أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد العليمى - قبل أن تهب العاصفة 2 - هل يمكن أن نتجاوز فوضى الشعارات ؟















المزيد.....


قبل أن تهب العاصفة 2 - هل يمكن أن نتجاوز فوضى الشعارات ؟


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 4126 - 2013 / 6 / 17 - 22:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


2 – هل يمكن أن نتجاوز فوضى الشعارات ؟
حين أتحدث هنا عن الشعارات , فلا أقصد تلك الشعارت التى تلقى فى الوقفات الإحتجاجية , أو المظاهرات , قصيرة منغمة تتردد أصداؤها , تحمل فى طياتها تحريضا على شئ رفضا له أوقبولا به , أو تهدف إلى أن تجعل مطلبا إجرائيا يتحقق . وانما الشعارات التى ترفع فى مرحلة معينة فتعكس فى إيجازها هدفا تاكتيكيا جامعا , مثل شعار جمهورية ديموقراطية شعبية , أو إستراتيجيا مثل الثورة الإشتراكية . وهناك من الشعارات ما يكون إجرائيا تحريكيا يتطلب التنفيذ المباشر مثل : بناء لجان ثورية , أو تعبويا دعائيا مثل النضال من أجل الثورة الإشتراكية . وما يحسم إجرائية , أو دعائية الشعار هوطبيعة المرحلة التاريخية , موازين القوى الطبقية , ومدى مايعكسه من مزاج نفسى إجتماعى إحتجاجى ثورى مستعد لتحقيقه , وإنجازه , شرط أن يستخلص واقعيا من إجمالى الخصائص التى تميز وضعا سياسيا معينا . وبعض هذه الشعارات التاكتيكية قابل للتغيير الفورى , وإستبداله , أو سحبه فى آماد قصيرة , إرتباطا بالظروف المتغيرة . فالشعارات المجردة الإنتقائية التى لاترتبط بموازين القوى , ولا تنبع من مزاج الجماهير وتفرض عليها من الخارج , ولاتعكس ميلا قويا حقيقيا فى الواقع وتشتق منه أى تعكس إحتياجا ملموسا لدى الشعب الكادح , وإنما تنبع من إلتهاب أدمغة بعض القادة الشعبويين , والمناضلين , والصحفيين , أو برودها وتأملها - مآلها الإخفاق , والتبدد , وإنعدام الأثر , ولايعقبها أحيانا سوى إحباط عدم التحقق . وخلال عامين ونصف - من تواصل موجات الثورة بين مد وجزر - أختبرت مثل هذه الشعارات حول إعادة إسقاط النظام أمام وزارة الدفاع وغيرها , والإعتصام فى الميدان حتى الرحيل , والزحف إلى الإتحادية , أو مكتب الإرشاد بالمقطم , وحصارهما , ومنع الشعب قسرا من التصويت على الدستور الإخوانى , وإعلان العصيان المدنى , أو الإضراب العام دون أن يسفر هذا جميعه إلا عن شهداء وأسرى ومصابين . ولعله أضاف الى رصيد خبرتنا الثورية حيث لاتتعلم الثورة إلا من خبراتها الخاصة . هل يمكن أن نعد دقة الشعار وضرورة تجذره فى الواقع وربطه بطبقة , أو فئة إجتماعية , ومصالحها , وأهدافها من نافل الأشياء ؟ لا . على الإطلاق . إن الشعارات كالمفاهيم السياسية تخدم فى تعيين القوى الفعلية وتقيها من (الضلالات) التى قد تحيط بها لتستغلها كقناع أو تبددها . ولعل الموجة اليمينية الرجعية الصادرة عن مناهضى الإخوان من قوى الثورة المضادة التى نواجهها الآن تستلزم التشديد على ذلك . فهى تؤكد على ضرورة الإتحاد بين كل مناهضى الإخوان من الفلول , والقوات المسلحة والشرطة ( يدعى ممدوح حمزة الهندسى الإستشارى المعروف أن شعار يسقط حكم العسكر شعار إخوانى محاولا بإفتراء محو ذاكرتنا الثورية ) , وعلى ضرورة أن تكون