أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عارف معروف - عندما يصبح البعثيون طليعة المقاومة الوطنية الساعية لتحرير العراق وشعبه ... السيد قوجمان وادخال الجمل في خرم الابرة 2 !-















المزيد.....


عندما يصبح البعثيون طليعة المقاومة الوطنية الساعية لتحرير العراق وشعبه ... السيد قوجمان وادخال الجمل في خرم الابرة 2 !-


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1877 - 2007 / 4 / 6 - 11:39
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    




يتناول بعض الكتاب العرب موضوع العراق ومجرياته ويقاربوه بهذا القدر او ذاك من الموضوعية والصواب او الذاتية والخطأ بفعل انهم يعتمدون ، اضافة الى التربية
الفكرية وقوالبها الجاهزة التي تعتمد كلايش معينه ، معطيات معينه او مصادر محددة منحازة لسرد الاخبار او وصف الوقائع ، وامر وقوعهم في الشطط وبعدهم عن المقاربه الصحيحة وارد ومسوغ ، مثلما لو تناولت ، انا موضوع الاقباط في مصر ، دون ان تتوفر لي المعرفة الشاملة والدقيقة بطبيعة المشكلة او معايشة تمكنني من الولوج الى بعض خفاياها او تناول غيري من العراقيين موضوع الامازيغ في شمال افريقيا او غيره ،دون ان يكون مطلعا او مختصا ، لكن المسالة تصبح اكثر مدعاة للحوار والجدل والمحاججة وابداء الاعتراض او تاكيد الدعم والاتفاق حينما تصدر عن مهتم او كاتب او ناشط سياسي عراقي يفترض ان تصدر مقارباته عن معرفة وتدقيق وترو خصوصا اذا ما كان شخصية ذات تاريخ يساري مثل السيد قوجمان الذي تضمن مقاله المذكور احكاما وتوصيفات ، ارى انها جانبت الصواب وتجنت على الحقيقة وجارت عليها كثيرا ان لم اقل انها اساءت من غير قصد الى كفاح العراقيين خلال اكثر من اربعة عقود ! وقد يكون مرد ذلك الى التربية الفكرية والصيغ والكلايش الجاهزة كما اسلفنا او الحماسة والعاطفة كما حصل معي ايام القصف الامريكي لليبيا ، وفي الحالين اتمنى على الاستاذ قوجمان ان يراجع تلك العبارات والاحكام ويتامل فيها مليا ويتقبل ملاحظاتي هذه على اساس ما انبثقت عنه من حرص ومحبة ، فياخذ بما يجده نافعا وصحيحا منها ويطرح مايراه خاطئا وغير نافع .
تضمن مقال الاستاذ قوجمان شرحا لمضمون وغايات المصالحة الطبقية وكيف انها تسويفا ورشوة وافسادا تلجأ اليه الطبقات المستغله لحرف نضال المستغلين وتكييفه والسيطرة على قوته ونتائجه بما يخدم غاياتها ويديم مصالحها واستغلالها ويفت في عضد اعداءها الطبقيين ، وسرد امثلة تاريخية عديدة ، مختلفة ، زمانا ومكانا ، عن هذه المصالحة ووسائلها وغاياتها ، ثم عرج على غايته الاساسية وغرضه من مقاله فقال" انه جوهر موضوعنا " وهو ما يسمى بالمصالحة الوطنية في العراق او المساعي الحكومية التي تتسمى بذلك .والحقيقة ، ان موضوع المقالة ، الذي عكس اسلوب الاستاذ قوجمان وطريقته المميزة التي تتصف بقطعية الاحكام والنتائج التي يتوصل اليها و"قانونيتها" ، مما ينتمي الى منهجية معروفة في الفكر الماركسي ليست موضوع نقدنا وتحليلنا الان، ولكن بعض ما انتهى اليه من نتائج واحكام هو الدافع الاساس لكتابة هذه الملاحظات.... اذ ان الاستاذ قوجمان توصل الى ان البعثيين ، والملايين منهم ، هم الذين يخوضون ويقودون النضال الوطني والمقاومة المسلحة وغير المسلحة ضد الاحتلال الامريكي هادفين الى تحرير العراق والشعب العراقي ! وقال ان المصالحة الوطنية التي هي " مصالحة طبقية " في الجوهر تهدف الى خداع البعثيين وتظليلهم وحرفهم عن مسار الكفاح خدمة لاهداف الاحتلال وحكومته العميلة الرابعة ولكنه استدرك"ولكن هل تستطيع حكومة المالكي ان تخدع الملايين من البعثيين الوطنيين الذين يقاومون الاحتلال ويعملون على اخراجه وتحرير العراق منه سواء عن طريق المقاومة المسلحة او عن طريق جميع اشكال المقاومة غير المسلحة التي يمارسها الشعب العراقي ضد الاحتلال؟ لا اعتقد ان عضوا من اعضاء حزب البعث مؤمنا بمبادئه ومحبا لوطنه يمكن خدعه(كذا في الاصل) بهذه الوعود الزائفة وجذبه الى ما يسمى العملية السياسية وابعاده عن النضال في سبيل تحرير الشعب العراقي والعراق من نير الاحتلال الاجنبي لقاء الحصول على راتب شهري او راتب تقاعدي" كما ان المقاومة تضم اوتعتمد بصورة رئيسية على ضباط الجيش العراقي السابق ، ذلك "الجيش العراقي العريق في تاريخه والزاخر باعظم الضباط المحبين لوطنهم والمثقفين ثقافة عسكرية عالية لا يمكن ان يتحول الى جيش مرتزقة كما تريده قوات الاحتلال وحكومتها الرابعة. وليس هناك ضابط يعتز بعسكريته وبثقافته العسكرية وحبه للعراق وللشعب العراقي وتمسكه بالواجبات الحقيقية للجيش الوطني، اي حماية الوطن العراقي من اي اعتداء خارجي، يمكن اذلاله واقناعه عن طريق منحه مناصب في جيش المرتزقة لكي يتخلى عن كل هذه الصفات السامية التي يتصف بها. فالكثير من الضباط العراقيين هم جزء من المقاومة المسلحة العراقية ويشكلون الجزء الهام من هذه المقاومة بخبراتهم الحربية والعسكرية الرائعة. "اننا نرى هنا ، اذن ، اوصافا جديدة وخصالا حميدة لم نالفها للبعثي سابقا ولم نتبينها لاحقا ، فهو : وطني ، مؤمن بمبادئه ومحب لوطنه ، ولايمكن ابعاده عن النضال في سبيل تحرير الشعب العراقي والعراق من نير الاحتلال، وهو ممثل للملايين من الكادحين والمستغلين ، بالاستناد الى تعريف المصالحة الطبقية التي تستهدفه ، بل انه الممثل الوحيد لروح وارادة الشعب العراقيين ، كما يمكن الاستنتاج من نسبة كل افعال ونشاطات المقاومة التي يبديها الشعب العراقي سواءا منها المسلحة او "جميع اشكال المقاومة غير المسلحة التي يبديها الشعب العراقي" الى تنظيمه " البعث " وقيادته من خلال مفردة " ويعملون ... " الواردة في النص اعلاه ! اما الجيش العراقي السابق فهو" زاخر باعظم الضباط المحبين لوطنهم والمثقفين ثقافة عسكرية عالية والمعتزين بعسكريتهم المحبين لوطنهم والمتمسكين بواجباتهم الحقيقية في الدفاع عنه ضد أي اعتداء خارجي والذين لايمكن اذلالهم وشراءهم عن طريق منحهم المناصب كالمرتزقة "! لا اعرف ان كان العزيز قوجمان يتحدث عن وقائع ملموسة ام مجرد امنيات وصور مثالية يحلم ان يكون الناس عليها غير ان ما عايشته وعرفته من وقائع وكذلك ماعايشه وعرفه العراقيون طوال اربعة عقود يشكل صورة مغايرة تماما لما يورده السيد قوجمان، ولكم تمنيت ان تكون تلك الاوصاف والخصال ، سواءا بالنسبة للبعثيين او الجيش صحيحة وحقيقية ، اذا لما حصل كل ما حصل ولما عانينا كل ماعانيناه ولنعم الشعب العراقي والعراق بسعادة لا يعرفها شعب، ولما كان هناك طغيان ولا احتلال ! لكن الوقائع اشياء عنيدة كما يقول المثل ! فاذا كان الاستاذ قوجمان يعتمد في وصفه للبعثيين على تاريخهم وممارساتهم السابقة فهي ، كما خبرها العراقيون ، النقيض الشامل لما ورد من اوصاف ، اما اذا قصد ان تحولا كيفيا طارئا قد شملهم واسبغ عليهم ما اورد من خصال ومزايا ، فهو رجل يؤمن بالعلم ويعرف ان التحولات الكيفية لا تنتج الا عن تراكم كمي سابق وان رجل اليوم لا يمكن الا ان يتطورعن صبي الامس ، وهو، نفسه - الاستاذ قوجمان - يكتب بهذا المعنى في رده على "دحام التكريتي "الذي كتب نقدا بصدد موضوع تناولنا نفسه "ا ذ ان التدهور كالنجاح لا يمكن ان يظهر فجأة بل هو عملية تاريخية الى ان يستطيع الانسان ان يبلغ هذه الدرجة من الكذب والانحطاط ولابد ان يكون لهذا التدهور تاريخ طويل. والكاتب يعلم ان المادية الديالكتيكية التي يترنم بها لا تؤمن بالتحولات النوعية بدون تحولات كمية تتجمع بصورة تاريخية وهذا يصدق على تدهوره كما يصدق على جميع الحركات التاريخية"!

