أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - ايها المثقف المصري : مصير- حسن شحاذه- ، قد يكون مصيرك !















المزيد.....

ايها المثقف المصري : مصير- حسن شحاذه- ، قد يكون مصيرك !


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



شهدت بغداد غداة ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ، بضعة وقائع مشؤومة ، ظلت ، طوال العقود العديدة التي تلت ، تلطخ صفحة تلك الثورة ومضمونها الاجتماعي والسياسي، الايجابي ، وتسمها ، او بعض جوانبها ، على الاقل ، بميسمها القبيح . فقد قتل بعض افراد العائلة المالكة والسياسي المخضرم نوري السعيد ، ورغم ان عدد المقتولين ، يومذاك ، لم يزد على عدد اصابع اليد ، لكن تقطيع اوصال كل من نوري السعيد والوصي على العرش " عبد الاله" والتمثيل الشنيع باجسادهم وسحلهم في الطرقات ، من قبل جموع من الدهماء ، اثار حفيظة واستنكار الكثيرين و أسس ، كسابقة خطيرة ، لنهج وسلوك ، سرعان ما تفشى في ممارسات اوسع مدى واكبر خطرا بكثير . لم تستثمر هذه الوقائع، رغم كونها ، انفعالية وآنية ومعزولة، في الجهد الاعلامي والثقافي المضاد الذي استهدف جمهورية تموز وقيادتها فحسب ، بل عممت صورتها وايحاءاتها ، لتصبح "خصلة "من خصال الشعب العراقي و"سمة" من سماته الثابته التي ادلى الكثيرون ، مؤسسات وافراد ، عن غرض او بغير غرض ، بدلائهم فيها ، حتى انها امست " ثيمة " لا تحتاج الى نقاش او مراجعة ، من ثيمات البحث في نفسية او شخصية او سمات العراق والعراقيين !! ومنذ ستينات القرن الماضي وحتى اليوم ، لايكاد يخلو بحث او معالجة في هذا الشأن من الاشارة اليه كواقعة منتهية وحكم مدعّم ، حتى ان البعض من الباحثيين العراقيين ، سلّم بهذا الامر ، بلا تمّعن ، وبذل الجهد ، في دراسات واطاريح ، عن ظاهرة العنف والعدوانية في الشخصية العراقية ! بل وربط البعض ، بين عنف صدام حسين ونظامه وحروبه الكارثية وغزواته العبثية ، وذلك " السر " من اسرار الشخصية العراقية ، متناسيا او متجاهلا ان صدام حسين ،فرد ، وشخصية غير سوّية، انتجته مؤسسة حزبية شوهاء ،وهو لايمكن ان يمثل شخصية ، شعب ، كان ، اساسا ،ضحيته الاولى، ومسرح لا سوّيته الدامي . وهذا هو خطر التعميم ، من خلال وقائع معزولة ، واصدار الاحكام استنادا الى امور جزئية ، لكن ، وفي نفس الوقت ، هذا هو تاثير الصور المروعّة والانتهاكات الفظيعة ، التي تبقى حاضرة في الاذهان ومثيرة للمشاعر وربما منتجة للاحكام والتقييمات ،لوقت طويل .
اذكر هذا ، من خلال ما يساورني من الّم ممض، واستنكار مشمئز ، اشعر به ، واكاد اجزم انه شعور كل انسان سوّي ، شاهد الصور المرعبة والمثيرة للاسى ، لمقتل الشيخ المصري ،الازهري السابق، حسن شحاذه وبعض من مريديه ، من قبل جموع من الدهماء ، المنفلته من كل عقال والمتجردة من كل انسانية وهي تعمل في الاجساد الحيّة للمجني عليهم قتلا وتمزيقا وسحلا ، وسط هتافات " الله اكبر " التي امست ، منذ فترة ،طويلة نسبيا ، كما اشرت ، في مقال سابق ،صرخات غير انسانية، اقرب الى العواء الكاسر الذي تجّل هذه المعاني الساميه عنه ، يصدر عن مستويات دنيا من الشعور والوعي لا تمت الى الانسان المتحضر بل ومطلق انسان بصلة . زعيق حاد وصرخات همجية ، ترافق وتعزز ، عادة ، اردأ انواع السلوك الغرائزي العدواني ، ودريئة لاشد المؤامرات والجرائم ظلامية ، بحق العرب والمسلمين عموما واسقلاليتهم وثرواتهم ووحدة اوطانهم ولحمة شعوبهم بل وتعصف بوجودهم اصلا . اذكر هذا ، ويدي على قلبي مما يراد بالمصريين ، المعروفين بسعة الافق وروح الحوار وبالطيبة والتسامح بل والتوازن والمرح ، ومصر ، مركز الاشعاع الحضاري الذي علّم الانسانية قبل الاف من السنوات ، من مثل هذه السابقة الكريهة التي لم يشهد ، حسب علمي ، تاريخهم الحديث واقعة مشابهة لها . سيما وانها تاتي كتطور او نقلة ، حالكة السواد ، لمسار مظلم ابتدأ يكتسح الساحة المصرية ، رويدا رويدا ، منذ عقود ، وشهدت مصر ،له ، ارهاصات ووقائع غير قليلة ، عكسته وعبّرت عنه مخاوف المثقفين المصريين انفسهم وتجلى في نتاجاتهم واعمالهم الفنية والادبية وصحافتهم اليومية ونشاطهم السياسي ، وهم يرون الى هذا المد ّ الجاهلي ، المتستر بالدين ، المدعوم والمدّعم بقوة وسطوة المال والرعب ، والذي طالت ممارسته الاجرامية البعض من رموز وشخصيات مصر الساطعة، سابقا ، قبل ان يتوّج ويبسط يده على سدة الفعل السياسي والاجتماعي ،من خلال ماعشناه ونعيشه من " ربيع " عربي مزعوم ، تتخفى خلف استاره وتحرك دماه اصابع وغايات تكاد تكون شاخصة ومحددة لكل ذي عقل !
