أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسم حسن محاجنة - العلمانيون -يحضرون الارواح-














المزيد.....

العلمانيون -يحضرون الارواح-


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4135 - 2013 / 6 / 26 - 14:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



الصراع على "الذهنية العربية " ليس بالامر الجديد أو المُحدث ،وأعني بالذهنية في معرض حديثي هذا ،مجمل انماط السلوك ، التفكير ، المعتقدات ، البنى الاجتماعية واستقراء الماضي ، الحاضر والمستقبل .وأقر بأنني ارتكب هنا خطأ في استعانتي بالتعميم واطلاق مصطلح "ذهنية عربية "على التنوعات والمركبات الجيو- اجتماعية التي تنضوي تحت "رداء " العالم العربي الغير متجانس لا اثنيا ولا تحضرا . ويعود سبب ذلك ، في رأيي المتواضع ، الى أننا والى هذه اللحظة ما زلنا متمسكين بالتعريف الكلاسيكي للامة ، الذي يشترط وجود ثلاثة عوامل ربط مشتركة تحدد تعريف الامة ، وهي اللغة ، الارض والتاريخ المشترك . وهو تعريف ثابت وجامد ، لا يأخذ بعين الاعتبار ، ديناميكية الحياة والتطور .
اللغة لم تعد مشتركة ، فالطفل من المشرق العربي مثلا لن يفهم عربية طفل المغرب ولا يوجد بينهم "تاريخ مشترك " ولا حتى فضاء مشتركا .
لكن حينما يجري الحديث عن ذهنية عربية مشتركة ، فالحديث يجري عن عامل مشترك واحد هو الدين الاسلامي تحديدا وتاريخ الدولة الاسلامية الواحدة ، ففي الحاضر لا يوجد الكثير من المشتركات ، وأن ما يشدنا ويكبلنا الواحد للأخر هو التاريخ ، وتحديدا تاريخ الدولة التي اطلقت على نفسها دولة اسلامية ، رغم انها كانت دولة لم يعن لها الدين شيئا ، اللهم الا كجندي في خدمة الملوك والعوائل الحاكمة .
وأجاد الاسلام السياسي استحضار روح الدولة الدينية وركز جهده في ابراز "اسطورة " العدل ، الشورى والحكم الرشيد ، رغم أن كتب التاريخ تعج بموبقات يندى لها الجبين !!
ولضمان تجنيد الجماهير والتفافها حول فكرة الاسلام السياسي كان لا بد من تمجيد الماضي واختلاق أعداء حقيقيين أو وهميين ، اضافة الى تمويل لا ينقطع لتنفيذ مشروع يقوم على "استمالة " عامة الشعب . ونجح الاسلاميون في اوساط الفقراء والمهمشين ، الذين لم تتغير "ذهنيتهم " منذ مئات السنين "وأداروا" حياتهم الاجتماعية بشكل ينسجم مع طروحات الاسلامويين ، فمعايير الشرف والموقف من المرأة والتزمت الديني وتقديس الموروث لم يكن طرحا جديدا عليهم فهو موروثهم الثقافي ونمط حياتهم وسلوكهم . وكانت اضافة الاسلاميين في البداية ، هي الدعم المادي للعوائل المستورة واهتمامهم "بجمع " الزكاة وتوزيعها .
ففكر الاسلام السياسي بمجمله لم يشكل تهديدا للغالبية المقهورة والمهمشة في المجتمعات العربية ، بل أجرؤ على القول بأنه "باعهم " وهما ، بأنهم سيسودون الارض لو ساروا وراء مخططه السياسي .
في المجمل ، لم تتطلب السيطرة على الشارع العربي المسحوق والمهمش ، وهو يشكل الغالبية ، كبير جهد من دعاة الاسلام السياسي .فالارض خصبة ومهيأة !!
الدولة القومية والتي تحولت الى دولة استبدادية ،حكمتها طبقة من الاسياد الجدد ، قد تكون قدمت القليل من "الرفاهية " المادية ، لكنها لم تغير حياة الغالبية بشكل نوعي ، بل وقعت هي الاخرى في "مطب " التاريخ والامجاد ، وكرست مفهوم الماضي الزاهر في مقابل حاضر باهت ومستقبل "مظلم " ، وساعدها في هذا الطرح ، مفكرون محسوبون على قوى التقدم ، مما رسخ الاعتقاد لدى الجماهير الواسعة ، بأن هذه الانظمة التي تحكم الدول ،هي انظمة ليبرالية علمانية !!وهو وتر أجادت قوى الاسلام السياسي العزف عليه ، وصدقت الغالبية بأن نظام مبارك على سبيل المثال هو نظام علماني !! طبعا وغيره من الانظمة والتي سنت قوانين وخاصة في قضايا الاحوال الشخصية انصفت المرأة ولو بشكل قليل !! لكنها كانت دولا بوليسية –عسكريتارية بأمتياز !!
