أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عارف معروف - ! الحزب الشيوعي والتعويل على الاب الطيب















المزيد.....

! الحزب الشيوعي والتعويل على الاب الطيب


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1804 - 2007 / 1 / 23 - 11:31
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


..... ان ذلك يعني ، فيما يعنيه ، ان هذه القيادة لم تكن تقّدر ولا تعرف حجم مسؤوليتها اولا وليست لديها خطة طواريء وهي التي ملأ ت الدنيا بالخوف من المؤامرة الوشيكة على الجمهورية والشعب ثانيا ،وانها تؤمن بابوية السلطة القائمة وتحترم قراراتها وتنصاع لها وتمتثل لاوامرها وان قادتها يذهبون الى بيوتهم ويتركون امر تدبير البلد للعسكر والحاكم العسكري في مثل ذلك الظرف الحرج والحساس.
2- لقد حرمت اطراف جبهة الاتحاد الوطني الحزب الشيوعي من اية حصة رسمية او موقع في تركيبة السلطة الجديدة المنبثقة عن ثورة تموز ، واعطت حتى لتنظيمات وقوى غير ذات تاثير او عمق، انذاك ، صوتا ومواقع مؤثرة ، فقد حضي حزب البعث الذي كان محدود التاثير وضئيل الشان في الايام الاولى للثورة ، مثلا ، بمقعد في التشكيلة الوزارية. ولقد توجه الحزب الشيوعي كتعويض وبديل جدي عن هذه الترضيات والمواقع الى الشارع الذي احتضنه وتبنى شعاراته ، لعوامل واسباب تاريخية واجتماعية وثقافية ، كما اسلفت ،وكان يمكن ان يصبح قوة مؤثرة وحاسمة بين يديه ، فاضافة الى ما تقدم من تاثير ووجود ساحق في النقابات والمنظمات والاحياء تنامى نفوذ الحزب في الجيش نفسه ، وهو القوة المنظمة والمسلحة والقادرة على حسم الامور .وعلاوة على الوف المراتب وضباط الصف الذين انظموا الى الحزب كان هناك المئات وربما الالوف من الضباط ( تراوح عددهم ،بحسب المصادر، بين 500 الى بضعة الاف من الضباط المنظمين !) وكان منهم قائد القوة الجوية والكثير من طياريه اضافة الى مدير الخطط والحركات وبعض قادة الفرق وامراء الالوية والوحدات وغيرهم الكثير، ان التعويل على الشارع يعني السعي الى تحقيق الضغط على السلطة واملاء ارادة الشعب وطبقاته ذات المصلحة بتطوير الثورة بغية توسيع اطر النظام والسعي الى تغيير مضمونه ومضمون السلطة ، لقد كان من شان توفر كل هذه الادوات والقدرات ان يجعل من الحزب الشيوعي قوة حاسمة في تقرير مصير الثورة ولكن...
قرأت ،ذات مرة ،ان الزعيم الوفدي المصري، وخليفة سعد زغلول ، ( النحاس باشا ) قاد تظاهرة وفدية وشعبية هائلة باتجاه قصر عابدين ( القصر الملكي قبل ثورة 23 يوليو ) وان المظاهرة كانت ترفع شعارات ومطالب شعبية جذرية وملحة وقد اربكت خلال سيرها السلطة والملك الذي استقبل النحاس باشا وهو يصيح مرحبا ومتملقا" مالك يانحاس ... قول عاوز ايه ؟"فرد النحاس بضراعة " انا مش عاوز غير رضاك وتسمحلي ابوس ايد حضرتك "!! عندها عدل الملك من هيئته وطلب ان يخرج والنحاس الى شرفة القصر ليحيي الشعب وغمز احد قواده واسر له بضرب التظاهرة ، يقول الكاتب المصري الذي سرد الواقعة ان الملك كان يتمنى ، في تلك اللحظة ، ان يحضى برضى النحاس وان ينجح في تطمين بعض مطالب التظاهرة لكن تخاذل النحاس وموقفه الضعيف غير المتوقع جعل الملك يستخف به وبقيادته لتلك التظاهرة ويامر بضربها وتفريقها !!.... لقد نظم الحزب الشيوعي تظاهرة ضمت مئات الالوف بمناسبة الاول من ايار 1959وكانت اوسع تظاهرة شهدتها بغداد خلال تاريخها الحديث كله ، وكان شعارها الاساسي " عاش زعيمي ... عبد الكريمي ... الحزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي "... فهل كان الحزب الشيوعي يعني المشاركة الحقيقية والجادة والفاعلة في الحكم ؟