محمد الزهراوي أبو نوفله
الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 22:13
المحور:
الادب والفن
الْمَدينَة
جِئْتُها
قبْل زمانـِي..
جئْتُها مِنَ
البَعيدِ وجِئتُها
أُحَدِّقُ فـِي
كُلّ شيْءٍ أراهُ
يُداهِمُني الليْلُ عبْرَ
أزِقّتِها الْحزينة.
وبِتُّ كمُطارَدٍ
لا يُؤْنِسُني وحْشٌ.
ومَن يُؤْويني ؟
هذا صوْتٌ
ما يُنادي..
إنّها الْمدينَةُ..
اَلوَحْشُ
الْخُرافِـيُّ الجميلُ.
احْذرْ
أعْذبَ ما فيها
لا يغُرنّكَ أنّها
ياوَلَدي تبْتَسِمُ
احْذرْ مساحيقَها
أحْمَرَ شفَتيْها
أضواءَها
الشّجِيّةَ الخادِعةَ
نِساءَها إذْ
يُمِطْنَ الْحياءَ
وجْهَها
الْمُغْوي بِالوَسامَةِ
لُغتَها الْحميمِيّةَ تَغْمِزُ
بِعَيْنَيْها وجِلْدَها
النّاعِمَ كأفْعى.
اسْألْني كمْ
ضِعْتُ فيها أنا
الشّاعِرُ الْمنْسِيّ.
اسْألْني..
وَواخَوْفِي علَيْكَ
مِمّا لا
يُرى والْمَبْغى.
إنّها الْمدينَةُ..
جذّابَةٌ كطاوُس.
الْعروسُ
الّتي بِلا قلْب
لَم تعْرِفِ
الْحُبّ يَوْماً..
تسْتَهْويكَ وهِيَ
تنْفثُ السّمَّ.
والآنَ لَمْ
أُصَدِّقْ أنَها تعَرّتْ
مَعي مزْهُوّةً..
تعَرّتْ كَما لوْ
كانتْ وحْدها.
ومَنحَتْني كُلّ شيْء.
كُلّ شيْءٍ وتعَرّتْ
مَعي الْمُدُنُ فِي
أبْعَدِ الْقارّاتِ..
وحتّى الّتي لَمْ
أعْرِفِ اسْمَها باتَتْ
على مائِدَتِي
جارِيَةً مَسَحْتُ خدّها.
وسَوْفَ تظَلُّ
عنّي تسْألُ.
احْذرْها ياوَلَدي..
احْذَرْ فاها
الْمُدَخّنَ أسْنانَها
الْمَعْدنِيّةَ والْمَبْغى.
اسْألْني..
وَواخَوْفِي عليْكَ
فيها مِمّا
لا يُرى !
#محمد_الزهراوي_أبو_نوفله (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