هناك راية واحدة تظلل الكل هى راية مصر فالجميع " شركاء فى الوطن " ولاينبغى ممارسة " سياسة الإقصاء " لأنهم ومن ضمنهم حتى الشرطة يريدون المشاركة فى " الثورة " ويصرخ قادة الفلول بأنه ليس لديهم سوى شعار واحد هو : وأعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا .. (الواقع أنهم يريدوننا أن نلعب دور الدجاجة التعيسة التى ترقد على بيض البطة ! ) . واذا كان من الصائب الإستعداد لكل محاولات تصفية قوى الثورة , ومواجهتها من أية قوة صدرت , إلا أننا لاينبغى أن ننظر لأدوات السلطة القمعية , من جيش وشرطة , بوصفها كتلة مصمتة بلا تناقضات داخلها , موحدة المواقف , والرؤى فى كل مايواجهها , خاصة إذا إستطال الصراع السياسى الجارى , وإنما يتعين الإستفادة بها - التناقضات - والسعى لشل , أو لتحييد هذه الأجهزة القمعية كليا , أو جزئيا إن أمكن . وهو مايعنى القول بعدم المبادأة بصدام , أو الإنجرار التآمرى إليه , رغم ضرورة الإستعداد , والإنتباه اليقظ , أى أن واجبنا الأول فى هذا الصدد هو اتاحة المجال تماما للصدام بين جناحى الثورة المضادة , وعدم عرقلته أو التشويش عليه , حتى يبلغ أقصى مداه . فالأساسى بالنسبة لقوى الثورة , هو عدم خلط قوانا بقواهم , وأهدافنا بأهدافهم , وشعاراتنا بشعاراتهم , والحرص على إستقلالنا السياسى والتنظيمى المطلق كحرصنا على حدقات عيوننا .
لقد كان الثورى العظيم لينين يؤكد على ضرورة , وأهمية دقة الشعارات التكتيكية التى تطرح , ولزوم وضوحها لأنها هى التى تسهم فى تحديد السلوك سياسى المعين للقوة الثورية , أو للحزب بشكل قاطع جلى لالبس فيه , وأنه من الممكن بل من الضرورى تأصيل هذا السلوك السياسى نظريا , وربطه بالإحالات التاريخية من خلال تحليل كامل الوضع السياسى .. وقد شدد على الضرورة المطلقة لإعطاء إجابات واضحة لقضايا الصراع الدائر . بلا أى إزدواج , أو إلتباس , أو ضبابية , أو إختلاط , أو عدم تحدد , أى إجابة للأسئلة الملموسة للتوجه السياسى عليها تبلغ أحيانا حد " نعم أو لا " وعما إذا كان ينبغى القيام بأمر ما فورا فى تلك اللحظة المعينة , أو لاينبغى القيام به . ( من مقال جادلوا حول التكتيك , ولكن إعطوا شعارات واضحة , م 9 – ص ص 262 264 – الأعمال الكاملة ) .
وإننا لنشهد الآن مع إقتراب 30 يونيو – حزيران فوضى مستشرية فى الشعارات , والأهداف التى تطرحها القوى السياسية , فى مواجهة السلطة الإخوانية , ويجد هذا تفسيره فى هيمنة القوى الليبرالية , وعلى رأسها جناح الثورة المضادة الفلولى العسكرى القومى , وتذرر البورجوازية الصغيرة ومنظماتها وائتلافاتها على تنوعها من التقليدية حتى الفوضوية , وغلبتها طبقيا على التحركات الجماهيرية الجارية بصفة أساسية , فضلا عن غياب أية إتفاقيات نضالية عملية موحدة اجتمعت عليها قوى " اليسار " الفعلية القائمة لمواجهة الوضع السياسى الراهن بحد أدنى من التنسيق عدا الإتفاقات الذيلية الإصلاحية . ولاشك أن عاملا رئيسيا يكاد يطبع كامل الأوضاع فى مصر بطابعه هو غياب الطبقة العاملة كقائدة سياسية واعية بذاتها وبمهماتها التاريخية ( لا كمناضلة من أجل مطالبها الإقتصادية فحسب ) وكذلك غياب حزبها الشيوعى أى ممثلها السياسى الحقيقى لا الإدعائى .