وكردة فعل متوقعة ، تصدى مفكرون كبار لدراسة نقدية للتاريخ الاسلامي ولنصوصه المؤسسة منطلقين من رغبتهم للوصول الى الحقيقة اولا وللتنوير ثانيا !!لكن ميراث الدولة البوليسية والتي اعتمدت على مؤسسة دينية واستعانت بخطاب ديني مواز ، عمقت وساندت الفهم الذي بثه انصار الاسلام السياسي !!
ومعرفة الحقيقة ليست مما يسر عادة ، فالحقائق الدفينة في بطون كتب التراث صادمة كانت وما زالت !! ويرفض المسلم البسيط تصديقها ، بعد أن نشأ على طهرانية ونزاهة الرجال الاوائل في الاسلام !!
ووقع العلمانيون في فخ الاثارة والصدامية ، وبدأوا هم الاخرون في البحث عما يقوض "معتقدات " الغالبية ويظهرها بمظهر غير لائق !!
والبحث عن الحقيقة واجب كل مفكر وكل مستعمل لخلايا دماغه الرمادية ، لكن من يريد ان " يقود "عملية تغيير مجتمعية ، لا بد له من الصبر والتأني ومقارعة الحجة بالحجة ، والامتناع عن "اللعب " في الملعب الذي يفرضه الخصم !!! فالخصم يريد أن يشوه صورة الليبرالي –العلماني واظهاره كشخص معاد للقيم والاخلاق ، ليس له "ذمة ولا دين " ،اباحي ، يقضي وقته في السكر والعربدة !!
لذا علينا وخاصة نحن الذين نعيش بين ظهراني مجتمعاتنا ان نقارع الحجة بالحجة ، ولنا في القرأن المكي ، ما يدعم مقولاتنا ، خاصة وأننا نريد لمجتمعنا و؟لأهلنا الخير !! والخير هو أن لا يقعوا في ايدي وشباك "الاسلام السياسي " الذي يعاملهم كقطيع يسير على انغام ناي "الاسلام السياسي "!!
التعددية ، حرية الاعتقاد ، احترام المخالف ، لها ما يساندها في النص المؤسس ، كما وأن القتل والذبح لها ما يؤيدها في النص ايضا !!
فأذا كان لا بد من "تحضير ارواح " من الماضي ، فمن الاجدى استدعاء روح التعددية والحرية الشخصية في المعتقد والممارسة ،لوضعها في مقابل نصوص القتل والذبح !!
فنحن ، واقولها كعلماني ليبرالي ، أحب الخير لاهلي وللبشرية ،وكذا سائر العلمانيين ،لا ننشغل "بأعتقادات " الافراد ، بل ما يهمنا هو مستقبل قائم على الحرية ،العدالة ،المساواة ، وليعتقد من شاء ما شاء ، طالما ان حرية الاخرين مكفولة !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شك العاقل ويقين الجاهل .
- عقلية الاقصاء (المنتاليتي )...
- قطتنا وشرف العائلة !!!
- الاقتصاد السلوكي
- الاقتصاد والسلوك الانساني .. الجشع اولا
- لماذا ؟؟!!
- ابو غوش تدفع الثمن ..!!! أو بالعبرية بدلا من الالمانية
- صناعة الفتن ...
- بسهولة ويسر !!! أو ظاهرة العنف الدموي في الوسط العربي
- الاقنعة المتكسرة
- ساعات معدودات -تحت نير الاحتلال -...
- القضية الفلسطينية بين النوسطالجيا والواقع الموضوعي
- ورددت الجبال الصدى ....خالد حسيني وروايته الجديدة
- هل يمكن تعديل قانون الاحوال الشخصية ؟؟
- تعلموا من العبرية -تداعيات على طرح الاستاذ العفيف الاخضر
- عرب اسرائيل وطاقية الاخفاء
- جدلية اللغة واهلها
- التسعيرة ..
- خط احمر
- الحوار ، متمدن أم متدين ؟!


المزيد.....




- ما أوجه التشابه بين احتجاجات الجامعات الأمريكية والمسيرات ال ...
- تغطية مستمرة| إسرائيل تواصل قصف القطاع ونسف المباني ونتنياهو ...
- عقب توقف المفاوضات ومغادرة الوفود.. مصر توجه رسالة إلى -حماس ...
- أنطونوف: بوتين بعث إشارة واضحة للغرب حول استعداد روسيا للحوا ...
- مصادر تكشف لـ-سي إن إن- عن مطلب لحركة حماس قبل توقف المفاوضا ...
- بوتين يرشح ميشوستين لرئاسة الوزراء
- مرة أخرى.. تأجيل إطلاق مركبة ستارلاينر الفضائية المأهولة
- نصائح مهمة للحفاظ على صحة قلبك
- كيف يتأثر صوتك بالشيخوخة؟
- جاستن بيبر وزوجته عارضة الأزياء هيلي في انتظار مولودهما الأو ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسم حسن محاجنة - العلمانيون -يحضرون الارواح-