أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - ما .. بعد الحرب الطائفية في العراق... ؟؟














المزيد.....

ما .. بعد الحرب الطائفية في العراق... ؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4081 - 2013 / 5 / 3 - 22:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما .. بعد الحرب الطائفية في العراق... ؟؟

علي الأسدي

سؤال يشغلني كثيرا وبدون شك يشغل كثيرين ، لا أعرف جوابا له ، وخشيتي أن تتحول المدن العراقية الى مقابر لسكانها دون مسوغ ، فصور الخراب الذي تتناقله القنوات الفضائية عن سوريا هي صور مصغرة لكنها نموذجية لبلد اختار قلة من مواطنيه تحويله الى أرض محروقة غير صالحة للحياة. فهل نتيح لهم ذلك ، ونلتزم الصمت في وقت ينادينا صوت العقل " أن اقطعوا الطريق عليهم ، وامنعوهم من تمرير مخططهم الخبيث ".
لكن ماذا لو نجح أعداء العراق في اشعال فتيلها ..؟

فهل سيكون الأطفال في مأمن من النيران ، وبناتنا وزوجاتنا وأمهاتنا من الاغتصاب عندما يهاجم الناس بعضهم بعضا في الشوارع والساحات والأسواق والمساجد كالمجانين ..؟

هل ستهاجم مدن مدنا أخرى بدون سبب ، كأن يتجه أهالي جانب الكرخ ضد جانب الرصافة ، أو سكان المناطق الغربية ضد سكان كربلاء والنجف ، أو أهالي الموصل ضد مسيحيي تلكيف وتلسقوف وبطناية ، أو أهالي البصرة ضد أهالي سامراء ، أو سكنة مدينة الثورة ضد سكنة خان بني سعد ، والجيزاني وعكركوف برغم بعد المسافة بينهم..؟

وماذا بشأن الجيران ، هل سيهاجم الجار جاره بدون سبب مسبق ، فقط لأنه من طائفة أخرى ، وهل سيحطم باب بيته أولا ، ثم بعد ذلك يقتحم داره ويقطعه إربا إربا، وهل سيفعل ذلك أمام أطفاله وزوجته والجيران الآخرين..؟

هل سيستخدم الجار ضد جاره قنابل حارقة يرميها عبر النافذة ويعود الى بيته ليراقب ويستمتع وهو يسمع استغاثة جاره فلا من مجيب. وماذا سيقول لطفله الذي يسأله : لماذ يا بابا احرقت أهل صديقي الذي ألعب معه كل يوم ، ها - لماذا فعلت ذلك يابابا..اذهب الى الجحيم فأنت منذ اليوم لست أبي..؟؟

وماذا بشأن جسور بغداد ، هل سيتوقف العبور من جهة الرصافة الى جهة الكرخ تحاشيا للصدام أو بالعكس ، أم سيعبر الأهالي الجسور لمقاتلة اهالي الجانب الآخر في عقر دورهم مستخدمين كل ما يتوفر في بيوتهم من سهام وسيوف وأواني الطبخ وغيرها..؟؟

وماذا عن اهالي مناطق مثل سوق الغزل الذين لا يعرفون لأي طائفة ينتمون ، فهل سيستخدمون القرعة ليتعرفوا على أصولهم الطائفية قبل مباشرة القتال فيما بينهم..؟؟

وهل ستكون هناك مناطق حياد يلجأ اليها من لا يرغب بالقتال ، وماذا سيكون مصير منطقة الكريعات في الكرخ ، ومنطقة عكد النصارى و بني سعيد وقنبر علي في الرصافة اذا اعلنت وقوفها على الحياد في القتال الذي سيدور بين الأخوة من بقية الطوائف..؟؟

ماذا سيكون مصير أولئك الذين وقعوا المذكرة الأخيرة التي وجهها بعض الكتاب الى المسئولين في الحكومة العراقية ، هل ستسري عليهم الأحكام باعتبارهم مرتدين مع انهم أعلنوا تبرئهم من طوائفهم احتجاجا على الشحن الطائفي الذي يمارسه بعض أطراف النزاع..؟؟

انها أسئلة مشروعة ، صيغت باسلوب ساخر ، لكنها ليست للسخرية والضحك ، بل للتذكر واليقظة من الانزلاق في أتون حرب لا يريدها ولا يسعى اليها العراقيون. انها مستوحاة من واقع حروب طائفية مجنونة حدثت في بلدان عدة وفي أزمنة مختلفة ، لكنها متماثلة في مبرراتها ونتائجها المأساوية وتكاليفها المادية والنفسية والاجتماعية.

