أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - مستقبل الكتل الكردية، بين المعارضة السورية والثورة















المزيد.....

مستقبل الكتل الكردية، بين المعارضة السورية والثورة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 19:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تراجعت في الفترة الأخيرة حدة التيار الإسلامي المعارض المدعوم من تركيا ودول عربية على الساحة الإعلامية بشكل خاص، بعد تحديد دعم تركيا اللوجستي للثورة، مقارنة بحراكها في البداية، على خلفية تبيان غاياتها وأجنداتها القومية من هذه المساندة، فأدت إلى تلكؤها ومن ثم تقاعسها وعدم قدرتها السيطرة على الريادة في تسيير الثورة السورية، فوجد المجلس الوطني السوري نفسه منتقلاً إلى أحضان الدول الأوربية، كمحالة لرفع شأن القوى العلمانية، لكن المجلس لا تزال تتلكأ في العديد من مسيراتها وعلاقاتها الدبلوماسية، ولم تحصل بعد على الدعم الحقيقي والفعلي، من أية قوة كبرى في العالم ولا من الدول العربية كالدعم الذي تلقته الثورة الليبية.
برزت على أثرها هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي وتشكيلاتها السياسية على الساحة، لتنافس المعارضة الخارجية، متمسكة بطروحاتها الإصلاحية أو التغييرية، الأكثر ملائمة لبعض الدول العربية. دعم هذا الجناح المعارض من بعض الدول العربية مع إدعاءات حول مساعدة السلطة السورية لهم.
رغم كل الشكوك المثارة حولها من قبل معظم أطراف الثورة الشبابية منذ يوم تأسيسها في دمشق، ورفعها لشعار إسقاط السلطة الأمنية وليست السياسية، والتي وجدها البعض بأنها محاولة للقفز من فوق الإتهامات التي توجه إليها، إلا أنها لا تزال في عزلة واضحة من الشارع الثوري، وخاصة في المدن الساخنة، بإستثناء بعض المدن الكردية. لكنهم يتمسكون بمنطق المعارضة المواجهة للسلطة، كمزايدة على المعارضة الخارجية، إلا أن شباب الثورة يجدون هذا الشعار تبرئة عملية للنظام السياسي من جرائمه، وإضفاء مسحة ديمقراطية على السلطة الدكتاتورية، عند إدعائهم برفع شعار إسقاط النظام الأمني من الداخل السوري، دون أن يكون هناك أعتراض أمني وإعتقالات تعسفية بحق قادة المعارضة. والحقيقة هو أنه هناك بون شاسع ما بين إسقاط النظام بمجمله وبدون أية حصانة وإسقاط هيئات إدارية تتهم بإنها، دون السلطة السياسية، مطلوبة للعدالة في القادم من الزمن.
أما دور الكتل السياسية الكردية في الحراك السياسي المعارض، اقتصرت معظمها على اضفاء الشرعية على الكتلتين الرئيسيتين. ثبتت هذه الشرعية وبطرق ودعم من أطراف متنوعة، رغم وجود جهات مناهضة لأساليب وتصريحات قادة الطرفين، والشعارات المتناقضة التي يرفعونها، مع ذلك وجدت بعض الكتل الكردية السياسية أو بعض السياسيين المستقلين بعدهم الفكري والسياسي ووجودهم الوطني في الطرفين، والرأي المنطقي في هذا هو تكثيف الدعم الكلي لتلك الكتل مادامت تعكس مفاهيمهم القومية والوطنية، علماً بأن التشتت الحاصل للحراك الكردي السياسي من وراء هذه الإنتماءات المتنوعة لا تخدم الشارع الكردي حاضراً ولا مستقبلاً، مثلما لايفيد هذا التشتت في المعارضة السورية بشكل عام مصير الثورة ومستقبل سوريا.
شاركت بعض الأحزاب الكردية في تأسيس المجلس الوطني السوري في تركيا تحديداً بعد مقاطعتهم للعديد من المؤتمرات، وذلك تحت ضغوط أقليمية ودولية، مع سيطرة من حالة الشك والتردد على خطواتهم تلك، لذلك برز نفيهم لها في البداية وأعتبرها البعض بإنه حضور شخصي من قبل اعضاء من الحزب، و في مؤتمر قامشلو عند تشكيل المجلس الوطني الكردي صدر قرار جمعي بالإنسحاب من المجلس الوطني السوري، إلا أنهم حتى اللحظة، ورغم تشكيلهم لكتلة ثالثة على ساحة المعارضة، وبشعارات مغايرة، قومياً تعكس طموحات الشارع الكردي، ووطنياً تتراجع عن مفاهيم الثورة الشبابية، لايزال يشاركون فيها بشكل رسمي ووجود ممثليهم في معظم محافلها تبقي المجلس السوري على تلك الشرعية الوطنية، وتضعف الحراك الكردي في الساحتين السورية والدولية، كما وأن أشتراك شخصيات مستقلة وكتل سياسية كردية أخرى يثبت هذا الواقع، علماً بأن هذه الشراكة والواقع المطروح على الساحة ليست بناقصة فيما لو كانت تخدم الثورة بالسوية المطلوبة، لا أن تنجر وراء تجارة بخسة في أروقة الجامعة العربية.
