أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام شادى - حديث عن لاشئ















المزيد.....

حديث عن لاشئ


حسام شادى

الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 18:44
المحور: الادب والفن
    


نسقط فى نوبات إكتئاب عنيفة كل فترة . نوبات غريبة لكن لابد و أنها مردود لمخزون يظل يتراكم ويتراكم ، مخزون ليس دائماً خاصاً بى وحدى ولا بك وحدك بالطبع ، ولابد وأن السبب الرئيسى فيها هو الصمت ، الصمت وسط زحام يتكلم بلا توقف أو يلقى بأمراضه عليك بسخرية أو إشتغالة أو غيرها لا لشئ سوى أن المياه راكدة .
أتعلم بالأمس ذهبت مع الأصدقاء للحديث مع الهواء النقى والأرض السوداء المخضرة أو ما تبقى منها ، قابلت حماراً هائماً وحده ، للحظة تخيلته يشير لى من بعيد ، وحينما إقترب وقف و بصوت واضح أشار لى أن أترك الأصدقاء لأنه وصله حلمى الذى كنت أستدعيه فيه لتحقيق حلم قديم قدم إطلاعى على حوار توفيق الحكيم وحماره .
تمشينا بغيط برسيم قصيرة عيدانه لكن لونها لا عهد لى به ، سألته عنها فأخبرنى أن خيالى هو من أحال لونها كما أرغب وأنه لديه القدرة على تحقيق خيالاتى مهما كانت غرابتها .
سألنا سوياً سؤال واحد فى وقت واحد وبنفس مخارج الألفاظ .
وماذا بعد ؟
ضحكنا وبدأنا حوار به قدر غريب من الغرابة غرابة الموقف كله .
بالأمس كنت شجرة موز . واليوم عبرت لأصبح لبلابة تبحث عن شئ غير منظور ترتفع وتهبط وتتلوى لأجله ، لا ترسم لى طريق ، ولا تحاول أن تتخيل لى طريق مضى لفظنى أو لم يكن مناسباً ، سأستمر بحرية ، وأنت أيضاً حر للغاية .

لكن السؤال البسيط لماذا تشغل عقلك وإحساسك بالأخر ، ليس هناك أخر ، الكل واحد يا صديقى ، واحد فى شره وخيره ، وليس هناك أيضاً خير وشر ، قد يكون لكل خيره وشره الخاص .
أخبرنى صديق يوماً ما ونحن بالطريق أن أبحث عن حكاية لدى أحد الأنثروبولوجين ، تحكى عن مقابلة له مع ساحر قبيلة بدائية ، سأله عن الخير والشر ، فأجابه ببساطة أن الخير هو أن تقتل قبيلته الكثير من افراد القبائل الأخرى وأن يستولوا على ما لتلك القبائل كله ، طعامهم أسلحتهم نسائهم أو كل ما له قيمة كل ما يطرح للبيع بمقابل ، والشر بالطبع ان يحدث لهم ذلك بيد قبيلة أخرى .

بعيداً عن كلامنا ولكن هل تتخيل أن هذا المنطق لازال هو المنطق السائد ، شئ غريب أليس كذلك .

هناك معركة تدور منذ الأزل فى محيط لم يتعدى نقطة على شريحة زجاجية تحت المجهر ، معركة تافهة ، فلا تنشغل كثيراً ، يعبرون وتعبر أنت أيضاً ، هكذا ويستمر الجميع ولا نهاية ، الأمر بسيط ، لكنى معك فى أنه يجب أن لا نكون عمياناً ، ولكن لا أحد يعلم جيداً ما الأمر سوى من عبروا سوياً ، خذ طريقك أنت بحرية ، لا تنشغل بغيرك إلا حينما يدوس قدميك ، و لا تلومن ماض ، ولا تلومن طرف وحده .