لايمكن ، ابدا ، شتم الشعب المصري ، ذو الخصال المعروفة ، ولا اتهام مصر.. " ام الدنيا "، بارتكاب ما رأينا ، من فعل خسيس تقشعر له الابدان ، فهذه الفعلة النكراء ليست من فعل المصريين ، ابدا ، كما لايمكن نسبة وقائع السحل والمثلة والابادة الجماعية السابقة ولا تقطيع الاوصال وقطع السبيل وتفخيخ الجثث ، الحالية ، الى العراقيين ، ولا اكل لحوم البشر للسوريين وسوريّا ، مركز الحضارة المتوسطية ، بل ولايمكن نسبة هذه الممارسات الى الانسانية ولا الى اي شعب من الشعوب ، ولكن يمكن نسبتها ، بكل صدق ومسؤولية ، الى الدهماء ، حيثما اطلق لها العنان ، و الى الغوغاء ،حيثما جرى ويجري تعبئتها واستثمارها لتحقيق غايات ، وحيثما تمكّن عقل شرير وارادة شيطانية ، عبر شحن طائفي او عرقي او سياسي ، من اطلاق اليات الوعي او اللاوعي الجمعي بدلا من العقل الانساني ووعيه النقدي وحسه المتناسب . و من المعروف ، في علم النفس ، ان السيطرة على عقل فرد وارادته ، اصعب كثيرا من السيطرة على الف او عشرة الاف شخص ، ويسهل الامر جدا ، كلما تزايدت اعداد الناس ، اذ يترك العقل الفردي الفاحص وحسه النقدي ، عندذاك ، الميدان ، لتاثير الجموع وتنفتح آليات الوعي الجمعي وتسيطر الغرائز ويصبح للحماسة والخطب والتحريضات والافعال العدوانية تاثيرات هائلة ، ووبائية على الجموع ، وهذا الامر لا يتعلق ، دائما ، بمستوى تحضر شعب او ثقافته . ذلك انه واقعة نفسية يمكن ان تتكرر في مختلف الظروف مع توفر اجوائها المناسبة والمحفزة ، وقد شهدت بلدان اخرى ،متحضرة، هذه الوقائع كما في المانيا ابان النازية وايطاليا الفاشية وغيرها من خلال اقبال الجموع على مطاردة والفتك بالمناؤين والمختلفين سياسيا او دينيا او عرقيا وارتكاب اشنع الفعال بحقهم في اجواء من الشحن التحريضي والحّمى الغرائزية . وكثيرا ما نشهد ، اليوم ، كيف تتطور بعض التظاهرات السلمية ، مثلا ، في بلدان اوروبا الى صدامات عنيفة يرافقها، احيانا ، افعال حرق وتدمير للممتلكات العامة ثم نهب للمتاجر واعتداء على حياة الاخرين . لكن الامر في الغالب ، لا يخرج عن السيطرة بفعل اتخاذ ما يناسبه من احترازات . ووجود مايمنع من قوانين وقواعد ويقظة ومسؤولية وقبل ذلك واساسا ، عدم خضوع الجمهور لايديولوجيا سوداء مظللة باسم الدين . وقد وعّت الانظمة السياسية ، على اختلافها ، هذه الحقيقة ، وعملت على الحيلولة دونها ، سواءا ، حفاضا على السلم الاهلي والامن المجتمعي ، او خوفا على ذاتها وتثبيتا لسيطرتها ،. لكن بعض الجماعات والانظمة السياسية ، قديما وحديثا ، تستثمر هذه الحقيقية لغرض استخدام جموع الدهماء كادوات غير واعية او مسؤولة لتحقيق غاياتها ومراميها ووسيلة للابتزاز والضغط على المناؤين والخصوم ،دون ان تحسب ان هذا الامر قد يرتد الى نحرها بالذات وان هذه الممارسات الوحشية ، اذا ما اتسعت وتربت عليها الجموع فانها ستطالها يوما ، بعد ان تمسي ممارسة معتادة وغير مستنكره .
ان طيفا محددا ، من الاسلام السياسي، يبدأ من القاعدة وينتهي بالاخوان المسلمين مرورا بالسلفية ، لايبصر لنبي الاسلام الا ّ صورة محددة صنعها ارث منحرف ، ويجاهر بها ويدعو اليها من على المنابر هي صورة " الضحوك القتّال " . ولا يفهم ان الشعوب التي فتحت ابوابها للاسلام في قرونه الاولى وجدت فيه سماحة وانسانية وهدى وانما يعلل ذلك بان الله نصر نبيه " بالرعب " الذي جعله يمشي في ركابه او يسبقه، بشهر !! ولا يقتدي مما ينسبه الى احاديث النبي ، الاّ القول بان "الحرب خدعة" ، فيستمريء الكذب ويستعذب التضليل ويتفنن في النفاق ، تأسيسا على ذلك . وهو لايقتدي من رجال الاسلام المضحّين الاوائل الا بذوي السيف والغلضة والدهاء والقتل اللذريع ، ان فهما ودعاوى من هذا النوع ، هي التي جعلت من الاسلام ، لادين رحمة ومساواة وعدل ، وانما منظمة اجرامية تفرض سطوتها بالعنف والارهاب ، وجعل من المسلمين ، مشبوهين وزبائن محتمليين لاجهزة مكافحة الارهاب بل وشعوبا ممسوسة بالعنف والدم في نظر الملايين من الناس المضللين ، بالاعلام ،حول العالم . ان هذا الطيف ذاته ، وبالذات مدرسة الاخوان المسلمين ، التي تعتبر الاساس والمدرسة التي فرخت كل مالحق من تيارات ، اعتمدت وتعتمد باستمرار على استنفار مشاعر الجموع ، واستثمار حماسة العامة، وشحن غرائز العدوان ، عبر شتى الاكاذيب والافتراءات ، لغرض فرض ابتزازها السيباسي على المناؤين وممارسة ضغوطها على ذوي الرأي المخالف ، وهي ، ومعها هذا الطيف كله ، من الاسلام السياسي ، يلعبون اليوم ، في رقعة تمتد على امتداد المنطقة العربية ، دور حصان طروادة ، في اعداد المسرح العربي كله ، لحرب طائفية ماحقة ، تستنفذ قوى شعوب المنطقة وتمزقها شر ممزق وتعصف بكياناتها الوطنية والشعبية وتجعل من ثرواتها ومستقبل اجيالها نهبا لتجار الحروب واساطين الفساد والمال ومنظمات الجريمة العالمية .
ان هذه السابقة الاجرامية الخطيرة ، والتي تؤسس لسلوك مرعب ، لايمكن النظر اليها على انها محض ممارسة غوغائية منفلته بحق رجل دين "شيعي " او مخالف فحسب ، بل يتعين الوقوف عندها طويلا والنظر اليها على انها نهج يراد رعايته وممارسة يمكن ان تعتمد ، لاحقا ، ضد كل ذوي الرأي والفكر ، ينبغي عدم اغفالها والتهاون في امرها . ان ما حصل مع "حسن شحاذة "، يمكن ان يحصل معك انت ، ايها المثقف ، والسياسي ، ورجل العلم والفنان المصري ، والمخالف دينيا او طائفيا او سياسا او ثقافيا .. ان مصير "حسن شحاذه" قد يكون مصيرك انت .وان الصمت والتجاهل او التغافل قد يكون تواطؤا ترتكبه بحق نفسك وحريتك ومستقبلك !



