أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - مظاهرات تركيا هزت البيت الأبيض















المزيد.....

مظاهرات تركيا هزت البيت الأبيض


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رافقت التصريحات الأميريكية، المتتالية، حول مصير الثورة السورية، منذ البداية وحتى اللحظة، مسحة ضبابية مغرضة، لم تكن واضحة يوما حيال دعم الثورة، ولم تحدد موقفها يوماً في عزل بشار الأسد، وكلما قيل كانت أراء تحثه على ترك السلطة، غابت الحلول والخطط من كل المؤتمرات التي عقدت والتي شاركت فيها، لم تكن جادة في تحديد المواقف من السلطة السورية والمعارضة مثلما أظهرتها الآن، في الوقت نفسه كانت روسيا واضحة في مواقفها، دعمت بكل ما تمكنت عليه للإبقاء على بشار الأسد وإضعاف المعارضة والثوار في الداخل.
تصريحات براك أوباما بدعم الثوار السوريين عسكرياً، جاءت على خلفية خروج الثورة السورية بشكل واضح من جغرافيتها، وما تتعرض له حكومة أردوغان ذات التوجه الإسلامي الليبرالي، والدولة التركية والتي هي ثاني أكبر قوة عسكرية في الناتو، أصبحت نقطة التحول، ومن أحد أهم العوامل في التغيير الواضح في سياسة أميريكا تجاه الثوار السوريين، وعملية السلام التي تجري وفرض على أردوغان قبل أن يفرض على حزب العمال الكردستاني كان ورائها الولايات المتحدة الأميريكة لخلق السلام في تركيا، فاستخدام بشار الأسد للسلاح الكيميائي ولعدة مرات في السابق وجعلها الآن حجة لإصدار القرار قصة ملغية، من منطقين:
1 - الولايات المتحدة الأميريكية كدولة لها القدرة العلمية والاستخباراتية لمعرفة الحدث في ساعتها وليس يومها، علمت بإستخدام السلطة السورية للسلاح الكيميائي، وتأكدت منها من لحظتها.
2 - عدم البحث في العملية بشكل جدي لا في الداخل السوري ولا مع المرضى الذين وصلوا الى مستشفيات تركيا. ولم يبحثوا فيها لئلا يتناقض الواقع والقرار المطروح من قبل البيت الابيض حول خطوطها الحمراء.
وعليه فالواقع المغلف بهذه الحجة ليست على سويتها، بل ظهرت أضرار السلطة السورية إلى المناطق والزوايا التي كانت محرمة عليها التجاوز، فتعرضت تركيا إلى الخطر المباشر، وهي الدولة التي تعتمد عليها واشنطن في هيمنتها الاقتصادية في العالمين العربي والإسلامي، كما وأن الإقتصاد التركي الذي سيتعرض إلى هوة ما، والشركات العالمية الكبرى التي تستخدم تركيا كجسر لذاتها اصبحت على المحك المباشر، والمعلوم أن أكثر من 75% من الإستثمارات التركية في الداخل والخارج هي في حقيقتها استثمارات لشركات عالمية أميريكية وأوروبية، إضافة إلى كل ذلك فإن الواقع بين عن حقيقة، وهي أن كل الحدود الجغرافية اصبحت معرضة للتجاوز في ظل الثورة السورية، ومن ضمنها جغرافية اسرائيل، والبعد الثاني في عملية القرار الأميريكي في تصريحه المباشر حول دعم الثوار في الداخل، هو المبتغى الذي كانت ترغبه وتخطط له، وهو أنجراف حزب الله بكليته في العملية ومعها أيران إلى مستنقع الثورة السورية، لهذا ستكون ضرب سوريا عملياً ضربة موجهة لحزب الله، وتقويض السلطة السورية الحالية تقزيم مباشر لهيبة إيران في المنطقة.
لا شك أن الأغلبية من الطائفة العلوية تؤيد السلطة ( الأسدية ) والأسد بمحتواه السياسي خارج عن إرادة الطائفة الموجودة في سوريا، غرقت في أطماع الشيعة الإيرانيين في المنطقة، أئمة إيران من مصلحتهم ضم الشيعة اللبنانيين مع العلوية النصيرية، بعد إزالة شكلية للفروق المذهبية والتقريب بين الطائفتين وإنتماءاتهما التاريخية، معارك القصير كان ذا بعد في التاريخ وتقزيماً لصراع مذهبي كانت جذورها غارقة حتى درجة إتهام البعض بالإلحاد، والان السؤال بدء يفرض ذاته هل ستستمر السلطة الجديدة في إيران والمعتبرة على أنها إصلاحية، وستغير هذه المعادلة المذهبية الفكرية في سياسة إيران الخارجية ومعها العديد من المعادلات الدولية كإخراجها من حصارها الإقتصادي، والتي تكون من أول أبوابها هو خروجها من مستنقع دعم سلطة بشار الأسد؟ أم أنها سلطة ستبقى اسيرة المفاهيم المذهبية وسيطرة أئمة ولاية الفقيه، حيث الروحانية طاغية على السياسة بدون أعتراض.
