أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - قدرات الحركة الثقافية في غربي كردستان














المزيد.....

قدرات الحركة الثقافية في غربي كردستان


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 09:20
المحور: القضية الكردية
    


حاول العديد من المثقفين والكتاب الكرد طرح قضية السيطرة العسكرية – السياسية في المنطقة الكردية ضمن سوريا وبجرأة، لكن الأغلبية منهم نبشوا في الثانويات من الأمور، ولم يخلقوا النقد بالعمق المطلوب، مقارنة بضخامة الموضوع، وهي من أحد أسباب هشاشة تأثير أقلامهم على الحراك السياسي. ضعفهم في هذا المجال واضح المعالم، وجلب الإنتباه الكلي لتحليلاتهم وطروحاتهم ومقترحاتهم تكاد تكون معدومة، لأن الأغلبية يوسعون الهوة، خاصة عندما يبحثون في القشور، كما وأن القيادة السياسية الكردية في غربي كردستان نادراً ما تسمع أو تستمع على ما يطرحه الحراك الثقافي، وإن سمعت ترد باللامبالاة أو ببعض الموبقات، ومعظمها إهانات شخصية، وبطرق متنوعة، وردات الفعل النابع من هناك ليست سوى إنعكاس من المسموع.
قدرات الحراك الثقافي في غربي كردستان حتى الحاضر من الوقت لم يتجاوز إطراف حدوده الذاتية، والأسباب عديدة، فما يكتبه المثقفون لم تجد المجال الرحب الكافي بين الجماهير مثلها مثل واقعها مع الجغرافية السياسية، قد تكون الظروف الجارية لدى الشعب عذراً، فالكتابة الإنترنيتية، لم يتشعب في أجواء المجتمع الكردي بالشكل المطلوب، كما وأن الأوضاع الإقتصادية والأمنية. في المنطقة وتشرد الثقة بالحراكين، يبعد إنتباه الشعب عن الإهتمام بطروحات الحركة الثقافية، وبشكل خاص بالثقافة الموجهة، وهي تشبه انعدام ثقتها بالأحزاب الكردية.
لا شك أن المثقف الكردي، معذور في بعض جوانبه، لعدم القدرة على بلوغ المطلوب منه، فهم شريحة من مجتمع كان أسير سلطة الأسد الشمولية، واليوم ينتقل للدخول تحت سيطرة جديدة برهبة ضبابية غير محددة الأبعاد، كردية المنطق والمنشأ، غريبة المبتغى والأهداف، فالرهبة لم تغادر المثقف كما يعتقد، مثلما هي لا تزال مسيطرة على أجواء الوطن السوري، والكتابات تزيد من اللاشعور المرعب هذا قتامة، فتختلط الأدوار، ناسياً أو متناسيا دوره، والذي يتركز في تنقية المجتمع من الثقافة التي شوهت الإنسان على مدى عقود. وتنوير الدروب الصائبة، وأفساح المجال للآخرين بالسير على دروبهم، فالشعب الكردي بطبيعته قابل أن ينتقل من تابع لساسيين إلى قوى ومنظمات ودوائر مؤسساتية، وبدأت تظهر مثل هذه البوادر في أطراف المنطقة، خاصة عندما بدأت تظهر بعض المؤسسات الخدمية الكردية في المدن.
ورغم ذلك لا يزال حاضر المثقف أضعف من أن يتمكن التخلص من ماضيه رغم بزوغ أقلام تبحث عن الجديد، لكنهم لم يصلوا إلى القدرة التي يستطيعون فيها تحريك الفكر الآخر، كما ولا يزالون خارج أجواء قضايا المجتمع الرئيسة، معظمهم يبحثون في الثانويات من الأمور، وكثرة الأصابع نحوهم لا يعني أنهم يطرقون البنية التي يجب أن تتغير، والذي يستفيد منها في الواقع هي حركة الأروقة السياسية الكردية المأزومة والتي أبوابها موصدة لأقلام الحركة الكردية الثقافية إما عن قصد أو عدم القدرة على المواجهة أو عدم الفهم والأغلبية في حالة العدم الثقافي والتكاسل بالبحث عنه، الكثيرين منهم مصابون بداء التقاعس الذين اغلقوا بها على مدى عقود من سيطرة السلطة الشمولية ولا يملكون القدرة على الخلاص منها الآن، ومن الأنانية أن لا تشكر الحركة السياسية الأقلام القليلة جداً التي نبهتهم على الفساد والأخطاء التي يتمرغون فيه، ومثلها من المؤسف أن تبقى الأغلبية من الحراك الثقافي أسيرة الأنا المطلقة، تخلط النقد البناء بمعارك التهجم، وتصارع الآخرين وبشكل خاص الحراك السياسي على الثانويات من الأمور و تنقب عن حلول لقشور القضايا، وبها يضعون ذاتهم في مواجهة مؤلمة مع كتاب الإلتزام الحزبي بمطلقه.
