أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام شادى - حجارة مرصوصة















المزيد.....

حجارة مرصوصة


حسام شادى

الحوار المتمدن-العدد: 4131 - 2013 / 6 / 22 - 20:57
المحور: الادب والفن
    


أجمع كتل حجارة وأرصها بشكل معين بحيث تقول على لسانى شكراً ، فى حين لسانى ثقيل وصوتى مخنوق وأظن أن عينى حمراء بسبب ضعف نظر حل بها الى جانب تأثير الشرب ، يناولنى علبة السجائر الكليوباترا الصفراء وعلبة مناديل أو كيس مناديل ورقية ، صحيح .. كانت شكراً فى لحظة إمساكى بهما ، عقلى سارح فى أشياء كثيرة معظمها يظهر لى ك كراتين فارغة يفتحها أحدهم يعمل على الة التفكير بداخله ، أتخيله واقفاً وبفمه سيجارة معلقة يمسك طرف فلترها بأسنانه ويرتدى بنطلون فقط بلا ملابس داخلية فوقية ولا تيشيرت ولا قميص ، فجو المكان وكأنه يقف أمام ألة صهر فى ورشة معادن بدائية ، أو ورشة زجاج فهذا أفضل ، فلعله بعد أن يفرغ محتويات الكراتين والتى هى مخلفات زجاج مختلفة الأحجام والألوان قد جمعت بشكل غير منظم من مخلفات بشر كثيرون يعيشون بمدينة قذرة ولكن لهم مخلفات كثيرة ، ربما عندما يغضبون يكسرون أشياء زجاجية مختلفة ربما معظمها زجاجات خمور أو بيرة وزجاجات مياه غازية ، وفاذات وطفايات سجائر ، ربما تصنع كلها لهذا الغرض ، إمتصاص أو تفريغ غضب الناس بديلاً عن قتلهم لبعض أو قتلهم لأنفسهم .
لدى حلم يقظة من ضمن موسوعة أحلام يقظة تفوق فى حجمها " الياسة " جنكيزخان ، حلم أنى أمسك زجاجة فودكا أو ويسكى كبيرة وأنا جالس سانداً ظهرى على جزع شجرة الجميز العجوز جداً والتى كنت أجلس سانداً ظهرى إليها وأنا طفل فى مكان منعزل جداً فى أخر طريق يسمى " الملال " وقدمى فوق مياه الملال وأنظر لسكون الماء الذى لا يحركه سوى هزات يدى التى تمسك بالصنارة فيتحرك الغماز الفلينى ذو الثلاث ألوان ويصنع دوامات ماء صغيرة لكنها لا تشبه تلك التى تصنعها حين تلقى طوبة بالماء ، بشكل كبير تشبه حركة المياه خلف مركب هادئ ، أجلس هناك وأشرب من الزجاجة اللتر ثم أكسرها على الجذور الكبيرة الناشفة للشجرة ، والتى يمكن وصفها بانها كشجرة صغيرة ملساء ناشفة جداً تعيش فى الماء لا فى الأرض ، وربما هربت من الأرض مللاً من طول عشرة مع الطين ودود الأرض وجذور الأشجار الأخرى ، وربما أيضاً الجذور الجديدة للشجرة التى قد يزيد عمرها عن المائة عام ، تخيلتها أكبر من هذا بكثير وسألت جدى فأخبرنى أنه كان يجلس عندها وهو فى نفس عمرى ، وحده أيضاً . وحذرنى من تكرار الأمر ، وحكى لى عن الصاعقة التى أصابت الشجره المجاورة لها وقسمتها نصفين ، تذكرت الموقف وأن أقرأ كافكا على الشاطئ والدراسة التى قامت بها الأنسه ساييكى عن الناجون من الصواعق وحواراتها معهم ، وبالطبع لا أتساءل ان كانت قابلت جدى أم لا .
فأتركه يحلق ذقنه فى مرأة صغيرة لها إطار بمبى وأحلم بأنى أكسر الزجاجة بعنف وألقيها فى المياه فيكون بها شئ من الشراب فتسكر جزور الشجرة وتسكر الأسماك وكل ساكنى الترعة الصغيرة ونلعب سوياً ونحكى كثيراً وتصير الشجرة بيتى فأنام بالفراغ الكبير بجزعها الضخم و الذى يسعنى الدخول به أنام هناك غير مرتعب من حيوانات الغيط الليلية ولا الثعابين ولا عفاريت الأرض الذين يصحون ليلاً . حلم بى وأنا صغير .
يكلمنى بتعالى الناصح الناجح الكامل موظف المكتب مالك الكرش الكبير والزبر الصغير والقذف السريع والصوت المريع والحواجب المضغوطة و جنون الإرتياب وحب تكسير عظام الضعفاء و الخنوع أو الخوف من زوجته و الذى يكفيه الإستعراض أمام الكل بإمتلاكها إلى جانب أمراض دهون الدم ومشاكل الفقرات القطنيه ووظيفة دفع أباه رشوة ليحصل عليها بعشرات الألاف ، عن قيمة العمل وضرورته للصحة النفسية والجسدية للإنسان وأن أمراضى الوراثية سببها طول جلوسى أمام المكتب ويسخر من إستمرارى فى فعل القراءة وأنى لست بموظف ولا نافع للمجتمع المعرص كحاله ، وأن فشل علاقة الدعارة الإجتماعية وإنفصالى عن زوجتى وعدم رؤيتى لإبنى من وقتها موضوع فى قمة القذارة ، وأن تدخين الحشيش حماقة توقف هو عنها قبل أسبوعين ، وأن سبب كل ما أنا فيه أنى لا أصلى وشك مجتمع أهبل فى أنى لا أتبع دينهم ، ويقوم بدور المهتم بأن لا ألقى بالنار ، ولما أشرح له حقيقته وأنه لا فرق كبير بيننا سوى إستئصالى لمدرات الخراء بعقلى وإستبدالها بأخرى تنتج خراء من نوع أخر ، يكاد يبكى ، ويقول من خلال صوت متألم يكذب أو لا يستطيع التخلص من مكوناته القديمة ، طالما دنيانا ضاعت فلماذا نضيع الأخرة . أشخر فى وجهه لمجرد أنه لازال يتذكر كلام الباكبورتات هذا فيصمت ثم يقول بأن كل النهايات واحدة وكأنها كانت حتمية ولكنك كنت من أراح دماغه ولم يتعب نفسه ، وأنى كنت أجلس فى أخر الطريق من البداية سكران وأضحك وكأنى كنت أعلم انهم كلهم سيحضرون واحداً وراء الأخر ، ولكنى أسكت ولا أخبره أنى بالفعل كنت أعلم كل هذا لأنها فقط حسابات عامه مجردة ، صناعة سلطة يعبدونها ، ولكنى لم أتخيل أنهم سيسقطون محطمى الجماجم والأنفس وبجيوبهم سلاح سلمه لهم نايكى دماغهم مكتوب عليه أنه موجه لرأسى منذ أن كنا أطفالاً . لكنى كنت أعمى . وبالطبع كسلان .

