أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - إسرائيل حاضرة في الصراع السوري - الجزء الثاني















المزيد.....

إسرائيل حاضرة في الصراع السوري - الجزء الثاني


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليهود منذ البدء برزوا كحركة اقتصادية تسيطر بشكل غير مباشر على المنافذ الاقتصادية لكل امبراطورية أو دولة وجدوا فيها، وقد كان لهم سيطرة تامة على أوروبا قبل ظهور المانيا النازية، واليوم الحركة تمثل قوة رأسمالية عالمية تنتهج المنطق الديني وتعتمد على القوة الاقتصادية في السيطرة على المحافل الدولية، ركيزتها الاقتصاد للتحكم، والدين للتجمع، أما إسرائيل فقد ظهرت ككيان سياسي جغرافي عكست رغبة القوميين اليهود والسياسيين الذين كانت لهم نزعة قومية متأثرة بأمجاد الماضي الغارق في التاريخ الديني والسياسي، إنها دولة تعكس النزعة القومية – السياسية، علمانية، علاقتها بالدين واهنة.
كثيرا ما يظهر صراع فكري وسياسي بين الجهتين، رغم وجود دعم ما من القوة اليهودية الرأسمالية للدولة الإسرائيلية إلا أن الأغلبية منهم وبينهم حاخامات كبار يرون في إسرائيل كيان خاطئ النشوء والوجود، وأول مبرراتهم لها، بدونها لكانت سيطرتهم الاقتصادية العالمية أشمل وأوسع.
الذي يجمع هذين التيارين ضمن حلقة واحدة هي الحركة الصهيونية العالمية، والتي يتحكم بها مجموعات رأسمالية يهودية، يدمجون القوة الاقتصادية – الدينية مع النزعة القومية المتشددة – والاستراتيجية السياسية، يدعمون إسرائيل ككيان لا بد منه، والرأسماليون والقوة الدينية كحركة لا بد منها للسيطرة العالمية.
كثر التشهير بالصهيونية العالمية من قبل الأديان الأخرى وعلى رأسهم الحركات الإسلامية والدول العربية، لكنهم في الواقع يتبنون مبادئ لا تختلف في كثيره عن العنصرية العروبية التي تبناها حزب البعث والناصريين، إضافة إلى أن تعصبهم الديني لا يقل عن تعصب أحزاب اخوان المسلمين أو تياراتهم الراديكالية، ونحن هنا لا نقارنها مع التكفيريين أو الجهاديين، أياً كانت مهمة هذه الحركة، فهي معنية أن تخلق التقارب بين الجهتين وتحافظ على الدولة الاسرائيلية، علماً أن أغلبية الرأسمالية اليهودية العالمية ومعهم حركة من الحاخامات الكبار لا يتوانون على خلق حراك ما لتقويض الدولة الاسرائيلية بكيانها الحالي، وأي تقويض لإسرائيل سوف لن تكون بدون مساعدة هاتين القوتين، وهذا لا يعني إنهم يريدون تغييب الوجود اليهودي في المنطقة وتقزيم قوتهم، بل يسيسون السيطرة بالاسلوب الذي درجوا عليه على مر التاريخ، لا شك أن النزعتان موجودة لدى جميع شعوب العالم وحركاتهم القومية، وهما السيطرة الاقتصادية، والكيان السياسي المستقل. ولا أستبعد أن التعصب الحاصل فيهم، أغلبه متراكم على خلفية الحسد الخالق للكراهية للشعوب التي كانت تدين لهم بقواها الاقتصادية، وتتفتت تحت أبعادهم الفكرية الدينية، الشذوذات الفكرية و المفاهيم المغايرة تكثر لديهم حسب منطق الآخرين، لكن لكل شواذ خلفياتها، والسوداوية التي أظهروا بها على العالم مردها الصراعات الدينية والطغي الاقتصادي.
