أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بارقة ابو الشون - وهن على وهن (من حقيبة امراة)














المزيد.....

وهن على وهن (من حقيبة امراة)


بارقة ابو الشون

الحوار المتمدن-العدد: 4146 - 2013 / 7 / 7 - 01:14
المحور: الادب والفن
    


لم يكن يوم عادي جدا رغم ثقله لاني احس ان التنفس اصبح صعب جدا أثقلني حمل يزداد ,بل يكاد يسد انفاسي ويشل حركتي حيث لايمكنني التقدم خطوة ولا النوم ولاحتى التقلب كما اريد والى اي جهة
.ما الذي يجري اي نبض ثان امتزج بين ثنايا صدري لالا انه في كل دمي
حيث يسرح ويجول في شرياني القادم الى القلب لا اصدق اني سوف احمل الى هذا العالم وليد كيف سيكون
وكيف وانى التقيه؟؟ لم تستمر التساؤلات كثيرا فقد كانت الآلم يحيط بجسدي ولااعرف للهدء وقت لم اتعود ان اشكو امام الاخرين والاستطيع الصراخ
لااريد ان اذكر التسع اشهر وكم عانيت فلا اعتقد اني قادرة على سرد عذاباتي وليس هناك ايضا من يستطع تحسس ذلك فلم تكن إلا أيام لمخاض متواصل العناء
حيث ليس عليّ سوى تقبل ازدياد الآلم وتحمله
لااعرف لماذا يعتبره الجميع مسالة طبيعية ولماذا تستغرب امي ..وتضيف
وبعد سوف تتحملين وتزدادي ثقلا
وتاتي ايام لاتنامي وصبح لاتعرفي فيه الراحة
وحدث الاكثر مما قالت وتذكرت وبعد وبعد...
ما اكثر عناد المراة وهي تتحمل هذا ..والجميع يعتبره (واجبا ........)
-وهل تنوين ان تغيري قانون الارض والسماء
قالت امي
وان قلت لالالالالالالا ما لذي سوف اغيره؟؟؟
وأنا من ليلة امس مهددة بانتظار مشرط الطبيب وقرار العائلة..اي عيون هذه التي تمر بهم جميعا وهي تخفي الكثير..
ولااعرف ماذا كنت اريدهم قربي ام لااريد احد فالآلم وحده يحيط بي ويصلبني على مقصلته انتظار الفجيعة
ام الاستمرار
كيف يقولون انه سيزول بل سيكون بحجم العمر كله
هذا اذا بقى في العمر هنيهة
فموج الموت يلاطم اللحظات القادمة حيث اكد الطبيب
فلا مفر اما الطفل اما الام وربما الاثنين ..اي حمل انوء به دون خيار لي فيه ولا ... كاني قبلت ان ارتطم بجدار ...
وهل يطول ..
السقف هو ايضا يستندعلى رئتي وصدري ويسد الافق حيث يضغط من حولي وعلبة الاوكسجين تنبت فوق انفي كي تسد الهواء الارضي
والغثينان الذي افقدني التوازن في طيلة الاشهر الماضة لم اعد اكترث له فماعندي الان اصعب بكثير فانا التمس الحياة لجنين لم تدب فيه الرؤية سوى خفقة مني اليه والى العالم الاكبر انى لي الترقب وصوت قلبي
والموت يحدق بنا نحن الاثنين ..
احاط بي الكادر الطبي بعد القرار الاخير لاجراء عميلة قيصرية وتاكدوا من عدمية الانتظار حيث ازداد الخطر واقتربت افة الموت من شرفاتي وهذا الكائن الذي
يتربع في احشائي دون ان الامس وجوده ربما لايتسنى لي ان احادثه
دعني اذن اودع العالم .
..قطعت انفاسي بكمامة الاوكسجين والاسئلة المعتادة لا استطيع الرد عليها حيث ملأت افكاري بدوامة الحياة والتسرب منها بهذه الطريقة
لم تكن مهيبة كما تليق بمن سوف تعطي كائنا جديد يحبو ويصدح ..
كيف استسلمت هذه المرة
لمشرط الحياة وكيف قبلت ان يسند جسدي دون كفن
الى مقبرة القلق والى دخولي حومة المخاض الكبير,
كنت فراشة لوحدي بين اروقة الحلم
لم اعد اعي ما يدور بي فقط احسست اني الهث الى دائرة مغلقة تطوف بي عالم ازق غامق وعيناي ليست رهن طوعي الى اين تهاجر روحي متعبة الظل والجسد
ذلك الذي يضعونه على اروقة السكين
لم اعد التمسه ولا اعرف عنه شيئا
سوى اني غير قادرة على ان اقلب آلمي يسار ويمين غير أبهة بدورة زمنية لان الهالات بدأت تزداد بي اسراعا نحو ضبابية المنحى الامامي الغارق في السعي الى مالا اعرف كنت اريد ان اتمتم بكلمات ..لااعتقد اني قادرة عليه بل يكاد الحس يفقدني روحا
كطائرانا تعذبه ريح قوية وتعصف بجسده الملقى على ضفاف البحر الهائج لياخذه الى ضفة اخرى
...
بدات اسمع بعض الكلمات وادرك من يتحاور معي دون ان استطيع ان افتح عيني لمشاهدتهم بل واردت ان اقول حرف لكن اكتشفت اني غير قادرة
على النطق وروحي في عراك مستميت للعودة مرة اخرى لضفة الحياة والآلم يقتادني اليهم مرة اخرى
دون اعرف مكانه حيث سكن الجسد كله
أه
لااعرف كيف يمكن ان ارجع الى غيبوبتي ثانية
مبروووووك قالت عمتي
واذرفت وصوت البكاء يهد يقظتي
وانا في السقف معلقة الروح وانظر الى الكادر الطبي
وهم يتلمسون بقايا صحوتي

-افاقت
حالوا محادثتها
كانت في غاية الخطورة
- يالهي كادت تموت قالت امي
لااستطيع التحمل
اعطوني جرعة تخدير لااقوى على الالم
-حاضر
- لكن ليس الان
لاتعطوها ماء الان
ابنتي :
هذا وليدك انظري اليه
لااعرف كيف تريد مني ان ازهو وانا بهذه الحالة
غريب فهم لايكترثوا لجثتي الممدة ويحتفلون به
وعلي ان ارضعة ودمي تناثره اعوام
الانتظار
...
انا ولدتك اذ ,فكيف اكون سبيتك قل لي لو لو تعرف
....

كيف أكون سبيتك؟؟



#بارقة_ابو_الشون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسود يليق بك ...لاحلام مستغانمي
- من الحقيبة الجامعية (وهل ننسى)
- ارجوزة صبر
- من حقيبة امراة مارسيل خليفة (حكاية)
- من حقيبة امراة (وداع مبكر)
- من حقيبة امراة (يوم جميل) الى العزيزة ثائرة شمعون
- من بقايا الظل المبعثرة
- هواجس امراة
- حينها عرفت إنني امراة
- حوارية امراة بيوم الثامن من اذار
- سلام لغزة
- اميرة الموصل جاكلين
- الى محمود درويش الحجري
- دع الثواني تحتضر(من حقيبة أمرا ة)
- جبهة فوق السحاب
- جرح
- قرنفلة
- غبار الاحجية
- عراقيةالنسب
- عد بي الى صمتي


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بارقة ابو الشون - وهن على وهن (من حقيبة امراة)