أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -مِنْ أين لكَ هذا؟-.. عربياً وإيرانياً!














المزيد.....

-مِنْ أين لكَ هذا؟-.. عربياً وإيرانياً!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4126 - 2013 / 6 / 17 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"مِنْ أين لكَ هذا؟"؛ فما هو هذا الـ "هذا"؟
إنَّه كل شيء تحصل (أو تستحوذ) عليه، أو تتملَّكه، "من غير وجه حق"؛ أقول "من غير وجه حق"، مع أنَّ "الحقَّ نفسه"، ولجهة معناه، لن يكون محلَّ اتِّفاق بين الناس، أو بين ذوي المصالح المتناقضة على وجه الخصوص.
وإنَّه لسؤالٌ في شرعية "الثروة"، أيْ في شرعية اكتسابها، وجمعها، والحصول عليها، وحيازتها؛ و"الثروة" بعضها، لا كلها، على هيئة وشكل "مال"؛ والثروة "سُلْطة"؛ ففيها تكمن سُلْطة، أو يمكن أنْ يُتَرْجِمها صاحبها بسُلْطة؛ أمَّا السُّلْطة نفسها فينبغي لها (إذا ما أراد صاحبها أنْ يكفي نفسه شَرَّ السؤال "مِنْ أين لكَ هذا؟") ألاَّ تَلِد ثروة، أو تُتَرْجَم بثروة؛ لكن في بلادنا التي أغناها الله بقادة مُفْقِرين لشعوبهم وأوطانهم الغنية لا معنى، ولا أهمية، للسُّلْطة إنْ لم تكن كالدجاجة التي تبيض لأصحابها ذَهَباً؛ فهلْ أدلكم على مثال يكفيكم طول الشَّرح والتفسير؟
إنَّه مثال الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي الذي هو الآن في حِصْن حصين، مع أنَّ كل ما كُشِف من مكنونه ومستوره (وهو الذي ليس بالرَّجُل المستور) يُثْبِت ويؤكِّد أنَّه كان لِصَّاً في مَرْتَبة (أو على هيئة) رئيس دولة.
هذا "اللِّص ـ الرئيس"، والذي كثيرٌ من أمثاله لم يُخْلعوا بَعْد، يمتلك (على ما قدَّر رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي) مع زوجته (التي كانت الرَّقبة التي تُحرِّك رأسه) وعائلتيهما (نحو 114 شخصاً) ما يَعْدِل "نِصْف ثروة تونس"؛ فهلْ فهمتم المعنى الحقيقي لسُلْطة هذا الرئيس، صاحب العبارة الشهيرة "لقد فهمتكم"؟!
لا أعْرِف مَنْ ذا الذي ابتلانا بهذا الصِّنْف من "القادة"، الذين لا مَطْمَع لهم في أنْ يَذْكُر التاريخ فضائلهم ومآثرهم ولو في سطر واحد من كتابه، ولم تستبدَّ بهم إلاَّ الرغبة في أنْ يَجْمعوا ويُركِّزوا في أيديهم السُّلْطة، توصُّلاً إلى أنْ يَجْمعوا ويُركِّزوا في أيديهم نِصْف ثروة الأُمَّه؛ ثمَّ يُعْلِن "كبيرهم (حسني مبارك)"، وكأنَّه يَخْطُب في قَوْم من الأغبياء، أنَّه لن يتخلَّى عن شَرَف خِدْمة الشعب ما دام فيه عِرْق ينبض!
والشعب الإيراني الشقيق، الذي يَسْعَوْن في توريطه في الصراع السوري بما يؤسِّس لعداء بغيض كريه بينه وبين العرب، يسأل السؤال نفسه "مِنْ أين لكَ هذا؟"؛ و"هذا" إنَّما تعني، إيرانياً، السُّلْطة (الهائلة، الجوهرية، النوعية، الفعلية) التي تتمتَّع بها، وتستحوذ عليها، "مؤسَّسة" تُدْعى "الوليِّ الفقيه"، أو "المرشد الأعلى"، الذي ينوب عن "الإمام الغائب" في قيادة الأُمَّة، و"إقامة حُكْم الله على الأرض"؛ ولهذه المؤسَّسة ذراعها العسكرية والاقتصادية الطويلة القوية، ألا وهي "الحرس الثوري".
إنَّ هذه الولاية، أيْ "ولاية (وحاكمية) الفقيه الجامع للشرائط في عصر غيبة الإمام الحجة"، هي انتقاص كبير من حقِّ الشعب الإيراني في أنْ يكون مَصْدَر السلطات جميعاً؛ فـ "المُنْتَخَبون"، في إيران، لا يَحْكمون، بالمعنى الحقيقي للُحْكم؛ و"غير المُنْتَخبين"، أيْ المُنْضوون إلى "المؤسَّسة الدِّينية"، يَحْكمون؛ ولقد اختصُّوا "اللَّحْم" من "السُّلْطة" لأنفسهم، تاركين "العَظْم" منها للشعب؛ فالناخِبون يتلهُّون عن "الحاكِم الفعلي" بفتات السُّلْطة؛ أمَّا "المرشَّحون" المتضوِّرون من جوع سياسي، فتراهم في صراعٍ عنيف شديد مداره هذا "العَظْم".