أدرك أن للذرة كما تعلم انت أكثر منى تفاصيل تكوين كثيرة ، كن بسيطاً كما أخبرتك ، فالحياة لا تتوقف حتى بكل ما فيها .
لعلك تناسيت دم كثير أراق وفى النهاية أدرك كثيرون أنه كان بلا داع ، أو عطل عمله تدخل كنا نخشاه فعلاً لكنه حدث ولازلنا نقاومه ، بالطبع ليس هباء بالكلية ، لكنه خطوة وراءها خطوات ، وهذا ما نحاول فعله ، تحينا أشياء ، أو قل تلهينا عن أشياء أخرى لدينا .
ولكن إستغلال أحدهم للحظات كشف لم تحدث إلا بالقرب منه لكى يحولها لمادة للبيع والشراء وتناسى أنه لابد وأن يدفع ثمن هذا البيع لما لا يملكه .
أن تبيع نفسك بثمن كسيدة لا تملك قوت يومها أمر قد يحدث ، ولكن أن تبيع غيرك فهو أمر ينهى الطريق ، تقول الأسطورة بأن من يتوقف على أول طريق القتل سيصل ، ولكن إلى أين سيصل هذا سؤال لم تجب عنه الأسطورة ، تركته لكل سائر ليحدده ، ولكن ما قد نفهمه أنه لكل طريق نهاية ، نهاية ما ، وليست النهاية تعنى أنه يجب أن نتوقف .
ولكن هناك مالابد وأن يحدث سيعلق بك يعلق بملابسك شئ من تراب الطريق ، فلا تلومن نفسك ولا تلومن التراب ولا تلومن الطريق ، ولكن هذا ما يحدث دائماً ، حتى لو كنت تركب عربة مرتفعة القيمة ، فلم تكن مغمض العينين ولم يكن إحساسك منفصل عن كل ما بطريق العربة .
الأهم أن نعلم أنه لا طريق يستمر دائماً ، لكن كلما وجدته إنتهى ، لا تنكر بالطبع انك كنت عليه لا تنكر أنه هناك طرق أخرى .
لكن لا تجلدنى لأنى دافعت عن ما تبقى من حياتى ، وأنى تأذيت خلال العبور ، ولن ألومك أيضاً ، ولا ألومك الأن فمن أكون كى أفعل ما تحاول فعله ?
أو كما قالها محمود درويش من أنا لأقول لكم ما أقول .
قد أكون شخص لدى نوع من الفصام وقد يكون قد تخطى الحدود ، إذاً ، ثم ماذا بعد ، الأمر بسيط ، وليس الإعتراف بمرض نفسى أو عصبى هو التسامح أو القوة لو كان للكلمتان أى معنى ، ولكن كما تعلم مرة أخرى الأمر بسيط .
و لكن أن ترتدى ثوب القاضى البارد الأعصاب الجالس عالياً ينظر للأشخاص ببرود وبوجه جامد وقد تكون ترتدى الشعر المستعارالفضى الذى يخبر المنتظرين للحكم العام المجرد أنك قد بلغت من الحكمة والإتزان والمعرفة والسلطة ما يجعل منك محكم وحاكم ومحلل ومقيم ومؤرخ لكل الحالات التى تعرض عليك .
ليس بالأمر نوع من التعالى ، ولكنه نوع من الصلف المتبادل بطبيعية بين الكل .
ليس الأمر أيضاً أنك تقف كدعامة خشبية تمنع الأقلية المستضعفة المسكينة من السقوط فى بئر نفسها ، وأنه لابد وأن يكون هناك فى كل الأحوال قاتل ومقتول .
أخبرتك ما تعلمه جيداً أنه لا جان ولا مجنى عليه ، الكل شريك فى جناية والكل مصاب .
لكن يا سيدى الإله الأرضى ، ألا يجب على الكل أن ينكأ جراحه ، رغم أنى مثلك الأن أبتسم لتلك الكلمة وتذكرنى مثلك أيضاً بلفظ شعبى أصيل لا يخجل المجتمع من لفظه ولا تخجل أنت أيضاً كقاضى لابد له وأن يناقش التفاصيل مهما كانت مخجلة أو مستهجنة بالمنطق الأخلاقى الذى لا معنى له .
أتعلم أن هذا اللفظ فى فترات إشتعال أى صراع يكون هو الفعل الأساسى فى الصراع ، حتى أنه فعلياً هو ما تقوم به السلطة دائماً كممارسة طبيعية يومية ، وبصورة فجة تجاه أعدائها مع الفتيات فى الميداين ومع الرجال أيضاً ، فاليوم السلطة الدينية العسكرية " تنيك " الأفراد .
نغلق على أنفسنا ومن يهمنا أمرهم غرف محصنة ضد الميكروبات مغلفة مكيفة كما فعل رجل الطبقة الوسطى الضعيف لدى داود عبد السيد فى البحث عن سيد مرزوق ربما حرصاً أو خوفاً أو قرفاً أحياناً كثيرة .
هل سألت نفسك لماذا قام شابين هما الخليل وبخاتى بتسجيل مهرجان ونشره على يوتيوب مهرجان بإسم عبده دلاس الأخرص ، كله عبارة عن حوار لرجل أخرص .
فى المشافى يا سيدى يضعون المريض فى غرفة معزولة للعناية المركزة ، يحقنون جسده كثيراً فى هدوء ، ليس الأمر مجرد معالجة شئ ظاهرى .
أعلم أن علاج المشاكل الصحية البسيطة ليس بالأمر التافه ، لكن هل مطلوب من الطبيب أن يقيم مدى الألم ، وهل مطلوب منه أن يقول لا إرحل فليس مرضك يستحق العناية ، لو أنك طبيب هل سترفض قيمة مادية تمثل أكل عيشك لأن المرض بسيط .
ليس هذا الحديث لإخبارك شئ عن المرض ، فلست طبيب ولا أملك ما أدفعه كمقابل للعلاج ، ولست من محبى التردد على عيادات الأطباء ولا مستشفاياتهم .
صحيح أننا كلنا نفعل مثلك أحياناً وقد تكون كثيرة ، لكن ببساطة لا نعاقب أحداً لم يحاول القتل ، كل من حاول قام بما يستدعى عقابه .
لست أقول إلا أن الإمساك بمنشار كهربائى وتقطيع أجزائك وبيعها بثمن بسيط جريمة ، ولكن محاولتك تجميع اجزائك مرحلة تستلزم الكثير من الثمن ، والثمن قد لا تدركه إلا إذا حدث لك مثل هذا الأمر .
هل إستمعت لأغنية الفنان محمد عتمان على السمسمية إسمها خمس الحواس ، لابد وأن تسمعها مع واحدة اخرى إسمها أهوى قمر بصوت الريس عبد الشافى .

