أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - التورط الأمريكي في سوريا ... ولعبة الشطرنج..؟














المزيد.....

التورط الأمريكي في سوريا ... ولعبة الشطرنج..؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




الهدف في لعبة الشطرنج ليس قتل الجنود بل تمهيد الطريق للوصول الى الملك ، هكذا علمتنا اللعبة الشيقة تلك. لقد عرف الروس في الماضي بمهارتهم في هذه اللعبة وكانوا حينها يحصدون الجوائز دون منازع ، لكن ذلك كان عقودا مضت ، أما اليوم فميزان القوة في هذه اللعبة يميل لصالح من يقود الثورة التكنولوجية وهي بدون شك الولايات المتحدة الأمريكية.

التقدم الأمريكي على الجبهة السورية قد بدأت طلائعه منذ مباشرة وزارة خارجيتها الاشراف على تجمع المعارضة السورية في الخارج ومن ثم دعمها بالمال والسلاح عبر الوسيط القطري- السعودي. وبعد مؤتمر الثمانية الذي انعقد أخيرا في بلفاست بايرلندا الشمالية بدأت الولايات المتحدة وحليفاتها برفع الحضر عن ارسال اسلحة نوعية لمقاتلي المعارضة السورية قادرة على حسم الموقف لصالحها.

لقد حدث هذا التغيير غير المتوقع بعد المؤتمر مباشرة ، ولكن ليس قبل اجتماعات ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني ومن ثم الرئيس الأمريكي مع الرئيس فلاديمير بوتين على انفراد. لقد استغفل الرئيس بوتين بعد أن استدرج ليظهرعلى المشهد ويطلق تصريحاته عن الحالة السورية ، وعن المدى الذي يمكن أن يذهب اليه دفاعا عن سوريا.

سوريا هي الدولة الوحيدة الحليفة المتبقية لروسيا في منطقة الشرق الأوسط عربيا واسلاميا. وقد بث الروس صورا عن نماذج لصواريخ حديثة مضادة للطائرات والسفن البحرية ، فكانت وكأنها استعراضا للقوة للجم الغرور الأمريكي. لقد أخطأ بوتين في فهم المناورة الأمريكية على لوحة الشطرنج ، وما يحتاجه الغرب هو حركة مدروسة أخرى ليسجلوا انتصارهم الساحق.

مرحلة كش ملك وهي الخطوة ما قبل الاطاحة بالملك قد حلت بوصول امدادات الاسلحة الحديثة عبر تركيا الى الجيش السوري الحر ، وقبل ذلك كانت قوات عسكرية وطائرات ومعدات وخبراء استخبارات قد وصلت الى مطار المثنى ومناطق أخرى في العراق.

وبعد عدة أسابيع من ذلك حلت في الأردن أيضا قوات عسكرية وطائرات ومعدات عسكرية تقف اليوم على أهبة الاستعداد لأي عمليات عسكرية تناط لها داخل سوريا. الغرض واضح تمام الوضوح هو تشكيل المزيد من الضغط على النظام السوري المستقوي بالقوة الروسية في ميناء طرطوس من جهة البحر وبقوات حزب الله المدعومة ايرانيا في لبنان.

الهدف في لعبة الشطرنج هو الملك ، لكن من هو الملك بالنسبة للأمريكيين الذي سيضحى من أجله بالكثير من المواطنين السوريين المدنيين والعسكريين وحتى بجنودهم أن تطلب الفوز برأس الملك..؟

الملك هنا بدون شك ليس بشار الأسد ، فهذا كان بالامكان ازاحته بالطريقة نفسها التي قضى بها على القذافي في سرت بليبيا ، أو على حسني مبارك في مصر وعلى علي عبدلله صالح والعولقي في اليمن وغيرهم ممن انتهت خدماتهم للولايات المتحدة.

وليس الملك حزب الله في لبنان فهذا الآخر سيدفع ثمن انتصاره على اسرائيل خلال حروب السنين الماضية. حيث سيتم الدفع به دفعا لقتال القاعدة داخل سوريا وعندها سيتم التعامل معه بعد استنزاف قواه البشرية وتدمير مخزونات أسلحته في كهوف جنوب لبنان الأقل وعورة من كهوف تورا بورا في أفغانستان.

