أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - الانتهازية والسلطة في العراق... من اجل فك الاقتران ! (1)















المزيد.....

الانتهازية والسلطة في العراق... من اجل فك الاقتران ! (1)


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتهازية والسلطة في العراق...
من اجل فك الاقتران ! (1)
كتب "محمد حسنين هيكل" في رده على الحملة الاعلامية الشعواء التي ابتدرها النظام العراقي ضده في مطلع السبعينات ، متهما اياه باشنع التهم ، كما دأب مع كل خصومه ، كتب "هيكل" غامزا البعث والنظام من قناة لا تخفى على لبيب " مهما كانت الادعاءات... تبقى شركات النفط ، هي الحاكم الحقيقي في العراق ، رغم كل الانقلابات والتقلبات "!
ماكان محمد حسنين هيكل عراقيا ، ولو كان ، اذن لالتفت صوب واقعة اجتماعية سياسية لا تقل اهمية وتواترا ان لم تفق ما طرح ....تلك هي الحقيقة المريرة التي تقول " تبقى الانتهازية هي الفئة السائدة والمستفيدة والحاكم الحقيقي في العراق رغم كل الظروف والتغيرات ".... ذلك ان ذوات بعينهم ، كاشخاص طبيعيين او فئات محددة ونماذج نمطية تتسم بذات السمات وتسلك عين السلوك تتناسل وتتكرروتتصدر الواجهة في وحول مصادر السلطة والقوة ، على مدى عقود من السنين فيما شهدناه وعشناه من تاريخ العراق المعاصر مسببة ،على الدوام ، مآسي اكثر عمقا واذى اشد ايلاما وعاكسة في الوقت نفسه صورة ذميمة يتخيلها البعض من شعوب الجوار ومثقفوها على وجه الخصوص ، بل وحتى بعض ابناء شعبنا ممن عانوا الامرّين من سلوك هذه الفئات وربما ادركهم الياس من تغير الحال ... صورة قبيحة يحسبها الاخرون لصيقة بالعراقيين عموما وربما وجد لها ، بعضهم ،جذرا تاريخيا في هذه الواقعة او تلك من وقائع التاريخ الغابر ! لكن العراقيين انفسهم ، كما هو مشهود، كانوا على الدوام هم الشعب الاكثر تضحية على مذبح الحرية والمبدأ وليس هناك من شعب في المنطقة اعطى ما اعطاه الشعب العراقي من قوافل الشهداء التي ليس لها اول ولا آخر فكيف يمكن التوفيق بين القول بهذا وذاك !
لكن من المشهود والملموس ، ايضا ، انه بينما خسر الالوف بل وعشرات الالوف من ابناء العراق.... من شبابه المتطلعين الى والمكافحين من اجل الحياة الحرة الكريمة في ظل صورة للوطن رسمتها امانيهم واحلامهم ولونتها حماساتهم او تضمنتها برامجهم ورؤاهم ، على اختلاف وتعدد ما تبنوه من متبنيات وبلوروه من قوى سياسية ومنظمات حزبية ،اذ خسر هؤلاء زهرة شبابهم بل وحيواتهم في دروب شائكة ومظلمة من سجون ومعتقلات واعدامات وعذاب وحرمان لاينتهي شملهم وشمل اهاليهم واقربائهم ونحر امانيهم الوضاءة والمفعمة دون طائل ... نعمَ الوصوليون والانتهازيون ، على الدوام ، بثمار تلك التضحيات ، وجنوا ، باستمرار العنب الحلو من سلة خيرات العراق ، في حين ضّرس شرفاءه وشعبه بالحصرم وما هو اشد بما لايقاس من الحصرم !
ثمة قول شائع ، ربما تحدر من موروث الثورة الفرنسية وما تلاها من عواقب ، يتقبله الناس كحقيقة او مسلمة او كقدر لامهرب منه : " الثورة يخططها الدهاة ، ويصنعها الشجعان ، ويكسبها الجبناء"! هذه خلاصة بائسة ومؤسية ، تنتمي الى الانسانية ، اي ان مضمونها، ان صح ، ينطبق علينا كما على غيرنا ، لكن مبحثنا في هذا المقام شان مختلف ....