ابتعادهم شكليا عن الثورة السورية، احتراس سياسي تكتيكي وعن خبرة، وهذا لا يعني أنه ليس لهم دور في الصراع الجاري، ولا يمكن للقوى اليهودية الثلاث الذين لهم وجود مباشر في المنطقة، وتتأثر مصالحهم فيها سلباً أو إيجاباً، أن يكتفوا بالصمت حيال ما يجري، فهم قادة الحركات والقضايا العالمية من حيث خلقها أو وضع الحلول لها، إنهم يشكلون جزء من القضية بكليتها، وتدخلهم فيها حقيقة لا تخفى إلا عن الذين لا يريدون الرؤية أو وضع الحلول الصحيحة للمعادلة بشكل منطقي.
استطاعت الحكومات المسيطرة على البعد الشيعي أو المُسِيرة للتيارات التكفيرية بسياسة اخفاء الحقيقة، وطمس الواقع رهبة، الوصول الى تحقيق معظم أهدافها، وتمكنت من خداع الشعب، لكن إسرائيل بعكسهم صريحة وصادقة مع شعبها في كل علاقاتها الدولية، والحاضر السياسي الدبلوماسي بين معظم الدول الاسلامية والعربية وإسرائيل يؤكد هذه الحقيقة، كما وأن الخلافات الفظيعة التي تكاد تنعدم لها الحلول، بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي من نتاج هذه السياسة الموبوءة، والصراع الجاري ضمن سوريا والذي لإسرائيل حضور مؤكد فيه، تمر من خلال هذه الأقنية السياسية ومعظمها تدخل في خانة دعم وجود بشار الأسد ونظامه، ولما لا! فهي دولة مجاورة ضمن المعادلات الدولية في المنطقة وخارجها، وتبحث عن الأنسب لكيانها. رغم ذلك فإسرائيل وبعد كل ما يشاع عنها أو تقوم بها للحفاظ على وجودها، ليست بأفسد من بشار الأسد وسلطته؟ ماذا كان سيحدث لو كانت إسرائيل أو حتى الصهيونية العالمية هي التي قامت بقتل ستين الفاً من الشعب مثل السلطة السورية، ومئات الآلاف من الجرحى، والملايين من النازحين والمهجرين قسراً، وقامت بتدمير أكثر من مليوني بيت سكني، وتهديم ربع البنى التحتية للوطن؟!.
ركز الاعلام العربي على الغارة الإسرائيلية الوحيدة خلال هذه الثورة، والتي استهدفت أكثر من موقع، أدمجها كل من النظام والمعارضة معاً بالصراع الجاري، فاتهمت السلطة الثورة من خلفياتها الفكرية الموبوءة وأساليبها الدعائية لتربط الثورة بأجندات العالم الخارجي، والمعارضة شددت على أنها عملية لجلب الانتباه الدولي إليها لتهميش الثورة، وكأنه حراك من أجل إطالة عمر بشار الأسد. لكن الواضح هو أن الدولة الاسرائيلية تهمها وجودها وكيانها الجغرافي والاقتصادي والديمغرافي، وستفعل كل ما تستطيع عليه للحد من ظهور أي تهديد لأمنها، أو تمرير خطة تهدف إلى ذلك، وهو حق طبيعي للكائن الإسرائيلي كدولة ذات سيادة، وكانت روسيا وأمريكا على علم بالعملية قبل حدوثها، وذلك دلالة على مدى اتفاق الطرفين على سلامة حدودها، والتي هي من أهم أحد اسباب استمرارية الثورة بدون نجاح كل هذه المدة.