ولماذا استعراض الحجم لاقناع عبد الكريم قاسم بذلك ؟ لقد كان ذلك يعني ان الحزب الشيوعي يرى ان كل السلطة والقرار هي بيد عبد الكريم قاسم وانه يرجوه ان يشركه بالحكم ولكي يدعم مطلبه ذاك فانه يقدم له استعراض لقدراته وحجمه....انه الخضوع لابوية السلطة ومحاولة الحصول على المطالب عبر قناعات ورضا آباءها المختلفين، وسيتكرر الامر في السبعينات مع اباء ليسوا طيبين ولا انسانيين مثل عبد الكريم قاسم بل سيكونون دهاة وقساة وسيضحكون ملأ اشداقهم ، ازاء هذه الحكمة الخروفية المطيعة ، وهم يهرقون الدماء !! لقد تراجع الحزب الشيوعي عن مطلبه ذاك، لاحقا ، بالطبع، وراى بعض قادته حتى في هذا المطلب نوعا من التطرف وعدم الكياسة !! ناهيك عن ان الراحل عبد الكريم قاسم نفسه لم يحمله ولم يحمل تلك التظاهرةعلى محمل الجد وسرعان ماهاجم الشيوعيين وادان سلوكهم ! فماذا نستشف من هذا الامر ؟
ان الشيوعيين لم يحسنوا استخدام القدرات المتاحة لهم وتوظيفها بحس وقدرة قيادية حقه وقد قادتهم الجماهير وانفعالاتها الانية دون ان يقودوها هم ويحددون مايريدون حقا وعبر الوسائل المدروسة والقمينة بتحقيق الهدف ، انهم يعولون حقا وفعلا لا على الجماهير والشعب وقدراتها ولا على امكاناتهم كحزب سياسي مؤثر وانما على الافراد والزعماء وقناعاتهم الفردية ومزاجهم وعلى تاثير الشيوعيين كافراد واصدقاء لاؤلئك القادة ،وسيتكرر هذا الموقف لاحقا مع البكر وصدام حسين وستكون له نتائجه الكارثية حقا .
امتدادا لهذا الموقف والاساس الذي يحكمه فان الحزب الشيوعي لم يتحرر، يوما، من وصاية الاب الطيب التي فرضهاعلى نفسه وتامل دائما ان لايتقاطع او يسبق الموقف الرسمي وحتى في دفاعه عن الجمهورية العراقية " الخالدة"لم يتجرا على تبني او ممارسة خطة هجوم استباقي او حتى خطة دفاع بمعزل عن السلطة وهو الحزب الذي تهيات له كل ما اسلفنا من امكانات ، ورغم انه حذر وتنبأ بل وشخص وسمى مراكز ورموز وقوى التامر. وقد اشارت معلوماته الموثقة الاخيرة ببيان صريح حتى الى اسماء الوحدات العسكرية المرشحة للمشاركة في الانقلاب المتوقع، والجهات التي خلفها ، بل وكانت اسماء الاشخاص معلومة لديه لكن لم يبادر الى فعل ومبادرة ، على صعيد الحراك الممكن واعتبر ان التنبيه الى ذلك ، واصدار بيان هو اقصى ما يمكن ان يذهب اليه ، اما بعد ان ان قام العدو بالفعل ، في تنفيذ انقلابه " المؤمل !!"في شباط فقد " بادر " اخيرا الى رد الفعل وتصدى للانقلاب الامر الذي جعل يدفع الثمن باهضا وكانت نتائجه وبيلة عليه وعلى قواعده وعلى شعب العراق عموما كما اثبتت وتثبت الايام ! لقد تحركت مجموعة صغيرة من مراتب الجيش بمبادرة ذاتية جريئة وقدرات شخصية محدودة وقامت بحركة انقلابية مضادة في معسكر الرشيد في 3تموز 1963واسرت معظم قادة النظام وكادت تنجح في مسعاها لولا المصادفات السيئة ، ولقد اثبت تحركها ان الحزب الشيوعي فرط بامكانات ذاتية ووطنية كبيرة وانه كان يمكنه حقا ان يحول دون حمامات الدم ودون تردي العراق لاحقا في مهاوي مظلمة لانزال نعيش حتى اليوم اثارها الوبيلة لوامتلكت قيادته يومذاك حسا سليما بالواقع وفهما لدورها ومسؤولياتها الطبقية والوطنية وتصرفت على اساسه ، على اية حال فقد بقي انقلاب "حسن سريع" في خانة الاعمال غير المرضي عنها وعن نتائجها والمعتم على اشاراتها الجلية والاتهامات الواضحة التي يمكن ان تنبثق عنها حتى انقلبت ،مؤخرا، الى اعمال بطولية يحاول الاسلاف، تبنيها او الادعاء بالقرب منها ، زيفا ونفاقا !