كان العامل يلقى بمحتويات كرتونة فى ألة الصهر الحامية التى تغلى الزجاج بمجرد أن يسقط بها ، فى الوقت الذى كنت أقوم بالحركة الميكانيكية لدفع النقود وتناول العلبتين من يده مع الباقى وقولى لشكراً ، سرحان لا يشغلنى عن شكر شخص يقدم خدمة مقابل مال بكلمة سريعة لكنها بدت له غريبة ربما لشدة صدقها الذى لا مبرر له بل لا معنى له ، فيكون رده الشكر لله ، رد جعل دماغى تهتز بعنف بالطبع بالداخل وتسقط الحمم على العامل وعلى جدرانها وأرضيتها فتحترق دماغى حتى لأظن أنه كان لابد وأن يكون لها مدخنة حتى تغير درجة حرارتها وتخرج الدخان ، غريب رده . وغريب أنا بالطبع .
ربما كلما التقينا نتذكر أننا نعرف عن بعض تفاصيل الحياة السفلية الخفية شبه العلنية ، قد يكون عنوانها الرئيسى معروف للكل وقد يكون جزء من الفهرس أيضاً ولكن لا أحد غير المشاركين فى الرواية حتى وان لم يتقابلوا يعلموا كل التفاصيل ، حكايات تلقى فى جلسات شلل مختلفة وتنتقل فيما بينها ، شئ عادى ، لا شئ غريب ان يقال كلام خارج عن العادى ولكن بخارجها يحاول المعظم تمثيل أنهم يشبهون الكل فيعلق هو على باب محله صورة لمرشح الإخوان قبل انتهاء الإنتخابات ، بأسفلها يظهر جزء من صورة لمرشح الحزب الوطنى كانت هناك قبل يوم ، سؤال عبيط لماذا نحيا بشخصيات مختلفه ؟ ولماذا انا مجنون حين ارد بابتسامه صفراء انى قد تنازلت عن الجنسية الفخيمة الوطنية القومية المهلبية لى فتره وانى احيا هنا بشكل مؤقت حتى اجد مكان اخر قد يرضى ! ؟



#حسام_شادى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدمن على كراهية الكائنات المحيطة
- جزيرتى العبيطة المعزوله
- مسخى المدلل
- أورجازم مجنون
- ريكى ريكاردو تحياتى
- فيلم أكشن أمريكانى : 1
- قتل الإيهام
- عن أزمتنا مع الخطاب المتوارث
- حديث عن لاشئ
- أحلام ذاكرة التجوال وقت حظر التجوال
- إيراد غير متوقع
- مجرد تدريب
- تاريخ من الرفض والبناء لن يتوقف
- مصر والدستور واللامعقول
- أربع سنين يا عبد الكريم
- كريم عامر ليس بداية وليس نهاية فمن القادم
- نفسى أقولها من قلبى...... عيد سعيد
- لماذا لم يتحرك الشعب المصرى حتى الأن
- أنت والأخر
- محاولة لقرائة أسباب الموات السياسى فى مصر


المزيد.....




- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام شادى - حجارة مرصوصة