أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - الانتهازية والسلطة في العراق ... من اجل فك الاقتران !(3)















المزيد.....

الانتهازية والسلطة في العراق ... من اجل فك الاقتران !(3)


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نموذج (4 ) حالة المثقف الثوري " خلف شرهان ".......

تعرفت على " خلف " في مطلع السبعينات، ايام اندفاعنا كفتيان نحو منظمات العمل الفدائي الفلسطيني، كان ينسب نفسه الى يسار البعث مرة وبعض فصائل الكفاح اليساري المسلح، اخرى ...و كانت اسطورة مواجهته لناظم كزار هي مفخرته وموضع تبجحه الذي لا ينتهي ، غير ان ضلالا متزايدة من الشك القت بكلكلها على امكانية وصحة تلك المواجهة، على مرّ الايام وكلما تكشفت لنا شخصيته ومدى تباينها عما يدعيه . التقيته في عاصمة دولة عربية قبل سنوات، بعد ثلاثين عاما لم اره خلالها ، و حينما ابديت له رغبتي في زيارة الشاعر " م " وكونها ، بالنسبة اليّ، هاجس اصيل ورغبة حميمة لم يبد حماسة للامر وحينما ذكرّته بحماسته له واعجابه المنقطع به خلال مطلع السبعينات .. قال انه صديقه، في الحقيقة، ولكنه ينكر عليه هذه الايام صمته ازاء الاحتلال وادلائه بصوته في انتخابات زائفة في ظله ، ... وقال ان مسالة الموقف من الاحتلال بالنسبة اليه مسالة لايداري فيها احدا وانها يمكن ان تفرق بينه وبين اخاه او اباه اذا لزم الامر!
قلت في نفسي بحذر .." ربما " ..، ثم تكلم عن انجازات شخصية ومبادرات فردية مكنته من ان يستقطب ويوّلد حركة مناهضة ومقاومة للاحتلال كان احد فعالياتها.. وفد السياسيين والاعيان والوجهاء المناهضين للاحتلال الذي التقى رئيس الدولة العربية الفلانية والذي كان بمبادرته ومن تنظيمه ، بل و دعاني الى فعالية فنية وسياسية ينظمها في تلك العاصمة يومذاك!
كان قبل غزو الكويت مقيما فيها ، منذ مطلع الثمانينات وقد استضافه الكويتيون واكرموه ،ولكن سرعان ماتبين انه عين للمخابرات العراقية هناك وقد عبر عن ابتهاج لايوصف ب" عودة الفرع الى الاصل" فعّين بمنصب اعلامي خطيرفي الكويت ايام الغزو الصدامي وقد فرّ منها بعد طرد قوات صدام محّملا بما خفّ و كذلك ما ثقل.. وزنه وغلا ثمنه...
بعد ايام اخبرني ،امام بعض المقيمين العراقيين ، ممن يضعون قدما هنا واخرى هنالك ، انه يساعد "تنظيم الحزب، ويقصد حزب البعث طبعا " اليوم في امر تتبع بضعة عشرات الملايين من الدولارات كان " الرئيس الشهيد" قد اودعها لدى البعض لصالح الحزب وقد صادروها لصالح شخوصهم ، وسمّى لي شخصا معينا منهم وانه يبذل جهودا شخصية استثنائية في سبيل ذلك . فادركت سرّ جهده الاستثنائي في بحثه عن ملايين "الرئيس الشهيد"... انها رائحة الملايين السائبة وامكانية ان يكون ذئبا من بين الذئاب التي تتناهشها !!
لم احمل ايا من ادعاءاته محمل جد وعرفت ان " خلف " مازال ، كما عرفته، دعيّا وافاقا ومنتفعا ، غير ان المفاجأة كانت حينما التقيته بعد ايام في احد الكازينوهات في نفس البلد وكان بصحبتي قريب لي يعمل في المقاولات نسي الرجل كل ادعاءاته وتركني تماما وتعلق بقريبي والحف بالسؤال فيما اذا كانت هناك امكانية .. لمقاولة ما ..في المنطقة الخضراء او قواعد الامريكان.. وانه على استعداد لتوريد اي شيء . قلت له مستغربا " عرب وين طنبورة وين ؟! " فاجاب، متهربا، بانه شغل ... والموقف السياسي شيء آخر مختلف !
بعد اشهر... التقيت الرجل، مصادفة، في بغداد ، في شارع المتنبي ، قال انه يراجع وزارة الثقافة لغرض اتمام اجراءات تعيينه بدرجة خبير لانه طرح على الوزارة مشروعا رائدا سينفذ باشرافه وبرئاسته ان وافقت الوزارة خصوصا مع ما لديه من توصيات دعم من قبل بعض المهمين في السلطة، اليوم ، والتي عززت مسعاه ... ثم اسّر لي مبتهجا انه سيغادر خلال ايام الى كردستان.. لانه سيهدي احد اهم اعماله الفنية التي ترمز الى العراق وحضارته الى "مام جلال " الذي عرف انه يقدر الفن والفنانين جيدا !!

