أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - عصر التنوير














المزيد.....

عصر التنوير


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4130 - 2013 / 6 / 21 - 14:20
المحور: المجتمع المدني
    


كانت آخر امرأة أحرقت في أوروبا بتهمة ممارسة السحر كعمل سري هي سنة 1712م وهي تقريبا نهاية العصور الوسطى التي تفصلنا عن الزمن القديم جدا والزمن الحديث جدا ولهذا السبب سُميت بالعصور الوسطى ذلك أنها تقف بنا بين زمنين مختلفين,طبعا لم يتم الإيقاف عن حرق الساحرات تنازلا من السلطات المحلية والحكومات الدينية وغير الدينية,ولكن تم إيقاف الحرق لأن أغلب الحكومات والناس والأطباء والعلماء قد توصلوا إلى نتيجة علمية رائعة جدا وهي أنه لا يوجد من أصله شيء يسمى السحر نهائيا,هذا طبعا ما حدث في أُوروبا,ولكن,تصوروا معي أننا كعرب مسلمين يوميا نتهم بعضنا بالذهاب إلى بيوت الساحرين والساحرات,فجارتي حتى الآن لم تنجب لزوجها ولداً بسبب سحر مصنوع لها ومخبئ في مكان سري كانت زوجة أخيها قد صنعته لها,والسبب,الغيرة والحسد,وذلك الشاب لم ينجح في امتحان البكلوريا(التوجيهي) الحكومي لأن زوجة عمه سحرت له سحرا كبيرا عند ساحر عظيم,وغدا أو بعد غدٍ ستذهب أمه إلى ساحرة أخرى لإبطال هذا النوع من السحر,وعلى استعداد لأن تدفع مقدما أكثر من 100دينارٍ أردني كدفعة مبدئية للساحر الشاطر وإذا نجح السحر الجديد ستدفع ضعف هذا المبلغ.

طبعا الذهاب إلى السحرة ومن ساحرٍ إلى ساحرٍ كل ذلك مثل حرب النجوم بين الدول الكبيرة وسباق التسلح بين الدول العظمى,فأغلب سكان المدينة التي أعيشُ فيها يتسابقون في الذهاب إلى السحرة وأعرف شابا دفع أكثر من 5000آلاف دينار أردني وهو يتنقل من ساحرٍ إلى ساحرٍ وكل ذلك من أجل أن توافق عليه للزواج حبيبته التي يحبها وهي لا تحبه,وهنالك من يتسابق يوميا للذهاب إلى ساحرة أو ساحرة من أجل أن الزواج,فأغلبية البنات اللواتي اقتربن من سن اليأس هُن مُتأكدات 100% أن هنالك سحر مصنوع لهن لكي لا يأتيهن أي عريس,وكل باحث عن وظيفة يذهب إلى ساحر أو ساحرة إما لعمل سحر جديد له وإما لفك سحر قديم مسحور له.

إن من شروط الدخول في عصر التنوير أن تكف المجتمعات عن الإيمان المطلق بأن هنالك شيء اسمه السحر وبأن هنالك سحرة يسيطرون على العقول وعلى القلوب وعلى كل شيء في الطبيعة بمساعدة الجن والشياطين والعفاريت الزرق والخضر,لقد توقفت أوروبا عن حرق السحرة لأنهم قد فتحوا عصرا جديدا اسمه(عصر التنوير),عصر لا يوجد فيه سحر ولا يوجد في داخله حاكمٌ أو سلطان واحد بل هنالك مؤسسات مجتمع مدنية هي التي تحكم وترسم الخطط,وهنالك جامعات رسمية يتم فيها التعليم وفق أحدث البرامج التعليمية,ولا يوجد هنالك شيء أسمه الرأي الواحد الذي لا يوجد مثله في الكون بل هنالك عدة آراء كلها متفقٌ عليها على أساس أنها من حقها أن تظهر ومن حقك أنت أن تتكلم وأن أستمع إليك وإلى غيرك وأن تكون لي قناعات شخصية فكرية أذهبُ من خلالها إلى الرأي الذي أريده والذي أنا مقتنع به دون أي إكراه,فالآراء كثيرة والمثقفون كُثر.