والهيئة التنسيقية الوطنية التي تجمع في داخلها معظم الأحزاب العربية السورية، لكن قوتها البنيوية تأتي من القوى الكردية، وجود الأحزاب العربية حاضرة بدون وجود جماهيري لها على الساحة، وشرعيتهم تعتمد في إطارها العام على وجود أوسع الأحزاب الكردية جماهيرياً في المناطق الكردية، وهو الوحيد الذي يمكن أن يقدم تنسيقيات شبابية إلى الشارع السوري في بعض المناطق الكردية.
خارج مجال هذه القوى الثلاث الرئيسية، توجد كتل سياسية كردية حزبية أخرى، مع العديد من المجموعات المستقلة والتي لها وجود على الساحتين الكردية والسورية، بدءاً من التسيقيات والهيئات الشبابية كآفاهي وقوى 15 آذار أصحاب الثورة الحقيقية، والمجالس الكردية التي أنبثقت بشكل مفاجئ، كل هذه الأطراف الكردية تعتبر قوى معارضة لكنها متنافرة، وسوف لن يتمكنون وهم بهذا التشتت التنظيمي والفكري والطروحات المتنوعة من تحقيق الغاية الوطنية أو القومية المطلوبة، سيبقى صراعهم مع القادم ما بعد السلطة الحالية غير بعيدة عن سوية معارضتهم الحالية، بدءاً من التمثيل والمشاركة في إدارة الوطن إلى سوية الحقوق القومية التي يجب أن تمنح للمنطقة الكردية. بهذه النمطية من التعامل وإقصاء الآخر وإستعمال الفيتو مع الصديق ضد الأطراف الأخرى، خاصة الأحزاب الكردية وبدون أستثناء، يعيدون التاريخ المؤلم لمسيرة النضال الكردي الذي لم يثمر حتى اللحظة.
طَرحُنا لملئ هذا الفراغ القومي، ولم شمل هذا التشتت التاريخي المؤلم، هو أن يتنازل الجميع عن بعض مصالحها الحزبية، ويتحرروا من الضغوطات الموضوعية الدولية المتنوعة، والتي لا أود تسميتها، ويبحثوا عن طريقة لتشكيل مجلس ديمقراطي يحتضن جميع التيارات المتناقضة فكرياً وسياسياً، والمتنوعة في تكتيك النضال، ويترأسها هيئة مشتركة تمثل الساحة الكردية بكل تنافراتها.
نعم الطرح طوباوي بالنسبة للواقع الكردي، لكنه، بقدر ما هو خيالي، توجد في الجهة المقابلة من هذا الطرح صمت وقبول على التشتت التي تجعل من مطالب جميع الكتل والحركات الكردية وبدون أستثناء غايات حزبية ساذجة وأهداف خيالية، وشبه مستحيلة تحقيقها عنما يكون الصراع الحزبي في المقدمة. الجميع متلكؤون في قناعاتهم حول المستقبل القادم وهم بهذا التنافر، مع ذلك لا يتهادنون عن الحراك والمنادة بحقوق قومية كردية تتجاوز مدى قدراتهم الفردية المتشتتة. لا حل في الآفاق القادمة بدون التقارب، والجميع يؤمنون بهذا المنطق، لكن لا يوجد حراك عملي صادق مع الذات ومع الشارع الكردي، إن كنا صادقين، علينا جميعاً الإنتقال إلى المرحلة الثانية، أي، بعد هذه المجالس المتعددة علينا الإنتقال إلى تشكيل مجلس عام من مجمل هذه المجالس والكتل، وذلك بعقد مؤتمر يشمل الجميع وبفكر قومي وطني وليس حزبي، طرح لا نرى له بديل مادامت الساحة الكردية في غرب كردستان لا تزال خالية من قائد كاريزمي يجمع الأغلبية حوله وطنياً!.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع المجالس الوطنية الكردية
- طغاة الشرق وشرعنة الإرهاب الإسلامي
- متاهة حقوق الكرد مابين الخطابين الكلي والجزئي
- الخطوات العملية ما بعد المؤتمر الوطني الكردي
- آراء حول المؤتمر الوطني الكردي
- السروك - مسعود البرزاني - وسمو الإلتفاتة
- - أسيا الصغرى - الاسم البديل لتركيا
- معارضون سوريون بلا ضمير
- صدى تساقط قطرات دم الشهيد
- القضية الكردية همشت في المجلس الوطني السوري - الأخير-
- المعارضة السورية، مفاهيم وأجندات ومراكز
- الإدارة التركية، تأرجح بين الإستراتيجية والتكتيك
- وتبقى الحركة الكردية النواة لأحزاب المعارضة السورية
- محاورة السيد بشار الأسد مع السراب في نقد النقد !!
- ضحالة التحليلات الكلاسيكية لثورات الشباب
- ضياع السلطة السورية بين الشعور واللاشعور
- الكرد وتركيا ومنظومة الحداثة الرأسمالية -2
- - التحامل - على الحركة السياسية الكردية في سوريا
- الكرد وتركيا ومنظومة الحداثة الرأسمالية - الجزء الأول
- من يوجه بوصلة الحركة الكردية السياسية في سوريا؟


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - مستقبل الكتل الكردية، بين المعارضة السورية والثورة