يعرف معظم العراقيين حقيقة ان حزب البعث لم يعد قائما منذ وقت طويل وان حزب النظام ، البعث العراقي ، الذي كان بناءه مفتعلا وتم من فوق بوعي وارادة وامكانات السلطة ، قد افرغ من أي محتو ممكن لحزب حقيقي وان اعضاءه والمنتمين اليه ، خصوصا بعد اخر تصفية دموية ارتكبها صدام بحق عدد من كوادره وقيادييه ابان تموز 1979والغربلة اليومية اللاحقة ، ليسوا سوى مجاميع من الوصوليين والانتهازيين والانانيين الغرباء عن معاناة الشعب واماله ومطامحه الساعين دوما الى تطمين وضمان مصالحهم الذاتية على حساب معاناة وعذابات شعبهم العراقي بل وعلى حساب اقرب الناس اليهم من اصدقاءهم وذويهم كما هو معروف لكل عراقي عاش سنوات المحنة والدم ،واذا كان هناك من مؤمنين حقيقيين باهداف لحزب البعث وساعين جادين في هذا السبيل فقد كانت لهم اجهزة صدام حسين بالمرصاد وكانت تصفيهم تتم بلا رحمة حتى آل ذلك التنظيم الى مجرد تجمع من الصداميين حقا ، الباحثين عن رضى سيدهم باي ثمن والمناصبين شعبهم العراقي العداء ، المتربصين به الدوائر والحاصين عليه انفاسه ، الغارقين ، اخيرا ، حتى اذانهم في حمأة الفساد واللصوصية !
ورغم ان هؤلاء الحثالة كانوا يسببون الرعب للعراقيين الا انهم كانوا من زاوية اخرى، وسرا ، محل تندرهم وسخريتهم ، التي امدوها هم انفسهم بما تحتاجه من مادة يومية ، حتى ان امينهم العام الحالي ، " المجاهد " عزة الدوري اعلن في التلفزيون دون وازع من خجل او ذرة من رجولة ، امام سيده واستخذاءا له " سيدي اني ماعرف اسويٌ كل شي بدونك ، اني من غيرك اكوم اخربط " فاضحك الناس عليه وابكاهم على حالهم وهم يسمعون شخصا يوصف بانه نائب رئيس الجمهورية ونائب القائد العام للقوات المسلحة يتلجلج بمثل هذه التفاهة !! لقد محق صدام كل رجولة لهؤلاء ومارس بحقهم خصاءا لم يمارسه طاغية من قبل ففتت أي قدر من الارادة و مسح أي قدرة على ابداء راي وكذلك فعل " شبله " عدي، ويعرف الكثير من العراقيين ان شبيب المالكي ، وزير عدل صدام ، مثلا،، ترك ليومين مسمرا على كرسيه لايستطيع النهوض والمغادرة لانه لا يجرؤ على سؤال الحماية بالسماح له بالمغادرة ، حتى انه تبول على نفسه ، وهو المصاب بالسكري ،و جرمه الوحيد الذي اقترفه انه نظر عفويا الى ساعته عندما كان صدام يطيل الكلام في الاجتماع الاخير الذي حضره شبيب ، الامر الذي لم يفت اعين صدام وزبانيته !! بل ان واحدا من اكثر من عرف العراقيين موالاة لصدام ، سمير الشيخلي ، صاحب القبلة الراعشة التي تندر عليها العراقيون طويلا ، ادخل " دورة ضبط " اجبر خلالها على اكل الغائط ، لمجرد وضعه قدم على قدم ، تحت الطاولة في احد اجتماعاته بالقائد الضرورة ..... وهذه حالتان من عشرات بل ومئات الحالات مما يعرفه كل عراقي، فهل كان يمكن لمثل هذه المدرسة ان تعد رجالا اسوياء ناهيك عن وطنيين شجعان ومقاومين للمحتل؟! اما الجيش العراقي ورجاله المثقفين، المتمسكين بتقاليدهم