عرفتُ في السبعينات ، في محلتناالبغدادية القديمة ، شخصا يدعى "ابو سلام"...كان من الحزبيين المشتعلين حماسة في تقصى اثر " اعداء الحزب والثورة " وكان يصب جام جهده وجهاده ضد الشيوعيين في المحلة ويقض مضاجعهم بشكوكه و" تقاريره " حيث كان يرى في كل جلسة بريئة في مقهى ...." اجتماع "، وخلف كل همسة ...مؤامره ، سألتُ احد الشيوعيين ، يومذاك ،عن امر "ابو سلام" هذا وكونه يتسمى باسم عُرف الشيوعيون به وتنطوي تعابيره على بعض تعابيرهم ؟ فقال" كان كذلك " وكان ايام ال59 اشد الجميع حماسة واكثر شيوعية من لينين نفسه ، كما ان شاربه الكث الذي يجهد اليوم في ان يتدلى الى اسفل مثل شوارب البعثيين" 8 شباط " كان يحلقه " طيران " على طريقة الشيوعيين !!! ومثلما كان متحمسا بل ومنفلتا في اطلاق الشعارات الثورية وتوجيه بسطاء الناس نحو ارتكاب الحماقات في تلك الفترة ، فانه ،اليوم ، يسابق البعثيين في تنفيذ مايطلب اليهم وهو ، كذلك ،معتمد لدى الامن والبعث في تتبع الشيوعيين بسبب خبرته باساليب عملهم وحماسته في رصد كل حركاتهم وسكناتهم!
رزق "ابو سلام " بولد ، في مطلع السبعينات فسماه " احمد " تيمّنا باسم " احمد حسن البكر" ، وكان لايمل ولا يكل من مباهاة كوبا ، على بعد المسافة وعظم الشقة فيستشهد بمناسبة ودون مناسبة بالبيت الشعري الذي خلب لب البعثيين يومذاك :
" اذا كانت كوبا بكاسترو تفاخرنا ... فاحمدَ في العُربِ كاسترو وجيفارا "
وهو من حضَّ و اشرفَ على ان ُيكتب هذا البيت البائس، بخط بارز وحروف كبيرة على جدران مدرسة قديمة في حيّنا . كانت حُمّى الاشتراكية تجتاح العالم والمنطقة وكان الناس ، يومذاك ، يتفاخرون بالثورية والسعيد منهم هو من بزَّ ، فيها ، كاسترو او جيفارا ! ! .... بعد ذلك سمّى ابنه الثالث " صدام "وكان يبّين للناس ،دون وجل، انه ليؤثر ان يكنوه بابي صدام بدلا من "ابو سلام" فذلك احب الى قلبه رغم محبته لبكره "سلام".. فالزمان لن يجود، ابدا، بما جاد به على العراقيين من فلتة لاتضارع !!
عرفت لاحقا ان اسمه كان " فيصل " فخمنت انه ورث الوصولية والانتهازية كابرا عن كابر وانه كان خلفا معتمدا لسلفٍ اصيل ! ...لم ارَ ابو سلام منذ الثمانينات فقد لفتنا الايام العراقية بدوامتها الحارقة التي لاترحم غير انني ما زلت اتسائل هل طال العمر بالسيد ابو" سلام... واحمد... وصدام " الى ما بعد نيسان 2003وهل كان اسم ابنه الرابع " بريمر " كما تقتضي الاصول ويقتضي انسجامه الفذ مع قوانين الطبيعة؟!...علم ذلك عند علام الغيوب ، رغم انني ارجّح بقوة ان الامر لن يكون غير ذلك وان "ابو سلام " اذا لم يسم ابنه الرابع "بريمر او بوش" فلربما اتخذ اليوم لاحفاده اسماءا تقتضيها الظروف بحسب مكانهم على خارطة عراق اليوم بعد ان تعددت مصادر السلطة والقوة !
ان " ابو سلام " تكرر ويتكرر كنموذج ، نمط وخصال وسلوك ، في كل جوانب حياتنا ، وهو ، كما ابصر وتبصرون ،يتصدر الواجهة دائما ويحضى بقصب السبق باستمرار !
غير ان دعّيا مثله، بنسخته الموصوفة هذه ، لايطال الكثير .. فمثله لن يكون سوى امّعة وهتّاف زائف.. يطمّنُ مصالحه الصغيرة ... رغم انه قد يتحول في ظروف معينه الى جلاد بلا رحمة وربما قاتل مأجور لايرفُّ له قلب ، كما شهدنا جميعا خلال سنوات الجمر المنصرمة ...
لكن ثمة نسخ منه و نماذج وانماط يمكن لفعلها ان يكون اوسع في دائرة تاثيره ، حيث تمكنها بعض ميزاتها من التسلق بعيدا ... ولا باس من تناول بعض منها .. تسلية وتذكرة ودرس:
نموذج (1) المعلم الشيخ..
كان قريبي ،معلم مدرسة انيق ، ذرب اللسان وينطوي على ذخيرة يعتد بها من المعارف التقليدية والامثال والحكايات التي تقتضيها شخصيته كوريث لمشيخة عشائرية بائدة . مشيخة ووجاهة نسب ، على عسرة حال،حيث لم يكن له او لاسرته يوما من اساس اقتصادي في اقطاعة او مال... انحى عليّ بلائمته يوما " من موقع الحرص والمحبة "، كما ادّعى ، بعد ان التقاني في مناسبة غب اطلاق سراحي من السجن " مالك يابن عم وهذه السوالف ، انت ابن حسب ووجاهة ، والله لو ملكت من صفاتك ما تملك لاصبحت قريبا من صدام حسين .. ياخسارتك فيما انت فيه .. هذا الحزب وهذه السلطة... والجماعة " قشامر" بكل ما للكلمة من معنى وسيكونون ُسلمّا للمثقف الاريب والرجل الكيّس اللبق يمتطيهم الى ما لاعين رأتْ ولا اذن سمعتْ من وجاهة وقوة ومنعة، فكيف لا ترى كل هذا وتندفع في تبني آمال.. محيسن وجويسم... و تغرك عبارات لامعنى حقيقي لها ..الوطن والشعب..، ابن عمي وطنك ...جيبك وشعبك ..مركزك !" .. لكنه سرعان ما اعتذر حينما ادرك ان المقال لايناسب المقام وتمتم " كما تشاء .. حسبي النصيحة التي دافعها المحبة "..
يبدو ان قريبي وجّه نصيحته الى نفسه ، بعد ذلك ، والتزم ما تقتضيه من دأب وكفاح حتى تكلل مسعاه بالظفر ،فما ان احيا صدام حسين "المشيخة " بعد موات حتى الفيناه عضوا في المجلس الوطني واهلّته "كياسته" ان تستمر عضويته لدورتين متتاليتين تغيّر فيها حاله وانتفخت اوداجه!
حسبت في اعقاب نيسان 2003، كما هو جدير ببليد مثلي ، ان قريبي هذا سيختفي عن ساحة الفعل ولربما تعثر خجلا من ماضيه ذاك ، غير انه سرعان ما اثبت لي ان الرجال امثاله يطوّعون الظروف ويقلبون الطاولة دائما على ... الشعب ، ففي بواكير تلك الايام شوهد في ساحة الفردوس وامام فندق المريديان وهو يحمل " كرمة" العشيرة ... "شجرة النسب " وسمعت انه قدم نفسه، للامريكان الباحثين عن " رجال " كأمير ل"قبائل كذا " ..على اية حال تلمّسَ الرجل سبيله وقد فتحت له " ديمقراطية " اليوم ابوابا اوسع بما لايقاس من دكتاتورية الامس، اذ امسك بالعصى من وسطها في بازار حقيقي كانت الكتل السياسية تتجاذبه فيه، كل تعرض من الميزات والمغانم ما تبزّ به الاخرى ، حتى استقر به الحال عضوا في برلمان " الديمقراطية " عن القائمة " س" ! وهو اليوم رجل مال واعمال وسياسة ومشيخة، محاط بالخدم والحشم والحراس الشخصيين ، مّرة مقاوم ومرّة مسالم وثالثة في منزلة بين المنزلتين، يتنقل بين العواصم وليس الكتل السياسية يعرض ماتتلهف عليه الاجندات والمخابرات ويلعب على النوايا والصراعات مستحّما بشلالات زرقاء من "الاخضر" الذي كان يبذل ماء وجهه كله في سبيل وريقة واحدة منه !!.... وللحديث صلة.