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد باقر الصدر..... وريمون !
- سنّة العراق ، من الافق القومي الى الثقب الطائفي !
- الوعي المفارق .... ملاذ آمن للكتّاب !
- العراق: حالة اعاقة دائمة !
- ما لم يقله المالكي ....
- - صكبان - والعدل الآلهي .....
- ملامح طبقة ضارية !
- الوطنية العراقية : مخاض مرير....
- سر - الخرق الامني- !
- الله اكبر !
- تجمع شيوخ الليزر !
- نظرية المؤامرة!
- امراء الحرب وسياسة حافة الهاوية !
- نصف قرن على انقلاب 8 شباط 1963 .... من يجيب على الاسئلة؟
- الانتهازية ..... والعلاقة بين الفطري والمكتسب . (5)
- الانتهازية والسلطة في العراق ...رجال لكل العصور !
- رزكار عقراوي .. دعوة مخلصة ولكن!
- مع السيد عصام الخفاجي في -ثورات الربيع العربي وآفاقها- اكبر ...
- الانتهازية والسلطة في العراق ... من اجل فك الاقتران !(3)
- الانتهازية والسلطة في العراق... من اجل فك الاقتران ! (2)


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - ايها المثقف المصري : مصير- حسن شحاذه- ، قد يكون مصيرك !