الوطنية والمهنية ، الذين لايمكن شراؤهم بل... ذوي الخصال السامية (!) فاسال عنهم الفريق الاول الركن عزة الدوري" عسكريا ، متخلف عن الفحص والسوق مثله مثل صدام " والفريق الاول الركن علي كيمياوي" نائب عريف مشاة حتى عام 1973" وكيف كان شرفهم وكرامتهم وثقافتهم العسكرية تجعلهم يهرولون مرتعدين امام هؤلاء الاقزام وكيف يسكتون عن اساءات عدي حتى لنسائهم واعراضهم وهناك امثله ووقائع معروفة للعراقيين جميعا ! فعن أي بعث وطني مثالي وجيش شجاع مدافع عن حياض الوطن يتحدث العزيز قوجمان ، اعن جيش اقتحام المدن العراقية ونهب بيوتها واستحياء نساءها ؟ ام عن جيش الانفال وقصف الابرياءوالمدنيين العزل بالغازات والسلاح الكيمياوي وتدمير كردستان ؟ ام ضباط فساد الذمة والرشاوي والسرقات في جيش الهزيمة المنكرة دون قتال امام الغزاة الامريكان ؟!على اية حال لقد انتهى تنظيم البعث الذي بنته سلطة البكر- صدام الى مجرد جموع من الانتهازيين الذين يهتفون لكل قرار ويتصرفون ككلاب حراسة ، لا اكثر ولا اقل فمن اين هبطت عليهم هذه الارادة الحرة وتلك الروح الوطنية والقدرة على قيادة كفاح الشعب العراقي فجاة ، الا تقتضي هذه الصفات المشرفة والخصال الحميدة اعدادا وطنيا وتربية اجتماعية وسياسية مناسبة ، اليس الافراد ، كما هي المجتمعات ، تراكم تاريخي يرتبط فيه اليوم بالامس ، ام ان الامر يتعلق بانطباعاتنا الانية ورغائبنا وامزجتنا وامنياتنا فنخلع ما نشاء من الصفات على من نشاء من الناس دون ان نبالي بالحقيقة او نعير اهتماما للواقع !!
اما قضية مقاومة البعض من هؤلاء فهي لاتعني الا سعيهم كفئة متسلطة طالما حضيت بالامتيازات ، واستغلت ثروات الشعب وولغت في دماءه الى استعادة مكتسباتها وسلطانها ، لقد كان صدام مقتنعا ، حتى اللحضات الاخيرة قبيل الهجوم الامريكي بان الامر سينتهي الى مساومة ما ، مثل نهاية حرب الخليج الثانية ، وان امريكا والنظام العربي لن يتخليا عن نظامه كقوة ضابطة ومسيطرة على العراقيين وعنصر توازن اقليمي فعال ضد ايران ولقد ترك الجيش والحزب حتى في حيرة من امرهم وهم يتلقون تطميناته العلنية والسرية بان كل شيء ضمن المحسوب ولا خشية من ان يفلت الزمام ، وكانت خطة الاحتياط تتضمن اعداد مخابيء سرية للسلاح والمؤن وترصيد اكبر قدر ممكن من الاموال العراقية ونقل مصادرالبنية المعلوماتية والامنية الى اماكن بديلة وتفعيل تنظيمات سرية بديلة والمناورة بالمكان بالنسبة للمعروفين .. الخ والاتفاق على تاكتيكات قتالية تستهدف اساسا العراقيين من اعداء النظام وبقدر اقل الامريكيين حتى التوصل الى امكانية المساومة مع الامريكان على صيغة مناسبة للعودة او المشاركة ، وخلال اربعة اعوام شهدنا ونشهد مدا وجزرا في طبيعة العلاقة بين المحتل الامريكي و"مقاومة" البعث السرية ، انعكست في الكثير من الوقائع ، سواءا في تضييق دائرة المطلوبين او المتهمين الى حلقة ضيقة جدا من قيادة النظام ، او دعم البعض الاخر منهم وتوفير امكانات اللجوء والحماية والقدرة على التحرك والادارة في بلدان الجوار او الدول العربية المّسيرة امريكيا ، ويعرف العراقيون المطلعين على بعض الخفايا ان الصلات والمفاوضات لم تنقطع بين البعثيين ومنظماتهم المسلحة والامريكان ، وانتهت اخيرا الى تحديد ايران كعدو رئيسي ومحتل حقيقي اولا والعراقيين او الشعب العراقي كتهديد ينبغي ردعه وتحجيمه ثانيا، وعرض البعثيون ، اكثر من مرة ، سرا وعلانية ، الاضطلاع بدورهم من جديد كشرطي امريكي ضد ايران ، شرط اعادتهم للسلطة واعادة بناء الجيش ، بل واشاعوا في رمضان الفائت ان الجيش السابق سينزل، قريبا وبناءا على اتفاق تم بهذا الخصوص ، الى الشارع ويضبط الامور ويستعيد زمام السلطة، مقابل اطلاق يد امريكا بالنفط ! ان الامر لم يحصل بهذه الطريقة ، لكن اعادة البعثيين الى السلطة ، وخصوصا الجيش واجهزة الامن ، قائمة على قدم وساق وآخر المنجزات في هذا الصدد ، مشروع تعديل قانون اجتثاث البعث الذي تحول الى قانون لتكريم البعثيين واعادتهم الى السلطة واحياء دورهم ككلاب حراسة ورعب ضد الشعب العراقي ، ومطالعة بسيطة للمشروع المقترح توضح اية مؤامرة تستهدف الشعب العراقي من قبل محتليه واية مقاومة بعثية صنعوا ليمهدوا ويعيدوا البعثيين الى السلطة باكثر اساليب نغروبونتي دهاءا وشراسة ! ذلك المشروع الذي تمت ترجمة نصه الانكليزي، بعجالة ، الى العربية لعرضه على الحكومة والبرلمان بغية اقراره ! وثمة دلائل ، يومية ، ملموسة ، طوال اربعة اعوام من عمر الاحتلال بان الامريكان لم يتخلوا عن مطاياهم وادواتهم القديمة ، وانهم مثلما اعلنوا قبيل هجومهم لايستهدفون سوى تغيير راس النظام ، وهاهم طوال اربعة اعوام يقودون الامور بهذا الاتجاه ، ويعاقبون الشعب العراقي وكادحيه ومثقفيه ويواجهونه بكل عنف ودموية للتسليم والاذعان لما يريدون ، حتى ان احدى فقرات مشروع تعديل قانون اجتثاث البعث المقترح تنص على ان ليس للمدعي العام تحريك اية دعوى ضد أي من مجرمي البعث وترك ذلك ل" المواطنين " الذين امهلوا فترة ثلاثة اشهر فقط يسقط بعدها حقهم بالادعاء ! تصور، سيدي الكريم ،أي مواطن يمكنه اقامة دعوى ضد منظمة سرية مطلقة اليد اتجاهه ولا يمكنه ان يستند الى أي دعم من حكومة او ادعاء او قضاء وهو العاجز اليوم ، وبدون هذا التعديل، عن مواجهة البعث وارهابه ، الخفي والمعلن ، المتمثل في بعض جوانب الادارة الحكومية او المتخذ طابع العنف السري المنظم! ان سوء ما تمخض عنه اسقاط النظام والاحتلال ، بل سوءه المروع ومدى الجريمة والفساد الذي انبثق عنه لا يسوغ لنا الحنين الى الاشكال الاكثر تنظيما والاقل انفلاتا من العنف والجريمة والفساد فليس قدر شعبنا ان لا يفلت من براثن ذئب صغير الا ليقع بين فكي ذئب كبير اكثر شراسة ووحشية وانه يمكن له كشعب ،بل من حقه، ويتعين عليه ، ان يتطلع ويسعى الى حياة اكثر امنا وكرامة وانسانية !