توقف للحظات ليس كقاض ولكن كأنت ، تناسى قليلاً خطاب الحقيقة الذى تتبناه ويتبناك دائماً ، ولا تحاول الحكم ولا التحليل ، ولكن حاول تقمص الإحساس وفقط ، لو أنك لم تشعر بشئ فسوف أخبرك أن مثل هذا حدث لأخرين ولم يشعروا بشئ بالفعل ، ولكن من يدرى قد تأتى يوماً لتبكى كطفل لو مرت عليك يوماً عجلات القطار وأنت بينها وبين القضبان ، ونظرت إلى أعضائك يبيعها المارة بلا إعتبار لأى شئ سوى أنهم ينتظرون الثمن وفقط .


فى رحلة التطور أو التحولات قد تتنقل من شجرة ثابتة إلى متسلقة مسافرة بلا هدف واضح و قد تصل بدون أن تدرى إلى مرحلة الحمار كما حدث فى حمار أبوليوس الذهبى .

سأقول لك شئ واحد بعيداً عن أى حكمه فلا حكمة هناك ولو كان فلا حكمة لدى ، ولكن سأسألك سؤال لتسأله لنفسك ، لماذا تركت الحمار وحيداً ؟ حمارك المنتظر دائماً لرفسك بلا مبرر ، جاوبنى أو لا تجاوبنى .

لكنى أعلم مقدماً فقد سألت الحمار ، فالحمير يفهمون بعضهم البعض ، وهذه ليست سبة ولا مزية ، إنها ما هى عليه وفقط ، ولا أنتظر شخصياً شئ ممن لم يحاولوا يوماً الحديث مع حمار حدود عينه سوداء لامعة مبللة بلا بكاء .
هل حاولت يوماً النظر جيداً ، إفعلها ولا تخجل ، ولكن اللأمر الأهم أو ما أريد قوله أن لا تخجل من نفسك لو نظرت يوماً لمسطح عاكس ووجدت أطراف عينيك كقدحى حمار فاتح اللون وحواف عينيه مبللة بلا بكاء ، ساعتها أيضاً ستتذكر أنه كان كذلك يوماً ما لأنه حمار .



#حسام_شادى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام ذاكرة التجوال وقت حظر التجوال
- إيراد غير متوقع
- مجرد تدريب
- تاريخ من الرفض والبناء لن يتوقف
- مصر والدستور واللامعقول
- أربع سنين يا عبد الكريم
- كريم عامر ليس بداية وليس نهاية فمن القادم
- نفسى أقولها من قلبى...... عيد سعيد
- لماذا لم يتحرك الشعب المصرى حتى الأن
- أنت والأخر
- محاولة لقرائة أسباب الموات السياسى فى مصر
- عود حميد يسار


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام شادى - حديث عن لاشئ