أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ما سَقَط في سقوط القصير!














المزيد.....

ما سَقَط في سقوط القصير!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"القصير" سقطت؛ وفي "الخامس من حزيران"، سقطت؛ ففي أيدي مَنْ سقطت؟
والنَّاظِر إلى (وفي) سقوطها بعينين يقظتين لا تغشاهما أوهام، أو بقايا أوهام، لا يرى سقوط "القصير" فحسب، وإنَّما السقوط، كل السقوط، وكل معاني السقوط، في سقوط "القصير"؛ فيا لها من هزيمة مشرِّفَة، ويا له من نصر حقير؛ فَلْتَلْبَس المهزومة "الغار"، وليَلْبَس المنتَصِر العار!
"القصير" هي الفَرْق البيِّن (والذي لا يراه إلاَّ من أنعم عليه التاريخ بشيء من قوَّة بصره) بَيْن "القَتْل" و"الموت"؛ فإنَّ "قَتْل" القصير هو قَتْلٌ لآخر مَنْ يموت؛ لأنَّه يُمثِّل كل ما هو غير قابِلٍ للموت، مهما قَتَلوه، وقَتَّلوه. وهذا "القتيل" غير مرَّة، والذي لا يموت أبداً، هو الذي سيُحيي عِظام "ذي قار" وهي رميم؛ ولقد كان العرب قبائل شتَّى؛ لكن في "ذي قار"، وبها، وُلِدَ الشعور القومي العربي؛ وها هي "القصير" تَخْرُج من رمادها على هيئة جديدة، هي "ذي قار" الجديدة!
في "غَزْوَة القصير"، رأيناهم أُلوفاً مدجَّجين بالسلاح من رؤوسهم حتى أخماص أقدامهم؛ وبالأوهام والأحقاد مدجَّجين أيضاً، فحاصروا، وقتَلوا، وقَتَّلوا؛ أحرقوا، ودمَّروا؛ واختُبِر السلاحان الروسي والإيراني خير اختبار في أجساد وبيوت أهل القصير؛ وكان لهم "النَّصر" الذي به وُعِدوا؛ فدَخلوا القصير؛ لكن بعدما خَرَجَت من الجغرافيا؛ فيا أيُّها المارُّ من هنا، القصير كانت هنا!
وها هو "الخامس من حزيران" يهتف "إنَّ هذا الشِّبْل من ذاك الأسد"؛ ففي اليوم نفسه، من قَبْل، سَقَطَ إذْ سَقَطَت الجولان؛ وفي اليوم نفسه، من 2013، سَقَطَ، أيْ أمعن في السقوط، إذْ سَقَطَت القصير.
جيشه تَرَكَ، ويترك، الجولان لـ "يُحرِّرها" باحتلاله القصير؛ فيا أَيُّها "المُصَوِّر (المنتَصِر)" الذي صَوَّرْتَ للتاريخ جيش بشار في داخل القصير، هل لكَ أنْ تأتينا ولو بصورة واحدة يَظْهَر فيها هذا الجيش مرابطاً في وجه العدوِّ الإسرائيلي في الجولان، الذي له رَبٌّ يحميه؟!
لا جيش في الجولان إلاَّ جيش العدو؛ فهل من "جبهة" مواجَهَة وقتال تبقى في الجولان إذا لم يًبْقَ فيها إلاَّ أحد الجيشين، وهو جيش إسرائيل؟!
بعض أُلوفهم جاء من لبنان، أيْ من شمال خطِّ الليطاني؛ فجنوبه محظور عليهم دخوله، والمرابطة فيها؛ فهل وَقَفْتُم على معنى آخر من معاني سقوطهم في سقوط القصير؟!
اُلوف مدجَّجون بالسِّلاح، وبأوهام يأبى الاستخذاء لها حتى "عبس" و"ذبيان" من قبيلة "غطفان"، عَبَروا "الحدود"، ومعهم "الوعد": لِنَسْلِكَ أعطي هذه الأرض، أرض القصير وحَوْلها، من طرطوس شمالاً، إلى درعا جنوباً.
كان ينبغي لهم أنْ يَعْبروا إلى جنوب الليطاني؛ لكنَّ تارِك الجولان لـ "يحرِّرها" باحتلاله القصير ألهمهم تَرْك جنوب الليطاني لـ "يحرِّروا" مزارع شبعا باحتلالهم القصير أيضاً؛ فيا لها من مدينةٍ لا تُحرَّر الجولان ومزارع شبعا.. وبيت المقدس إلاَّ باحتلال إيران وجيوشها العربية لها!