إن الشعار ليس أمرا شكليا إستباقيا فى كل الأحوال ( يستخرج من جوال الشعارات الثورية التاريخية السابقة , على مايفعل الكثيرون مبتعدين عن ضرورة استخلاصه من تحليل الوضع القائم بشكل موضوعى فعلى أى إستخلاصه من الوضع الإقتصادى والسياسى الملموس فى كل طور ومسار تاريخى مركزا على العلاقة بين الطبقات وأوزان كل منها النسبية ) وإنما دليل حركة قائمة منظمة عليها أن تجسده , أو ينبغى أن يكون كذلك , وفوضى الشعارات تؤدى كما هو حادث لتخبط الحركة التى تتجاذبها توجهات مختلفة , فضلا عن الخلط بين الشعارات الأساسية التى يجب أن تكون معدودة, جامعة قصيرة , , دالة , مكثفة , موجزة وبين البرنامج , أو النقاط البرنامجية التى تمثل أهداف الثورة الأساسية منذ 25 يناير وماأضيف إليها .. فالشعارات الملموسة الواضحة يتعين ألاتشتق من تصورات ومفاهيم مجردة ما , وإنما تستلهم من ظروف الواقع الراهنة والإتجاه العام للثورة . وأخصها حالة الوعى لدى الجماهير .
وتدليلا على ماقلت سأتناول بعض الشعارات ( لأن هناك جوانب معينة تتطلب مناقشة برنامجية ضرورية إضافية أخرى ) التى طرحت من بعض القوى السياسية وكذلك بعض الرفاق البارزين فى الحركة الثورية . ففى بيان اللجنة التنسيقية ل 30 يونيو – حزيران الصادر تحت عنوان : رؤيتنا المبدئية والخطوط العريضة للتحرك فى # 30 يونيو – بعد الحديث عن ضرورة التوحد حول رؤية مشتركة وهدف واحد هو إسقاط النظام وتحقيق أهداف الثورة يرد مايلى : .. الضغط من أجل تمكين من يستطيع ؟! إدارة المرحلة الإنتقالية بشكل واضح المعالم ؟! ومحدد المطالب ؟! للوصول إلى إنتخابات رئاسية مبكرة ؟ ! تتسم بالشفافية والنزاهة لكى يأتى من يستطيع التعبير فعلا عن إرادة الشعب ؟! أما بعد الظفر بإسقاط – لا الإطاحة - النظام والبدء فى تحقيق أهداف الثورة : 25 يناير – أم 30 يونيو ؟ !فستبدأ المرحلة الإنتقالية بتكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا بأن يكون رئيسا شرفيا للبلاد ؟! ( ماهى صفته من منظور الشرعية الثورية التى أطاحت بسلطة الدولة الإخوانية – ولن أقول الدستورية ؟ ثم ماهى هذه القيمة الشرفية ل" إستلام " السلطة من الرئيس الحالى ؟ !) وبعد ذلك تشكيل وزارة تسيير أعمال مصغرة على أن يكون لرئيس الحكومة صلاحيات كاملة ! ومطلقة ! ( مطلقة تعنى ألا تكون مقيدة بشئ حرة ضد الشعب ) وألا يترشح أى عضو بهذه الحكومة فى أول إنتخابات رئاسية أو نيابية تالية . هل يعين الرئيس الشرفى هذه الحكومة ؟ ألا ينبغى أن تكون الحكومة المنبثقة عن إنتفاضة ظافرة حكومة ثورية مؤقتة ؟ مثلا ! وينتقل البيان الى ثانيا : الدستور وتتقوم غاية أمانية فى : تشكيل لجنة قانونية لتعديل ( نعم تعديل لاخطأ ) المواد الخلافية فى دستور 2013 , كما تتولى مسؤولية التشريع خلال الفترة الإنتقالية ... تعديل المواد الخلافية فى دستور التمكين للدولة الرأسمالية الإستغلالية الدينية , بدلا من وضعه فى مكانه المناسب , وطرح ضرورة وضع دستور ديموقراطى جديد , من قبل جمعية تأسيسية منتخبة بالتصويت الحر المباشر , يؤسس لدولة مواطنة كاملة ويؤمن كامل الحقوق والحريات الديموقراطية , ويكرس فى نصوصه حقوق الشعب الكادح والمستغل . ويمكن على سبيل المثال أن يكون مشروع دستور 1954 الذى لم يعمل به هو الأساس .. بعد ذلك ترد نقاط برنامجية فى حاجة لتنقية شديدة – وربما رفض كلى - وتحريرها كليا من جوهرها الإصلاحى حتى تعبر عن منظور الثورة بالفعل . ومن ضمن مايرد فى البيان : ( وإذا لم يستجب النظام لإرادة الشعب بانتهاء أيام الإعتصام الستة ( ثورة – إنتفاضة محددة المدة بستة أيام مثل مباريات كرة القدم ؟! سيتم إعلان النقاط الحيوية التى سيتم التحرك إليها ( الإعلان فى ظل أناس يطالبون برأسك ليل نهار ؟! ) وسيكون هذا التحرك الحاسم ( ألم نكن حاسمين منذ البداية ؟! ولكن ماهو هذا التحرك ؟ ) بداية يوم غضب جديد ( فقط ؟ إذن إغضب براحتك ! فهل تكترث السلطة لك ؟ ) لإسقاط هذا النظام بشكل كامل ونهائى ( وكأننا قبل ذلك لم نهدف لإسقاطه بشكل كامل ونهائى ؟؟ ) ... لاأعتقد أن شعارات كهذه يمكن أن تلعب دور المرشد الثورى للقوى السياسية الجذرية بحال , بل إنها تبدد زخم الثورة وتوجهه فى مسار يمينى إصلاحى لايتجاوز فى الواقع خدمة مرشح رئاسى جديد إن أفلحت . بل من المشكوك فيه أن تؤدى تلك المفاهيم المغرقة فى يمينيتها , حتى إلى تحقيق ماتوخته من عمل إنتخابات رئاسية مبكرة . ومن المخزى أن يكون عضوا فى هذه اللجنة التنسيقية التى تمثل 30 كيانا وجمعية حقوقية , وحركة سياسية : حزب التجمع , الحزب الشيوعى المصرى , حزب التحالف الشعبى الإشتراكى , الحزب الإشتراكى المصرى . فضلا بالطبع عن : حزب الدستور , حزب مصر الحرية , حزب الوفد , الحزب الناصرى الموحد , المصريين الأحرار , الحزب المصرى الديموقراطى الإجتماعى , الجمعية الوطنية للتغيير , حزب الثورة , حركة تمرد , حركة كفاية , حركة 6 أبريل الجبهة الديموقراطية , إتحاد شباب ماسبيرو , جبهة الشباب الليبرالى . ولا يختلف الأمر مع البدائل التى طرحتها جبهة الإنقاذ . فقد إنتهى المكتب التنفيذى للجبهة الى طرح بديلين : الأول تشكيل مجلس رئاسى مدنى من 5 شخصيات بينهم رئيس المحكمة الدستورية العليا , وآخر من القيادات العسكرية , و3 من