نموذج آخر... " الاستاذ حسون َملصْ" !

كان عنصر مخابرات متفانيا .. وحاز على موهبة ُتقدر جيدا لدى رؤوسائه .. ينفذ كل امر بحرفية عالية وصمت مطبق، يساعده ، في ذلك ،محّيا سمحْ ووجه طلقْ يوحي بالطيبة ويدعو للثقة ، فضحه احد افراد عائلته اثر شجار عائلي ، في دائرة الاقارب ، فعرفنا انه خبير اغتيالات في الخارج ثم خدم في السلك الدبلوماسي بصفة " ....." فادار منظومة المخابرات في "....." .
يقال انه " غلفّ " العشرات من المعارضين في الخارج و انه كان خلف الصناديق الخشبية الكبيرة والحقائب غير عادية الحجم التي كانت تحتوي " بريد السفارة " الى الوطن والذي كان غير خاضع للتفتيش والمعاينه بحسب الاعراف الدبلوماسية اما العبوة الحقيقية لتلك الصناديق والتي كان يشرف عليها بنفسه فقد كانت اجساد رجال مكممين وموثوقين جيدا تحت التخدير وما ان تصل هذه الصناديق الى مطار بغداد حتى تنقل على عجل الى ُشعبْ التحقيقات لتنتهي عبوتها، بعد عذاب جهنمي لايوصف ، الى موت مؤكد ... بقي الرجل وفيّا لمهنته حتى جف الضرع او كادْ ولم يعد "دبق " النظام الصدامي مغريا وواعدا فطار بخفة ذبابة الى منبع الدبق الجديد ، خصوصا بعد ان انتهت فترة خدمته الخارجية وازف موعد عودته الى الوطن ... سلمّ كل ما يعرف وما لايعرف من معلومات وبالغ كثيرا في كل شيء فهو يعرف مايسيل له لعاب المخابرات الاجنبية ، بالغ في كل شيء.. وعتمّ على شيء واحد فقط ، بل وحاول محوه بكل ما اوتي من مكر وحيلة، ذلك هو جانبه المظلم .. ما نفذه من عمليات تشبيك واندساس وشراء مصادر في اوساط المعارضين و قتل وخطف وتصدير للاجساد المقيدة لبعضهم !! تناقلت مصادر الانباء لجوء السيد " ملص " وصحوة ضميره المفاجئة وانضمامه الى صفوف المعارضة !
كان الرجل في طلائع القادمين اثر نيسان 2003وهو اليوم... فارس همام لايشق له غبار في المواقع المتقدمة ، ملأ المواقع الوظيفية التي في مكنته من الاقارب والازلام ممن هم على شاكلته وله موطيء قدم في كل نبع مال وتمويل ومصدر قوة وسلطان. تكمن خلفه اجندة دولية . ويخمن البعض انه مازال يتلاعب بالارواح ويبيع ويشتري بالدماء كسابق عهده وانه يتصرف كمصون غير مسؤول مستندا الى تاريخ " معارض " معزز بدهاء مخابراتي عريق وحس امني لا يبارى!