ومن أرض الرافدين جاءوا أُلوفاً من الموتورين، يريدون الثأر لقتيلهم من أهل القصير، والتعجيل في الفرج؛ فثمَّة من نفث في روعهم أنَّ في القصير مبغاهم ومرادهم.
بشار أَخْرَج، وعَرَف كيف يُخْرِج، الثورة (عليه) عن سِلْميَّة سكتها، معلِّلاً نفسه بوهم أنَّ خلاصه يكمن في "عسكرة الثورة"، وفي إكراه الضحية على حَمْل السِّلاح؛ لكن ما أنْ ثَبُتَ لديه، وتأكَّد، أنَّ "عسكرة الثورة" توشك أنْ تقضي عليه، اكتشفت له إيران "آخر العلاج"، وهو "الكيِّ"، الذي هو كناية عن مَزْج "الطائفية الكريهة بالبارود"، فاتُّخِذت القصيرة قارورةً لهذا المَزْج والمزيج؛ ومع سقوط القصير سيَنْتَشِر هذا الوباء الإيراني الوخيم؛ أمَّا ضحاياه فسوف يَحْسدون ضحايا "بشار الكيميائي"؛ فمن ذا الذي في مقدوره الآن إقناع الملايين، وعشرات الملايين، ومئات الملايين، مِمَّن يشاطرون ضحايا القصير اللون الطائفي نفسه، بأنَّ حربه على القصير ليست بحرب طائفية بغيضة كريهة؟!
في القصير، وبها، رأَيْنا كل أعداء الثورة السورية، الظاهرين منهم والمستترين؛ رأَيْنا بشار وإيران وجيوشها العربية وروسيا وإسرائيل والولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا الغربية، وفي غيرها، يتضافرون على ذبح القصير؛ لكنَّ كل هؤلاء الجزَّارين نسوا أنَّ الثورة ليست بمدينة حتى تَسْقُط وتُحْتَل؛ فاليوم احْتُلَت القصير، وغداً تنتصر الثورة السورية؛ ولسوف تستهل انتصارها على أعدائها بانتصارها على نفسها؛ فإنَّ في القصير مقبرة لكل ما بقي في الثوار من أوهام!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافي والسلطة!
- أين -الربيع العربي- من -السلطة القضائية-؟!
- مصر هِبَة النِّيل لا هِبَة أثيوبيا!
- جوهر التفاهم بين كيري ولافروف
- أسئلة -جنيف 2-
- ما معنى -الآن-؟
- كيف تؤسِّس حزباً سياسياً.. في الأردن؟
- لا خلاص إلاَّ ب -لا المُثَلَّثَة-!
- أعداء الديمقراطية الأربعة
- خطاب يؤسِّس لعهد جديد من الصراع!
- عَبْر -القصير- إلى -الجنَّة-!
- تعلَّموا من إبيكوروس معنى -الحياة-!
- -القبطان- بشَّار!
- سيناء تطلب مزيداً من السيادة المصرية!
- ما معنى أنْ ينجح -المؤتمر الدولي-؟
- -نظام التصويت- الذي يؤسِّس لمجتمع ديمقراطي
- فلسفة -الإرادة-
- في فِقْهِ -الاستبداد الدِّيني-
- لماذا أعلن كيري -الدليل القاطِع-؟
- هذا -الرَّد الإستراتيجي- السوري!


المزيد.....




- الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن ...
- بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت ...
- عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
- تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
- باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
- اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ ...
- ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن ...
- -تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات ...
- هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
- واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ما سَقَط في سقوط القصير!