أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عَبْر -القصير- إلى -الجنَّة-!














المزيد.....

عَبْر -القصير- إلى -الجنَّة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سَمِعْتُ أنَّ في "القصير"، الحمصية السورية، والتي لموقعها في جغرافيا الصراع في سورية من الأهمية ما جعلها زَيْتاً يُصَبُّ على نار هذا الصراع، قد افْتُتِحَ "مطار" إلى "جنَّات عَدْنٍ تجري من تحتها الأنهار"، وأنَّ كثيراً من أهل لبنان، القانِط من رحمة صيفٍ سياحي يُنْعِش اقتصاده، سَجَّلوا أسماءهم في سِجِلِّ الراغبين في السَّفَر إلى "الجنَّة" على متن "طائرة الشهادة"، وأنَّ "المحظوظين" منهم قد وصلوا (إلى أرض المطار، أو إلى سُلَّم الطائرة، أو إلى الجنَّة نفسها).
ومَنْ رآهُم يقول إنَّهم مجاهدون صناديد، يلقون أنفسهم في النَّار الأرضية، يُقاتِلون، فيُقتِّلون، ويُقْتَلون؛ الذي لم يُقْتَل منهم بَعْد يدوس جُثَث رفاقه؛ فلقد اشْتَمَّ رائحة الجنَّة، ولا كابح، من ثمَّ، يكبح اندفاعه كسَيْلٍ.
لقد داس جُثًث رفاقٍ له سبقوه في الوصول إلى "الجنَّة"، وهو الذي جاء ليُحامي عن أمكنة مقدَّسة، وعما تضمُّه في ترابها المقدَّس من بقايا جماجم وهياكل عظمية مقدَّسة؛ فهؤلاء الموتى من مئات السنين، والذين هُمْ الآن من أهل الجنَّة، خالدين فيها أبداً، هُمْ الذين يقودون الآن، من قبورهم، جيوش المجاهدين في "القصير"، وفي غيرها من المناطق السورية المقدَّسة، مقيمين مزيداً من الأدلة على أنَّنا من عالَمٍ نسيج وحده؛ فهل من عالَمٍ غير عالمنا يستمرُّ فيه، ويتوطَّد، حُكْم الموتى للأحياء؟!
ثمَّ يُعْقَدُ القران؛ فالمهزلة تعقد قرانها مع تلك المأساة؛ فإنَّ في "الطرف الآخر" مجاهدين لا يَقِلُّون عن "أعدائهم (من أولئك المجاهدين)" بأساً وشجاعةً وإقداماً وبسالةً، ولا رغبةً في السَّفَر إلى الجنَّة، وعلى متن الطائرة نفسها؛ ويَقْتَتِلون، ويَقْتُل بعضهم بعضاً؛ وإنِّي لأتساءل، في حيرةٍ ودهشةٍ واستغراب، قائلاً: هل الجنَّة تتَّسِع لهم جميعاً، للقاتِل والمقتول من صِنْفَيِّ المجاهدين؟!
إنَّها، وعلى ما أظُنُّ (وليس كلُّ الظَّنِّ إثماً) لا تَتَّسِع، ولو كان عرضها السموات والأرض؛ وإنِّي لأتمنَّى أنْ يخيب ظنهم عند الوصول، فيَصْلون ناراً ذات لهب.
وإنَّهم ليسوا مقاتلين، ولا صناديد، ولا بواسِل؛ فهم "أُناس"، غُسِلَت أدمغتهم (مع أنَّ الغسل هو إزالة الوسخ عن الشيء، وتنظيفه بالماء وغيره) وأُلْغِيَت عقولهم، وتوحَّشِت أرواحهم حتى افترست البقية الباقية من إنسانيتهم، فقتلوا "الطِّفْل (الآخر)"، أيْ الطفل في "القصير"، وكأنَّهم يقتلون حشرة؛ فمُحْكمو قبضاتهم "الفكرية (والروحية)" على عقولهم ومشاعرهم "شيطنوا" لهم "الطرف الآخر"، ولو كان بعضه من الأطفال، فاستسهلوا واسترخصوا قَتْل "الطفل" قَبْل أنْ يَكْبَر، ويَكْبَر معه "العداء" لهم؛ ظاهرهم شجاعة وإقدام؛ أمَّا باطنهم فيشهد على أنَّهم "بشرٌ آليون"، يُسيَّرون عن بُعْد؛ ومسيِّروهم على الأرائك متكئين، يأكلون من طيِّبات ما رزقهم الله، لهم الجواري والخدم والحشم، ويمدُّون آياديهم المبارَكَة لأفواه تُفْتَح للأكل، وتُغْلَق للتقبيل؛ ولا عمل لهؤلاء السَّادة يؤدُّونه على خير وجه إلاَّ "الغسل"، غسل العقول بمغسلة ("فكرية") يَشْهَد "المغسول" على أنَّها لا تَصْلُح إلاَّ لجعل النَّظيف وسخاً؛ وهؤلاء السَّادة يقولون لِمَن أصمَّهُم الله، وأعمى أبصارهم، أيْ لأتباعهم المسبِّحين بحمدهم: صَدِّقوا ما نقول، ولا تفْعَلوا ما نَفْعَل؛ فنحن نفضِّل الحياة الدنيا، بملذاتها، على الحياة الآخرة، مع أنَّها خير وأبقى؛ اذْهبوا أنتم إلى "مطار القصير"؛ وإنَّا ها هنا قاعدون، نغسل العقول، ونسجِّل الأسماء، ونُنظِّم الرحلات إلى الجنَّة، ونشتري بدمائكم وأرواحكم الرخيصة مزيداً من القصور، ومن الثياب الخضر المصنوعة من سُنْدسٍ وإستبرق، ومزيداً من النفوذ لنا، ولأسيادنا؛ فنحن سادتكم، وهُمْ سادتنا.
عن أيِّ جنَّةٍ يتحدَّثون؟!
إنَّه لحديث الإفك؛ فالجنَّة لا يُصْعَد إليها على جماجم الأطفال ولو كانوا من أطفال غير المسلمين؛ والجهاد في سبيل "قاتِل الأطفال" إنَّما هو الجريمة التي لا تعدلها جريمة بشاعةً؛ لقد اختلَّت موازينكم، وزاغت عقولكم وقلوبكم؛ فَلَمْ أرَ من جهادٍ يرخص فيه "أولى القبلتين، وثالث الحرمين" كجهادكم.
"الأقصى" سَقَطَ في "أيديهم"؛ لكنَّ أُذنيه، وعلى اتِّساعهما، لم تسمعا قائلاً يقول "لن نسمح بسقوطه"؛ لكن ما أنْ أزِفَت ساعة سقوط القاتِل في أيدي ضحاياه حتى سمعنا كلاماً تمجه الأسماع؛ فَمَنْ استعصى عليه تمييز "الأقصى" من "قَبْر" هنا، و"قَبْر" هناك، لن نلومه إذا لم يميِّز "الجلاَّد" من "الضحية"، و"الحاكم" من "الوطن"



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعلَّموا من إبيكوروس معنى -الحياة-!
- -القبطان- بشَّار!
- سيناء تطلب مزيداً من السيادة المصرية!
- ما معنى أنْ ينجح -المؤتمر الدولي-؟
- -نظام التصويت- الذي يؤسِّس لمجتمع ديمقراطي
- فلسفة -الإرادة-
- في فِقْهِ -الاستبداد الدِّيني-
- لماذا أعلن كيري -الدليل القاطِع-؟
- هذا -الرَّد الإستراتيجي- السوري!
- الوزن الحقيقي ل -تَفاهُم كيري لافروف-
- هل ثمَّة ما يُبرِّر خوفنا من الموت؟
- لماذا يصر نتنياهو على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل على أنَّها ...
- شبابنا إذا حُرِموا -نِعْمَة- العمل!
- الظاهِر والمستتِر في الضربة الإسرائيلية
- في الجواب عن سؤال -الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية-
- -إنجاز- كيري!
- طريقتنا البائسة في التفكير والفَهْم!
- عيد -المحرومين في وطنهم-!
- مهاتير يُحذِّرنا وينصحنا!
- العراق على شفير الهاوية!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عَبْر -القصير- إلى -الجنَّة-!