أهل تلك "المؤسَّسة"، والذين لهم مقاليد السلطة الفعلية في البلاد، ويُفوِّضون إلى أحدهم الإنابة عن الإمام الغائب في قيادة الأُمَّة، وإقامة حُكْم الله على الأرض، لن يتخلُّوا عمَّا يَعْتدُّونه "تكليفاً" لهم مِمَّن تَعْلو إرادته إرادة الأُمَّة؛ وكيف لهم أنْ يتخلُّوا عن هذا "التكليف"، أيْ عن هذه "الثروة الدِّينية" التي اختصُّوها لأنفسهم ومؤسَّستهم، وهُمْ يَرَوْنه يُتَرْجَم، في استمرار، بمزيدٍ من الثروات المالية والمادية لهم، وبمزيدٍ من السُّلْطة الفعلية لهم، أيْ بمزيدٍ من الإطالة والتقوية لـ "الرقبة (الدينية)" التي تُحرِّك "الرأس (المُنْتَخَبَة من الشعب)"؟!
نحو 73 في المئة من الناخبين الإيرانيين أدلوا بأصواتهم، التي بنحو 51 في المئة منها فاز المرشَّح الرئاسي حسن روحاني؛ فهلَّل "الإصلاحيون"، وانتهت 8 سنوات من "حُكْم المحافظين"؛ لكنَّ السُّلْطة شبه المُطْلَقَة لـ "المرشد الأعلى" بقيت في الحِفْظ والصَّوْن؛ ووظيفة الرئيس الجديد (المعتدل الإصلاحي) هي أنْ يذهب، في استمرار، إلى "المرشد الأعلى"، مسلَّحاً بهذه "القوَّة التصويتية (أو الصوتية)"، لـ "يُقْنِعه" بأمرٍ ما، أو ليستجدي معونته السياسية؛ فـ "المُنْتَخَب"، في "الديمقراطية الإيرانية"، يستمدُّ سلطته من "غير المُنْتَخَب"؛ ومع ذلك، يُعْلِن الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني أنَّ إيران أجْرَت "أكثر الانتخابات ديمقراطيةً في العالَم"!
أقول هذا وأنا أعلم أنَّهم سيعترضون على قولي قائلين إنَّ الشعب ما كان ليُقْبِل هذا الإقبال على صناديق الاقتراع لو لم يكن قانعاً بما قسم له من نظام (وقانون) انتخابي، ومن "ديمقراطية"، ومن نظام حُكْمٍ، يعطي ما للوليِّ الفقيه للوليِّ الفقيه، وما للرئيس للرئيس.
وسأعترِض على اعتراضهم قائلاً: إنَّ هذا خير دليل على وجود، وعلى وجوب وجود، الصِّلة السببية بين "المصيبة" وبين "المُصاب بها".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إطالة أمد الصراع في سورية هي معنى -الحل السياسي-!
- حركة الزمن عند تخوم -ثقب أسود-
- ما معنى -بُعْد المكان الرابع- Hyperspace؟
- -الخطأ- الذي تحدَّث عنه عريقات!
- ما سَقَط في سقوط القصير!
- الصحافي والسلطة!
- أين -الربيع العربي- من -السلطة القضائية-؟!
- مصر هِبَة النِّيل لا هِبَة أثيوبيا!
- جوهر التفاهم بين كيري ولافروف
- أسئلة -جنيف 2-
- ما معنى -الآن-؟
- كيف تؤسِّس حزباً سياسياً.. في الأردن؟
- لا خلاص إلاَّ ب -لا المُثَلَّثَة-!
- أعداء الديمقراطية الأربعة
- خطاب يؤسِّس لعهد جديد من الصراع!
- عَبْر -القصير- إلى -الجنَّة-!
- تعلَّموا من إبيكوروس معنى -الحياة-!
- -القبطان- بشَّار!
- سيناء تطلب مزيداً من السيادة المصرية!
- ما معنى أنْ ينجح -المؤتمر الدولي-؟


المزيد.....




- فيديو يظهر فيضانات عارمة تضرب إسبانيا
- -نافذته فُتحت بالقوة-.. العُثور على سفير جنوب أفريقيا لدى فر ...
- فيديو منسوب لـ-فتح بوابات السد العالي بعد تحذيرات من فيضان ب ...
- كيف انطلقت مظاهرات المغرب عبر تطبيق لألعاب الفيديو؟
- ما هي أبرز بنود خطة ترامب للسلام في غزة؟
- توني بلير: من ماضي العراق إلى مستقبل غزة
- بنحو 55 مليار دولار.. الاستحواذ على شركة -إلكترونيك آرتس- ال ...
- الاتحاد الأوروبي يواجه أول اختبار لإصلاحات الهجرة المعتمدة ف ...
- سوريا: جهاد عيسى الشيخ...من شريك قديم للشرع إلى خصم له ثم مم ...
- عماد أبو عواد: -خطة ترامب بشأن غزة غامضة، ولا تقدم أي إنجاز ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -مِنْ أين لكَ هذا؟-.. عربياً وإيرانياً!