السلطة الأسدية على مدى تاريخها عبرت عن طموحات الأغلبية الطائفية، والبعض السني المتنفذ، فقد نقلتهم من جغرافية فقيرة مهمشة إلى اسياد في كل بقاع سوريا ولبنان، بل وفي اغلب عواصم العالم، وهذ هي النقطة التي تعتمد عليها في تاثيرها على علويي تركيا ايضاً وعلى بعض منظماتهم، وعن طريقهم تمكنت من تنفيذ بعض خططها ربما في ساحة التقسيم والإنفجارات الأخيرة في تركيا، ومثلها كان تأثيره على قوة وسيطرة حزب الله في إيران، إلى الدرجة التي جرف بحسن نصر الله على أن الثورة السورية مؤامرة دولية على لبنان وسوريا، لأنه يرى لبنان من خلال حزب الله وسوريا من خلال سلطة بشار الأسد، فالمؤامرة الدولية التي ينقب عنها حسن نصر الله، مؤامرة إزاحة قوته وهيمنته من لبنان وسيطرة طاغية عبث بسوريا الوطن وعلى مدى نصف قرن، لا شك إنها مؤامرة ولكنها مؤامرة مترامية الأطراف ويشترك فيها معظم القوى المؤمنة بالديمقراطية، ولا يخفى أنه في زمن الثورات يتكالب عليها الإنتهازيين والمارقين، مثلما يدافع المفسدين أمثال حزب الله عن الطغاة.
تمسك التيارات السنية المعارضة بالوحدة السايكس البيكوية والمركزية المطلقة، تأكيد مباشر على مفاهيم الدكتاتورية الحالية، من دكتاتورية الأقلية، إلى الدكتاتورية السنية الأغلبية المغطاة بالديمقراطية المشوهة، وكلما كان التشديد مركزاً تزايد بالمقابل المطالبة بالكيانات الخاصة وأغلبها تبحث في النظام الفيدرالي بضمانات جغرافية ضمن الوطن الواحد.
خرجت الولايات المتحدة الأميريكية من ضبابيتها في بعضه وليس في كليته، تجاه كل هذه القضايا، لكنها لم تقدم بعد بنوداً أو خطة واضحة لإنهاء سلطة بشار الأسد، إلا إذا كانت العملية ملقية على كاهل موسكو من خلال مؤتمر جنيف الثانية فيما إذا عقدت حسب المطلوب، وفي الحالتين، النجاح أو الفشل، سيكون هناك قرار ما حول مصير بشار الأسد. ويبقى مسلسل نهاية سلطة بشار الأسد غامضة، هل ستقوم بها روسيا من خلال المؤتمر وبوجود أجزاء من السلطة الحالية، أم أن النهاية ستكون على شاكلة ليبيا وبدعم أميريكي ومبادرة عربية مثل مصر وغيرها ومن قبل الثوار، وهنا ستكون شروط مسبقة للميلشيات التي ستسيطر في القادم من الأيام والبعض الذي يجب أن يضعف أو يزال.
تأليباً لقرار واشنطن بدعم الثوار عسكرياً، وربما حظر جوي أو دعم للثوار على مستوى الحظر، حركت البيت البيض جهات متنوعة لتفعيل ما تريده للثورة السورية، والخطاب الناري الذي قدمه رئيس مصر (مرسي ) لم يأتي من مجرد قرار داخلي والكل يدرك أن مرسي كان يرى الدم السوري المراق منذ أكثر من سنتين، والكلمة العصماء جاءت بعد أقل من يومين من قرار واشنطن، كما وأن الإبقاء على الأسلحة الأميريكية من الطيران والصواريخ في الأردن دعم للقرار نفسه، ومن المعلوم عندما يكون القرار الأميريكي محدداً تجاه قضية ما، ويراد منها النجاح يحاط بهيبة واساند متعدد الجوانب لخلق الثقل المطلوب على أرض الواقع.
زوال سلطة بشار الأسد بدا أوضح من أي فترة أخرى، وقد ساعدت على وضع اللمسات النهائية له، تدخل حزب الله وظهور الأعداد الكثيرة من الضباط الإيرانيين في معظم المدن السورية، ومظاهرات استانبول التي كان للهلال الشيعي أصبع فيه، وأنجرفت إليه بقايا منظمة أرغنيكون والحزب الجمهوري القومي التركي الذي كان لبعض من أعضائه لقاء قبل شهور مع بشار الأسد، متجاوزين فيه القيم الإنسانية ودماء الآلاف من الشهداء السوريين.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مآسي أحزاب غرب كردستان – 4
- من مآسي أحزاب غرب كردستان – 3
- من مآسي أحزاب غرب كردستان – 2
- إبراهيم محمود القلم والألم
- سوريا في المزاد العلني
- قدرات الحركة الثقافية في غربي كردستان
- إسرائيل حاضرة في الصراع السوري - الجزء الثاني
- إسرائيل حاضرة في الصراع السوري ... الجزء الاول
- محرفي مفاهيم الثورات
- المتاجرة بالثورة السورية
- لنبحث عن موت الكردي حاضراً!
- محررو جرائد مصرية يتحولون من البلطجية إلى شبيحة
- مابين جغرافية الوطنين، سوريا وكردستان- حول مقالة الكاتب إبرا ...
- السلطة والبعث السوري يبيعون أرض كردستان للكرد!
- يا عالم، هذه صراعات حزبية وليست مسيرات كردستانية
- جدلية الإسلام السياسي مع ثورات الشرق - الجزء الثاني-
- جدلية الإسلام السياسي مع ثورات الشرق - الجزء الأول
- العدالة في قفص إلإتهام لدى السلطة السورية
- ثورة الشعب السوري تدفع ضريبة الثورات ...- الجزء الثاني -
- ثورة الشعب السوري تدفع ضريبة الثورات... - الجزء الأول -


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - مظاهرات تركيا هزت البيت الأبيض