أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي الأسدي - التعامل الايجابي مع مطالب أهل الأنبار .. واجب وطني..















المزيد.....

التعامل الايجابي مع مطالب أهل الأنبار .. واجب وطني..


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 09:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يحاول بقايا النظام السابق استغلال معاناة المواطنين وسخطهم على اجراءات وسياسات حكومية خاطئة وعاجزة لتحويلها الى صدام مسلح ضد السلطة بهدف الاطاحة بها من خلال تأليب طائفة ضد طائفة أخرى بهدف التسبب في حرب طائفية ، وهو أمر مرفوض ولا ينبغي لمنظمي التظاهرات أن يسمحوا بذلك. وحسب ما جاءت به الانباء أنه قد جرى تلافي هذا العيب لاحقا ، ورفعت بدلها شعارات تدعو للأخوة العراقية مثل " كلنا حسينيون من الانبار حتى كربلاء " كما نقلته وكالة شفق نيوز للانباء في 18-1-2013.

احتجاجات المواطنين في مناطق البلاد وخاصة في نينوى والانبار وصلاح الدين وكركوك هي ممارسة مشروعة لعرض همومهم ومطالبهم بطرق سلمية. ومن الضروري جدا تعامل الحكومة معها بواقعية وحرص ، وأن تستجيب ما أمكن لها بما يتناسب مع القوانين النافذة ، وأن تتجنب استخدام العنف تحاشيا لمنح الفرصة للمتصيدين في الماء العكر لتنفيذ مآربهم كما يحاول الهارب عن وجه العدالة البهيمة المأفون عزة الدوري.

ويبدو أن هناك من يحاول اعطاء الانطباع بأن المحافظات ذات الأكثرية الشيعية تتمتع بخدمات واعمار وتنمية اقتصادية أفضل مما في محافظات ذات أكثرية سنية. لكن مثل هذا الزعم خاطئ تماما ، فالواقع الحالي في المحافظات ذات الاكثرية الشيعية ليس كذلك ، ولم يكن في يوم من الأيام كذلك حتى في زمن النظام السابق ، فمن يحمل هذا الانطباع قد غرر به بالتأكيد ، فالاهمال والتهميش كان وما يزال ماثلا للعيان كصفة دائمة للتنمية الاقتصادية العرجاء في العراق بصرف النظر عن الهوية الطائفية للمدينة أو المحافظة.

فمدينة الكاظمية مثالا وهي مدينة مقدسة كما يتردد في الاعلام الرسمي وليس من قبل سكانها الفقراء لم يجري عليها أي تغيير منذ الخمسينيات ، بل هي اسوء الآن مما رأيتها قبل حوالي العام ، وأسوء كثيرا مما عرفتها قبل نصف قرن. فيكفيها رخة خفيفة من المطر لتتحول الى أوحال تختلط فيها مياه السماء بالمياه الثقيلة ، فتتصاعد الروائح الكريهة من كل صوب. أما عن المدينة القديمة فهي عبارة عن خرائب متداعية ، وكأنها أطلال مدينة من عصر آخر تحتضر.

لا يشعر الزائر بالأمان اثناء تجواله في أزقتها المكتظة بباعة الأرصفة ، فيمكن أن ينهار عليه جدار من هذا الجانب أو ذاك فساكني البيوت فقراء معدمون ليس لهم الدخل الكافي الذي يعينهم على ترميم بيوتهم المتهالكة. ليس ذلك فحسب فالزائر خلال سيره في تلك الأزقة يمكن أن يقضي مصعوقا بواحد او أكثر من أسلاك الكهرباء التي تشكل شبكة عنكبوتية فوق رأسه أينما ولى وجهه في المدينة المقدسة المغضوب عليها عبر العصور.

بدون مبالغة ليس في المدينة شارعا واحدا سليما ، فأغلبها وعرة وقذرة ، وبدون مبالغة أيضا ، فالمدينة التي زرتها قبل شهور اتعس مما أتذكرها قبل خمسة عقود. انها تذكر بأحياء فقراء مدينة الدار البيضاء في المغرب ، العاصمة الأقتصادية للدولة المغربية. يصعب وصف أحياء الصفيح تلك لكثرة وعمق مشاكل سكانها ، فحتى الأثرياء الذين يتقربون الى الله كذبا ببناء بيوت الله ، لم يبنوا هناك مسجدا واحدا لرشوة ربهم. لكن الفقراء قد اعتمدوا على أنفسهم فقاموا ببناء مساجدهم بايديهم وبامكاناتهم المحدودة بعد ان اقتطعوها من لقمة يومهم ، فقد اقاموها من الصفيح وبقايا الحجارة. وهكذا يفعل الأثرياء في الكاظمية ، ففي الوقت الذي تتدفق الأموال منهم نحو ترميم ضريح الامام مع أنه ليس هناك شيئ يمكن ترميمه يعاني أهالي المدينة من الفقر المدقع وشحة المياه الصالحة للشرب في حين هي جزءا من العاصمة.