التيارات الليبرالية واليسارية والإسلامية , ويشكل المجلس حكومة من التكنوقراط غير حزبية , ويتولى ادارة البلاد لمدة 6 أشهر تجرى بعدها إنتخابات رئاسية وبرلمانية .. والثانى : هو تولى رئيس المحكمة الدستورية العليا ادارة شؤون البلاد مدة 6 أشهر يشكل خلالها حكومة تكنوقراط يرأسها رئيس وزراء مشهود له بالكفاءة .. وعقب انتهاء تلك المدة تجرى إنتخابات رئاسية وبرلمانية . ولايختلف ماطرحته جبهة الإنقاذ فى جوهره عن ماطرحته اللجنة التنسيقية ولاعن مايطرحه الإعلامى الفلولى توفيق عكاشة فى قناته الفراعين . وعلينا أن نقول بلا لبس وبشكل قاطع أن هذا هو نهج هزيمة الثورة وخيانة أهدافها مرة أخرى . هل تحدث أحد عن أهداف ثورة 25 يناير التى لم تتحقق ؟ مانسمعه من كل هذه القيادات يتمثل فى ترانيم ومواعظ غاندية لاتهدف الا لحماية مؤخراتهم لحظات الخطر المحتمل حال اخفاقهم فى إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة .
ونأتى لبعض الرؤى , والشعارات التى تنطلق من قاعدة ثورية جذرية , لكنها تكاد تصدر فى تبيان مواقفها , وكأننا على أعتاب "ثورة إشتراكية" , مشددة بحق على الأهداف الإقتصادية الإجتماعية للطبقات الكادحة , غير أنها تغالى فى تصور" ثورة الفقراء ضد الإغنياء " رغم إدراكها اننا لو نجحنا فى إقامة جمهورية ديموقراطية شعبية , فسنظل فى الإطار التاريخى للرأسمالية , ومامن ثورة إجتماعية بالمعنى العلمى الدقيق تمثل حلقة وسيطة بين الرأسمالية والإشتراكية . هذا هو حال البيان الصادر تحت عنوان : إضراب عام على طريق الإنتفاضة الثورية الكبرى لإسقاط النظام – من فصيل الإشتراكيين المصريين . وينتمى لذات الإتجاه فى معسكر الثورة – رفاق الحركة الثورية الإشتراكية – يناير . فقد أعاد أحد الرفاق نشر أحد بياناتهم معتبرا إياه إسهاما ممكنا فى الحوار الدائر حول الشعارات وهو بعنوان دولة الشعب ( والحال أن مفهوم دولة الشعب قد إنتقده ماركس تفصيلا فى كراسه : نقد برنامج جوتا ) ويتمحور البيان المذكور حول كون بديل النظام الدستورى البورجوازى القائم هو إقامة بنية سلطة الديموقراطية الشعبية كمرحلة أولى لإسقاط النظام الطبقى الحالى , ويشير إلى أن ... ( الواجب التاريخى المباشر لطبقة العمال والكادحين فى هذا الوضع هو أن تبنى البديل الذى تنتزع به الحكم من الطبقة الحاكمة وتدمر أدواتها العاجزة وتستبدلها ببنية جديدة لسلطتها الشعبية الديموقراطية ... ممثلة فى مجلس مندوبى الشعب العام وهو أعلى سلطة سياسية ... وكذلك أعلى سلطة تنفيذية . ويفصل فى كيفية بناء هذه السلطة عمليا . ثم ينتهى إلى أن يحدد نقاطا برنامجية الخ .
