والانصات حد الذوبان
في مهرجان كوني
للغناء , وللاستغراق , والتأمّل , والتسبيح في الصلاة ليدخل الحب من كلّ اجزاء الكون .
امّا البغض فقد يكون مجذوماً , وحامل فايروساً قاتلاً
و جراثيم وباء أنتجه هوس المجاذيب , وغطرسة
الجهل , ووشم عقد شوكيّة المنبت .
ألعن البغض الذي هو من مفردات الشطط ..,
ونقص الوعي
وفقر الحب ..
واكتناز كراهيّة الاخر
من مفردات مركب النقص , والضمير المضبب ..
قد يكون الشيطان بشريّاً خارج اصطفاف الصالحين
والحب نسيجاً صاغته الملائكة
وحمله الانسان المتمثّل بالأنبياء ,والرسل , والصا لحين ممن خدموا البشريّة في صنعهم
للكهرباء , ووسائل السفركالقطار والطائرة وغيرها.
تحيّة للإنسان الذي خلع جذوره القابيليّة
وذلك ليزهر فيصبح ارثاً مقدّساً
قبل اكتمال ربيعه
وهاهويخطو باتّجاه الشمس
ليكمل ربيعاً تمّوزيّاً
بين طيّات الفصول



شعوب محمود علي 13/ 6/ 3 1 20



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسبيحات الطيور
- السيّدة وصهيل الخيول
- في فضاء الحريّة - الجزء الثالث -
- جسد الطين الجزء الخامس
- جيد الطين -الجزءالرابع-
- جسد الطين-الجزء الثالث-
- في فضاء الحرية الجزء الثاني
- جسد الطين - الجزء الثاني
- جسد الطين -الجزء الاول-
- في فضاء الحرية
- لعلك تسمعني
- القمة امام الرابية
- سنين الرماد
- اللهاث وسراب العمر
- في المتاه
- وقفة أمام المكتبة
- دوران حول نجم ايار
- ( نسيج الأساطير )
- طائر القفص المغلق
- ( تداعيات خارج الصخب )


المزيد.....




- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - في فضاء الحرّية -الجزء الرابع