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الشعبية في سبعة ايام وبدون معلم !
- محلل ... سياسي !!
- ليلة زفاف - صمود مجيد - !
- ماكنة الدعاية البعثية الغوبلزية ...هل هي سبب معاناة العراقيي ...
- سرطان الفساد يهدد مستقبل ووجود العراق ... هل ثمة امل ؟ الجزء ...
- دولة المواطنة ضمانة الشعوب ضد التمييز القومي والديني
- سرطان الفساد يهدد مستقبل ووجود العراق ....هل ثمة امل ؟ ..... ...
- ثورات العرب ضد عيدي امين داده!
- العراق ينتج السيارات وسيصدرها الى دول المنطقة! الضحك على الذ ...
- ميكافيللي المسكين !
- هادي المهدي... فزت ورب الكعبة!
- هل سيزهر ربيع العرب؟
- الحوار المتمدن..........عروة وثقى!
- عندما يصبح البعثيون طليعة المقاومة الوطنية الساعية لتحرير ال ...
- عندما يصبح البعثيون طليعة المقاومة الوطنية الساعية لتحرير ال ...
- الشيوعيون بين منهجية وحذق اللينينية ... وشيمة وحماقة العربان ...
- الحزب الشيوعي ومسالة السلطة السياسية ... بعض وقائع ما سلف !
- ! الحزب الشيوعي والتعويل على الاب الطيب
- شيء من التاريخ....... الستينات نموذجا !
- الحزب الشيوعي ... سبعة عقود في سوح الوغى والكفاح !


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - الانتهازية والسلطة في العراق... من اجل فك الاقتران ! (1)