لاشك أن الإلمام بالحد الأدنى من أوضاع الطبقة العاملة المصرية يؤدى بنا إلى أن ندرك التفتيت , والتشتيت , والتذرير الذى تعرضت له على مدى الأربعين عاما االأخيرة وخاصة بعد تدمير أساسها الإقتصادى المتمثل فى شركات القطاع العام , وتقليص قلبها الصناعى , وقد سبق أن ظهرت فى أوقات المد العمالى اللجان المصنعية غير أنها كانت محدودة ومحلية . مهما يكن من شئ تقف الطبقة العاملة اليوم على أرض نضالاتها الإقتصادية المصنعية والقطاعية وهى لم تقف كطبقة موحدة حتى وراء مطلب الحد الأدنى للأجور . أى أنها لم تتحرك كطبقة منظمة واعية بذاتها بعد فى هذه المرحلة , ولاتلعب دور الطليعة الثورية التى تقود النضال السياسى العام , أو تسلك مسلك الطبقة الساعية إلى السلطة . فهل يمكن لنا القول مع رفاقنا بأن : "الواجب التاريخى المباشر لطبقة العمال والكادحين فى هذا الوضع هو أن تبنى البديل الذى تنتزع به الحكم من الطبقة الحاكمة وتدمر أدواتها العاجزة وتستبدلها ببنية جديدة لسلطتها الشعبية الديموقراطية "؟؟؟ .
وفى بورصة الشعارات هذه وجدنا من يرفع شعار " مواصلات عامة مجانية " وإلى جانبه من يرفع شعار " مجلس إنتقالى " لعموم الشعب يدير المرحلة الإنتقالية إنتهاء ب " محاكمة مكتب الإرشاد " .
اذا كنت قد أشرت لإختلاط الشعارات الأساسية التاكتيكية , بالأهداف البرنامجية فقد إختلطت أيضا بأدوات , وأساليب النضال , وأشكال التنظيم , والحركة. فالأخيرة لاتشتق من واقع تحليل الأوضاع فعليا ومدى تلاؤمها مع موازين القوى , والمزاج النفسى لجمهور معين , وإنما من تصور أن هناك اساليبا ثورية , وأكثر وأقل , وأدنى ثورية . والحال أنه ليس هناك سلما تدرجيا يبدأ من العريضة الإحتجاجية , مرورا بالإضراب عن الطعام , الى الوقفة الإحتجاجية ,الى السلاسل البشرية , إلى الإضراب الإقتصادى , الى المظاهرة السياسية , إلى الإعتصام الميدانى , والإضراب الإقتصادى فالسياسى العام , إلى حرب الأنصار , فالإنتفاضة المسلحة , فالثورة الشاملة ... إلخ . فالمسألة ترتبط بالشروط الموضوعية والذاتية لا بإنتقائية طارحى أدوات واساليب وأشكال النضال , الأمر الذى يحدث فى أوساط القوى الثورية بإعتبارها وصفات مطبخية مسبقة يحددها الإختيار الإعتباطى . كم مرة دعا بعض المناضلين الشعبويين إلى الإضراب العام أو العصيان المدنى الذى لم يتحقق أو إلى الإعتصام أو الحصار حتى إسقاط النظام ولم يتحقق , أو منع المواطنين بالقوة من القيام بالإدلاء بأصواتهم فى الإستفتاء الأخير على الدستور التمكينى الإستبدادى ؟؟؟
والحال أن علينا رجوعا الى لينين , أن نتناول أشكال النضال من منظور ماركسى . فمن ناحية المبدأ علينا أن نقبل كل أشكال النضال وأشدها تنوعا , وهى أشكال لانخترعها من إلتهاب أدمغتنا , وإنما نعمم أشكال نضال الطبقات الثورية الدائرة , التى تنبثق بصورة عفوية فى مجرى الحركة الثورية بالذات . وتصبح مهمة الثوريين هى تنظيم هذه الأشكال وبث الوعى فيها , الأمر الذى يقود بطبيعته إلى معاداة الصيغ المجردة , والوصفات المذهبية التى لاتنظر بإنتباه للنضال الجماهيرى الجارى الذى يتمخض عن أساليب جديدة للدفاع والهجوم تزداد تنوعا مع مسيرة الصراع الطبقى . أضف إلى ذلك ضرورة البحث والنظر فى أشكال النضال بشأن حركة ثورية معينة داخل ظروفها التاريخية الملموسة والدرجة التى بلغتها , والتغيرات الضرورية التى قد يتعين أن تحدث حيث تحتل أشكال نضال فى مرحلة معينة موضع الصدارة لتحل محلها أخرى ثانوية أو تابعة , أو العكس . ولعل الإنتقال من الإعتصام فى الميدان والزحف والحصار ( الإتحادية أو المقطم ) إلى السلاسل البشرية ل " كاذبون " أو جمع التوقيعات لحملة تمرد برهان على ماقيل عاليه .