يمكن مواصلة هذا السرد لعشرات بل ومئات وربما الوف النماذج مثل الكاتب الصغير، صنيعة البعث، الذي تحول بدعم " عدي ووالده " الى اديب واعلامي يشار له بالبنان ثم حملته فضيحة اخلاقية الى مركز كبير حتى تحول الى معارض للنظام فغمرته انهار المال الخليجي والدعم الغربي فامسى مالك لامبراطورية اعلامية ومالية هائلة تساوم على الدم العراقي وتعرض خدماتها التحريضية على من يدفع اكثر. ومثله ثلاثة او اربعة من الانتهازيين الكبار الذين كانت بداياتهم وضيعة جدا .. فاستبدلوا اليوم التهريب والاختلاسات الصغيرة، التي تؤشر بدايات " كفاحهم " بتجارة السياسة مع المهتمين بالشان العراقي على الصعيد الاقليمي والعالمي ، حيث باتوا يحتكمون على مؤسسات مالية واعلامية عملاقة ! . او رجل الدين الموالي لصدام والذي كان يسبح بتقاه واسلامه وقادسيته اناء الليل واطراف النهار والذي غير ولائه الى ...كولن باول ، شفيع الاسلام الجديد ...و الديمقراطية، دين الحق ، فتوسعت امبراطوريته لتضم الى جانب الوجاهة الدينية المال والعقار والاعلام والسياسة ومثله اسراب ممن هم على شاكلته ممن وجدوا في الدين والطائفية تجارة زاهرة . او العشرات بل المئات من الشيوخ الواضعين انفسهم وعشائرهم ، كما كانوا دائما ، " رهن الاشارة ".. فاصبحوا لاعبين محليين واقليمين بل ودوليين يغيّرون ولائاتهم وتصريحاتهم ومواقفهم وفق مؤشرات صعود وهبوط البورصة الاقليمية والدولية في كل دقيقة . او العسكريين الكبار والضباط من جماعة " عند عيناك سيدي " الذين عاد الكثيرون منهم الى لعب ذات الدور بذات المواصفات ولكن على طريقة الجحوش الذين كانوا يسمون "الفرسان" وهم ليسوا من الفروسية في شيء... يقبضون من الطرفين ويلعبون دور الحارس واللص معا . او الاعلاميين الذين لم يعرفوا ولن يعرفوا قط شيئا اسمه شرف المهنة او مسؤولية الكلمة او حتى كرامة الانسان فتراهم صغارا وضيعين في كل شيء وكبارا فقط في الكلمات الجوفاء والادعاءات الفارغة والمعرفة الزائفة والكرامة المسفوحة والركض الذي لاينتهي خلف المغانم ،.. نعم يمكن مواصلة هذا السرد .. لكن هذا لن يزيد في الطنبور نغمة . فانا اعرف وانتم تعرفون مئات الحالات التي تفوق في بهلوانيتها وضررها وشرها ما قدمتُ من نماذج والتي، ربما ، تبدو بسيطة وبريئة تماما ازاء ما نواجهه اليوم . فماذا يكون " ابو سلام " المسكين امام المئات من الذين يسّدون الافق وقد ملأوا المواقع والمناصب التشريعية والتنفيذية والقضائية !! ويشكل وجودهم وحده اجابة حقيقية على السؤال ... لماذا لايتغير حالنا ولماذا نعاني من الفساد والنهب وتردي الخدمات والارهاب والخرق الامني وندور مثل حمار الساقية ، منذ سنوات ، في الموقع نفسه رغم هدر الاموال الطائلة وازهاق الوف الارواح البريئة ؟ ا نها نماذج فقط... لموضوع مؤثر وضاغط جدير بالفحص والمعالجة ولابد لاستقراءه من التقديم بنماذج وعينات لكي ننتقل من العياني الى المجرد ومن الفردي والمشخص والظاهر الى العام والكامن ومن النتيجة الى السبب !



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتهازية والسلطة في العراق... من اجل فك الاقتران ! (2)
- الانتهازية والسلطة في العراق... من اجل فك الاقتران ! (1)
- الثورة الشعبية في سبعة ايام وبدون معلم !
- محلل ... سياسي !!
- ليلة زفاف - صمود مجيد - !
- ماكنة الدعاية البعثية الغوبلزية ...هل هي سبب معاناة العراقيي ...
- سرطان الفساد يهدد مستقبل ووجود العراق ... هل ثمة امل ؟ الجزء ...
- دولة المواطنة ضمانة الشعوب ضد التمييز القومي والديني
- سرطان الفساد يهدد مستقبل ووجود العراق ....هل ثمة امل ؟ ..... ...
- ثورات العرب ضد عيدي امين داده!
- العراق ينتج السيارات وسيصدرها الى دول المنطقة! الضحك على الذ ...
- ميكافيللي المسكين !
- هادي المهدي... فزت ورب الكعبة!
- هل سيزهر ربيع العرب؟
- الحوار المتمدن..........عروة وثقى!
- عندما يصبح البعثيون طليعة المقاومة الوطنية الساعية لتحرير ال ...
- عندما يصبح البعثيون طليعة المقاومة الوطنية الساعية لتحرير ال ...
- الشيوعيون بين منهجية وحذق اللينينية ... وشيمة وحماقة العربان ...
- الحزب الشيوعي ومسالة السلطة السياسية ... بعض وقائع ما سلف !
- ! الحزب الشيوعي والتعويل على الاب الطيب


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - الانتهازية والسلطة في العراق ... من اجل فك الاقتران !(3)