الملك ليس ايران أيضا ، فهذه حليف قديم في مواجهة النفوذ الشيوعي كانت وما تزال قوة احتياطية لحصار روسيا عند الضرورة التي لم يحن وقتها بعد. ووجودها ومواقفها وتهديداتها التي بدت معادية للولايات المتحدة هي في الواقع قنابل صوتية موجهة لاخافة دول الخليج النفطية ، ولولاها ماتمكنت صناعة السلاح الأمريكية والبريطانية والفرنسية من حصد الأرباح بمئات المليارات من الدولارات سنويا.

فبفضل الضجيج الايراني يتهافت قادة دول الخليج على استيرد أسلحة تتجاوز قدراتهم الاستيعابية . وقد بلغ المتوسط السنوي لما أنفقته دول الخليج على استيراد الأسلحة من الدول الثلاث امريكا وبريطانيا وفرنسا خلال فترة 2000 - 2009هو : السعودية 27 بليون دولار ، الامارات 11 بليون دولار والكويت 4 بلايين دولار ، قطر 1,5 بليون دولار ، عمان واحد بليون دولار ، والبحرين 500 مليون دولار.

الملك في لعبة الشطرنج هذه هو روسيا ، فروسيا ما زالت بالنسبة للعقلية الأمريكية كابوسا سوفييتيا يحوم حولهم في اليقضة والمنام ، مرة في هيئة ستالين يتحداهم في كوريا والصين ، ومرة في هيئة خروتشوف يهددهم من قناة السويس وكوبا ، ومرة في هيئة غاغارين يستهين بهم من سفينته الفضائية فوق واشنطن ، ومرة أخرى في هيئة بريجنيف يهينهم في الفييتنام.
لقد آن الأوان للعبة الشطرنج أن تنتهي ، ولابد من الاطاحة بالملك لوضع نهاية للكوابيس.
علي الأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا ... والحركة الشيوعية العالمية..؟
- سوريا .. الحلقة الثالثة في مسلسل تدمير الأمم..؟
- هل من طريق ثالث ... بين الرأسمالية والاشتراكية ..؟ .. (الجزء ...
- ما بين مارغريت تاتجر.. وميخائيل كورباجوف..؟
- هل من طريق ثالث ... بين الرأسمالية والاشتراكية ..؟ ..(5)
- هل من طريق ثالث ... بين الرأسمالية والاشتراكية.. ؟...(4)
- هل من طريق ثالث .. بين الرأسمالية والاشتراكية...؟؟ ..(3)
- هل من طريق ثالث .. بين الرأسمالية والاشتراكية ...؟؟.. .(2)
- هل من طريق ثالث .. بين الرأسمالية والاشتراكية .... ؟؟...(.1)
- ما .. بعد الحرب الطائفية في العراق... ؟؟
- أطروحات الرفيق فؤاد النمري .. المثيرة للجدل ...( الأخير)
- أطروحات الرفيق فؤاد النمري ... المثيرة للجدل ... (3)
- أطروحات الرفيق فؤاد النمري .. المثيرة للجدل..(2)
- أطروحات الرفيق فؤاد النمري .. المثيرة للجدل..(1)
- العراقيون ... وتحديات ما بعد الاحتلال..
- الذكرى العاشرة لحرب ... ما زالت قائمة... (الأخير )
- الذكرى العاشرة لحرب ....مازالت قائمة.. (3)..
- الذكرى العاشرة لحرب .... ما زالت قائمة ....(2)
- الذكرى العاشرة لحرب.. ما زالت قائمة.... (1)
- اسرائيل .. وكردستان العراق...؛؛؛


المزيد.....




- نظرة على ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية ونطاق تهديدها
- بعد ليلة دامية.. كاتس يُهدد سكان طهران بـ-دفع الثمن-.. وبزشك ...
- الإعلام الإيراني ينشر تحذيرا أمنيا: إسرائيل تستخدم تتبع الهو ...
- تضرر مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب إثر صاروخ إيراني.. هل ...
- مراسلتنا: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين جراء الهجوم الصاروخ ...
- الجيش الإسرائيلي: بحريتنا اعترضت للمرة الأولى 8 مسيرات باستخ ...
- روسيا.. اختبار مفاعل حيوي يعتمد على الطحالب الدقيقة لضمان ال ...
- الناتو يطلق مناورات في فنلندا بمشاركة أكثر من 40 طائرة حربية ...
- إعلام عبري: صاروخ إيراني انفجر مباشرة بين ملجأين في بيتاح تك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ أطلق من اليمن


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - التورط الأمريكي في سوريا ... ولعبة الشطرنج..؟