المثقف الجاد هو الذي يناضل بدون إنحياز، ومن تنازل يكون قد غرق في حبال الإلتزام المطلق، وعندما ينقد المثقف جهة وبعد فترة يمدح بعض أعمالها، لا يعني بأنه انتهازي، بل يبين عن صدق وصرامة مواقفه على الحقائق بكل جوانبها، وهذه التنقلات هي قمة التنوير، ومتى ألتزم المثقف بموقف معين، يكون قد خان مبدأه التنويري ولم يعد مفيداً للمجتمع بل يصبح بوقاً لجهة أو لشخص معين، فالقلم الحر يبقى متنقلاً، ينقد الأخطاء والمخطئين ويمدح عند الصواب.
وتبينت مواقف هذين النوعين من الكتاب والمثقفين في العديد من القضايا التي ظهرت على الساحة الكردية في سوريا، وأهمها الصراعات الحزبية السياسية، ومن ثم السيطرة العسكرية للقوات التابعة فعلياً لل ب ي د ونظريا للهيئة الكردية المعدومة، التي حسمت العديد من الجدالات السياسية بإنفرادية مطلقة، علماً أن العديد من الكتاب توحدوا عندما كانت المواقف الوطنية والقومية على المحك، وكان لهم تأثير كبير على الشارع والرأي العام الداخلي والخارجي، منها الصراع الذي ظهر في مدينة رأس العين وغيرها من المدن الكردية في شمال وشمال شرق سوريا، وللأسف فإن القوة العسكرية - السياسية الكردية لم تثمن الموقف ولم تحاول الإستفادة منها ولا من نشاط الحراك الثقافي لا حقاً، بل لا تزال تنزاح، مثل توجهات جميع الأحزاب الكردية الأخرى، إلى تبني رأي شريحة الكتاب الملتزمين في الإطار الحزبي المؤيد أبداً وبدون منطق التحليل والنقد البناء، وتواجه هذه القوة العسكرية السياسية كل نقد لا يصب في دروبهم التكتيكية الإنفرادية أو إستراتيجيتهم العامة بأساليب لا تختلف عن أساليب السلطة الشمولية.
العديد من الكتاب والمثقفين في غرب كردستان وخاصة الشريحة الملتزمة يبحثون في الجانب الخطأ من التنوير، ويفرضون المفاهيم المطلقة، لا تقل عن إنتهازية الأحزاب السياسية التي عاشت في كنف السلطة البعثية – الأسدية الشمولية وتعلمت الإستبداد، وللأسف العديد من أقلامنا يستعملون هذا المنطق عند طرح أفكارهم، الإنتماءات عندهم مطلقه، ومن يخرج من الجغرافية السياسية المغلقة ينعت بالمقولة الخاطئة مفهوماً ومنطقاً، مقولة - المثقف الإنتهازي - وذلك لتبرير مواقف المثقف التابع والجامد.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأميريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل حاضرة في الصراع السوري - الجزء الثاني
- إسرائيل حاضرة في الصراع السوري ... الجزء الاول
- محرفي مفاهيم الثورات
- المتاجرة بالثورة السورية
- لنبحث عن موت الكردي حاضراً!
- محررو جرائد مصرية يتحولون من البلطجية إلى شبيحة
- مابين جغرافية الوطنين، سوريا وكردستان- حول مقالة الكاتب إبرا ...
- السلطة والبعث السوري يبيعون أرض كردستان للكرد!
- يا عالم، هذه صراعات حزبية وليست مسيرات كردستانية
- جدلية الإسلام السياسي مع ثورات الشرق - الجزء الثاني-
- جدلية الإسلام السياسي مع ثورات الشرق - الجزء الأول
- العدالة في قفص إلإتهام لدى السلطة السورية
- ثورة الشعب السوري تدفع ضريبة الثورات ...- الجزء الثاني -
- ثورة الشعب السوري تدفع ضريبة الثورات... - الجزء الأول -
- الأبعاد المختلفة في ثورتي آذار كردياً وسورياً - الجزء الثاني
- ثوار سوريا يحتاجون لزيارة - الناتو - لا - كوفي عنان -
- الأبعاد المختلفة في ثورتي آذار كردياً وسورياً- الجزء الأول
- نبيل العربي والظواهري يرجحان كفة النظام السوري
- الهوية الوطنية والديمقراطية في الدستور السوري
- الأستاذ غسان المفلح، تحليل متلكأ


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - قدرات الحركة الثقافية في غربي كردستان