والتسامح مع الآخرين بشقيه الجنسي والديني والمنطق والإنسانية والرأي والرأي الآخر,ومؤسسات المجتمع المدني, والاعتراف بي كمواطن وبك كمواطن هي كلها أهم دعائم وأركان المجتمعات المدنية المتنورة ومن حقي ومن حقك أن نعبر عن رأينا من خلال قبة برلمانية تحمينا جميعنا ومن خلال كتابة آرائنا على ورق وحقنا الطبيعي في إصدار النشرات الثقافية والإخبارية وإطلاق الصحف والمجلات ونشر ثقافة حقوق الإنسان,فلا يوجد مواطن له امتيازات تختلف عن امتيازات غيره,الكل له نصيب من الكعكة طالما كان مواطنا ويحمل جنسية من ذات النوع التي تحملها أنت أو أنا,ومهما اختلفنا في الرأي نبقى أصحاب وأصدقاء,ومهما اختلفنا بالمعتقد نبقى في العمل زملاء نحترم معتقدات بعضنا,ومهما اختلفنا في الدين سواء أكان إسلاميا أو مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا,فمهما اختلفنا,نلتقي مع بعضنا في الطريق مبتسمين ومهنئين بعضنا بالأعياد ونبقى نلقي على بعض تحية المساء وتحية الصباح,هذا هو عصر التنوير الذي من غير المسموح به أن نصعد إلى المنابر ونحن نشتم ببعض لمجرد أن هنالك اختلاف في الرأي,ومن غير المسموح أن نسفك دماء بعضنا لمجرد أننا مختلفون في الدين وفي المذهب,فما ذنب الأطفال الذين سيعيشون أيتاما وأمهاتهم أرامل؟؟؟,وما ذنب الطريق العام أن يغلق بالمدرعات وبالجيوش وما ذنب البساتين والورود وهي تشتم برائحة البارود,لنكن جميعنا مواطنون بأرقامٍ وطنية,نحترم بعضنا ونقدس الوطن الذي يكفل لنا حرية التعبير والتعايش السلمي غير المشروط باتفاقية أو هُدنة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السحر الحقيقي
- بوذا والتخلص من الرغبات
- نفحات مسيحية
- العودة للتراث
- نحن أمةٌ مجرمة
- وسخ الدنيا
- من الذي سيصلح الأرض,المسيح أم المفكرون؟
- العرب الفراعنة
- دراسة نقدية عن رواية القط الذي علمني الطيران
- لماذا كان المسيح كثير البكاء؟
- اليهود والعصفور
- أين تذهب ثرواتنا الوطنية؟
- من يتحمل المسئولية؟
- القلب الطيب
- وجودي وعدمه واحد
- الإسلام دخل الجامعات وأفسدها
- المسيحيون في الأردن
- المسيحية طريقة حياة
- المسيحية في عالم آخر
- غرائب المثقفين1


المزيد.....




- اعتقال 3 أشخاص بعد اكتشاف مخبأ أسلحة في مرآب سيارات في شمال ...
- إصابات.. الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة والقدس
- شهداء وجرحى باستهدف خيام النازحين برفح ولجان توزيع المساعدات ...
- غزة: كابوس المجاعة لن يطرد إلا بالمساعدات
- الأمم المتحدة: مكافحة الإرهاب تتطلب القضاء على الفقر أولا
- غزة تحولت اليوم إلى معرض لجرائم الحرب الحديثة في العالم
- لماذا ترفض إسرائيل عودة النازحين إلى شمال القطاع؟
- تعذيب وترهيب وتمييز..الأمم المتحدة تكيل سلسلة من الاتهامات ل ...
- كابوس المجاعة في غزة -يناشد- وصول المساعدات جوا وبرا وبحرا
- فيديو خاص حول الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - عصر التنوير