ندرك الظروف العسيرة التى تتواجد فيها عصبة صغيرة من الراديكاليين الثوريين وسط هذا المد اليمينى الذيلى الإصلاحى الجارف غير أن الثورة التى قامت منذ عامين ونصف تحت شعار إسقاط النظام عنت فيما عنت بأهدافها ومسارها اللاحق مايمكن أن يكون موضوعا لنقاش وإتفاق وترويج الثوريين : الإطاحة بسلطة الدولة الإخوانية – إقامة جمهورية ديموقراطية شعبية – إنتخاب حكومة ثورية مؤقتة مهمتها تنفيذ أهداف ثورة 25 يناير – إصدار دستور ديموقراطى جديد تضعه جمعية تأسيسية منتخبة يقيم دولة المواطنة الكاملة ويرسى كافة الحقوق والحريات الديموقراطية , ويرسخ حقوق الشعب الكادح والمستغل – خلق الأشكال التنظيمية الجماهيرية للديموقراطية المباشرة بمافيها أدوات الدفاع الشرعى عن الثورة ضد خصومها والمعتدين عليها . ... كل الوطن ميدان مواجهة ... يتبع



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل أن تهب العاصفة - 1 - حتى لانعزز الثورة المضادة
- القانون ونشأة الذات الرأسمالية - يفيجينى ب . باشوكانيس
- الماركسية وأنثروبولوجيا المدارات الحزينة - سايمون كلارك - مر ...
- الماركسية وأنثروبولوجيا المدارات الحزينة - تأليف سايمون كلار ...
- الماركسية وأنثروبولوجيا المدارات الحزينة - تأليف سايمون كلار ...
- الماركسية وأنثروبولوجيا المدارات الحزينة - تأليف سايمون كلار ...
- الماركسية وأنثروبولوجيا المدارات الحزينة - تأليف سايمون كلار ...
- الماركسية وأنثروبولوجيا المدارات الحزينة - تأليف سايمون كلار ...
- الماركسية وأنثروبولوجيا المدارات الحزينة - تأليف سايمون كلار ...
- الماركسية وأنثروبولوجيا المدارات الحزينة - تأليف سايمون كلار ...
- الماركسية وأنثروبولوجيا المدارات الحزينة - تأليف سايمون كلار ...
- الماركسية وأنثروبولوجيا المدارات الحزينة - تأليف سايمون كلار ...
- سلطة الشعب أو - ثورة إدسا - بين التوظيف الليبرالى ومرض الشيخ ...
- الواقع السياسى بين النص القانونى والصراع الطبقى
- السياسة والمضمون الطبقى
- أزمة الثورة ومأزقها
- حزب العمال الشيوعى المصرى - إنتفاضة يناير ( كانون الثانى ) 1 ...
- الماركسية والتفكيكية : الغرب ضد الآخر - بعض الأفكار حول كتاب ...
- من كتابات حزب العمال الشيوعى المصرى - ممهدات وحدود حرب اكتوب ...
- من كتابات حزب العمال الشيوعى المصرى -- ممهدات وحدود حرب أكتو ...


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد العليمى - قبل أن تهب العاصفة 2 - هل يمكن أن نتجاوز فوضى الشعارات ؟