ما حدث من حروب طائفية وعنصرية في لبنان وفلسطين ، وفي البوسنة وصربيا وكرواتيا ، وبين انكلترا وايرلندا الشمالية ، لا تشكل شيئا من حربنا الطائفية القادمة ، فتلك حروب خاضها سكانها مباشرة ضد بعضهم البعض دفاعا عن مصالح قالوا انها عادلة.

لكن الحرب الطائفية القادمة في بلادنا لا تمارس من أجل أي نوع من المصالح ، هي حرب يخوضها عراقيون ضد عراقيين لا مصلحة لأبناء شعبنا فيها ، لا من قريب أو بعيد. انها حربا بالنيابة عن قطر والسعودية ومشايخ الجهل والتخلف الاخرين في خليج الخنازير العربي ، انهم لا ينكرون دورهم في الفتن ، فقد قدموا الأموال والهدايا لسياسيين كبارا لشراء ضمائرهم ونجحوا أيما نجاح. عدا ذلك لا مصلحة لنا في حرب تهدد حياة الملايين من العراقيين.

فهي ضد مصلحة الكادحين والفقراء ، وضد مصلحة البرجوازية الوطنية من صناعيين وتجار كبار ، وضد مصلحة الطبقة المتوسطة من أصحاب الحرف وفئات الموظفين في قطاع الدولة ، وضد الطلبة والعاطلين عن العمل ممن يحلمون بوظائف توفر لهم دخلا نظيفا يحسنون بواسطته حياتهم وحياة عائلاتهم.

هي ضد مصلحة الأمهات والأطفال ، وضد الطفولة المستقرة , وضد مصالح ابناء الجيش والقوات الأمنية الذين كغيرهم يحلمون بحياة آمنة لهم ولأطفالهم ، هي ضد المؤسسات الثقافية والاجتماعية ، هي ضد الاستقرار والسلام والتآخي الاجتماعي ، هي ضد التنمية الاقتصادية والرخاء.

ان حربا ضد مصالح كل هؤلاء لا ينبغي أن تسال بسببها قطرة دم واحدة ، انها حربا مخزية وعبثية ، هي وصمة عار في تاريخ من يساهم أو يكون سببا في اشعالها من أي طائفة أو قومية يكون.
علي الأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطروحات الرفيق فؤاد النمري .. المثيرة للجدل ...( الأخير)
- أطروحات الرفيق فؤاد النمري ... المثيرة للجدل ... (3)
- أطروحات الرفيق فؤاد النمري .. المثيرة للجدل..(2)
- أطروحات الرفيق فؤاد النمري .. المثيرة للجدل..(1)
- العراقيون ... وتحديات ما بعد الاحتلال..
- الذكرى العاشرة لحرب ... ما زالت قائمة... (الأخير )
- الذكرى العاشرة لحرب ....مازالت قائمة.. (3)..
- الذكرى العاشرة لحرب .... ما زالت قائمة ....(2)
- الذكرى العاشرة لحرب.. ما زالت قائمة.... (1)
- اسرائيل .. وكردستان العراق...؛؛؛
- الصين الشعبية ... والانتقال الى الرأسمالية...( الخامس)..
- الصين الشعبية .... والانتقال الى الرأسمالية .. (4)..
- الصين الشعبية ... والانتقال الى الرأسمالية... ( 3 )...
- الصين الشعبية ... والانتقال الى الرأسمالية... (2)..
- الصين الشعبية ... والانتقال الى الرأسمالية ..(1)
- القرضاوي .. يتدخل بالسياسة العراقية ؛؛؛
- المحذور الذي كنا نخشاه ... قد وقع ؛؛؛
- التعامل الايجابي مع مطالب أهل الأنبار .. واجب وطني..
- لا تصبوا الزيت على النار... بل اخمدوها...؛؛؛
- التورط التركي في سوريا .. لمصلحة من ...؟؟


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - ما .. بعد الحرب الطائفية في العراق... ؟؟