أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - خطاب يؤسِّس لعهد جديد من الصراع!














المزيد.....

خطاب يؤسِّس لعهد جديد من الصراع!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنَّها ساعة "الوضوح والحقيقة والكلام الذي يُسْمَع بالعين لا بالأُذْن"؛ وهذه "الساعة" هي التي فرضت على إيران أنْ يلقي حسن نصر الله (الأمين العام لـ "حزب الله" في لبنان) خطاباً بهذا الشكل، وبهذا المحتوى؛ وإنِّي لأفهم هذا الخطاب على أنَّه تأسيس لعهد جديد من الصراع في سورية، ومن الصراع الإقليمي ـ الدولي، الذي خرج من رحم الصراع الأوَّل، ثمَّ شرع يسيِّر رياحه بما تشتهي مصالح وأهداف أطراف الصراع الثاني (الإقليمي ـ الدولي).
بدءاً من هذا الخطاب، الذي في حدِّه الحدُّ بين.. و..، اختلف كل شيء؛ وينبغي لنا (ولهم) أنْ ننظر إلى كل ما سيأتي به هذا الصراع، من الآن وصاعداً، بعيون مختلفة.
حسن نصر الله نعى، ضمناً، "الجمهورية العربية السورية"، ورئيسها (إلى الأبد) بشار الأسد، الذي هو الآن، ولجهة مصيره ومستقبله، كميِّتٍ يأبى ذووه وأهله وأقرباؤه وأحباؤه الاعتراف بموته إلاَّ بعد دفنه؛ و"مراسم الدَّفْن" يمكن (وأقول "يمكن") أنْ تكون هي نفسها مراسم الاحتفال بولادة طفلٍ جديد (هو كناية عن "سورية الجديدة") لسايكس وبيكو، بهيئتيهما الجديدتين.
إيران لا تقبل أبداً (وهذا من حقِّها بصفة كونها القوَّة الإقليمية الأولى التي تقاتِل في سورية الشعب السوري وثورته باسم العداء لأعداء "المقاوَمَة" من قوى دولية وإقليمية وعربية وسورية) أنْ يُعْقَد "مؤتمر جنيف ـ 2" في غيابها؛ فهي يجب أنْ تأتي (مع أصدقائها وأعدائها) إلى هذه "السوق" لـ "تتسوَّق"؛ فإنَّ لديها رغبة قوية في الشراء والبيع.
"إيران يجب أنْ تَحْضُر"؛ وهذا ما قالته بلسان حسن نصر الله إذْ قال إنَّه سيزجُّ بكل ما لديه من مقاتلين وسلاح في "معركة الحزام"؛ فـ "المحافظات السورية التي لها حدود مع لبنان يجب أنْ تنتقل السيطرة (العسكرية) عليها من أيدي التكفيريين إلى أيدي حزبه"؛ ولقد أذعن واستخذى المهزوم بشار (رئيس الجمهورية العربية السورية) لهذه المشيئة الإيرانية الصَّرف؛ ففي الصراع الجديد، الذي بدأ إذْ انتهى حسن نصر الله من إلقاء خطاب طهران، غدا بشار حليفاً لإيران في صراعها السوري؛ وإيَّاكم، من الآن وصاعداً، أنْ يلتبس عليكم الأمر؛ فبشار الذي كانت إيران حليفاً له قبل أنْ يُهْزَم هو الآن حليف إيران في الصراع السوري.
و"طرطوس" هي الآن الموضع الذي تتركَّز فيه المصالح الحيوية المشتركة لروسيا وإيران و"حزب الله"؛ وإنَّ على إيران و"حزب الله" ، وانطلاقاً من القصير، وجوارها، أنْ يبسطا سيطرتهما العسكرية على المحافظات والمناطق السورية المحاذية للبنان، وبما يسمح بالوصل بين المعاقِل العلوية في الغرب السوري (أيْ في الجبال والساحل) ومعاقِل "حزب الله" في لبنان، وفي الهرمل، على وجه الخصوص، وأوَّلاً، وبما يسمح بالوصل، أيضاً، وإلى أنْ يتَّضِح مستقبل سورية، بين هذه "البقعة (المعاقل العلوية، ومعاقل "حزب الله" في لبنان، والمناطق والمحافظات السورية التي أُخْرِج منها "التكفيريون") وبين العاصمة دمشق.