ورغم ان هذا المنهج وهذه المدرسة ، تنسب الفعل الثوري الى الجماهير وتعول عليها كثيرا(دائما على صعيد الكلام فقط وفي الممارسة العملية والمواقف الفعلية كانت تستبدل الجماهير والشعب والطبقة بالافراد الملهمين وافعالهم، وهو منهج لايخصها وانما اشكال واضح في خطاب وممارسة المدرسة الماركسية التي تنتمي اليها ) فقد عولت تماما على قرار عبد الكريم قاسم بهذا الشان وانتظرت فعله دون ان تبادر هي الى فعل يخص مصير شعبها ومصيرها ، لقد اشارت مصادرعديدة ، الى ان اضبارة بمعلومات تفصيلية عن الانقلاب كانت موجودة على منضدة قاسم في مكتبه في وزارة الدفاع قبل ايام من الانقلاب وان هذه الاضبارة وجدت على منضدته بعد نجاح الانقلاب، ولكنه كان يؤثر التريث للامساك بهم متلبسين اذ كان يحسب انه يملك سيطرة تامة على الوضع واحتمالات تطوره ، فاذا كان هذا هو امر قاسم ، وهو يعكس بالطبع سمات ووسائل وطريقة تفكير وسلوك شخصية ، قد تثبت نجاحها وجدارتها كما كان يتصور او فشلها وفداحة نتائجها كما حصل فعلا ، فما بال قيادة الحزب الشيوعي ترهن مصيرها ومصير الشعب العراقي كله بتصرفات قاسم وتقديراته الشخصية؟!
3- وعّول امتداد هذه الممارسة والفكرة في السبعينات كثيرا، على شخص صدام حسين ، وروج ، لفكرة وجود تيار تقدمي يمثل المصالح الاساسية للفئات الاجتماعية ذات المصلحة الحقيقية في تطوير وتعميق التحالف مع الحزب الشيوعي والطبقة العاملة داخل حزب البعث الحاكم يمثله او يقوده صدام وانه يقترب كثيرا من مواقع الاشتراكية وتبني الاشتراكية العلمية ، بل ولربما اصبح قريبا " كاسترو العراق " وكان الشخص المؤثر او العراب او بالاصح ا"لحاوي " الملهم والمؤثر هو نفسه من ادعوا انه ذو تاثير وسلطان على عبد الكريم قاسم " عامر عبد الله " وبجانبه " ابو سعود" هذه المرة ،لكنهم لم يشيروا الى الجناح الاخر ومن يمثله وكانت تعلق كل ممارسات السلطة المناوئة والمعادية لطروحاتهم ، على شماعة جناح يميني معادي ، سديمي وخفي ولا تشخيص له ، يعمل ويصطرع ضمن صفوف النظام ، اما حين بدأت حملات النظام الكاسحة والشاملة لتصفية قواعد الحزب وحينما لم يعد ممكنا تسويغها وتبريرها بكونها ممارسات فردية من قبل بعض الاجهزة ، ثم اخطاء لا تقرها قيادة الحزب الحليف ، ثم هجمة يمينية تستهدف التحالف ومكاسب طريق التطور اللاراسمالي ولربما "القيادة التقدمية" للحزب الحليف ، عاجلها صدام نفسه بما جعل كل هذا الوهم والعالم الافتراضي الذي لاوجود له الا في تصوراتها الذهنية يتهاوى ويتشضى ويوقعها في حيص بيص لامخرج منه بأن زار هو نفسه، في ذروة الحملة التي كان يشنها الامن العام ، مقر الامن العامة في القصر الابيض، وامر بنشر صور الزيارة ولقاءاته بالمديرين وتوجيهاته لهم في اليوم التالي وعلى الصفحات الاولى لصحف ذلك الوقت ليغرق قواعدهم في بلبلة واحباط له اول وليس له اخر !!
(يتبع...)



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء من التاريخ....... الستينات نموذجا !
- الحزب الشيوعي ... سبعة عقود في سوح الوغى والكفاح !
- الحزب الشيوعي ..... شيء عن علاقة الوعي بالواقع.
- الحزب الشيوعي العراقي .......سنوات التألق ومنحنى التراجع وال ...
- الحزب الشيوعي العراقي .. انعدام اللون والرائحة والطعم..... 2
- ! الحزب الشيوعي العراقي ......... انعدام اللون والطعم والرائ ...
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق ........افق الحرب الاهل ...
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق ........11
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق......... 10
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........9
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........8
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........7
- ! جورج حاوي : يا انصار العقل ... اتحدوا
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........6
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........5
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .......4
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق ........3
- من اجل العمل المشترك لقوى اليسار والتقدم والديمقراطية
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........2
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق ...........1


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عارف معروف - ! الحزب الشيوعي والتعويل على الاب الطيب