أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سونيا ابراهيم - البكاء














المزيد.....

البكاء


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4135 - 2013 / 6 / 26 - 20:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتميز الشرق أوسطيون بإحساسهم العالي بالنوستالجيا، و هذا ينبع من اهتمامهم بزيارة القبور بعيداً عن أسلوب التأنيب التلقيدي أو الطقوس التي تتفاقم عن الحد التي يمارسونها في العزاء، و نلاحظ ذلك في أغاني العويل و الندب التي ينشدونها في كل مناسباتهم الحزينة، بعيداً عن الطقوس الدينية التي ينبغي عليهم ممارستها بمازوشية تعذب أرواحهم، حتى يصبح لدينا فكرة معينة عن البكاء و الصدق.
إذا اشتكتْ امرأة و الدموع تترقرق من عينيها يصير الصدق هو السبب الذي أذرفتْ من أجله هذه الدموع، أما اذا كانت هذه المرأة تُفضي ما بداخلها ليس من شكوى بل من حب و تدفق شديدين فإن الأمر قد يتطلب أيضاً نوعاً من التعاطف أو حتى التواصل الجسدي ما بين أحضان، و تعاطف مع الدموع، أو حتى تبادل القُبَل إذا شئتم!

و لكن في حقيقة الأمر عندما تصل الدموع لنوع من التواصل مع النفس عبر الحنين لما افتقدناه، أو التعبير عن حاجتنا إليه يصبح البكاء صعباً-حقيقة – و لكنه- بشدة – يخلق نوعاً من المواساة للنفس و التعبير عن الأحاسيس و العواطف. و من قال أن بعض الأمهات و الأطفال عندما يذرفون دموعهم فيي وداع الأعزاء لا يودون أن تنتهي هذه الدموع بقبلة أو ربما همسة في آذانهم لو حتى كانت نوعاً من مداعبة؟ ألا يوجد أجمل من الدموع التي تذبل أهداب العين بين حبيبين يتوسلان ألا يفترقا عن بعضهما العبض؟
أتعلمون أنه رغم كل المعاناة التي تقهرنا- نحن في الدول النامية- (و أشعر بالأسف- على من سبب هذا- و ليس علينا عندما أقول هذا التصنيف)، و رغم أوقات الألم و الدمع الحزين الذي يمزقني و لا أُظهره؛ بسبب معاناتي في مدينتي إلا أني أعلم الحقيقة أني سئمتُ من قلة رغبة الأناس من التواصل بالدموع دون الحاجة لإظهار شفقة مبالغ فيها، أو رغبة جديدة بالاحتياج الغير ضروري.. الدموع يا أحبتي بين اثنين، أو حتى اثنتين هي أسلوب للتواصل. لم أكن صادقة تجاه نفسي عندما سببتُ الدموع لمن حاولوا إيذائي- و إن كان بديهياً- بالنسبة لهم، و لكني صادقة بأني لا أتفهم؛ بل لا يمكنني استيعاب الرجال الذين لا يرغبون بتغيير تعابير وجوههم من أجل التواصل.. لا يهمني البكاء إن لم يكن ضرورياً، و لكني كنتُ أتمنى منه- الأحمق- أن يتحرر مني حتى يرتاح من أجله.. و لكنه لم يفعل.. فقد اهتمامي بعدها لأنه رفض التواصل و أنا رفضتُ المحاولة!! نحن عادة لا نطلب السماح و الغفران من أطفالنا إلا قبل أن نفارقهم- هذه هي الحقيقة التي تتفاقم كل مرة.. و هكذا هم غالبية الشرق أوسطيون.. تقليديون بطريقة مملة.. للغاية!



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة الكبرى - الصمت-
- قوليها دون أن تخافي:و يا -;---;-----;---لكَ من وغد خ ...
- الكراهية المُكتَسَبة
- لماذا لا يُحاكموا؟؟
- عندما لا نعلم
- الشعور بالحب و الحياة
- الحب و الوباء
- غزة.. جحيم من نوع آخر للنساء، و الأطفال
- هل يحتاج الرجل العربي لإعادة تعليم؟
- الثواب و العقاب من منظور ديني
- مدينة يحكمها الشيطان
- قسوة الأم
- لماذا يخاف الرجل الفلسطيني من المرأة – 2-؟
- هل تكره بعض النساء الفلسطينيات أنفسهن؟
- عزيزي أيها الرجل الخائن
- لماذا يخاف الرجل الفلسطيني من المرأة؟
- المحكمة الشرعية و ازدراء المرأة في الإسلام
- الزواج و الاشباع Marriage Satisfaction
- علاقة الجنس و الإنجاب بالنضال الفلسطيني
- هل تزداد نسبة الراحة و الطمأنينة في واقع المجتمعات المتدينة ...


المزيد.....




- انفجار حوض حراري في منتزه يلوستون الوطني يفاجئ السيّاح وكامي ...
- هجمات روسية كثيفة عشية اجتماع مرتقب بين زيلينسكي وترامب
- تايلاند وكمبوديا تتفقان على وقف -فوري- لإطلاق النار
- كيف تجعل الكلاب أصحابها أكثر تعاطفا وانفتاحا على الآخرين؟
- قيادي في حماس: لهذه الأسباب فشلت إسرائيل في اختراق الحركة
- -سنوات من نشاط الموساد في القرن الإفريقي-: ماذا وراء إعلان إ ...
- -سنرد بشكل مباشر-.. الرياض تحذر المجلس الانتقالي الجنوبي في ...
- تعثر خطة ترامب لقطاع غزة .. قراءة في السيناريوهات المحتملة
- حفل تأبين المناضل سيون أسيدون
- تململ جديد في قطاع الصحة: كيف نتفادى مصير النضالات السابقة؟ ...


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سونيا ابراهيم - البكاء