"سورية الظَّهْر والسَّنَد" لـ "حزب الله" يجب أنْ تتغيَّر بمعناها الجغرافي الآن؛ فصلة الوصل بين إيران و"حزب الله" ما عادت العراق بمناطقه الغربية (منطقة الأنبار على وجه الخصوص) غير الآمنة، ولا سورية بمناطقها الشرقية غير الآمنة أيضاً، ولا مطار دمشق؛ وإنَّما "ميناء طرطوس"، حيث الوجود العسكري البحري الروسي، والسُّفُن الإيرانية الحربية وغير الحربية التي تُكْثِر من زيارته.
حرب "حزب الله" في سورية هي الآن حقيقة لا ريب فيها؛ وهذه الحرب ما عادت من أجل حماية أماكِن مقدَّسة لدى الشيعة، ولا من أجل شيعة لبنانيين يقطنون قرى ومناطق سورية محاذية للبنان؛ ولن تكون (إلاَّ إذا أصاب العمى أبصارنا وبصائرنا) من أجل (أيْ دفاعاً عن) سورية ولبنان وفلسطين؛ إنَّها حربٌ من أجل إيران و"الحزب"، ولا ضرر منها على مصالح روسياً، سورياً وإقليمياً.
لبنان الرَّسمي قال بـ "سياسة النأي بالنفس" عن الصراع في سورية؛ وها هو نصر الله يعيد تعريف هذه السياسة، قائلاً لخصوم بشار الأسد من اللبنانيين: تعالوا (إذا ما أردتم) لنتقاتَل في سورية؛ وللننأى جميعاً بلبنان عن الحرب والاقتتال والدمار؛ وكأنَّ لبنان مفهوم جغرافي صرف، يمكن أنْ يقتتل أبناؤه في "الملعب السوري"، وأنْ يظل، في الوقت نفسه، في الحفظ والصون، لا يصيبه مكروه!
"حزب الله"، وعلى ما أعلن نصر الله، لا يحتاج من أجل القتال والانتصار في سورية إلى تلك "الكلمة السِّحْرية"، إعلان "الجهاد"؛ فإنَّ لديه "كلمة سِحْرية أخرى أقوى وأشد وَقْعاً (في النفوس)"؛ ولقد أثار نصر الله فضولنا إذا قال "إنَّهما كلمتان اثنتان" إذا قالهما انطلق عشرات الآلاف من مقاتليه إلى سورية للقتال؛ فهل أفصح لنا عن هاتين "الكلمتين السِّحريتين"؟!
احْزروهما؛ فإنْ حزرتم، فهمتم، عندئذٍ، معنى "التكفير" و"التكفيريين"!
أمَّا ما أدهشني أكثر فهو "المعادلة الإسرائيلية" لهذا الصراع الجديد؛ فلا سلاح يَدْخُل إلى "حزب الله" في لبنان (من أجل تعزيز "المقاومة") لكن لهذا الحزب ملء الحق في أنْ يُخْرِج من لبنان إلى سورية كل ما لديه من سلاح؛ فإنَّ "احتلال" التكفيريين للقصير وغيرها سيُصيب مقتلاً من مهمة "تحرير" مزارع شبعا.
وإنَّي لم أرَ إيماناً يشبه الكفر بالمقاومة كالإيمان ببشار الأسد، شخصاً وحُكْماً؛ والمؤمن هذا الإيمان ببشار هو وحده الذي يحقُّ له أنْ يرفع عقيرته صارخاً: وَيْلٌ للعرب، وَيْلٌ للمسلمين، وَيْلٌ لسورية ولبنان؛ لا بَلْ وَيْلٌ لفلسطين، إذا ما سَقَط (أو أُسْقِط) بشار!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَبْر -القصير- إلى -الجنَّة-!
- تعلَّموا من إبيكوروس معنى -الحياة-!
- -القبطان- بشَّار!
- سيناء تطلب مزيداً من السيادة المصرية!
- ما معنى أنْ ينجح -المؤتمر الدولي-؟
- -نظام التصويت- الذي يؤسِّس لمجتمع ديمقراطي
- فلسفة -الإرادة-
- في فِقْهِ -الاستبداد الدِّيني-
- لماذا أعلن كيري -الدليل القاطِع-؟
- هذا -الرَّد الإستراتيجي- السوري!
- الوزن الحقيقي ل -تَفاهُم كيري لافروف-
- هل ثمَّة ما يُبرِّر خوفنا من الموت؟
- لماذا يصر نتنياهو على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل على أنَّها ...
- شبابنا إذا حُرِموا -نِعْمَة- العمل!
- الظاهِر والمستتِر في الضربة الإسرائيلية
- في الجواب عن سؤال -الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية-
- -إنجاز- كيري!
- طريقتنا البائسة في التفكير والفَهْم!
- عيد -المحرومين في وطنهم-!
- مهاتير يُحذِّرنا وينصحنا!


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - خطاب يؤسِّس لعهد جديد من الصراع!