ان ما تقدم لايعني ان العراق والشعب العراقي لم ولا يقاوم المحتلين الامريكان ولا يواجه مراميهم وغاياتهم مواجهة مسلحة وغير مسلحة ، كما لايعني التشكيك بالمقاومة الوطنية وكفاحها البطولي ضد الاحتلال الغاشم وعملاءه ، غير انه يعني اننا يجب ان نتحرى اية مقاومة نسند واي القوى المكافحة جديرة بمؤازرتنا ودعمنا ، فالقاعدة وبعض التنظيمات الاصولية ، تواجه الامريكان وتقاتلهم ، لكنها تواجه الشعب العراقي كذلك وتكفره وتستبيحه وتدعوه الى بديل مظلم يهون معه امر حتى الاحتلال الامريكي وجرائمه، ومجرمو البعث لايعنيهم من امر الوطن وتحريره الا معادلة أي نصيب سيحصلون عليه من الثروة والسلطة وهم يعتمدون وسائل واساليب لاتستهدف العدو بقدر ما تستهدف امن المواطن ووحدة الوطن . كما انه يعني ان تعاطفنا ينبغي ان لا يجعلنا نسبغ من الصفات والخصال على من لا يستحقها ولا تتناسب معه لمجرد اننا نرى فيه عدو لعدونا ، حاليا ومرحليا ، كذلك فان التحري والمعايشة يرشدنا الى ان ليس كل من هو خارج العملية السياسية هو وطني ومقاوم شريف وليس كل من انخرط فيها اوتعاطى معها هو عميل وخائن ، فثمة بعض القوى والتيارات الشعبية المنخرطة في العملية السياسية تقاوم المحتل بكل ضراوة وهي تواجه ردوده وضرباته الاعنف والاكثر اجراما كل يوم وكل ساعة وتواجه ، كذلك ، تشويه وتحشيد وافك عملاءه وازلامه .ولا بد من معرفة ان ثمة في العراق اليوم ، اضافة الى المقاومة الوطنية الحقيقية ، ثمة مقاومة زائفة مصطنعة ، تعهد نشاتها ونموها الاحتلال نفسه وما زال يرعاها ويمدها بكل اسباب القوة والاستمرار، هو وبعض من اعتى الانظمة العربية قهرا وعداءا للانسان وتطلعاته في الحياة الحرة الكريمة ، وهي مقاومة طائفية تستهدف وحدة العراق وتمزيق شعبه وارعابه وخدمة المحتل وتشويه العمل المقاوم وابعادالشعب وقواه الحية عنه، وهذا الاسلوب ليس بجديد على الامريكان وغيرهم فلقد علمتنا التجربة انهم طالما صنعوا الى جانب الاحزاب العمالية والثورية احزابا زائفة وعميلة وحاربوا الثورات الوطنية والديمقراطية النامية واجهضوها بثورات زائفة ، كانت " ثورة " البكر / صدام في 1968 احداها . واخيرا فلابد من ان ابين قناعتي ، بان ما قراته واقرأه للاستاذ قوجمان ، عبر باستمرار عن روح وطنية اصيلة وموقف طبقي وفكري صلب ، رغم عدم اتفاقي مع بعضه او ماينهض على اساسه من رؤى او يعتمده من وسائل ، لكنني ارى ، ان الامنيات والحماسة يجب ان لاتجعلنا نسمي الاشياء بغير اسماءها ا وان نحملها ما لاتطيق!



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يصبح البعثيون طليعة المقاومة الوطنية الساعية لتحرير ال ...
- الشيوعيون بين منهجية وحذق اللينينية ... وشيمة وحماقة العربان ...
- الحزب الشيوعي ومسالة السلطة السياسية ... بعض وقائع ما سلف !
- ! الحزب الشيوعي والتعويل على الاب الطيب
- شيء من التاريخ....... الستينات نموذجا !
- الحزب الشيوعي ... سبعة عقود في سوح الوغى والكفاح !
- الحزب الشيوعي ..... شيء عن علاقة الوعي بالواقع.
- الحزب الشيوعي العراقي .......سنوات التألق ومنحنى التراجع وال ...
- الحزب الشيوعي العراقي .. انعدام اللون والرائحة والطعم..... 2
- ! الحزب الشيوعي العراقي ......... انعدام اللون والطعم والرائ ...
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق ........افق الحرب الاهل ...
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق ........11
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق......... 10
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........9
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........8
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........7
- ! جورج حاوي : يا انصار العقل ... اتحدوا
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........6
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........5
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .......4


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عارف معروف - عندما يصبح البعثيون طليعة المقاومة الوطنية الساعية لتحرير العراق وشعبه ... السيد قوجمان وادخال الجمل في خرم الابرة 2 !-