أما كربلاء المقدسة الأخرى فكيف أصفها لمن لم يزرها أبدا ، زيارتي لها قبل شهور اقنعتني انها أكثر خرابا مما رأيتها عام 2005 ، فعملية توسيع شارع وسط المدينة مازالت جارية كما تركتها منذ زيارتي لها حينها. وبناء موقف سيارات حديث لم تكتمل بعد ، ولا أدري تاريخ البدء فيه ومتى ينتهي ، فهذه ظاهرة لا يفسرها الا خبراء الاعمار الجدد. فهؤلاء المعماريون يستخدمون مثل هذه المشاريع للدخول في مشاريع وهمية لا بداية لها ولا نهاية. وقد قلت لزميل لي رافقني في جولتي ألا يشعر الناس بالغضب من هذا الاعمار الزائف ، فيثوروا على السلطات الحكومية التي انتخبوا مسئوليها لتخدمهم لا لتعذبهم بهذا التخريب الذي يسموها اعمارا..؟

أما عن بغداد العاصمة فليس فيها معلما واحدا يدعو أبناءها للفخر ، أو الاحتفاظ بذكرى جميلة عنها ، سواءا كنت قادما اليها من الخارج بعد زيارة قصيرة ، او مغادرا لها للراحة من عذابات انقطاع الكهرباء أو من قذارة شوارعها وزحمة المرور فيها. فأي رحلة الى وسط المدينة لا تستغرق في الظروف الطبيعية أكثر من ربع ساعة ، تأخذ منك ساعة ونصف وأحيانا أكثر من ذلك. هذا عدا التلوث وزحام السيارات الذي يذكرك بمدينة بومبي أكثر المدن ازدحاما وتلوثا في العالم.

ليس لنا ما نحسد عليه نحن أبناء بغداد ومدن الوسط والجنوب يا أخوتنا في الأنبار ، فنحن نعيش المرارة نفسها التي تحييونها ، فهل زار أحدكم البصرة ، لقد حولها الفساد الى مزبلة للنفايات النووية. ولو تظاهر اخواني أهل الأنبار وصلاح الدين ونينوى في بغداد لكنت قد شاركتهم مظاهراتهم واعتصمت معهم في مخيمات اعتصامهم.

لقد كتب عن موضوع الاحتجاجات العديد من الكتاب تأييدا لمطالب المتظاهرين وانتقدوا في الوقت نفسه بعض الشعارات الطائفية التي أطلقها مندسون. وكان من أوائل من كتب عن ذلك الحزب الشيوعي العراقي ، وقد أشرت لبيانه بهذا الخصوص في مقالي السابق حول نفس الموضوع. بينما كتب آخرون تأييدا للاحتجاجات بشكل مطلق دون شجب للتصرفات الطائفية التي رفعت اثناء التظاهر مما أساء الى الجوانب الايجابية في كتاباتهم.

وقد كتب الاستاذ الدكتور سيار الجميل وهو واحد من ألمع الشخصيات العلمية العراقية كتب في صحيفة البيان الاماراتية بتاريخ 15-1-2013مقالا مهما بعنوان " حقيقة احتجاجات العراقيين " تعرض فيه للمظاهرات التي شهدها العراق في الأونة الأخيرة. المقال وان بدأ انفعاليا كرد فعل على الأحداث ولا ألومه على ذلك فله كل الحق في استخدام الطريقة التي يراها مناسبة للتعبير عن آرائه ، لكنني لم أشعر انه سعى للتهدئة الضرورية في هذه الظروف الدقيقة. لكن الاستاذ الجميل اختتم مقاله المهم بروح وطنية بناءة تستحق الاشادة ، وقد اقتطفت من المقال الجزء التالي :

" إنني واثق من أن العراقيين اليوم يريدون حكماً مدنياً عادلًا، وحكومة مركزية تبتعد عن خلق المشكلات وصناعة الأزمات، وتقترب من كل الناس وتكون في خدمتهم، تمنحهم حقوقهم وتبعد عنهم الظلم والأذى، وتطلق سراح مئات النسوة العراقيات من السجون والمعتقلات وان تحترم الحريات ولا تفرق بين الناس ، وتؤمن بالشراكة الحقيقية بعيداً عن العنجهية الأحادية.. مطلوب ثورة اجتماعية وطنية تؤسس للعراقيين مستقبلًا جديداً، وتخرجهم من ظلمات الانقسامات والكراهية إلى حياة العصر.. مطلوبة هي الوطنية العراقية بأروع صورها الديمقراطية."



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تصبوا الزيت على النار... بل اخمدوها...؛؛؛
- التورط التركي في سوريا .. لمصلحة من ...؟؟
- لماذا يتدخل الغرب ... في الشأن الداخلي السوري...؟؟
- ملاحظات حول رسالة أينشتاين ..ردا على ابراهامي...
- لماذا رفض الفلسطينيون ... القرار الدولي رقم 181 ....(الأخير) ...
- لماذا رفض الفلسطينيون .. القرار الدولي رقم 181.....( 1 )...؟ ...
- الذكرى ...... التي تحمل آمالا جديدة...
- لماذا اغتالت اسرائيل ... أحمد الجابري .. ؟؟
- حوار ودي ... مع شيوعي أنارخي...
- قرارالأمم المتحدة حول فلسطين مدعاة للابتهاج... أم البكاء.... ...
- حوار ودي ... مع شيوعي كوموني . ..
- الرأي اليهودي الآخر...في الحرب على غزة ..
- رسالة طفل من غزة .. الى الجنرال ايهود براك ..،،
- هل بدأ الزحف .. يا ولدي..؟
- الحقائق الثابتة ... التي لا يريدون لنا التحدث عنها ...(3)..
- الحقائق التي ... لا يريدون لنا التحدث عنها.... (2)..
- عندما تشن اسرائيل الحرب ... على السجن..؛؛؛
- الحقائق التاريخية ... التي لا يريدون لنا التحدث عنها .. (1). ...
- عن أي عالم آخر .... نبحث ...؟
- احتواء الصين ... في الاستراتيجية الأمريكية ... (الأخير)..؛؛


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي الأسدي - التعامل الايجابي مع مطالب أهل الأنبار .. واجب وطني..