لا شك أن العملية العسكرية التي كانت تجري بين حدود سوريا ولبنان حراك سوري أيراني مغرض لاستفزاز إسرائيل، ولا يهم أن كانت السياسة غرضها واضحة للحكومة الإسرائيلية، أو لم تكن بينة ( وهذه نستبعدها ) بل المهم انه هناك حراك عسكري ما يهدد حدودها مع لبنان أو سوريا، إن كانت فيها صواريخ روسية أو لم تكن، فإنها سوف لن تسمح لأي خدع سياسية تظهر بدون إرادتها، والرد السلبي من قبل السلطة السورية ومن أيران أو حزب الله تؤكد على أن العملية فيها خدعة سياسية أصبحت معروفة للجميع، حتى ولو لم تكن عملية نقل أسلحة سورية كيمائية أو أيرانية إلى حزب الله، لكن بالنسبة لاسرائيل الغايات لا تختلف، إنها عملية تشبه نوعية الحرب التي أثارتها أيران وسوريا في غزة، وادخالهما كتائب من حماس في معركة لم تكن لها داع، والتي لم تؤدي إلى أية نتائج إيجابية سياسية أو دبلوماسية بالنسبة للقضية الفلسطينية، بل أخرجت قافلة أخرى من الشهداء وامهات ثكالى ودمار إضافي لبيوت فقراء غزة.
تحتاج المعارضة السورية اليوم إلى استراتيجية مغايرة للتي تنتهجها راهناً، وذلك بتجاوز المزايدات الوطنية والقومية والدينية على حساب الثورة، عليها أن ترسخ التمسك بالمبادئ الديمقراطية ليس فقط داخل الوطن بعد زوال بشار الأسد، وعليها أن تتبرأ من التيارات السلفية والتكفيرية وخطبهم الدينية المتشددة، خاصة تلك الموجهة إلى الوجود الإسرائيلي، والدين اليهودي، بل وجميع الأديان والطوائف والقوميات الأخرى، لا بد من فرز هذه المجموعات التي غرزتها السلطة في جسم الثورة، والذين كانوا حتى الوقت القريب يتدربون في معسكرات على اطراف طرطوس، وهم الذين كانوا وراء الدمار الذي حصل في العراق ولبنان ومعظم دول الشرق الاوسط. يجب الاعتراف بالأعراف الدولية من المنطق الديمقراطي بعيداً عن ثقافة الإسلام السياسي، ومن المهم تحديد سياسة سوريا القادمة مع إسرائيل، على إنها دولة ذات كيان. والقضية الفلسطينية يجب أن تحل من خلال المحافل الدولية كالحفاظ على الوجود الفلسطيني وإقامة دولتهم إلى جانب الدولة الإسرائيلية.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل حاضرة في الصراع السوري ... الجزء الاول
- محرفي مفاهيم الثورات
- المتاجرة بالثورة السورية
- لنبحث عن موت الكردي حاضراً!
- محررو جرائد مصرية يتحولون من البلطجية إلى شبيحة
- مابين جغرافية الوطنين، سوريا وكردستان- حول مقالة الكاتب إبرا ...
- السلطة والبعث السوري يبيعون أرض كردستان للكرد!
- يا عالم، هذه صراعات حزبية وليست مسيرات كردستانية
- جدلية الإسلام السياسي مع ثورات الشرق - الجزء الثاني-
- جدلية الإسلام السياسي مع ثورات الشرق - الجزء الأول
- العدالة في قفص إلإتهام لدى السلطة السورية
- ثورة الشعب السوري تدفع ضريبة الثورات ...- الجزء الثاني -
- ثورة الشعب السوري تدفع ضريبة الثورات... - الجزء الأول -
- الأبعاد المختلفة في ثورتي آذار كردياً وسورياً - الجزء الثاني
- ثوار سوريا يحتاجون لزيارة - الناتو - لا - كوفي عنان -
- الأبعاد المختلفة في ثورتي آذار كردياً وسورياً- الجزء الأول
- نبيل العربي والظواهري يرجحان كفة النظام السوري
- الهوية الوطنية والديمقراطية في الدستور السوري
- الأستاذ غسان المفلح، تحليل متلكأ
- مستقبل الكتل الكردية، بين المعارضة السورية والثورة


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - إسرائيل حاضرة في الصراع السوري - الجزء الثاني