أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عارف معروف - - صكبان - والعدل الآلهي .....














المزيد.....

- صكبان - والعدل الآلهي .....


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 4062 - 2013 / 4 / 14 - 14:55
المحور: كتابات ساخرة
    



في منتصف السبعينات ، ثاب ، جارنا ، "صكبان " ، الى رشده . وقرّر ان يقلع عن معاقرة الخمرة ، وان يعمل، من اليوم فصاعدا ، لديّنه ، مثلما انغمس، قبل اليوم ، في دنياه . وان يختلف الى المسجد ، مثلما يفعل اقرانه ، من عباد الله الصالحين ، بدلا من ان يسعى بقدميه ، كل مساء ، باتجاه خمارات شارع ابي نؤاس.
شاء سوء طالع ، صكبان ، ان يشهد في اول حماسته ، بعد ايام ، محاضرة لشيخ الجامع ، تناولت ، العدل والعدالة ، يوم الحساب ، تحدث فيها الشيخ ، عن الموت والبرزخ والجزاء ، و عمّن سيذهب ، من الناس ، الى جنّات النعيم ، ومن سيسّود وجهه ، فيجر الى الجحيم . من سيمكث في "سقر" ومن سيصلى في " جهنم "، وماهي طبقات العصاة ومواصفات كل فريق وجنس العقاب ، ومن ستتعادل كفّة حسناته مع كفّة سيئاته . من سيستحق الشفاعة فتترجح ، لصالحه كفة الخير . ومن سيبقى ، منتظرا ، على الاعراف ، لايلوي على شيء . كل هذا وصكبان مصغ، متأمل ، يقلّب النظر في هذا وذاك . حتى حانت منه، نظرة ، الى السقف ، فبهرته الانوار المتلألئة في كرستال الثرّيا المتدلية من السقف .. تذّكر " أديسون " ....اديسون مخترع المصباح الكهربائي ، الذي قرأ عنه ، قبل ايام ، في مجلة عند الحلّاق ، واعجب به كل الاعجاب ، اديسون صاحب الالف اختراع ... ، اديسون الذي نوّر الدنيا . وفكر مالذي ستكون عليه حالنا دون اديسون والمصباح الكهربائي ؟.. مالذي ستكون عليه هذه الثريا التي تومض ، الان ، ببريق يخطف الابصار .... ولم يستطع منع السؤال الذي انبثق، في فكره ، وجرى الى لسانه ، دون تريّث او استئذان :
شيخنا و "أديسون" .. مالذي سيكون عليه مصير " اديسون " ؟
بوغت الشيخ ... تطّلع باستفهام الى " صكبان " الذي كانت ضخامته تلفت الانظار .
" أديسون " ؟ ومن يكون ؟.. سأل الشيخ ،وهو يلفظ الاسم بصعوبة .
- مخترع المصباح الكهربائي ، شيخنا ....
ومن اي قوم هو؟استفهم الشيخ
- امريكي ... اجاب صكبان
- وعلى اية ملّة هو ؟ استفسر الشيخ
- مسيحي .. كما اعتقد ، اجاب صكبان..... والحضور في اصغاء وانتظار الى ما سينتهي اليه سؤال هذا العملاق الذي لم يروه من قبل....
- هممم .. نصراني يعني .. تمتم الشيخ
- نعم .. اجاب صكبان
- نصراني .. ادرك الاسلام ولم يسلم ؟! ......سأل الشيخ وفي ملامحه علامات استنكار ..
- لا لم يسلم .. حسب ما اعرف ..
- في النار طبعا .. اجاب الشيخ بحسم
- في النار ؟؟ ..... صرخ صكبان كالمصعوق ..
- الم تقل انه ادرك الاسلام ولم يسلم .. اذن ، لن يقبل منه شيئا آخر، وهو في جهنم وبئس القرار .
نهض صكبان ، وهو يتمّيز غيضا ، التفتتْ الاعناق الى "صكبان " الذي كان جسيما ، شاهقا ،كهرم ، اومأ ، باصبعه الضخمه ، الى الشيخ ، في اشارة تنطوي على معاني الاتهام والتهديد والغضب ، وشيء آخر عصّي على التمييز والادراك ...
- (يعني انت ابو لحية " المعثكة " بالجنه ... واديسون ،هذا الذي نوّر الدنيا بالنار !! .... لَكْ ما تكلي ياعداله هاذي )؟؟؟
قال ذلك ، وغادر ، مزبدا ، مرعدا .
ومن يومها ، عاد " صكبان " الى شارع ابي نؤاس ، منتميا اليه بحميمية صادقة !!



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامح طبقة ضارية !
- الوطنية العراقية : مخاض مرير....
- سر - الخرق الامني- !
- الله اكبر !
- تجمع شيوخ الليزر !
- نظرية المؤامرة!
- امراء الحرب وسياسة حافة الهاوية !
- نصف قرن على انقلاب 8 شباط 1963 .... من يجيب على الاسئلة؟
- الانتهازية ..... والعلاقة بين الفطري والمكتسب . (5)
- الانتهازية والسلطة في العراق ...رجال لكل العصور !
- رزكار عقراوي .. دعوة مخلصة ولكن!
- مع السيد عصام الخفاجي في -ثورات الربيع العربي وآفاقها- اكبر ...
- الانتهازية والسلطة في العراق ... من اجل فك الاقتران !(3)
- الانتهازية والسلطة في العراق... من اجل فك الاقتران ! (2)
- الانتهازية والسلطة في العراق... من اجل فك الاقتران ! (1)
- الثورة الشعبية في سبعة ايام وبدون معلم !
- محلل ... سياسي !!
- ليلة زفاف - صمود مجيد - !
- ماكنة الدعاية البعثية الغوبلزية ...هل هي سبب معاناة العراقيي ...
- سرطان الفساد يهدد مستقبل ووجود العراق ... هل ثمة امل ؟ الجزء ...


المزيد.....




- الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة -بوليتزر-
- الثقافة العربية بالترجمات الهندية.. مكتبة كتارا تفتح جسرا جد ...
- ترامب يأمر بفرض رسوم جمركية على الأفلام السينمائية المنتجة خ ...
- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...
- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...
- في عام 1859 أعلن رجل من جنوب أفريقيا نفسه إمبراطورا للولايات ...
- من النجومية إلى المحاكمة... مغني الراب -ديدي- يحاكم أمام الق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عارف معروف - - صكبان - والعدل الآلهي .....